بقلم: الشيخ وسام البلداوي
قلنا في مقالة سابقة ان التعدد في الزوجات لم يكن بالأمر المستهجن ولا المعيب، لا في أصل الشريعة المقدسة التي أباحت التعدد وأجازت الجمع بين أربع من النساء، ولا في نظر المسلمين الذين قلما اكتفى واحد منهم بزوجة واحدة.
ونضيف هنا ان المجتمع لم يكن ينظر إلى المرأة التي تتزوج بأكثر من زوج بعين الانتقاص والازدراء بل ربما وجدنا كثيرا من النساء اللاتي كن وبمجرد أن تفارق إحداهن زوجها بطلاق أو موت يسارع إلى خطبتها أعيان الصحابة وخيرة المجتمع.
وهذا الأمر إن دل على شيء فانه يدل على أن المجتمع في تلك الفترة الزمنية كانت نظرته بالنسبة لمسألة تعدد الزوجات أو الأزواج نظرة الرضا والمقبولية.
وان النظرة الاستهجانية لهذه المسألة قد جاء في عصور متأخرة وهو ما قد كررناه مرارا.
وفيما يلي جملة من النساء اللاتي تعدد أزواجهن:
1. أسماء بنت عميس الخثعمية
تزوجت ثلاثة من الرجال هم كل من جعفر بن أبي طالب، ثم أبا بكر بن أبي قحافة، ثم علي بن أبي طالب[1].
2. عائشة بنت طلحة بن عبيد الله
تزوجت عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي قحافة، ثم مصعب بن الزبير بن العوام،ثم عمر بن عبيد الله بن معمر بن عثمان التيمي[2].
3. أم عبد الله بنت عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب بن نفيل
تزوجت عبد ارحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي قحافة، ثم عبد الله بن عمر بن الخطاب،ثم طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن ابن أبي بكر بن أبي قحافة[3].
4. ميمونة بنت عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي بكر بن أبي قحافة
تزوجت عبد العزيز بن الوليد بن عبد الملك، ثم محمد بن الوليد بن عبد الملك، ثم هشام بن عبد الملك[4].
5. أم فروة بنت أبي قحافة
تزوجت تميم بن أوس الداري فطلقها،ثم أبا امامة بن عبد الله البجلي،ثم أميم بن الحارث الأزدي من بني الصقعب فولدت له جارية، ثم الأشعث بن قيس، فولدت له محمدا وإسحاق وإسماعيل[5].
6. مارية بنت الجعيد بن صبرة بن الديل بن شن بن أفصى بن عبد القيس
تزوجت بعشرة من الرجال هم كل من قيس بن ثعلبة بن عكابة، ثم حنيفة ابن لجيم بن عامر بن حنيفة ثم سعد بن عجل بن لجيم بن ثعلبة،ثم ثعلبة بن غنم بن حبيب بن كعب بن يشكر بن بكر، ثم مليك بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، وتزوجت مارية هذه امرأ القيس بن بهثة بن سليم. وتزوجها ثعلبة بن مالك بن مرنوس بن طريف بن النمر بن يقدم ابن عنزة.وتزوجها غالب بن عدي بن شميس بن طرود بن قدامة بن جرم. وتزوجها امرؤ القيس بن زيد مناة بن تميم. وتزوجها عذرة بن سعد هذيم[6].
7. عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى
تزوجت عبيدة بن الحارث بن المطلب. ثم عبد الله بن أبي بكر. ثم عمر بن الخطاب. ثم الزبير بن العوام. ثم محمد بن أبي بكر فقتل عنها بمصر. ثم عمرو بن العاص السهمي[7].
ولا ينبغي أن ننسى ان اغلب نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم كن قبل زواجهن من الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم متزوجات من غيره صلى الله عليه وآله وسلم فلم يمنع زواجهن ذاك من أن يصبحن أمهات للمؤمنين، ولو كان التعدد في الزوجات أو الأزواج عيب لما أقدم على فعله الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم وهو المعصوم من كل عيب والمنزه عن كل معصية.
ـــــــــــــــــ
[1] كتاب المحبر لمحمد بن حبيب البغدادي ص 442.
[2] المصدر السابق ص442.
[3] كتاب المحبر لمحمد بن حبيب البغدادي ص 442.
[4] المصدر السابق ص445.
[5] المصدر السابق ص452.
[6] كتاب المحبر لمحمد بن حبيب البغدادي ص435.
[7] المصدر السابق ص437.
إرسال تعليق