بقلم: الشيخ علي الفتلاوي
أخي الخادم: لعلك اشتقت
كثيراً لتعرف نوع الخدمة التي تقدمها الملائكة، ولعلك تتساءل هل يصح أن نطلق كلمة
خادم على الملك؟.
الجواب: أذكر لكم هذه
الرواية التي تصرح بلفظ (خدام) لتؤكد صحة إطلاق كلمة خادم على الملك:
ورد في كتاب كامل
الزيارات: (عن المفضل بن عمر قال: قال أبو عبد الله عليه السلام:«كأني بالملائكة
والله قد ازدحموا المؤمنين على قبر الحسين عليه السلام».
قال: قلت: فيترأون له،
قال:«هيهات هيهات، قد لزموا والله المؤمنين حتى أنهم ليمسحون وجوههم بأيديهم».
قال ــ عليه السلام ــ:«وينزل
الله على زوار الحسين ــ عليه السلام ــ غدوة وعشية من طعام الجنة وخدامهم
الملائكة لا يسأل الله عبد حاجة من حوائج الدنيا والآخرة إلاّ أعطاها إياه».
قال: قلت: هذه والله
الكرامة.
قال لي:«يا مفضل أزيدك؟».
قلت: نعم سيدي، قال:«كأني
بسرير من نور قد وضع وقد ضربت عليه قبة من ياقوتة حمراء مكللة بالجواهر وكأني
بالحسين (بن علي) عليه السلام جالس على ذلك السرير وحوله تسعون ألف قبة خضراء
وكأني بالمؤمنين يزورونه ويسلمون عليه فيقول الله عزّ وجل لهم: أوليائي سلوني فطالما
أوذيتم وذللتم واضطهدتم فهذا يوم لا تسألوني حاجة من حوائج الدنيا والآخرة إلا
قضيتها لكم. فيكون أكلهم وشربهم في
الجنة فهذه والله الكرامة التي لا انقضاء لها ولا يدرك منتهاها»)([1]).
وأذكر لكم الروايات التي
تشير إلى نوع الخدمة التي تقدمها الملائكة وهي كما يأتي:
1 ــ الملائكة يصحبون الزائر
الملائكة يصحبون الزائر
الذي يخرج من بيته لزيارة الإمام الحسين عليه السلام ويرحبون به، بل تبقى الملائكة
مرابطة معه حتى يرجع إلى بيته.
ورد في كتاب كامل
الزيارات: (عن صفوان الجمال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «إن الرجل إذا خرج
من منزله يريد زيارة (قبر) الحسين عليه السلام شيعه سبع مائة ملك من فوق رأسه ومن
تحته ومن يمينه وعن شماله ومن بين يديه ومن خلفه حتى يبلغوه مأمنه فإذا زار الحسين
عليه السلام ناداه مناد: قد غفر (الله) لك فاستأنف العمل ثم يرجعون معه مشيعين له
إلى منزله فإذا صاروا إلى منزله قالوا: نستودعك الله فلا يزالون يزورونه إلى يوم
مماته ثم يزورون قبر الحسين عليه السلام في كل يوم وثواب ذلك للرجل»)([2]).
2 ــ الملائكة تبشر الزائر بالمغفرة
(عن الإمام الصادق عليه
السلام أنه قال:«من خرج من منزله يريد زيارة الحسين عليه السلام، إن كان ماشيا كتب
الله له بكل خطوة حسنة وحط بها عنه سيئة. وإن كان راكباً كتب الله
له بكل حافر حسنة وحط عنه بها سيئة حتى إذا صار بالحائر كتبه الله من الصالحين،
وإذا قضى مناسكه كتبه الله من الفائزين، حتى إذا أراد الانصراف أتاه ملك فقال: أنا
رسول الله، ربك يقرئك السلام ويقول لك استأنف... فقد غفر لك ما مضى»)([3]).
3 ــ الملائكة تستقبل الزائر وتودعه
في الكافي: (عن أبان بن
تغلب قال: قال أبو عبد الله عليه السلام:«إنّ أربعة آلاف ملك عند قبر الحسين عليه
السلام شعث غبر يبكونه إلى يوم القيامة رئيسهم ملك يقال له: منصور، فلا يزوره زائر
إلا استقبلوه ولا يودعه مودع إلاّ شيعوه ولا يمرض إلا عادوه ولا يموت إلا صلّوا
على جنازته واستغفروا له بعد موته»)([4]).
