الإمام الحسين عليه السلام في ظلال السنة النبوية الشريفة

بقلم: ا.م.د. حاتم جاسم عزيز السعدي

في السنة النبوية الطاهرة كوكبة ضخمة من الأحاديث التي أبرزت معالم شخصية الإمام الحسين عليه السلام وحددت أبعاد فضله على سائر المسلمين وقد تضافرت النصوص بذلك، وتواترت وهي على أقسام بعضها ورد في أهل البيت عليه السلام عامة، مما هو شامل للإمام الحسين قطعاً، وبعضها اختص بالإمام الحسين وأخيه الحسن (عليهما السلام)، أما القسم الثالث من الأحاديث فقد وردت فيه خاصة، وسوف يقتصر الباحث على بعض هذه الأحاديث النبوية وليس جميعها وذلك لسعتها وكما يأتي:

اولاً: الأحاديث التي وردت في أهل البيت(عليهم السلام)

أما ما اثر عن النبي (صلى الله عليه وآله) في فضل عترته ولزوم مودتهم فطائفة كبيرة من الأخبار إلا أن الباحث سيقتصر على بعضها وكما يلي:

1. سنن ابن ماجة

روى ابن ماجة بسنده عن انس بن مالك قال: سمعتُ رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: نحن ولد عبد المطلب سادة أهل الجنة، أنا وحمزة وعلي وجعفر والحسن والحسين والمهدي. ([1])

2. مسند الإمام أحمد بن حنبل

روى بسنده عن عبد الرحمن الأزرق عن علي عليه السلام قال: دخل عليّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأنا نائم على المنامة فأستسقى الحسن او الحسين قال: فقام النبي (صلى الله عليه وآله) إلى شاة لنا بكيء([2]) فحلبها فدرت فجاءه الحسن عليه السلام فنحاه النبي (صلى الله عليه وآله) فقالت فاطمة: يا رسول الله كأنه أحبهما إليك قال: لا ولكنه أستسقى قبله ثم قال: أني وإياك وهذين وهذا الراقد في مكان واحد يوم القيامة.([3])

3. صحيح الترمذي

روى أبو بكر قال رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله): خيم خيمة وهو متكئ على قوس عربية، وفي الخيمة علي وفاطمة والحسن والحسين عليه السلام فقال: (معشر المسلمين أنا سلم لمن سالم أهل الخيمة، وحرب لمن حاربهم وولي لمن والاهم، لا يحبهم إلا سعيد الجد، ولا يبغضهم إلا شقي الجد رديء الولادة)([4]).

4. صحيح الترمذي

روى جابر بن عبد الله الانصاري قال: رأيت رسول الله في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القصوى يخطب فسمعته يقول: (يا أيها الناس أني تركت فيكم ما أن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي)([5]).

 ثانياً: الأحاديث التي وردت بحق الحسن والحسين (عليهما السلام)

حفلت مصادر السيرة النبوية والأحاديث بحشد كبير من الأخبار التي أثرت عن النبي (صلى الله عليه وآله) في حق الحسن والحسين (عليهما السلام) ومدى أهميتهما ومقامهما الكريم عنده ونعرض فيما يأتي لبعضها:

1. صحيح الترمذي

روى بسنده عن ابن عباس قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يعوذ الحسن والحسين عليه السلام يقول: أعيذكما من كلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ويقول: هكذا كان أبراهيم عليه السلام يعوذ أسحاق وأسماعيل. ([6])

2. صحيح البخاري

روى بسنده عن ابن ابي نعم قال: كنت شاهداً لابن عمر وسأله رجل عن دم البعوض فقال: ممن أنت؟ فقال من أهل العراق قال: أنظروا إلى هذا يسألني عن دم البعوض وقد قتلوا أبن النبي (صلى الله عليه وآله) وسمعت النبي (صلى الله عليه وآله) يقول: هما ريحانتي من الدنيا. ([7])

3. صحيح النسائي

روى بسنده عن عبد الله بن شداد عن أبيه قال: خرج علينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) في أحدى صلاتي العشاء وهو حامل حسناً أو حسيناً عليه السلام فتقدم النبي (صلى الله عليه وآله) فوضعه ثم كبر للصلاة فصلى فسجد بين ظهراني صلاته سجدة أطالها قال أبي: فرفعت رأسي فأذا الصبي على ظهر رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو ساجد، فرجعت إلى سجودي فلمى قضى رسول الله (صلى الله عليه وآله) الصلاة قال الناس: يا رسول الله أنك سجدت بين ظهراني صلاتك سجدة أطلتها حتى ظننا أنه حدث أمر أو أنه يوحى إليك قال: كل ذلك لم يكن ولكن أبني أرتحلني فكهرت أن أعجله حتى يقضي حاجته.([8])

4. صحيح الترمذي

روى بسنده عن انس بن مالك يقول: سئل رسول الله (صلى الله عليه وآله) أي أهل بيتك أحب إليك؟ قال: الحسن والحسين. وكان يقول لفاطمة (عليها السلام): أدعي أبني. فيشمهما ويضمهما أليه.([9])

