بحث حول أوجه الشبه بين فاطمة الزهراء عليها السلام وليلة القدر

بقلم: السيد عادل العلوي

إنّ الله سبحانه وتعالى جميل ويحبّ الجمال، وهو الكمال المطلق ومطلق الكمال، وتجلّى كماله وجماله الأتمّ في أشرف مخلوقاته ومصنوعاته، ذلك نبيّه الأكرم ورسوله الأعظم محمد المصطفى حبيب الله المختار وعترته الأئمة المعصومون الأطهار الأبرار  عليهم السلام.

فالله الجميل الحسن تجلّى حسنه وجماله في رسوله وعترته، وقال رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم: «لو كان الحسن شخصاً لكان فاطمة الزهراء، بل هي أعظم»[1].

فسيدة نساء العالمين بضعة النبيّ المختار، تجلّى فيها حسن الله وجماله، فازدهرت السماوات والأرض بنور الزهراء البتول، الذي اشتقّ من نور أبيها وبعلها، وهما من نور الله جلّ جلاله.

وإنّ اللسان ليكلّ عن بيان فضائلها ومناقبها، بل لو كانت البحار مداداً والأشجار أقلاماً والجنّ والإنس كتّاباً والسماوات والأرضون أوراقاً ليعدّوا فضائلها ومناقب أبيها وبعلها وبنيها الأطهار  عليهم السلام، لما أمكنهم ذلك، فلا يعرف كنهها وحقيقة فضلها إلاّ الله.

ويكفيك شاهداً في ما أقول، أنّه قد ورد أنّ الإمام الصادق  عليه السلام حين احتضاره جمع أهل بيته وقال لهم في وصيته: «إنّ شفاعتنا لا تنال مستخفّاً بالصلاة»[2].

وقد ورد في فضل صلاة الجماعة: لو بلغوا عشراً مع إمام الجماعة فإنّه لو كانت الأشجار أقلاماً والجنّ والإنس والملائكة كتّاباً والبحار مداداً لم يقدروا أن يكتبوا فضلها، فإنّه لا يعلم ذلك إلاّ الله سبحانه وتعالى[3]، كما يذكر ذلك الشهيد الثاني في روض الجنان.

ثمّ ورد في الحديث النبوي الشريف المتواتر: «بني الإسلام على خمس: الصلاة والصوم والزكاة والحجّ والولاية، ولم يناد بشيءٍ مثل ما نودي بالولاية»[4].

فإذا كان ثواب صلاة الجماعة ذلك، وإذا كان المستخفّ بالصلاة لا ينال الشفاعة، فبالأولوية لا يعلم مقام الولاية وعظمتها إلاّ الله عزّ وجلّ، وإنّ من يستخفّ بها يحرم من الشفاعة، فكيف من ينكرها؟ فإنّه تصيبه اللعنة الأبدية، ومستقرّه نار جهنّم وبئس الورد المورود.

ثمّ روي عن النبي الأكرم  صلى الله عليه وآله وسلم ــ عند الفريقين السنّة والشيعة ــ: «مّن مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة الجاهلية»[5]. وميتة الجاهلية ميتة الكفر والإلحاد.

وقد ورد في الدعاء الشريف: (اللهم عرّفني نفسك فإنّك إن لم تعرّفني نفسك لم أعرف نبيّك، اللهّم عرّفني رسولك فإنّك إن لم تعرّفني رسولك لم أعرف حجّتك، اللّهم عرّفني حجّتك فإنّك إن لم تعرّفني حجّتك ضللت عن ديني)[6].

فإنّ مَن لم يعرف حجّة زمانه، وإمام زمانه، ضلّ عن الدين ومات ميتة الجاهلية،فإنّ أئمة الحقّ من أهل بيت رسول الله هم حجج الله على البرايا والخلائق، وقد ورد في الحديث الشريف: «فاطمة الزهراء حجّة الله على الأئمة  عليهم السلام».

وهذا يعني أنّ مَن لم يعرف فاطمة الزهراء  عليها السلام وأنكرها وغصب حقّها، فهو ضالّ عن دين الله القويم، وكان من الكافرين الذين لهم خزي في الدنيا وفي الآخرة عذاب أليم.

فكلّ واحد منّا مكلّف أن يعرفها، كما يجب عليه أن يعرف الله سبحانه وإن كان (ما عرفنا الله حقّ معرفته) فكذلك لا يمكن للبشرية أن تعرف مقام الزهراء  عليها السلام حقّ المعرفة، فهي ليلة القدر.

في تفسير نور الثقلين والبرهان وكتاب بحار الأنوار (42، 105) عن تفسير فرات بن إبراهيم الكوفي مسنداً عن الإمام الباقر  عليه السلام في تفسير سورة القدر، قال: «إنّ فاطمة هي ليلة القدر، مَن عرف فاطمة حقّ معرفتها فقد أدرك ليلة القدر، وإنّما سمّيت فاطمة لأنّ الخلق فطموا عن معرفتها، ما تكاملت النبوّة حتّى أقر بفضلها ومحبّتها، وهي الصدّيقة الكبرى وعلى معرفتها دارت القرون الأولى».

وعن أبي عبد الله الإمام الصادق  عليه السلام أنّه قال: ((إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ))[7] الليلة فاطمة الزهراء والقدر الله، فمن عرف فاطمة حقّ معرفتها فقد أدرك ليلة القدر، وإنّما سمّيت (فاطمة) لأنّ الخلق فطموا عن معرفتها[8]. ((إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ))[9].

وهذا يعني أنّه يمكن للإنسان الذي بعمره الطبيعي أي: ما يقارب الثمانين ونَيِّفاً أن يطوي مراحل الكمال ويسلك طريق الله وصراطه المستقيم، ليصل إلى قمّة الكمال والسعادة، قاب قوسين أو أدنى، يمكنه في ليلة واحدة بنيّة خالصة ومعرفة كاملة، أن يطوي هذا المسير النوراني فيصل إلى قمّة كماله والمقصود من خلقه.

وفاطمة الزهراء عليها السلام ليلة القدر فمن عرفها حقّ المعرفة فقد أدرك ليلة القدر وعظمتها ومقامها الشامخ، إلاّ أنّ الخلق فطموا عن معرفتها ــ كما يفطم الطفل عن ثدي أمّه ــ بل وما تكاملت النبوّة لنبيّ ــ والنبوّة خلاصة التوحيد ــ فما تكاملت إلاّ من أقرّ بفضلها ومحبّتها، وبالأولوية ما دون النبوّة... فما تكاملت الإمامة، وما تكامل العلماء في علومهم، والحكماء في حِكَمهم، والأدباء في آدابهم، والأتقياء في تقواهم، وكلّ كامل في كماله، حتّى يُقرّ بفضلها ويؤمن بمحبّتها، فهي الصدّيقة الكبرى وعلى معرفتها دارت القرون الأولى والأخرى.

