بقلم: : الأستاذ عبد الصاحب المختار
إن لمن المستغرب حقاً أن نجد معظم النخبة الواعية من فلاسفة المسلمين وأدبائهم عاكفين عن طريق ملؤه هداية وضياء وعبرة وإرشاد وفلسفة وسياسة لأن يبذلوا أوقاتهم ويصرفوا جهودهم بالنقب في ضلال بعض السبل الضئيلة المورد باحثين ومدققين عن دروب الهداية بين صفحات الماضي والحاضر في مسالك العظماء من البشرية ليخلصوا من أبحاثهم بين آونة وأخرى بظفر تحنُ اليه نفوسهم وكأنها مطمأنة الى قياسها بواجب من الواجبات الملقاة على عاتقها واجب استخلاص المثل العليا لأفراد الأمة من سير الزعماء لتوجيههم نحو تلك الفضائل لينيروا بذلك الظفر جزءاً من سبل الجهل والضلال بين العامة كاتبين ومحاضرين عن أعظم السير صفحات.
ظفر في فلسفة فلان وآخر في سياسة فلان وثالث في جهاد فلان من سير جزئية انبعث شملها في شخصيات شرقية أو غربية اكتسبت من معاني العظمة شيئاً أسبغ عليها صفات القدوة أو شاء القدر لأن تكون كذلك زماناً ومكاناً ساعداها على ما وصفت به وما بدت فيه حسبما ترآى للابصار.
وفي مثل هذا الشهر من كل سنة والباحثون في جدياتهم تلك وبينما لا يركن الإسلام للإستفادة من آثار تلك السير نجد الشعوب المسلمة في كآبة تمور نادبة تموج بالبكاء والعويل بينما نجد أولئك الزعماء لا يسعهم إلاّ أن يقفوا بمنعزل عنها يوهمون أو يتوهمون بأن تلك الظواهر التي تتكرر كل عام ما هي إلا عقائد تقليدية أو دوافع عصبية شعوبية يجب أن لا يكونوا عنها إلاّ بمنأى عازل أو بموقف المتفرج الهازل دون أن يساهموا بحثاً أو إرشاداً في سيرة شخصية الذكرى هذه وكأنهم لا يعلموا أو أنهم إذ علموا فتغافلوا عن كون هذه الأصوات المتعالية بعويلها وأناشيدها الشجية إذ يعلوها مظهر التجرد الهياج المحزن ما هي إلاّ حاصل عدم توجههم نحو عظمة ذلك السبيل الهادي المنير الذي عكفوا عنه الى سبيل ابعد يلتمسون بواسطتها غاية الوصول الى السبيل نفسه دون أن يجدوا في البحث والتعمق بين طيات السبيل الأرشد عظمة والأكمل هداية ذلك السبيل الذي خط نهجه من اعاظم الشخصيات الإسلامية لتوجيه تخليدها بأعظم الإحتفالات واشبع المحاضرات درساً وتمحيصاً بين تلك الكآبة وذلك الندب لنزعهما نحو الهدف المقصود من هذه الذكرى أما وأنهم قد نسوا أو تناسوا منهل هذا السبيل أو كانوا قد عجزوا عن تفهم مغزى ينبوعه الخالد بنواحي العظمة بما تعنيه هذه الكلمة من مثل سياسية أو دينية فلسفة أو إيمان وعقيدة أو جهاد فتركوا الإسلام ولا مرشد لشعبه إلى ما يجب أن يسلكه في الحياة من وجوب السير على هدى تلك العظمة ومنار سبيل عظمائهم فقد تركوا البون شاسعاً بين ما راحوا يتلمسون فيه التوجيه بالبحث في بطون التاريخ الغربي أو الجاهلي من عظمة جزئية وقدوات اعتيادية وبين من يلزم توجيههم ومن ذلك كانت الشعوب الإسلامية تصر على الإحتفاظ بتقاليدها الشكلية مصرة على تغافل انتاج تلك الطبقة ما لم تستمد فلسفة هؤلاء الساسة طرق رشادهم وإرشادهم مما تندبه تلك الشعوب ببكائها وتقاليدها من عظمة خالدة وشخصية خالدة هي أسمى من أن يتقدمها جاهل أو يستخلفها مكتسب للعظمة، عظمة الحسين (عليه السلام) تلك العظمة الطبيعية فيه إرثاً وتكويناً مما تعالت عن مجرد الحزن والبكاء أو التساوي بمن شاوءا بحثهم من العظماء كقدوة، الشخصية التي لا يلتقي عند سبيلها الطرفان من الرعاة والرعية وهما في سبيلهما التائه مالم تكتمل فضائل البحث وتجتمع وسائل الإفادة بأن يتحمل الأولون وجائب تخليد تلك العظمة فينهجوا على استنباط وعظهم وإرشادهم من تلك السير النبوية ويأخذوا على عاتقهم إقامة تلك الذكرى فعند ذاك وعند ذلك فحسب ستخلد الشعوب إلى الإفادة بدلاً من الذكرى المجردة عن العمل وعند ذاك فحسب سيقال بأن الرعاة قد شاركوا الرعية أحاسيسها وساروا على اصلاحها وهدايتها وعند ذاك وحسب ما في ذاك من أوج الكمال سيجنح الرعاة إلى العظمة وسينفر الشعب لاستقائها والسير على منارها فتقوم الأخلاق وتقوض الجهالة وتلبس العقائد ويرعاها التمجيد ممن كان يتهزأ لجهالته مغزاها.