5. صحيح الترمذي

روى بسنده عن أسامة بن زيد قال: طرقت باب النبي(صلى الله عليه وآله) ذات ليلة في بعض الحاجة فخرج النبي (صلى الله عليه وآله) وهو مشتمل على شيء لا أدري ما هو، فلما فرغت من حاجتي قلت: ما هذا الذي أنت مشتمل عليه؟قال: فكشفه فأذا حسن وحسين على وركيه، فقال: هذان أبناي وأبنا أبنتي، اللهم أني أحبهما فأحبهما وأحب من يحبهما.([10])

6. صحيح الترمذي

روى بسنده عن أبي بريدة يقول كان النبي (صلى الله عليه وآله): يخطب فجاء الحسن والحسين وعليهما قميصان أحمران وهما يمشيان ويعثران فنزل (صلى الله عليه وآله) عن المنبر فحملهما ووضعهما بين يديه، وقال: صدق الله إذ يقول: (إنما أموالكم وأولادكم فتنة)([11]) لقد نظرت إلى هذين الصبيين وهما يمشيان، ويعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي، ورفعتهما).([12])

ثالثاً: الأحاديث التي وردت في الحسين عليه السلام

وتواترت الأخبار التي أثرت عن النبي(صلى الله عليه وآله) في فضل ريحانته الإمام الحسين وهي تحدد معالم شخصيته، كما تحمل جانباً كبيراً من اهتمام الرسول(صلى الله عليه وآله) به، وفيما يأتي بعض منها:

1. صحيح الترمذي

روى بسنده عن يعلي بن مرة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسيناً، حسين سبط من الأسباط).([13])

2. مسند الإمام أحمد بن حنبل

روى بسنده عن أنس بن مالك أن ملك المطر أستأذن ربه أن يأتي النبي(صلى الله عليه وآله) فأذن له قال لأم سلمة: أملكي علينا الباب لا يدخل علينا أحد. قال: وجاء الحسين ليدخل فمنعته فوثب فدخل فجعل يقعد على ظهر النبي (صلى الله عليه وآله) وعلى منكبه وعلى عاتقه قال: فقال الملك للنبي (صلى الله عليه وآله): أتحبه؟ قال: نعم. قال: أما أن أمتك ستقتله وأن شأت أريتك المكان الذي يقتل فيه. فضرب بيده فجاء بطينة حمراء فأخذتها أم سلمة فصرتها في خمارها، قال: قال ثابت - يعني أحد رواة الحديث - بلغنا أنها كربلاء. ([14])

3. مسند أحمد بن حنبل

روى يعلي بن مرة قال: خرجنا مع النبي(صلى الله عليه وآله) إلى طعام دعونا له، فأذا حسين يلعب بالسكة فتقدم النبي (صلى الله عليه وآله) وبسط يديه فجعل الغلام يفر ها هنا، وها هنا ويضاحكه النبي (صلى الله عليه وآله) حتى أخذه فجعل أحدى يديه تحت ذقنه والأخرى في فأس رأسه فقبله وقال: (حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسيناً، حسين سبط من الأسباط)([15]).




[1]. الفيروزآبادي، مرتضى الحسيني: فضائل الخمسة في الصحاح الستة، المصدر السابق، 131: 3.
[2]. بكيء: قليلة اللبن.
[3]. الفيروزآبادي، مرتضى الحسيني: فضائل الخمسة في الصحاح الستة، نفس المصدر، 133: 3.
[4]. الترمذي، محمد بن عيسى: صحيح الترمذي، المصدر السابق، 319: 2.
[5]. الترمذي، محمد بن عيسى: صحيح الترمذي، المصدر السابق، 308: 2.
[6]. الترمذي، محمد بن عيسى: صحيح الترمذي، المصدر السابق، 6: 1.
[7]. البخاري، أبو عبد الله محمد بن إسماعيل: الأدب المفرد، الهند، مطبعة الخليلي، 1306هـ، باب45، ح85.
[8]. النسائي، احمد بن شعيب: صحيح النسائي، المصدر السابق، 171: 1.
[9]. الترمذي، محمد بن عيسى: صحيح الترمذي، المصدر السابق، 306: 2.
[10]. الترمذي، محمد بن عيسى: صحيح الترمذي، المصدر السابق، 240: 2.
[11]. الفتنه: المحنة والابتلاء وشدة تكليف الانسان.
[12]. الترمذي، محمد بن عيسى: صحيح الترمذي، المصدر السابق، 306: 2.
[13]. الترمذي، محمد بن عيسى: صحيح الترمذي، المصدر السابق، 307: 2.
[14]. بن حنبل احمد: مسند أحمد بن حنبل، المصدر السابق، 243: 3.
[15]. بن حنبل احمد: مسند احمد بن حنبل، المصدر السابق، 172: 4. 

إرسال تعليق