بقلم: محمود جواد جلال
هذا يوم مثله عبس وجه الزمان وتنكرت صورة الدهر وطغت موجة الباطل فيه على معالم الهدى والصلاح.
هذا يوم تمخظت فيه الايام عن اروع صورة للنفس الانسانية واشنع صورة للنفس الانسانية، يوم تقابل فيه الحق والباطل في ميدان صراع عنيف استطاع الباطل فيه ان يؤكد نفسه واستطاع الحق فيه ان يؤكد نفسه فاذا الباطل صريح لا لبس فيه واذا الحق صراح لا غبار عليه.
لو كان صوت الباطل عالياً فيما يكتبه ابن زياد لابن سعد:
اذا قتلت الحسين فأوطئ صدره وظهره فانه عات ظلوم. وكان صوت الباطل عالياً فيما ينادي به عمر بن سعد فرسانه.
يا خيل الله اركبي. واذا بالجسم الهامد الصغير تتكسر عظامه تحت سنابك الخيل، وتتحطم اوصاله فتختلط بالتراب والدم. وكان صوت الباطل عالياً فيما يوعز به عمر بن سعد الى حرملة: اقطع نزاع القوم، ارم الطفل بسهم الست ترى عنقه كابريق فضة؟ واذا السهم يثبت في منحر الوليد فيذبحه من الوريد الى الوريد، واذا ابوه يملأ كفه من دم الطفل المضطرب فيرمي به صعداً الى السماء ليشهد ملكوت السموات على صنيع اهل الارض.
وكان صوت الباطل عالياً فيما ينادي به منادي القوم عصر عاشوراء احرقوا بيوت الظالمين. واذا النار تشتعل في الخيام فتروع من فيها من ارامل وايتام واذا الاطفال الصغار يفرون خوفاً من الحريق والعقائل يتركن خيامهن ولكن الى اين ؟ الى حيث لا يبصرون الا جثثاً مطروحة ودماء مسفوحة من رجالهن وذوي قرباهن.
ثم ماذا ياسادتي ؟
اجل، لقد كان صوت الباطل عالياً فيها يخاطب به ابن زياد في مجلسه عقيلة علي وسليلة هاشم وحفيدة عبد المطلب شامتاً بها غاضباً عليها: الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم واكذب احدوثتكم. واذا بالعقيلة يثور تأثرها فتقف من خصمها موقف المناصر للحق المدافع عن الدين. واذا بالخصم العنيد يقول لها فيما يقول: اسكتي ياعدوة الله. فتنفجر باكية لا ترى في ذلك المجلس من يرحم عبرتها او يسعد زمزتها. وكان صوت الباطل عالياً فيما يتمثل به يزيد في مجلس شرابه يقرع رأس السيد بالقضيب.
لعبت هاشم بالملك فلا
خبر جاء ولا وحي نزل
ذلكم يا سادتي صوت الباطل بدأ مدوياً تستك منه الآذان، وتتقزز منه النفوس ولم يقابله في ذلك اليوم الا صوت الحق الذي رن صداه في الافاق ولم تصم عنه الآذان لجلاف الجفاة من آل سفيان وحزب مروان.
لقد كان صوت الحق عالياً كان يقوله سيد الشهداء وابي الضيم: لا اعطي بيدي اليكم اعطاء الذليل، ولا اقر إقرار العبيد. الا وان الدعي ابن الدعي قد ركز لي بين اثنين بين السلة والذلة.
ذلكم يا سادتي صوت الحق اعربت عنه الكلم الفصاح وبرهنت على صدقه البيض الصفاح فلم يستجب له من ذلك الشخص المعكوس والجسم المركوس الا حجر ابي الحتوف بصك جبهة الحسين فيدميها والاسهم خولي بن يزيد يقع في لبة قلبه فخر صريعاً يتخبط بدمه.
ساداتي
لقد كانت عرصات الطف يوم عاشوراء مسرحاً لتمثيل افظع مأساة عرفها التاريخ فيه مثل شبل علي دور الملك الرحيم وفيه مثل الدعي بن الدعي دور الشيطان الرجيم. وقد شاء الزمن ان يجيد كل منهم دوره ويحسن اداء مهمته واذا الفضائل والرذائل تصطرع صراعاً لا هوادة فيه ولا لين واذا الحسين العظيم يزحف بما تحمل نفسه الزكية من إباء وكرم وعدل وغيرة وتضحية وصبر ومضاء وعزم وبصير بعواقب الامورواذا خصمه الزنيم يزحف بما تحمل نفسه الخبيثة من جشع وظلم وقسوة وانانية وخسة نفس وفساد وسريرة واذا المعركة تسفر عن انتصار الفضيلة باجمل صورها وانتصار الرذيلة باشنع مناظرها وياتي بعد ذلك التاريخ ليسجل حكمه فاذا الحسين بطل الاباء وابو الشهداء واذا خصمه اشقى الاشقياء ولعنة الارض والسماء وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
هذا يوم مثله عبس وجه الزمان وتنكرت صورة الدهر وطغت موجة الباطل فيه على معالم الهدى والصلاح.