وحبّها من الصفات العالية *** عليه دارت القرون الخالية
بأبي فاطم وقد فطمت *** باسمها نار حشرها ولظاها
هي والله كوثر قد أعدت *** لبنيها وكل من والاها
هي عند الإله أعظم خلق *** وبها دار في القرون رحاها

ثمّ هناك تشابه وتقارب كثيران بين فاطمة الزهراء  عليها السلام وبين ليلة القدر، التي يفرق فيها كلّ أمر حكيم، وذلك من خلال عدّة أمور[10] كما تبادر ذلك إلى ذهني القاصر والمقصّر، وذلك بلطف من الله وعناية من رسوله وأهل بيته  عليهم السلام.

الوجه الأول من أوجه الشبه


ليلة القدر وعاء وظرف زماني لنزول كلّ القرآن الكريم ((إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)) [11]، ((ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ))[12]. لا يأتيه الباطل من بين يديه، وفيه كلّ شيء، وتبيان كلّ شي، وسعادة الدارين، وكذلك الحوراء الإنسية فاطمة الزكيّة، فإنّ قلبها ظرف مكانيّ وروحانيّ، وصدرها وعاء إلهي للقرآن الكريم والمصحف الشريف، وإنّها كانت محدّثة تحدّثها الملائكة، فهي وعاء للإمامة وللمصحف الشريف.

كما كان لها كتابٌ سمّي بمصحف فاطمة، ويعدّ من التراث العلمي عند الشيعة وأئمّتهم الأطهار  عليهم السلام. سُئل الإمام الصادق  عليه السلام عن جدّته فاطمة الزهراء  عليها السلام فأجاب قائلاً: إنّ جدّتي فاطمة مكثت بعد أبيها رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم خمسة وسبعين يوماً، وكان قد دخل عليها من الحزن على أبيها، وكان جبرئيل يأتيها فيحسن عزاءها ويطيّب نفسها ويخبرها بما يكون بعدها في ذرّيتها، وكان علي  عليه السلام يكتب ذلك فهذا مصحف فاطمة[13].

ولا يخفى أنّ نزول جبرئيل الأمين  عليه السلام إنّما لم يكن بعد رسول الله بعنوان الوحي والتشريع الجديد؛ لأنّ برحيل النبيّ انقطع عنّا الوحي التشريعي، أمّا تسليته وحديثه مع سيدة نساء العالمين فإنّه لا ضير فيه، فإنّ فاطمة الزهراء كان يحدّثها الملائكة، فهي المحدّثة ــ بالكسر ــ وإنّها المحدّثة ــ بالفتح ــ.

عن إسحاق بن جعفر بن محمد بن عيسى بن زيد بن علي، قال: سمعت أبا عبد الله  عليه السلام يقول: «إنّما سميت فاطمة محدّثة ــ بالفتح ــ لأنّ الملائكة كانت تهبط من السماء فتناديها كما تنادي مريم بنت عمران فتقول: يا فاطمة إنّ الله اصطفاكِ وطهّركِ واصطفاكِ على نساء العالمين، يا فاطمة اقنتي لربك: واسجدي واركعي مع الراكعين، فتحدّثهم ويحدّثونها، فقالت لهم ذات ليلة: أليست المفضّلة على نساء العالمين مريم بنت عمران؟ فقالوا: إنّ مريم كانت سيدة نساء عالمها، وإنّ الله جعلك سيدة نساء عالمك وعالمها وسيدة نساء الأوّلين والآخرين»[14].

فمريم العذراء لم تكن نبيّة ولكن كانت الملائكة تحدّثها، وكذلك أمّ موسى بن عمران، وسارة امرأة إبراهيم الخليل  عليه السلام قد عاينت الملائكة فبشّروها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب ولم تكن نبيّة.

ومَن أنكر ذلك فإنّه ينكر آيات القرآن وهو كافر، وكذلك فاطمة الزهراء كانت الملائكة تحدّثها ولم تكن نبيّة، وممّا اتّفقت الأمّة عليه من العامّة والخاصّة أنّ الملائكة قد حدّثت أناساً من الرجال والنساء في الأمم الماضية وفي هذه الأمّة ــ كما يذكر ذلك العلاّمة الأميني في كتابه القيّم الغدير (5، 42) فراجع ــ.

وفي حديث طويل عن أبي عبد الله  عليه السلام: «وإنّ عندنا لمصحف فاطمة  عليها السلام، وما يدريهم ما مصحف فاطمة؟ قال: مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرّات، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد، إنّما هو شيء أملاها الله وأوحى إليها، قال: قلت: هذا والله العلم»[15].

وهناك أحاديث كثيرة في شأن مصحف فاطمة الزهراء  عليها السلام، ما هو قرآناً ولكنّه كلامٌ من كلام الله عزّ وجل، فيه خبر ما كان وخبر ما يكون حتّى فيه أرش الخدش، ويعدّ من مصادر علوم أهل البيت  عليهم السلام، وكانوا يرجعون إليه، ثمّ المصحف كما جاء في معاجم اللغة بمعنى قطعة من جلد أو قرطاس كتب فيه، ومنه مصحف فاطمة  عليها السلام، والشيعة بُراء ممّا ينسب إليهم من بعض المغرضين من أعدائهم، بأنّ لهم قرآناً غير القرآن المجيد، ويسمّى عندهم بمصحف فاطمة، فهذا من الكذب والافتراء و: ((إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ))[16].

الوجه الثاني من أوجه الشبه


في ليلة القدر يفرق كلّ أمرٍ أحكمه الله خلال السنة، فيفرق ما يحدث فيها من الأمور الحتمية وغيرها، وينزل بها روح القدس على وليّ العصر والزمان وحجّة الله على الخلق الذي بيُمنه رزق الورى وبوجوده ثبتت الأرض والسماء، وإنّ الإيمان بليلة القدر فارق بين المؤمن والكافر، كذلك بفاطمة الزهراء الطيّبة الطاهرة المطهّرة يفرق بين الحقّ والباطل، والخير والشرّ، والمؤمن والكافر، وقد ارتدّ الناس في العمل وفي الولاية بعد رحلة رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم إلاّ ثلاثة أو خمسة أو سبعة، وفيهم سيدة النساء فهم على حق، وغيرهم استحوذ عليهم الشيطان فغرّهم وأضلّهم فكانوا أئمّة الضلال.