4 ــ الملائكة تدعو للزائر
عن جابر الجعفي قال: (قال
أبو عبد الله عليه السلام للمفضل: «كم بينك وبين قبر الحسين عليه السلام؟».
قال: قلت بأبي أنت وأمي
يوم وبعض يوم آخر، قال: «فتزوره؟».
فقال: نعم، قال: فقال:«ألا
أبشرك ألا أفرحك ببعض ثوابه؟».
قلت: بلى، جعلت فداك، قال:
فقال لي:«إن الرجل منكم ليأخذ في جهازه ويتهيأ لزيارته فيتباشر به أهل السماء فإذا
خرج من باب منزله راكباً أو ماشياً وكّل الله به أربعة آلاف ملك من الملائكة يصلون
عليه حتى يوافي قبر الحسين عليه السلام.
يا مفضل، إذا أتيت قبر
الحسين بن علي عليهما السلام فقف بالباب وقل هذه الكلمات فإن لك بكل كلمة كفلاً من
رحمة الله».
فقلت: ما هي جعلت فداك،
قال:«تقول: السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله، السلام عليك يا وارث نوح نبي الله،
السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله، السلام عليك يا وارث موسى كليم الله
السلام عليك يا وارث عيسى روح الله، السلام عليك يا وارث محمد حبيب الله، السلام
عليك يا وارث علي وصي رسول الله، السلام عليك يا وارث الحسن الرضي، السلام عليك يا
وارث فاطمة بنت رسول الله، السلام عليك أيها الشهيد الصديق، السلام عليك أيها
الوصي، البار، التقي، السلام عليك يا حجة الله وابن حجته، السلام على الأرواح التي
حلت بفنائك وأناخت برحلك، السلام على ملائكة الله المحدقين بك، أشهد أنك قد أقمت الصلاة
وآتيت الزكاة وأمرت بالمعروفة ونهيت عن المنكر وعبدت الله مخلصا حتى أتاك اليقين،
السلام عليك ورحمة الله وبركاته).
ثم تسعى فلك بكل قدم
رفعتها أو وضعتها كثواب المتشحط بدمه في سبيل الله، فإذا سلمت على القبر فالتمسه
بيدك وقل: السلام عليك يا حجة الله في سمائه وأرضه، ثم تمضي إلى صلاتك ولك بكل
ركعة ركعتها عنده كثواب من حج ألف حجة واعتمر ألف عمرة وأعتق ألف رقبة، وكأنما وقف
في سبيل الله ألف مرة مع نبي مرسل، فإذا انقلبت من عند قبر الحسين عليه السلام
ناداك منادٍ لو سمعت مقالته لأقمت عمرك عند قبر الحسين عليه السلام وهو يقول: طوبى
لك أيها العبد، قد غنمت وسلمت، قد غفر لك ما سلف فاستأنف العمل، فإن هو مات من
عامه أو في ليلته أو يومه لم يل قبض روحه إلاّ الله وتقبل الملائكة معه ويستغفرون
له ويصلون عليه حتى يوافي منزله، وتقول الملائكة يا رب هذا عبدك قد وافى قبر ابن
نبيك صلى الله عليه وآله وسلم، وقد وافى منزله فأين نذهب فيناديهم النداء من
السماء يا ملائكتي قفوا بباب عبدي فسبحوا وقدسوا واكتبوا ذلك في حسناته إلى يوم
يتوفى.
قال: فلا يزالون ببابه إلى
يوم يتوفى، يسبحون الله ويقدسونه ويكتبون ذلك في حسناته، فإذا توفى شهدوا جنازته
وكفنه وغسله والصلاة عليه ويقولون ربنا وكلتنا بباب عبدك وقد توفي فأين نذهب
فيناديهم: يا ملائكتي قفوا بقبر عبدي فسبحوا وقدسوا واكتبوا ذلك في حسناته إلى يوم
القيامة»)([5]).
5 ــ الملائكة تحرس القبر وزواره
عن الحسين ابن بنت أبي
حمزة الثمالي، قال: (خرجت في آخر زمان بني مروان لزيارة قبر الحسين عليه السلام
متخفياّ من أهل الشام حتى انتهيت إلى كربلاء فاختفيت في ناحية القرية حتى إذا ذهب
من الليل نصفه أقبلت نحو القبر فلما دنوت منه أقبل نحوي رجل فقال: انصرف مأجورا
فإنك لا تصل إليه، فرجعت فزعاً حتى إذا كاد يطلع الفجر أقبلت نحوه حتى إذا دنوت
منه خرج إليّ الرجل فقال لي: يا هذا إنك لا تصل إليه.