هذا يوم تمخظت فيه الايام عن اروع صورة للنفس الانسانية واشنع صورة للنفس الانسانية، يوم تقابل فيه الحق والباطل في ميدان صراع عنيف استطاع الباطل فيه ان يؤكد نفسه واستطاع الحق فيه ان يؤكد نفسه فاذا الباطل صريح لا لبس فيه واذا الحق صراح لا غبار عليه.
لو كان صوت الباطل عالياً فيما يكتبه ابن زياد لابن سعد:
اذا قتلت الحسين فأوطئ صدره وظهره فانه عات ظلوم. وكان صوت الباطل عالياً فيما ينادي به عمر بن سعد فرسانه.
يا خيل الله اركبي. واذا بالجسم الهامد الصغير تتكسر عظامه تحت سنابك الخيل، وتتحطم اوصاله فتختلط بالتراب والدم. وكان صوت الباطل عالياً فيما يوعز به عمر بن سعد الى حرملة: اقطع نزاع القوم، ارم الطفل بسهم الست ترى عنقه كابريق فضة؟ واذا السهم يثبت في منحر الوليد فيذبحه من الوريد الى الوريد، واذا ابوه يملأ كفه من دم الطفل المضطرب فيرمي به صعداً الى السماء ليشهد ملكوت السموات على صنيع اهل الارض.
وكان صوت الباطل عالياً فيما ينادي به منادي القوم عصر عاشوراء احرقوا بيوت الظالمين. واذا النار تشتعل في الخيام فتروع من فيها من ارامل وايتام واذا الاطفال الصغار يفرون خوفاً من الحريق والعقائل يتركن خيامهن ولكن الى اين ؟ الى حيث لا يبصرون الا جثثاً مطروحة ودماء مسفوحة من رجالهن وذوي قرباهن.
ثم ماذا ياسادتي ؟
اجل، لقد كان صوت الباطل عالياً فيها يخاطب به ابن زياد في مجلسه عقيلة علي وسليلة هاشم وحفيدة عبد المطلب شامتاً بها غاضباً عليها: الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم واكذب احدوثتكم. واذا بالعقيلة يثور تأثرها فتقف من خصمها موقف المناصر للحق المدافع عن الدين. واذا بالخصم العنيد يقول لها فيما يقول: اسكتي ياعدوة الله. فتنفجر باكية لا ترى في ذلك المجلس من يرحم عبرتها او يسعد زمزتها. وكان صوت الباطل عالياً فيما يتمثل به يزيد في مجلس شرابه يقرع رأس السيد بالقضيب.
لعبت هاشم بالملك فلا
خبر جاء ولا وحي نزل
ذلكم يا سادتي صوت الباطل بدأ مدوياً تستك منه الآذان، وتتقزز منه النفوس ولم يقابله في ذلك اليوم الا صوت الحق الذي رن صداه في الافاق ولم تصم عنه الآذان لجلاف الجفاة من آل سفيان وحزب مروان.
لقد كان صوت الحق عالياً كان يقوله سيد الشهداء وابي الضيم: لا اعطي بيدي اليكم اعطاء الذليل، ولا اقر إقرار العبيد. الا وان الدعي ابن الدعي قد ركز لي بين اثنين بين السلة والذلة.
ذلكم يا سادتي صوت الحق اعربت عنه الكلم الفصاح وبرهنت على صدقه البيض الصفاح فلم يستجب له من ذلك الشخص المعكوس والجسم المركوس الا حجر ابي الحتوف بصك جبهة الحسين فيدميها والاسهم خولي بن يزيد يقع في لبة قلبه فخر صريعاً يتخبط بدمه.
ساداتي
لقد كانت عرصات الطف يوم عاشوراء مسرحاً لتمثيل افظع مأساة عرفها التاريخ فيه مثل شبل علي دور الملك الرحيم وفيه مثل الدعي بن الدعي دور الشيطان الرجيم. وقد شاء الزمن ان يجيد كل منهم دوره ويحسن اداء مهمته واذا الفضائل والرذائل تصطرع صراعاً لا هوادة فيه ولا لين واذا الحسين العظيم يزحف بما تحمل نفسه الزكية من إباء وكرم وعدل وغيرة وتضحية وصبر ومضاء وعزم وبصير بعواقب الامورواذا خصمه الزنيم يزحف بما تحمل نفسه الخبيثة من جشع وظلم وقسوة وانانية وخسة نفس وفساد وسريرة واذا المعركة تسفر عن انتصار الفضيلة باجمل صورها وانتصار الرذيلة باشنع مناظرها وياتي بعد ذلك التاريخ ليسجل حكمه فاذا الحسين بطل الاباء وابو الشهداء واذا خصمه اشقى الاشقياء ولعنة الارض والسماء وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
إرسال تعليق