وكما أنّ الصلاة من الأعمال الجوارحية هي الفارق بين المؤمن والكافر، فكذلك في الأعمال الجوانحية والقلبية الفارق بين المؤمن والكافر ولاء الرسول ومودّة أهل بيته فاطمة الزهراء وبعلها وبنيها  عليهم السلام، كما أنّ الملائكة كانت تحدّثها وتخبرها بما كان وما يكون ويفرق فيها كلّ أمرٍ حكيم.

الوجه الثالث من أوجه الشبه


ليلة القدر معراج الأنبياء والأولياء إلى الله سبحانه فيزاد في علمهم اللّدني والربّاني ويكسبوا من الفيض الأقدس الإلهي.

كذلك ولاية فاطمة المعصومة النقيّة التّقية، فهي مرقاة لوصولهم إلى النبوّة ومقام الرسالة والعظمة والشموخ الإنساني والروحاني، فما تكاملت النبوّة لنبيّ حتّى أقرّ بفضلها ومحبّتها وذلك في عالم ((أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ))[17]، أو في عالم الذرّ أو عالم الأنوار أو الأرواح أو النشأة الإنسانية التي تسبق نشأتنا هذه، وهذه إنّما هي صورة لتلك كما عند بعض الأعلام[18].

ففاطمة الزهراء قطب الأولياء والعرفاء ومعراج الأنبياء والأوصياء، صدرها خزانة الأسرار، ووجودها ملتقى الأنوار، فهي حلقة الوصل بين أنوار النبوّة وأنوار الإمامة، فأبوها محمد رسول الله، وبعلها علي وصيّه وخليفته إمام المتّقين وأمير المؤمنين، ومنها أئمّة الحقّ والرشاد وأركان التوحيد وساسة العباد.

الوجه الرابع من أوجه الشبه


ليلة القدر خيرٌ من ألف شهر فيضاعف فيها العمل والثواب كلّ واحدٍ بألف فالتسبيح والتمجيد والتهليل والتكبير والصلاة وكلّ عمل كلّ واحدٍ بألف، فكذلك محبّة الزهراء وولايتها يوجب مضاعفة الأعمال فإنّ تسبيحها (34 مرّة الله أكبر و33 مرّة الحمد لله و33 مرّة سبحان الله) بعد كلّ صلاة واجبة أو نافلة يجعل كلّ ركعة بألف ركعة كما ورد في الخبر الشريف[19].

فمودّتها هي الإكسير الأعظم، يجعل من كان معدنه الحديد ذهباً، وإنّ الناس معادن كمعادن الذهب والفضّة، فمَن والاها وأحبّها وأطاعها وأطاع أبناءها الأطهار، وعادى عدوّها وأعداء ذريّتها، فإنّه يكون كالذهب المصفّى وباقي الناس كلّهم التراب، وإنّ الله يضاعف الأعمال بحبّها كما تضاعف في ليلة القدر. وأمّا ما يدلّ على تضاعف العمل في ليلة القدر، فعن حمران: أنّه سأل أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عزّ وجلّ:((إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ))[20].

قال: «نعم هي ليلة القدر، وهي في كلّ سنة في شهر رمضان في العشر الأواخر، فلم ينزل القرآن إلاّ في ليلة القدر، قال الله عزّ وجلّ: ((فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ))[21].
قال: يقدر في ليلة القدر كلّ شيءٍ يكون في تلك السنة إلى مثلها من قابل من خير وشرّ وطاعة ومعصية ومولود وأجَل ورزق، فما قدّر في تلك السنة وقضى فهو المحتوم ولله عزّ وجلّ فيه المشيّة.
قال: قلت: ((لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ))[22] أيّ شيء عنى بذلك؟ فقال: العمل الصالح فيها من الصلاة والزكاة وأنواع الخير، خير من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر، ولولا ما يضاعف الله تبارك وتعالى للمؤمنين ما بلغوا، ولكنّ الله يضاعف لهم الحسنات»[23].

الوجه الخامس من أوجه الشبه


امتازت ليلة القدر عن كلّ ليالي السنة بالخير والبركة والشرافة والعظمة وعلوّ الشأن والرفعة، كذلك خير نساء الأوّلين والآخرين فاطمة الزهراء  عليها السلام فهي خير أهل الأرض والسماء عنصراً وشرفاً وكرامة بعد أبيها الرسول المصطفى وبعلها الوصيّ المرتضى.

جاء في قصّة المعراج في خطاب الله عزّ وجلّ لنبيّه وحبيبه الأكرم: «يا أحمد لولاك لما خلفت الأفلاك، ولولا علي لما خلقتك، ولولا فاطمة لما خلقتكما»[24].

فغاية الخلق هو الرسول الأعظم محمد  صلى الله عليه وآله وسلم كما هو الصادر الأوّل ــ لقاعدة الأشرف كما في الفلسفة ــ وقد ورد في الخبر الشريف: «أوّل ما خلق الله نور محمد»، فهو العلّة التامّة بعد علّة العلل وهو الله سبحانه، ولكن لمثل هذه العلّة التامة في كمالاتها وصفاتها التي هي مظهر لأسماء الله وصفاته، فإنّه الإنسان الكامل والمخلوق الأتمّ، لابدّ لمثل هذه العلّة النورانية والكلمة الإلهية التامة، من معلول يشابهه ويناسخه ــ لقانون العلّة والمعلول كما هو ثابت في الفلسفة والحكمة المتعالية ــ ويكون نفسه، وهو أمير المؤمنين أسد الله الغالب علي بن أبي طالب  عليه السلام ــ وممّا يدلّ على أنّ الوصيّ نفس النبيّ آية المباهلة ــ ثمّ لمثل مقام النبوّة والإمامة، لابدّ من معلول جامع لولايتهما يشابههما ومن نفس النور، وهي فاطمة الزهراء بضعة المصطفى فهي أمّ أبيها[25] ــ كما ورد في ألقابها ــ وقال النبيّ في حقّها: «فداها أبوها».

فقد خصّها الله من وصائف فضله وشرائف نيله، بأكمل ما أعدّه لغيرها من ذوي النفوس القدسية والأخلاق الزكية، وأشرق صبح النبوّة بمحيّاها، وانفلق صباح الإمامة بغرّتها، فهي أمّ الكمالات الإنسانية والملائكية، فكأنّ طينتها قد عجنت بماء الحياة، وعين الفضل، في حظيرة القدس، قاب قوسين أو أدنى، فهي نور الحقّ وحقيقة النور، وآية الصدق وصدق الآيات، فتعالى مجدها وتوالى إحسانها، بضعة الرسول وبهجة قلبه وفلذة كبده، أمّ الحسنين والأئمة الأطهار، وحبيبة الله، وتفّاحة الفردوس المنصورة في السماء.