فقلت له: عافاك الله، ولم
لا أصل إليه وقد أقبلت من الكوفة أريد زيارته فلا تحل بيني وبينه، عافاك الله،
وأنا أخاف أن أصبح فيقتلني أهل الشام إن أدركوني ها هنا.
قال: فقال لي: أصبر قليلاً
فإن موسى بن عمران عليه السلام سئل الله أن يأذن له في زيارة قبر الحسين بن علي
عليه السلام فأذن له فهبط من السماء في سبعين ألفاً من الملائكة فهم بحضرته من أول
الليل ينتظرون طلوع الفجر ثم يعرجون إلى السماء.
قال، فقلت له: فمن أنت
عافاك الله، قال: أنا من الملائكة الذين أمروا بحرس قبر الحسين عليه السلام
والاستغفار لزواره، فانصرفت وقد كاد أن يطير عقلي لما سمعت منه.
قال: فأقبلت لما طلع الفجر
نحوه فلم يحل بيني وبينه أحد فدنوت من القبر وسلمت عليه ودعوت الله على قتلته
وصليت الصبح وأقبلت مسرعاً مخافة أهل الشام)([6]).
6 ــ الملائكة يصلون ويهدون ثوابها للزائر
عن عنبسة عن أبي عبد الله
عليه السلام قال: (سمعته يقول:«وكّل الله تبارك وتعالى بقبر الحسين بن علي بن أبي
طالب عليهم السلام سبعين ألف ملك يعبدون الله عنده، الصلاة الواحدة من صلاة أحدهم
تعدل ألف صلاة من صلاة الآدميين يكون ثواب صلاتهم لزوار قبر الحسين بن علي عليه
السلام وعلى قاتله لعنة الله والملائكة والناس أجمعين أبد الآبدين»)([7]).
وفي كامل الزيارات: عن بكر
بن محمد عن أبي عبد الله عليه السلام قال:«وكّل الله بقبر الحسين عليه السلام
سبعين ألف ملك شعثاً غبراً يبكونه إلى يوم القيامة يصلون عنده، الصلاة الواحدة من
صلاة أحدهم تعدل ألف صلاة من صلاة الآدميين يكون ثواب صلاتهم وأجر ذلك لمن زار
قبره»([8]).
7 ــ الملائكة تخدم في الليل والنهار
جاء في خبر عبد الملك بن
مقرون (عن الصادق عليه السلام: قال:«إذا زرتم أبا عبد الله عليه السلام فالزموا
الصمت إلاّ من خير وإن ملائكة الليل والنهار من الحفظة تحضر الملائكة الذين
بالحائر فتصافحهم فلا يجيبونها من شدة البكاء، فينتظرونهم حتى تزول الشمس وحتى
ينور الفجر، ثم يكلمونهم ويسألونهم عن أشياء من أمر السماء، فأما ما بين هذين
الوقتين فإنهم لا ينطقون ولا يفترون عن البكاء والدعاء ولا يشغلونهم في هذين
الوقتين عن أصحابهم فإنما شغلهم بكم إذا نطقتم».
قلت: جعلت فداك فما الذي
يسألونهم عنه وأيهم يسأل صاحبه الحفظة أو أهل الحائر؟ قال:«أهل الحائر يسألون
الحفظة لأن أهل الحائر من الملائكة لا يبرحون والحفظة تنزل وتصعد».
قلت: فما ترى يسألونهم
عنه؟ قال:«أنهم يمرون إذا عرجوا بإسماعيل صاحب الهواء، فربما وافقوا النبي صلى
الله عليه وآله وسلم وعنده فاطمة الزهراء والحسن والحسين والأئمة من مضى منهم
فيسألونهم عن أشياء، وعمن حضر منكم الحائر ويقولون بشروهم بدعائكم، فتقول الحفظة:
كيف نبشرهم وهم لا يسمعون كلامنا فيقولون لهم: باركوا عليهم وادعوا لهم عنا فهي
البشارة منا، فإذا انصرفوا فحفوهم بأجنحتكم حتى يحسوا مكانكم وإنا نستودعهم الذي
لا تضيع ودائعه، ولو يعلمون ما في زيارته من الخير ويعلم ذلك الناس لاقتتلوا على
زيارته بالسيوف ولباعوا أموالهم في إتيانه»)([9]).
1 التعليقات:
نوركم الله كما انرتم قلوبنا في هذه المعلومه
تعليقإرسال تعليق