أما التساؤل عن كيف السبيل لبلوغ ما نهدف فجوابه أوضح من أن يجاب لو هبط البرجيون لبساط السواد ودرجوا بهم سلم المعرفة والكمال عن طريق القيادة الشعبية المسترشدة بما يحتفلون به وأعني لو أن الأدباء والعلماء قد تزعموا هذه الحفلات وأقاموا بأنفسهم تلك المشاعر على ضوء ما يتوصلون بالتعمق فيه من سيرة العظمة الحسينية تحدوهم ببعض ما يجب أن يقوموا به تجاه الأمة من خدمات لطالما كانت في مقدمة وجائب المثقفين ولعمري أن لفي ذلك تتجلى نواحي العظمة بإيمانها بواجبها فما من عظيم تعاظم شأنه دون رعية شعبية ولا تكون هذه إلاّ إذا تلمس ذاك أحاسيسها ولا يحصل ذلك إلاّ إذا عاش الرسول إلى خلفائه ومن الأئمة إلى من اكتسبوا منهم أو ساروا على نهجهم من عظماء وهي واضحة كل الوضوح بأن كلاً منهم قد عاش ومات بين الأمة لا فوقها ولا بمنأى عنها وهذه سر عظمة عظماء الأمم الآخرين من الذين اسحرتنا عظمتهم فعكفنا عما تبنته عظمة أمجادنا من كمال العظمة ومقامها العليا الى معرفة السر الدفين في بقاء تلك الزعامة زمناً أو دوامها عمراً.
هذا سر من اسرار تلك الزعامات تعلوها زعامات عظمائنا الخالدين وسر آخر من أسرار الزعامة سلف ذكره عرض ما يتطلبه هذا الموضوع هو التوفيق بين ما جمعه الزعيم وشذبه من أفكاره الدراسية وبين ما تبعثر في أذهان الأمة عن طريق الصعود بالآخرين معهم من أسفل ما وقفوا عنده لا محاولة انتشالهم في حالة بقائه في أعلى القمم هذا ما يجب أن نعمله لأداء مطلب الذكرى الحسينية الخالدة ومن ثم مطلب الأمة الإسلامية المجيدة أما ما تتطلبه الذكرى فلا يمكن أن يؤدي بما تؤديه العامة من أحاسيس بالألم وتعابير شتى عن الحزن فلم يكن الحسين (عليه السلام) ولعمري قد ضحى بما ضحى به من نفسه وأنفس مشايعيه لغاية إظهار الأمة بمظهر الموالي أو الذاكر وإنما ضحى ويعنيه العمل على تفهم ما ضحى به لأجله والعمل على السير في ركابه وهو ما لا يمكن أن يؤدي إلاّ عن طريق توجيه الزعامة وعظمتها بتلك العظمة وعند ذاك فستلبس هذه الذكرى لبوسها الجدي وثوبها الجديد ألا وهما لبوس العمل وثوب الفكرة كي يتسنى انتزاع ظواهر التظلم المجردة عن العمل بالدأب على السير في انهاض الشعور بالعمل لنصرة الحق المهضوم ولا نعني بكلمة الحق في هذا المجال حق الخلافة كما يزعمون فإنها الفكرة الأنانية والحق الشخصي اللذان تعالى نفسه وإنما إذ يضحي بها فلغيرها وكان ذلك الغير عند الحسين (عليه السلام) هو دينه الحنيف ومن ثم فيكون المطلوب لنصرة الحق هو العمل لاسترجاع الفضائل التي جاهد من أجلها لسعادة أمة هذا الدين فسلام على من ضحى في سبيلها وسلام على من اهتدى بذاك السبيل وسلام على من صارح بالحق وجاهد ضد الباطل وعمل على خدمة المجموع والله المعين.