فاطمة الزهراء تحفة ربّ العالمين، قد فطمها الله من الأدناس الروحانية والجسمانية كما فطم شيعتها وذريتها من النار، فاشتقّ اسمها من فاطر السماوات والأرض، لتكون مظهراً للصفات الربوبية، وهي بقية النبوّة، ولولا فاطمة لما قام بعد النبي  صلى الله عليه وآله وسلم للدين عمود ولا اخضرّ له عود، وبنورها زهرت السماوات، فهي أمّ الخيرة والأخيار وأمّ الفضائل والأزهار وأمّ العلوم والكتاب وشفيعة يوم الحساب، من عرفها أدرك ليلة القدر، ومن أدرك ليلة القدر كان من السعداء في الدارين، فمعرفتها توجب سعادة الدارين، كما أنّ إنكار فضلها ومقامها وحقّها يوجب شقاوة الدارين.

الوجه السادس من أوجه الشبه


ليلة القدر ليلة مباركة: ((إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ)) [26]. والبركة بمعنى النماء والزيادة والخير المستمرّ والمستقرّ الدائم والثابت وما يأتي من قبله الخير الكثير، ومن ألقاب فاطمة الزهراء أنّها (المباركة) ففيها كلّ بركات السماوات والأرض، فهي الكوثر في الدنيا والآخرة، وهي المنهل العذب والمعين الصافي لكلّ من أراد البركة، فما أدراك ما فاطمة، خير مَن في الوجود بعد أبيها وبعلها.

ولو كن النساء كمثل هذه *** لفضلت النساء على الرجال
ولا التأنيث لاسم الشمس عار *** ولا التذكير فخر للهلال

وقال آخر:

هي مشكاة نور الله جل جلاله *** زيتونة عم الورى بركاتها

فهي الكوثر، والكوثر الخير الكثير: ((إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ))[27]. ومنها ذرّية الرسول الأكرم، وعدم انقطاع نسله إلى يوم القيامة، وفي وصف النبي: إنّما نسله من مباركة لها بيت في الجنّة لا صخبٌ فيه ولا نصب[28].

الوجه السابع من أوجه الشبه


العبادة في ليلة القدر تكون منشأ للفيوضات الإلهية، والكمالات الربانية، والفيوضات القدسية، والبركات السماوية، كذلك التوسّل بفاطمة الزهراء فهي منشأ البركات الخيرات.
وإذا كانت فاطمة المعصومة بنت الإمام موسى بن جعفر من أحفاد فاطمة الزهراء عليها السلام مَن زارها عارفاً بحقّها وجبت له الجنّة، كما ورد ذلك عن جدّها الإمام الصادق عليه السلام قبل ولادتها في قوله  عليه السلام: «إنّ لنا حرماً وهو بلدة قم، وستدفن فيها امرأة من أولادي تسمّى فاطمة، فمن زارها وجبت له الجنّة»[29].

وإذا نقول في زيارتها (يا فاطمة اشفعي لي في الجنّة فإنّ لك عند الله شأناً من الشأن)، فكيف بأمّها فاطمة الزهراء  عليها السلام، فإنّ مَن زارها وعرف حقّها وفضلها وجبت له الجنّة، ومَن يدخل الجنّة فهو السعيد حقّاً لقوله تعالى: ((وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا))[30].

وقال النبي الأكرم لسبطيه الإمامين الحسن والحسين  عليهما السلام: «أنتما الإمامان ولأمّكما الشفاعة». وقد جاء في الروايات فضل زيارتها، وأنّ زائرها يغفر له ويدخل الجنّة.

الوجه الثامن من أوجه الشبه


نزل القرآن الكريم وهو النور والفرقان والبيان والتبيان في ليلة القدر، فليلة القدر ليلة نزول النور الإلهي، وفاطمة الزهراء  عليها السلام هي نور الله، وهي الكوكب الدرّي، كما جاء ذلك في تفسير آية النور في قوله تعالى: ((اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ))[31].

عن موسى بن القاسم عن علي بن جعفر قال: سألت أبا الحسن ــ الإمام الكاظم عليه السلام ــ عن قول الله عزّ وجلّ:((كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ)) قال: «المشكاة فاطمة والمصباح الحسن والحسين» ((كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ)) قال: «كانت فاطمة كوكباً دُريّاً من نساء العالمين» ((يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ)) قال: «الشجرة المباركة إبراهيم» ((لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ)) قال: «لا يهودية ولا نصرانية». ((يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ)) قال: «يكاد العلم أن ينطق منها». ((وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ)) قال: «فيها إمام بعد إمام».((يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ)) قال: «يهدي الله عزّ وجلّ لولايتنا من يشاء»[32].

عن فاطمة الزهراء سلام الله عليها: «اعلم يا أبا الحسن أنّ الله تعالى خلق نوري وكان يسبّح الله جلّ جلاله، ثمّ أودعه شجرة من شجر الجنّة فأضاءت، فلمّا دخل أبي الجنة أوحى الله إليه إلهاماً أن اقتطف الثمرة من تلك الشجرة وأدرها في لهواتك، ففعل، فأودعني الله سبحانه صلب أبي  صلى الله عليه وآله وسلم ثمّ أودعني خديجة بنت خويلد فوضعتني، وأنا من ذلك النور أعلم ما كان وما يكون وما لم يكن، يا أبا الحسن المؤمن ينظر بنور الله تعالى».

وما أروع ما يقوله الشاعر:

مشكاة نور الله جل جلاله *** زيتونة عم الورى بركاتها

ويقول المحقق العلاّمة الشيخ محمد باقر صاحب (الخصائص الفاطمية) في كتابه: سبحانك اللّهم يا فاطر السماوات العلى وفالق الحبّ والنوى، أنت الذي فطرت اسماً من اسمك واشتَقَقْتَهُ من نورك، فوهبت اسمك بنورك حتى يكون هو المظهر لظهورك، فجعلت ذلك الاسم أصلاً لجملة أسمائك وذلك النور أرومة لسيدة إمائك، وناديت بالملأ الأعلى:  أنا الفاطر وهي فاطمة، وبنورها ظهرت الأشياء من الفاتحة إلى الخاتمة، فاسمها اسمك ونورها نورك وظهورها ظهورك، ولا إله غيرك، وكلّ كمالٍ ظلّك وكلّ وجود ظلّ وجودك.

فلمّا فطرتها فطمتها عن الكدورات البشرية واختصصتها بالخصائص الفاطمية، مفطومة عن الرعونات العنصرية، ونزّهتها عن جميع النقائص، مجموعة من الخصائل المرضية بحيث عجزت العقول عن إدراكها.

والناس فطموا عن كنه معرفتها، فدعا الأملاك في الأفلاك بالنورية السماوية وبفاطمة المنصورة... أمّ السبطين وأكبر حجج الله على الخافقين، ريحانة سدرة المنتهى وكلمة التقوى والعروة الوثقى وستر الله المرخى والسعيدة العظمى والمريم الكبرى والصلاة الوسطى والإنسية الحوراء التي بمعرفتها دارت القرون الأولى.

