بقلم: الدكتور الشيخ عبد الهادي الفضلي
ماذا نقصد بالمقاتل
المقاتل: جمع مقتل – بالفتح- وهو اسم لكتاب يستعرض حوادث ثورة الحسين مبتدأ بمحاولة أخذ يزيد بن معـاوية البيعة بالخلافة له من الإمـام الحسين (عليه السلام) عن طريق والي المدينة، فمبايعة أهل الكوفة للإمام الحسين بالخلافة وبعثهم الكتب التي ضمنوها دعوتهم الإمام الى الكوفة ليتخذ منها مركز حكمه وعاصمة خلافته، فامتناع الحسين (عليه السلام) من مبايعة يزيد، فإرسال الإمام لمسلم بن عقيل الى الكوفة وما جرى له هناك حتى شهادته. ثم وما جرى فيها من حوادث ترتبط بالموضوع فمنع الإمام الحسين (عليه السلام) من قبل مبعوثي والي يزيد على الكوفة من الدخول الى الكوفة ومحاصرته في كربلاء، ثم استعراض حوادث المعركة هناك جملة وتفصيلاً، وحوادث السبي الى الكوفة فالشام ، فالرجوع الى كربلاء ثم العودة الى المدينة.
ومن اشهر هذه المقاتل:
1- مقتل أبي مخنف (( يحيى بن لوط الكوفي)) وهو أكثرها اشتهاراً أو إنتشاراً.
2- مقتل الخوارزمي.
3- مقتل ابن طاووس المسمى (( اللهوف)).
4- مقتل ابن نما المسمى بـ (مثير الأحزان).
5- مقتل الأمين العاملي المسمى (لواعج الأشجان).
6- مقتل اللويمي المسمى بـ ( التحفة الفاخرة).
7- مقتل المقرم المسمى بـ ( حديث كربلاء) وهو من أحدث المقاتل وأوسعها.
8- مقتل شبر المسمى بـ (عبرة المؤمنين) وهو آخر ما صدر قريباً من المقاتل.
تقسيم المقاتل
ونستطيع أن نصنف هذه المقاتل على ضوء مناهجها في التأليف الى ما يلي:
1- المقاتل المروية: وهي التي اعتمد مؤلفها في تدوين محتوياتها على مروياته عن الآخرين.
2- المقاتل غير المروية وهي التي لم يعتمد فيها مؤلفها على الرواية وإنما يذكر الحوادث من دون الإشارة الى رواتها وربما أشار الى مصادرها من كتب التاريخ، وتبدو هذه الظاهرة واضحة في المقاتل المتأخرة.
وتصنف المقاتل المروية الى صنفين ايضاً هما:
1- المقاتل المسندة: وهي التي يذكر فيها رواة الحادثة من المؤلف الى من شهدها.
2- المقاتل المرسلة: وهي التي ترسل فيها الرواية الى من شهد الواقعة دونما ذكر الرواة بين المؤلف وحاضر الواقعة.
والذي يلاحظ على هذه المقاتل:
ان هذه المقاتل لم تدرس على ضوء أصول مناهجها فتصنف الى معتبرة وغيرها.. ولم تدرس محتوياتها وفق الأصول المرعية في دراسة حوادث التاريخ فتنوع الى صحيحه وغيرها..
ومن هنا وقع بعض الخلط والإشتباه.
وأخيراً :
هذه المصادر ثروة غنية بمعروضها، ومراجع ثرة بمحتوياتها نستطيع أن ننتهي متى توفرنا على دراستها وفق الأصول وصغينا في نتائجها الى صورة صحيحة متكاملة عن الثورة المقدسة.
1- ان تدرس شخصية المؤلف ثقافياً ودينياً.
2- أن يدرس منهج المؤلف في التأليف وتدوين القضايا. واضيف اليه –هنا- الأصول المقررة في دراسة الرواية وهي.
3- دراسة سند الرواية - متصلة أو مرسلة- وفق أصول دراسة السند المعتبرة المعروفة.
4- دراسة مضمون الرواية في اطار الخط العام لثورة الحسين (عليه السلام) والذي اشرت اليه وبوضوح في رسالتي – عن ثورة الحسين الطبعة الثانية ايضاً بعنوان ((خط الثورة)).
إرسال تعليق