نهضة الحسين (عليه السلام) تفوق كل نهضة

بقلم الأستاذ: رؤوف البحراني

لقد مضى على نهضة الحسين بن علي عليهما السلام ما يزيد على الثلاثة عشر قرن وهي تكاد تكون حديثة في مفعولها وتأثيرها على الشعوب والأفراد ومدار درس عميق من قبل القسم الكبير من الفلاسفة والعلماء ورجال الفكر سيما في القرون الأخيرة أما في العصر الحاضر فقد أخذ قادة الرأي والفكر تتطلع الى كنهها ودراسة عواملها دراسة وافية لعلاقة هذه النهضة الوثيقة بما درجت عليه الشعوب والأمم في أقطار المعمورة وتحضيرها لأخذ مكانها تحت الشمس مستمدة العون من زعمائها وقادتها كما أن افراد الشعوب في كل قطر أخذت تتطلع الى رجل الساعة والزعيم الأوحد من بين زعمائها لكي تسبغ عليه صبغة الزعامة العليا التي لا ينازعه فيها أحد في بناء نهضتها. فالعالم الإسلامي بصورة عامة والعالم العربي بصورة خاصة يشعر في قرارة نفسه ان الحسين (عليه السلام) بنهضته العظمى كانت له الزعامة العليا للأمم والشعوب لما في تضحيته الغالية من عظمة لا يدانيها تضحية مهما عظمت على كرِّ السنين والأيام.

لقد إجتازت النهضة الحسينية الطريق وعبدته امام قادة الأمم والشعوب وأوضحت لهم السبيل الموصل الى المجد التليد في بناء النهضات.

لقد مرَّ على احياء هذه الذكرى العظيمة سنين عديدة وكل منا يحييها سنوياً بما توحيه اليه انطباعاته الفكرية عنها وقد تمرُّ هذه الذكرى على الكثير من الناس دون أن يتفهموا مغزاها الحقيقي ولم يبق عالق في ذهنهم منها سوى ما اعتادوا مشاهدته من مراسم والقاء ما ينشره الخطباء من مراثي مؤثرة دون ان يتخذوا منها نبراساً قويماً يسيروا بهداه وبذلك يكونوا قد أخذوا نصيبهم من هذه الذكرى العظيمة ونالوا من وراء احيائها ثواب الدنيا والآخرة فادعوا الشباب ورجال المستقبل الى الإلتفاف حول الزعامة الحقة التي وضع اساسها لنا أبو النهضات الحسين بن علي عليهما السلام في نهضته المباركة ولتكون لنا ملجأ أو ملاذاً تصد عنا عادية الدهر وصروف الحدثان والله الموفق الى سواء السبيل.


إرسال تعليق