وكيف أحصي ثناها وإنّ فضائلها لا تحصى وفواضلها لا تقضى، البتول العذراء والحرّة البيضاء، أمّ أبيها وسيدة شيعتها وبنيها، ملكة الأنبياء الصديقة فاطمة الزهراء عليها سلام الله[33].

عن النبي الأكرم محمد  صلى الله عليه وآله وسلم، قال: «لمّا خلق الله الجنّة خلقها من نور وجهه، ثمّ أخذ ذلك النور فقذفه، فأصابني ثلث النور وأصاب فاطمة ثلث النور وأصاب علياً وأهل بيته ثلث النور، فمن أصابه من ذلك النور اهتدى إلى ولاية آل محمد ومَن لم يصبه من ذلك النور ضلّ عن ولاية آل محمد»[34].

عالم الأنوار عالم خاص يسبق هذا العالم الجسماني المادي، وإنّما نؤمن بعالم الأنوار وما فيه من المعاني والعلوم والحقائق لما أخبرنا به الصادق الأمين المصدّق النبي الأكرم محمد وعترته الأبرار الأئمة الأطهار  عليهم السلام، فهم أهل البيت عليهم السلام وهم أدرى بما في البيت، وإلاّ فإنّ عقول البشر لولاهم لما أدركت من هذه العوالم النورانية شيئاً.

فهم باب الله ووجهه الذي يتوجّه إليه الأولياء، بهم فتح الله وبهم يختم، فهم نور الأخيار من الملائكة والثقلين، وكانوا أنواراً بعرش الله محدقين فَمنّ الله علينا بهم فجعلهم في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيه اسمه[35].

الوجه التاسع من أوجه الشبه


كثير من الناس أدركتهم السعادة في ليلة القدر، فهي ليلة السعادة، وكذلك السيدة فاطمة الزهراء، فهي سرّ السعادة، ومحبّتها ومعرفتها والاقتداء بها وإطاعتها ونصرتها يوجب السعادة الأبدية، ويحلّق الإنسان في آفاق الكمال ويسبح في يمّ الجلال.

وكم من شاهد وقصة تدلّ على أنّ هناك من أدركتهم السعادة ببركة فاطمة الزهراء  عليها السلام كما أنّ الله هدى ذلك المجوسي وأهل بيته إلى الإسلام فأسلموا جميعاً لما أكرم العلوية التي جاءت إليه تشكو حالها، كما يحدّثنا بذلك العلاّمة المجلسي « في كتابه القيّم[36].

الوجه العاشر من أوجه الشبه


إنّ الله سبحانه جعل حريماً لكلّ أمر مقدّس ومعظّم، فإنّه لا صلاة إلاّ بطهور وتكبيرة الإحرام، وإنّ الحجر الأسود ومكّة المكرّمة جعل لها حرماً، فلا يدخلها إلاّ من كان محرماً وقد حرّم على نفسه الملاذّ، كالنساء واستعمال الطيب ولبس المخيط وطلب الراحة كالاستظلال، فكان للحجر الأسود مواقيت، وتقدّست بقعة من الأرض لأجله.

ولأنّ مكة المكرمة والكعبة المعظمة مهبط الوحي ونزول الرسالة المحمدية السمحاء المتمثّلة بالقرآن الكريم، فمكة المكرمة مكان نزول القرآن وليلة القدر زمان نزوله، وصار للكعبة حرماً إثر عظمة الوحي، وكذلك شهر رمضان، فإنّه نزل القرآن كلّه في ليلة قدره، ولكن سرت القداسة والتكريم والتعظيم إلى كلّ أيام وليالي الشهر، بل تشرّف ذلك العصر الذي نزل فيه القرآن فأقسم به الله في سورة العصر، كما أقسم بالمكان الذي نزل فيه الوحي: ((لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ))[37].

فشعاع الوحي والقرآن الكريم قد نوّر ميداناً وسعياً في الزمان والمكان، فما تقدّس عند ربّك الأكرم الذي علّم الإنسان ما لم يعلم، فإنّه يكون له حريم مقدسٌ وتوابع مقدسة، كليلة القدر بشرفها تشرّفت ليالي شهر رمضان وأيامه.

وكذلك فاطمة الزهراء تقدّست عند ربّها، فوجب إجلالها وإكرامها، بل وينبغي تعظيم ذريتها ومودّتهم وتكريمهم، فإنّه ألفُ عينٍ لأجل عينٍ تكرم، فوجب على كلّ مسلم إكرام السادة والذرية الطيّبة، من ولد فاطمة الزهراء وعلي المرتضى  عليهما السلام، فالصالح منهم يكرّم لله والطالح منهم لرسوله وعترته.

عن أبي عبد الله الصادق  عليه السلام، قال: «قال إذا كان يوم القيامة جمع الله الأوّلين والآخرين في صعيد واحد، فتغشاهم ظلمة فيضجّون إلى ربّهم ويقولون: يا ربّ اكشف عنّا هذه الظلمة.

قال: فيقبل قوم يمشي النور من بين أيديهم قد أضاء أرض القيامة فيقول أهل الجمع: هؤلاء ملائكة، فيجيئهم النداء من عند الله: ما هؤلاء بملائكة، فيقولون: من هم؟ فيجيئهم النداء: يا أهل الجمع سلوهم من أنتم؟ فيقول أهل الجمع: من أنتم؟.

فيقولون: نحن العلويون، نحن ذرية محمد رسول الله، نحن أولاد علي ولي الله، نحن المخصوصون بكرامة الله، نحن الآمنون المطمئنون، فيجيئهم النداء من عند الله عز وجل: اشفعوا في محبيكم وأهل مودتكم وشيعتكم، فيشفعون فيشفّعون»[38].

وعن الإمام الرضا  عليه السلام، قال:«النظر إلى ذريتنا عبادة»،فقيل له: يا ابن رسول الله النظر إلى الأئمة منكم عبادة، أم النظر إلى جميع ذرية النبي  صلى الله عليه وآله وسلم؟ فقال: «بل النظر إلى جميع ذرية النبي عبادة». وفي رواية أخرى:«ما لم يفارقوا منهاجه ولم يتلوثوا بالمعاصي».

وعن علي  عليه السلام، قال: قال رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم: أربعة أنا لهم شفيع يوم القيامة: المكرم لذريتي من بعدي، والقاضي لهم حوائجهم، والساعي لهم في أمورهم عند اضطرارهم، والمحب لهم بقلبه ولسانه»[39].

