بقلم: الشيخ علي الفتلاوي
قال الإمام الحسين عليه
السلام: (إنَّ النّاسَ عَبِيدُ الدُّنْيا وَالدِّينُ لَعِقٌ عَلى ألسِنَتهم،
يَحُوطُونَهُ ما دَرَّت مَعائِشُهُم، فَإذا مُحِّصُوا بِالبَلاءِ قَلَّ الدَّيّانُونَ).

وقد حذّر رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم الناس من التلبس بالدين لتحصيل الدنيا، فيظهرون بصورة
المؤمنين الخائفين الذين إذا تكلموا أحبهم الناس فيقول: «وَيْلٌ لِلّذينَ يَجْتَلِبُونَ الدُّنْيا
بِالدّينِ، يَلْبَسُونَ لِلنّاسِ جُلودَ الضَّأنِ مِنْ لِينِ ألْسِنَتِهِمْ،
كَلامُهُمْ أحْلى مِنَ العَسَلِ وَقُلوبُهُمْ قُلوبُ الذِّئابِ، يَقولُ اللهُ
تعالى: أبي يَغْتَرُّونَ؟!»([1]).
كما صرّح الإمام أمير
المؤمنين عليه السلام بكلام يفضح هؤلاء المرائين فيقول: «وَمِنْهُمْ ــ أيْ مِنَ النّاسِ ــ مَنْ يَطْلُبُ
الدُّنْيا بِعَمَلِ الآخِرَةِ، وَلاَ يَطْلُبُ الآخِرَةَ بِعَمَلِ الدُّنْيا، قَدْ
طامَنَ مِنْ شَخْصِهِ وَقارَبَ مِنْ خَطْوِهِ وَشَمَّرَ مِنْ ثَوْبِهِ، وَزَخْرَفَ
مِنْ نَفْسِهِ لِلأمانَةِ واتَّخَذَ سِتْرَ اللهِ ذَرِيعَةً إلى المَعْصِيَةِ»([2]).
ولذا حثّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الناس على
الحفاظ على الدين وأمرهم أن يقووه بأموالهم وأنفسهم كما في قوله صلى الله عليه
وآله وسلم: «إنْ عَرَضَ لَكَ بَلاءٌ
فاجْعَل مالَكَ دونَ دَمِكَ، فَإنْ تَجاوَزَكَ البَلاءُ فاجْعَلْ مالَكَ وَدَمَكَ
دونَ دِينِكَ، فَإنَّ المَسْلوبَ مَنْ سُلِبَ مَنْ سُلِبَ دِينُهُ، والمَخْروبَ
مَنْ خَرِبَ دِينُهُ»([3]).
ويظهر من الآيات الكريمة الأحاديث والروايات
الشريفة أن الذين يؤثرون الدنيا على الدين ستكون عاقبتهم وخيمة كما ورد ذلك في
قوله تعالى: (الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ
لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ
كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُونَ)([4]).
وقول الإمام الصادق
عليه السلام: «إيّاكُمْ وَالتَّهاوُنَ بِأمْرِ اللهِ عَزَّ
وَجَلَّ، فَإنَّهُ مَنْ تَهاوَنَ بِأمْرِ اللهِ أهانَهُ اللهُ يَوْمَ القِيامَةِ»([5]).
إرسال تعليق