بقلم: الشيخ وسام البلداوي
وجدت في بعض البحوث والكتب المعاصرة وصفاً للشمر بن ذي الجوشن لعنه الله بأنه من الخوارج لعنة الله عليهم، كقول السيد شرف الدين الموسوي قدس الله روحه في كتابه (صلح الإمام الحسن «عليه السلام»)حيث يقول: (الخوارج: وهم أعداء علي عليه السلام منذ حادثة التحكيم، كما هم أعداء معاوية. وأقطاب هؤلاء في الكوفة: عبد الله بن وهب الراسبي، وشبث بن ربعي، وعبد الله بن الكواء، والأشعث بن قيس، وشمر بن ذي الجوشن...)[1].
وخالد محمد خالد في كتاب (أبناء الرسول في كربلاء) حيث يقول: (وكان مستشار ابن زياد لهذه الحملة الباغية، مسخ شائه الخلق والخلق، اسمه شمر بن ذي الجوشن. رجل مدخول الإسلام، انشقت عنه الأرض بغتة في الأيام الأولى لفتنة الخوارج الذين ناصبوا الإمام عليا العداء.. فأدلى معهم بدلوه، عاملا لحساب نفسه الخبيثة، أو لحساب قوة خفية شريرة. ومن تلك الأيام، وهو يكيد للإسلام، ويخرب في صفوفه متخفيا وراء ذلك القناع المشبوه، قناع انتمائه للخوارج وتسلله له بمبادئهم إلى أغراضه المنكرة وأغراض القوى التي يعمل لحسابها...)[2].
وكالشيخ محمد السماوي في كتابه (أبصار العين في أنصار الحسين «عليه السلام») حيث يقول: (شمر بن ذي الجوشن: بفتح الشين وكسر الميم ويجري على الألسن ويمضى في الشعر الحديث كسر الشين وسكون الميم وهو خلاف المضبوط، وذو الجوشن أبوه، واسمه شراحيل بن الأعور قرط بن عمرو بن معاوية بن كلاب الكلابي الضبابي، وهو قاتل الحسين «عليه السلام» وكان أبرص خارجيا)[3].
ولكن وللأسف الشديد لم نعثر على دليل تاريخي متين يمكن أن يُركن إليه في إثبات انتماء الشمر بن ذي الجوشن الضبابي لعنه الله لفرقة الخوارج، والنصوص المتقدمة للسيد شرف الدين قدس الله روحه وغيره خالية عن ذكر الدليل التاريخي الذي اعتمدوه كدليل على انتماء الشمر لعنه الله للخوارج.
إضافة إلى أن واحدة من متبنيات الخوارج لعنهم الله الفكرية الأيدلوجية هي تكفير كل من أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه واهل بيته صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وجميع شيعته، وتكفير معاوية بن أبي سفيان لعنة الله عليهما وجميع آل أمية وشيعتهم عليهم لعنة الله أجمعين[4]، والشمر بن ذي الجوشن لعنه الله وان كان يبغض أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وأولغ في دمائهم الطاهرة، إلا انه كان يرى الطاعة والمعاضدة والنصرة والدفاع عن آل أمية، فعقيدة الخوارج غير متحققة بالنسبة للشمر بن ذي الجوشن لعنه الله، نعم هو خارجي بفعله، فلو كان قدر للخوارج أن ينالوا من أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، لما كانوا ليفعلوا أكثر من الذي فعله الشمر بن ذي الجوشن لعنه الله، فهو لعنة الله عليه أموي الهوى والفكر خارجي الفعل.
ــــــــــــــــ
[1] صلح الحسن عليه السلام للسيد شرف الدين ص 70.
[2] أبناء الرسول في كربلاء لخالد محمد خالد ص 108.
[3] أبصار العين في أنصار الحسين «عليه السلام» للشيخ محمد السماوي ص44 ــ 45.
[4] يقول محمد جعفر شمس الدين في كتابه دراسات في العقيدة الاسلامية: (ذهبوا ــ أي الخوارج ــ على اختلافهم إلى القول بتكفير مرتكب الكبيرة، وخلوده في النار. بل ذهبت بعض فرقهم، إلى تكفير مرتكب الذنب مطلقا ، حتى ولو كان من الصغائر. كما حكموا بكفر كل ما خالفهم، وان أطفال المشركين في النار مع آبائهم).
إرسال تعليق