وعنه، عن آبائه  عليهم السلام، قال: قال النبي  صلى الله عليه وآله وسلم: «إن فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار»[40].

وعن حماد بن عثمان، قال: قلت لأبي عبد الله  عليه السلام: جعلت فداك، ما معنى قول رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم: «إن فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار»؟ فقال  عليه السلام: «المعتقون من النار هم ولد بطنها الحسن والحسين وزينب وأم كلثوم».

فتشرف بنو الزهراء بأمهم الطاهرة المطهرة، وحرمت أجسادهم على النار، ونالوا العلا بنسبتهم إلى السيدة المعصومة، كما تشرفت ليالي شهر رمضان المبارك بليلة القدر.

الوجه الحادي عشر من أوجه الشبه


إن الله سبحانه وتعالى قد دعا عباده لضيافتهم العامة في شهر رمضان المبارك، فالصائم وافد على الله وضيفه ولكل ضيفٍ قرىً، وقرى الله الإعتاق من النار ودخول الجنة، وإن الله يغفر لعباده الصائمين ويعتق الرقاب من جهنم، وامتازت ليلة القدر من بين ليالي رمضان وأيامها، أنه يعتق فيها ما يعادل العتق في الشهر كله، فإنها خيرٌ من ألف شهر، كما جاء نص ذلك في الأخبار.

وفاطمة الزهراء  عليها السلام سمّيت فاطمة، لأنّها تفطم شيعتها من النار وتعتق رقابهم وتدخلهم الجنّة. ((فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ))[41].

عن الإمام الرضا  عليه السلام، عن آبائه  عليهم السلام، قال: قال رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم: «إنّما سمّيت ابنتي فاطمة لأنّ الله فطمها وفطم مَن أحبّها من النار»[42].

قال النبي: «إنّما سمّيت ابنتي فاطمة لأنّ الله فطمها وفطم محبّيها عن النار»[43].

عن محمد بن مسلم الثقفي، قال: سمعت أبا جعفر  عليه السلام يقول: «لفاطمة  عليها السلام وقفة على باب جهنم، فإذا كان يوم القيامة كتب بين عيني كلّ رجل: مؤمن أو كافر، فيؤمر بمحبّ قد كثرت ذنوبه إلى النار فتقرأ فاطمة بين عينيه محبّا فتقول: إلهي وسيدي سمّيتني فاطمة وفطمت بي مَن تولاني وتولّى ذريتي من النار ووعدك الحقّ وأنت لا تخلف الميعاد، فيقول الله عزّ وجلّ: صدقتِ يا فاطمة إنّي سمّيتكِ فاطمة وفطمت بكِ مَن أحبّكِ وتولاّكِ وأحبّ ذريتكِ وتولاّهم من النار، ووعدي الحقّ وأنا لا أخلف الميعاد»[44].

الوجه الثاني عشر من أوجه الشبه


انفردت ليلة القدر بعظمتها وشموخها من بين ليالي السنة، فليس لها مثل ولا نظير، فهي سيدة الليالي والأيام.

وفاطمة الزهراء  عليها السلام لا مثيل لها بين النساء، فهي سيدة نساء العالمين من الأوّلين والآخرين في الدنيا والآخرة، ولولا أمير المؤمنين علي المرتضى  عليه السلام لما كان لها كفؤ من الرجال آدم ومن دونه، وهذا ما نصّت عليه الأخبار الشريفة عند الفريقين السنّة والشيعة.

روى العلاّمة المجلسي رحمه الله، قال: قال النبي  صلى الله عليه وآله وسلم: «فاطمة سيدة نساء العالمين من الأوّلين والآخرين، وإنّها لَتقوم في محرابها فيسلّم عليها سبعون ألف مَلك من المقرّبين، وينادونها بما نادت به الملائكة مريم فيقولون: يا فاطمة ((إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ))[45]»[46].

وعن المفضّل، قال: قلت لأبي عبد الله  عليه السلام أخبرني عن قول رسول الله في فاطمة إنّها سيدة نساء العالمين، أهي سيدة نساء عالمها؟ فقال  عليه السلام: «ذاك مريم كانت سيدة نساء عالمها، وفاطمة سيدة نساء العالمين من الأوّلين والآخرين»[47].

وعن الحسن بن زياد العطّار، قال: قلت لأبي عبد الله الإمام الصادق  عليه السلام: قول رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم: فاطمة سيدة نساء أهل الجنّة أسيدة نساء عالمها؟ قال: «ذاك مريم، وفاطمة سيدة نساء أهل الجنّة من الأولين والآخرين»[48].

قال العلاّمة المحقق السيد شرف الدين العاملي صاحب كتابي المراجعات والنصّ والاجتهاد: تفضيلها على مريم  عليها السلام أمر مفروغ عنه عند أئمة العترة الطاهرة وأوليائهم من الامامية وغيرهم، وصرّح بأفضليتها على سائر النساء ــ حتّى السيدة مريم ــ كثير من محققي السنّة والجماعة كالتقي السبكي والجلال السيوطي والبدر والزركشي والتقي المقريزي وابن أبي داود والمناوي فيما نقله عنهم العلاّمة النبهاني في (فضائل الزهراء) في كتابه (الشرف المؤيّد: 59)، وهذا هو الذي صرّح به السيد أحمد زيني الدحلان مفتي الشافعية، ونقله عن عدد من أعلامهم وذلك حيث أورد تزويج فاطمة بعلي في سيرته النبوية[49].

وأمّا (لولا علي لما كان كفؤ لها) فقد قال الإمام الصادق  عليه السلام: «لولا أنّ أمير المؤمنين  عليه السلام تزوّجها لما كان لها كفؤ إلى يوم القيامة على وجه الأرض آدم فمَن دونه»[50].

فسلام الله عليكِ يا مولاتي سيدة نساء العالمين أبداً، وعلى أبيكِ وبعلكِ وبنيكِ وذرّيتكِ وشيعتكِ ومحبّيكِ، ورزقنا الله في الدنيا زيارتكِ وفي الآخرة شفاعتكِ وشفاعة محمد وآله، آمين.

