بقلم : الدكتور احمد سوسة
غاية المدح في علاك ابتداء **** ليت شعري ما تفعل الشعراءُ
هذا هو مطلع القصيدة المقصورة التي انشدها الشيخ صالح الكواز في مدح أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) وهو البيت الذي ينطبق كل الإنطباق على ولده الحسين وعلى احفاده آل البيت اجمعين، فقد كان هؤلاء مدة حياتهم عنوان الفضيلة والشهامة ونبراس التضحية والاستقامة فعبدوا طريق الفضيلة الى الأجيال المتعاقبة ورسموا انهج الآباء والشمم لمن جاء بعدهم وعلى هذا فكل ما يقال في علي وأولاده واحفاده من مديح واطراء انما هو بدء المديح في حقهم كما قال الكواز في قصيدته المقصورة.
لم يكن الحسين (عليه السلام) محروم جاه ليقحم نفسه في سبيل العرش ولا كان طالب مال ليسعى اليه، لكنه وجد طريق الفضيلة والاباء محفوفاً بالمخاطر والمهالك فصمم على اقتحامه انتصاراً للحق وثباتاً على مبادئ الإنسانية التي تتهالك الدول اليوم على نصرتها، اما أن يكون الحسين(عليه السلام) أخطأ التقدير على رأي ضفادع الكتابة والنشر فرأى مرده الجهل بفضائل الحسين(عليه السلام) وبعد نظره في احقاق الحق وانتصار الفضيلة وتصريف الأمور فقد أجمع المؤرخون على أن يزيد بذل في سبيل ارضاء الإمام الشهيد(عليه السلام) كل غال وعزيز طمعاً في سكوته على الأقل ولكن الحسين (عليه السلام) الذي تربى في احضان الرسول العربي (صلى الله عليه وآله وسلم) أبى أن يتخذ من حطام الدنيا كياناً يتستر به وأبى إلاّ أن ينتصر للحق مهما كلفه طريق الحق من تضحيات و خفوق الآمال ضارباً بعمله هذا ابلغ درس للاجيال المقبلة واشرف نهج يقتدى به اولوا الضمائر الحية والمشاعر السليمة. فهل نحن محتذون حذو الحسين(عليه السلام) في فضائله وأحكامه.
إرسال تعليق