إن لمن المستغرب حقاً أن نجد معظم النخبة الواعية من فلاسفة المسلمين وأدبائهم عاكفين عن طريق ملؤه هداية وضياء وعبرة وإرشاد وفلسفة وسياسة لأن يبذلوا أوقاتهم ويصرفوا جهودهم بالنقب في ضلال بعض السبل الضئيلة المورد باحثين ومدققين عن دروب الهداية بين صفحات الماضي والحاضر في مسالك العظماء من البشرية ليخلصوا من أبحاثهم بين آونة وأخرى بظفر تحنُ اليه نفوسهم وكأنها مطمأنة الى قياسها بواجب من الواجبات الملقاة على عاتقها واجب استخلاص المثل العليا لأفراد الأمة من سير الزعماء لتوجيههم نحو تلك الفضائل لينيروا بذلك الظفر جزءاً من سبل الجهل والضلال بين العامة كاتبين ومحاضرين عن أعظم السير صفحات.
ظفر في فلسفة فلان وآخر في سياسة فلان وثالث في جهاد فلان من سير جزئية انبعث شملها في شخصيات شرقية أو غربية اكتسبت من معاني العظمة شيئاً أسبغ عليها صفات القدوة أو شاء القدر لأن تكون كذلك زماناً ومكاناً ساعداها على ما وصفت به وما بدت فيه حسبما ترآى للابصار.
وفي مثل هذا الشهر من كل سنة والباحثون في جدياتهم تلك وبينما لا يركن الإسلام للإستفادة من آثار تلك السير نجد الشعوب المسلمة في كآبة تمور نادبة تموج بالبكاء والعويل بينما نجد أولئك الزعماء لا يسعهم إلاّ أن يقفوا بمنعزل عنها يوهمون أو يتوهمون بأن تلك الظواهر التي تتكرر كل عام ما هي إلا عقائد تقليدية أو دوافع عصبية شعوبية يجب أن لا يكونوا عنها إلاّ بمنأى عازل أو بموقف المتفرج الهازل دون أن يساهموا بحثاً أو إرشاداً في سيرة شخصية الذكرى هذه وكأنهم لا يعلموا أو أنهم إذ علموا فتغافلوا عن كون هذه الأصوات المتعالية بعويلها وأناشيدها الشجية إذ يعلوها مظهر التجرد الهياج المحزن ما هي إلاّ حاصل عدم توجههم نحو عظمة ذلك السبيل الهادي المنير الذي عكفوا عنه الى سبيل ابعد يلتمسون بواسطتها غاية الوصول الى السبيل نفسه دون أن يجدوا في البحث والتعمق بين طيات السبيل الأرشد عظمة والأكمل هداية ذلك السبيل الذي خط نهجه من اعاظم الشخصيات الإسلامية لتوجيه تخليدها بأعظم الإحتفالات واشبع المحاضرات درساً وتمحيصاً بين تلك الكآبة وذلك الندب لنزعهما نحو الهدف المقصود من هذه الذكرى أما وأنهم قد نسوا أو تناسوا منهل هذا السبيل أو كانوا قد عجزوا عن تفهم مغزى ينبوعه الخالد بنواحي العظمة بما تعنيه هذه الكلمة من مثل سياسية أو دينية فلسفة أو إيمان وعقيدة أو جهاد فتركوا الإسلام ولا مرشد لشعبه إلى ما يجب أن يسلكه في الحياة من وجوب السير على هدى تلك العظمة ومنار سبيل عظمائهم فقد تركوا البون شاسعاً بين ما راحوا يتلمسون فيه التوجيه بالبحث في بطون التاريخ الغربي أو الجاهلي من عظمة جزئية وقدوات اعتيادية وبين من يلزم توجيههم ومن ذلك كانت الشعوب الإسلامية تصر على الإحتفاظ بتقاليدها الشكلية مصرة على تغافل انتاج تلك الطبقة ما لم تستمد فلسفة هؤلاء الساسة طرق رشادهم وإرشادهم مما تندبه تلك الشعوب ببكائها وتقاليدها من عظمة خالدة وشخصية خالدة هي أسمى من أن يتقدمها جاهل أو يستخلفها مكتسب للعظمة، عظمة الحسين (عليه السلام) تلك العظمة الطبيعية فيه إرثاً وتكويناً مما تعالت عن مجرد الحزن والبكاء أو التساوي بمن شاوءا بحثهم من العظماء كقدوة، الشخصية التي لا يلتقي عند سبيلها الطرفان من الرعاة والرعية وهما في سبيلهما التائه مالم تكتمل فضائل البحث وتجتمع وسائل الإفادة بأن يتحمل الأولون وجائب تخليد تلك العظمة فينهجوا على استنباط وعظهم وإرشادهم من تلك السير النبوية ويأخذوا على عاتقهم إقامة تلك الذكرى فعند ذاك وعند ذلك فحسب ستخلد الشعوب إلى الإفادة بدلاً من الذكرى المجردة عن العمل وعند ذاك فحسب سيقال بأن الرعاة قد شاركوا الرعية أحاسيسها وساروا على اصلاحها وهدايتها وعند ذاك وحسب ما في ذاك من أوج الكمال سيجنح الرعاة إلى العظمة وسينفر الشعب لاستقائها والسير على منارها فتقوم الأخلاق وتقوض الجهالة وتلبس العقائد ويرعاها التمجيد ممن كان يتهزأ لجهالته مغزاها.