الوجه الثالث عشر من أوجه الشبه


ذات الله سبحانه سرّ لا يعلمه إلاّ هو، وله في خلقه أسرار لا يعلمها إلاّ هو ورسوله والراسخون في العلم من عترة النبي الهادي المختار  صلى الله عليه وآله وسلم. وليلة القدر سرّ من أسرار الله. وفاطمة الزهراء  عليها السلام عصمة الله وسرّ من أسراره العظمى، لا يعرف حقيقتها ومقامها الرفيع وآياتها الباهرة إلاّ الله ورسوله وأهل بيته الأطهار  عليهم السلام، فهي سرّ في وجودها وفي ولادتها وحياتها ورحلتها إلى جوار ربّها. فهي تفاحة الفردوس تؤنس أمّها في بطنها، وتولدها نساء الجنّة بعد أن قاطعت نساء قريش أمّها خديجة الكبرى  عليها السلام. قال النبي الأكرم  صلى الله عليه وآله وسلم: «أتاني جبرئيل بتفاحة من الجنّة فأكلتها، وواقعت خديجة فحملت بفاطمة، فقالت إنّي حملت حملاً خفيفاً، فإذا خرجت حدّثني الذي في بطني، فلمّا أرادت أن تضع بعث إلى نساء قريش ليأتينها فيلين منها ما يلي النساء ممّن تلد، فلم يفعلن، وقلن: لا نأتيكِ وقد صرتِ زوجة محمد»[51].

عن السيدة خديجة الكبرى، قالت: (لمّا حملت بفاطمة حملت حملاً خفيفاً وتحدّثني في بطني، فلمّا قربت ولادتها دخل عليّ أربع نسوة عليهنّ من الجمال والنور ما لا يوصف، فقالت إحداهنّ: أنا أمّك حوّاء، وقالت الأخرى: أنا آسية بنت مزاحم، وقالت الأخرى أنا كلثم أخت موسى، وقالت الأخرى: أنا مريم بنت عمران أمّ عيسى، جئنا لنليَ من أمركِ ما تلي النساء، فولدت فاطمة فوقعت على الأرض ساجدة رافعة إصبعها)[52].

وفي حديث طويل عن الإمام الصادق  عليه السلام: «فدخل رسول الله يوماً وسمع خديجة تحدّث فاطمة فقال لها: يا خديجة مَن يحدّثك؟ قالت: الجنين الذي في بطني يحدّثني ويؤنسني، فقال لها: هذا جبرئيل بشّرني أنّها أنثى وأنّها النسلة الطاهرة الميمونة، وأنّ الله تبارك وتعالى سيجعل نسلي منها وسيجعل من نسلها أئمّة في الأمّة»[53].

وأمّا حياتها ووجودها الطاهر فحافل بالكرامات والمناقب والفضائل يكلّ اللسان عن بيانه، فهي الإنسية الحوراء الزكية الطاهرة، تشترك مع أبيها وبعلها وبنيها الأطهار في العصمة والقرآن، وأنّهم الصراط المستقيم، وكلمات الله التي تلقّاها آدم لتوبته، وأنّها من آيات النور والتطهير والذين آمنوا وكانوا قليلاً من الليل ما يهجعون ومرج البحرين والإيثار والإطعام ونزول الملائكة في ليلة القدر وعشرات آيات القرآن الأخرى، وأنّها تشترك معهم في النورانية وبدء خلقهم قبل آدم وعرض ولايتهم على الأشياء وسبق دخولهم الجنّة يوم القيامة، وأنّهم في حضيرة القدس، وأنهم خير خلق الله واصطفاهم الله من بين خلقه وكرّمهم تكريما، وأنّها تحت قبّة العرش، وعرض حبّهم على البريةّ وولايتهم في عالم الذرّ، وأنّها تشترك معهم في الصلوات والسلام عليهم، وعدم عذاب محبّيها ومحبّي عترتها بالنار، وأنّ رضاها من رضا الله ورسوله، وبكاء العرش والملائكة لبكائها، وأنّ زواجها كان بأمرٍ من الله وأنّ زوجها سيداً في الدنيا والآخرة، وأنّها أحبّ الخلق إلى ربّها، وقد باهل بها النبي نصارى نجران، وأنّ الأئمة الأطهار من ولدها، وأنّ المهديّ من آل محمد المنتظر عجل الله فرجه الشريف من ولدها، وأنّ حبّها ينفع في مائة موطن، وأنّ الله يغضب لغضبها، وقد فرض طاعتها وطاعة أولادها المعصومين على جميع الكائنات، وأنّ الرحى كانت تدور من دون مباشرتها لها، وكان المَلك يحرّك مهد ولدها، وأنّ النبي كرّمها غاية التكريم فكان يقوم إليها عند قدومها ويقبّل رأسها وصدرها ويدها، ولا ينام حتى يقبّل عرض وجهها، فكانت أحبّ الناس إلى النبيّ الأعظم. وغير ذلك من المناقب والكرامات التي تدلّ بوضوح على أنّها سرّ مكنون من أسرار الله سبحانه وتعالى[54].

الوجه الرابع عشر من أوجه الشبه


ليلة القدر قد جهلها الناس من حيث الليالي ومن حيث القدر والمنزلة فقطعوا وفطموا عن معرفتها، كذلك البضعة الأحمدية والجزء المحمدي فهي مجهولة القدر، «وإنّما سمّيت فاطمة لأنّ الخلق فطمواعن معرفتها».

كما جهل قدرها أولئك الظَلَمة الكَفَرة أحرقوا بابها وكسروا ضلعها وأسقطوا جنينها وغصبوا فدكها وحقّها، ولم ينصروها فخفى على الناس مقامها وقدرها حتّى قبرها الشريف وتأريخ وفاتها، ليكون شاهداً في التأريخ على مظلوميّتها وشهادتها ومظلومية بعلها (اللهم العن أوّل ظالم ظلم حقّ محمد وآل محمد وآخر تابع له على ذلك).

عن مجاهد: خرج النبي  صلى الله عليه وآله وسلم وهو آخذٌ بيد فاطمة فقال: «مَن عرف هذه فقد عرفها، ومَن لم يعرفها فهي فاطمة بنت محمد، وهي بضعة منّي وهي قلبي وهي روحي التي بين جنبيّ من آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله[55]، ومن آذى الله لعنه الله ملء السماوات والأرض»[56].

ومن طرق العامة، عن نصر بن مزاحم، عن زياد بن المنذر، عن زاذان، عن سلمان، قال: قال النبي  صلى الله عليه وآله وسلم: «يا سلمان، من أحبّ فاطمة بنتي فهو في الجنّة معي ومن أبغضها فهو في النار، يا سلمان، حبّ فاطمة ينفع في مائة من المواطن، أيسر تلك المواطن الموت والقبر والميزان والمحشر والصراط والمحاسبة، فمن رضِيَت عنه ابنتي فاطمة رضِيتُ عنه ومن رضيتُ عنه رضى الله عنه، ومَنْ غضبت عليه غضبتُ عليه ومن غضبتُ عليه غضب الله عليه، يا سلمان، ويلٌ لمن يظلمها ويظلم بعلها أمير المؤمنين علياً وويلٌ لمن يظلم ذريتها وشيعتها»[57].

وممّا يقطع أنياط القلب ويُميت الإنسان الغيور كمداً وحزناً رواية فاطمة الزهراء عليها السلام قصة مظلوميتها وسبب شهادتها قائلةً: «فجمعوا الحطب الجزل على بابي وأتوا بالنار ليحرقوه ويحرقونا، فوقفت بعضادة الباب وناشدتهم الله، بالله وبأبي أن يكفّوا عنّا وينصرونا، فأخذ عمر السوط من يد قنفذ مولاه فضرب به على عضدي حتى صار كالدملج، وركل الباب برجله، فردّه عليّ وأنا حامل، فسقطت لوجهي والنار تسعر ويسفع في وجهي فيضربني بيده حتّى انتثر قرطي من أذني وجاءني المخاض فأسقطت محسناً بغير جرم»[58].

أللّهم العن أوّل ظالم ظلم محمداً وآل محمد وآخر تابع له على ذلك، أللّهم العن العصابة التي جاهدت فاطمة الزهراء وغصبت حقّها وأسقطت جنينها وكسرت ضلعها وشايعت وبايعت على ذلك، أللّهم العنهم جميعاً لعناً وبيلاً من بدء الخلق إلى يوم الدين، آمين آمين، لا أرضى بواحدة حتّى يضاف إليها ألف (آمين)، ورحم الله عبداً قال: آمين. آمين.

ـــــــــــــــــــــــ
[1] فرائد السمطين: 2، 68.
[2] ميزان الحكمة: 5، 405. بحار الأنوار: 82، 236.
[3] مستدرك الوسائل: 6، 444.
[4] الوسائل: 1، 7، الحديث 10.
[5] فاطمة الزهراء بهجة قلب المصطفى: 51. كما في صحيح مسلم.
[6] مفاتيح الجنان: دعاء زمن الغيبة.
[7] سورة القدر، الآية: 1.
[8] بحار الأنوار: 43، 13.
[9] سورة القدر، الآيات: 1ــ3.
[10] لقد ذكرت أربعة عشر أمرا تيمنا وتبركا باسم الأربعة عشر معصوما عليهم السلام، وهذا غيض من فيض مما يدل على عظمة جلالة مقام السيدة مولاتنا فاطمة الزهراء  عليها السلام وأنها من أبرز وأتم مصاديق ليلة القدر، بل من حقائق تلك الليلة المباركة لو عرفنا قدرها وحقها.
[11] سورة القدر، الآية: 1.
[12] سورة البقرة، الآية: 2.
[13] بحار الأنوار: 43، 80.
[14] بحار الأنوار: 43، 78.
[15] بصائر الدرجات: 151. وفاطمة الزهراء: 174.
[16] سورة النحل، الآية: 105.
[17] سورة الأعراف، الآية: 172.
[18] كما يذهب إليه العلامة الطباطبائي في تفسيره الميزان في الآية الشريفة ((أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ))، فراجع.
[19] بحار الأنوار: 21، 24.
[20] سورة الدخان، الآية: 3.
[21] سورة الدخان، الآية: 4.
[22] سورة القدر، الآية: 3.
[23] الوسائل: 7، 256. ميزان الحكمة: 8، 59.
[24] الجنة العاصمة للسيد مير جاني: 148. كشف اللآلي لصالح عبد الوهاب بن العرندس. ملتقى البحرين: 14. مسنداً في كتاب فاطمة الزهراء بهجة قلب المصطفى: 9.
[25] المناقب: 3، 357.
[26] سورة الدخان، الآية: 3.
[27] سورة الكوثر، الآية: 1.
[28] فاطمة الزهراء بهجة قلب المصطفى: 162. بحار الأنوار: 43، 22.
[29] سفينة البحار: 2، 446، (قم).
[30] سورة هود، الآية: 108.
[31] سورة النور، الآية: 35.
[32] المناقب: لابن المغازي (من علماء أبناء العامة): 317.
[33] فاطمة الزهراء بهجة قلب المصطفى: 24. الخصائص الفاطمية: 1.
[34] بحار الأنوار: 43، 44.
[35] جاءت مضامين هذه المعتقدات الحقّة في زيارة الجامعة الكبيرة، فراجع.
[36] بحار الأنوار: 93، 225ــ236، فراجع.
[37] سورة البلد، الآية: 1.
[38] البحار: ج93، ص217، عن أمالي الصدوق : 170
[39] المصدر ، عن عيون أخبار الرضا 1 : 253
[40] المصدر نفسه.
[41] سورة آل عمران، الآية: 185.
[42] فرائد السمطين: 2، 58.
[43] بحار الأنوار: 43، 16.
[44] المصدر السابق: ج43، ص14.
[45] سورة آل عمران، الآية: 42.
[46] بحار الأنوار: 43، 49.
[47] العوالم: 11، 46.
[48] المصدر السابق: ج11، ص49.
[49] فاطمة الزهراء بهجة قلب المصطفى: 94، عن هامش (النصّ والاجتهاد)، المورد 8، الصفحة:114.
[50] بحار الأنوار: 43، 10.
[51] ذخائر العقبى: 44.
[52] ينابيع المودة للقندوزي: 198. فاطمة الزهراء بهجة قلب المصطفى: 129.
[53] بحار الأنوار: 16، 80.
[54] راجع في ما ذكرنا من الإشارة إلى بعض مناقبها كتاب (فاطمة الزهراء بهجة قلب المصطفى). بحار الأنوار: 43. المعالم: 11. وغير ذلك من الكتب التي تتحدث عن سيدة نساء العالمين  عليها السلام.
[55] نور الأبصار للشبلنجي: 52. (وحب فاطمة الزهراء  عليها السلام هو الفرض وتمام الفرض وقبول الفرض لأن النبي  صلى الله عليه وآله وسلم حصر رضاه في رضاها فقال:  والله يا فاطمة لا يرضى الله حتى ترضي ولا أرضى حتى ترضي»، ومعنى هذا الرمز أن فاطمة  عليها السلام ينبوع الأسرار وشمس العصمة ومقر الحكمة لأنها بضعة النبي وحبيبة الولي ومعدن السر الإلهي، فمن غضبت عليه أم الأبرار فقد غضب عليه نبيه ووليه، ومن غضب عليه النبي والولي فهو الشقي كل الشقي. مشارق أنوار اليقين لرجب البرسي: 26.
[56] بحار الأنوار: 43، 54. وقد ذكر العلامة الأميني في غديره هذا الحديث على اختلاف ألفاظه وذكر تسعة وخمسين مصدرا له من صحاح العامة ومسانيدها، فراجع.
[57] فرائد السمطين: 2، 67.
[58] بيت الأحزان: 98، لخاتم المحدثين الشيخ عباس القمي. راجع كتاب الإمامة والسياسة لابن قتيبة: 1، 19ــ20.

إرسال تعليق