أما التساؤل عن كيف السبيل لبلوغ ما نهدف فجوابه أوضح من أن يجاب لو هبط البرجيون لبساط السواد ودرجوا بهم سلم المعرفة والكمال عن طريق القيادة الشعبية المسترشدة بما يحتفلون به وأعني لو أن الأدباء والعلماء قد تزعموا هذه الحفلات وأقاموا بأنفسهم تلك المشاعر على ضوء ما يتوصلون بالتعمق فيه من سيرة العظمة الحسينية تحدوهم ببعض ما يجب أن يقوموا به تجاه الأمة من خدمات لطالما كانت في مقدمة وجائب المثقفين ولعمري أن لفي ذلك تتجلى نواحي العظمة بإيمانها بواجبها فما من عظيم تعاظم شأنه دون رعية شعبية ولا تكون هذه إلاّ إذا تلمس ذاك أحاسيسها ولا يحصل ذلك إلاّ إذا عاش الرسول إلى خلفائه ومن الأئمة إلى من اكتسبوا منهم أو ساروا على نهجهم من عظماء وهي واضحة كل الوضوح بأن كلاً منهم قد عاش ومات بين الأمة لا فوقها ولا بمنأى عنها وهذه سر عظمة عظماء الأمم الآخرين من الذين اسحرتنا عظمتهم فعكفنا عما تبنته عظمة أمجادنا من كمال العظمة ومقامها العليا الى معرفة السر الدفين في بقاء تلك الزعامة زمناً أو دوامها عمراً.
هذا سر من اسرار تلك الزعامات تعلوها زعامات عظمائنا الخالدين وسر آخر من أسرار الزعامة سلف ذكره عرض ما يتطلبه هذا الموضوع هو التوفيق بين ما جمعه الزعيم وشذبه من أفكاره الدراسية وبين ما تبعثر في أذهان الأمة عن طريق الصعود بالآخرين معهم من أسفل ما وقفوا عنده لا محاولة انتشالهم في حالة بقائه في أعلى القمم هذا ما يجب أن نعمله لأداء مطلب الذكرى الحسينية الخالدة ومن ثم مطلب الأمة الإسلامية المجيدة أما ما تتطلبه الذكرى فلا يمكن أن يؤدي بما تؤديه العامة من أحاسيس بالألم وتعابير شتى عن الحزن فلم يكن الحسين (عليه السلام) ولعمري قد ضحى بما ضحى به من نفسه وأنفس مشايعيه لغاية إظهار الأمة بمظهر الموالي أو الذاكر وإنما ضحى ويعنيه العمل على تفهم ما ضحى به لأجله والعمل على السير في ركابه وهو ما لا يمكن أن يؤدي إلاّ عن طريق توجيه الزعامة وعظمتها بتلك العظمة وعند ذاك فستلبس هذه الذكرى لبوسها الجدي وثوبها الجديد ألا وهما لبوس العمل وثوب الفكرة كي يتسنى انتزاع ظواهر التظلم المجردة عن العمل بالدأب على السير في انهاض الشعور بالعمل لنصرة الحق المهضوم ولا نعني بكلمة الحق في هذا المجال حق الخلافة كما يزعمون فإنها الفكرة الأنانية والحق الشخصي اللذان تعالى نفسه وإنما إذ يضحي بها فلغيرها وكان ذلك الغير عند الحسين (عليه السلام) هو دينه الحنيف ومن ثم فيكون المطلوب لنصرة الحق هو العمل لاسترجاع الفضائل التي جاهد من أجلها لسعادة أمة هذا الدين فسلام على من ضحى في سبيلها وسلام على من اهتدى بذاك السبيل وسلام على من صارح بالحق وجاهد ضد الباطل وعمل على خدمة المجموع والله المعين.
إرسال تعليق