بقلم السيد نبيل الحسني
مثلما قدر الله عزوجل في الحياة الدنيا سنة مضاعفة نتائج الأفعال كنتيجة تدحرج كرة الثلج، أو سريان الموج في المحيطات، أو سريان النار في الغابات، وغيرها من الشواهد التي تتحدث عن هذه السنة الكونية في مضاعفة النتائج كذلك الحال في السنن التاريخية التي تتحدث عن سلوكيات الأمم والمجتمعات، بل والسلوك الفردي أيضا.
وفي هذه السُنة التاريخية تقول الزهراء عليها السلام: «ثم لم تلبثوا إلا ريث أن تسكن نفرتها ويسلس قيادها» (أعيان الشيعة للسيد محسن الأمين: ج 1، ص 316).
أي: سوف لن يطول الأمر، بل ستتسارعون في مضاعفة نتائج الوقوع في الفتنة بزمن قصير كنفرة الدابة، ثم يسهل قيادة الفتنة في مضاعفة الانحراف فتتضاعف النتائج السلبية.
وتمضي عليها السلام في بيان هذه السُنة التاريخية فتقول: «ثم أخذتم تورون وقدتها، وتهيجون جمرتها، وتستجيبون لهتاف الشيطان الغوي، وإطفاء أنوار الدين الجلي، وإهمال سنن النبي الصفي، تشربون حسوا في ارتغاء، وتمشون لأهله وولده في الخمرة والضراء، ويصير منكم على مثل حز المدى ووخز السنان في الحشاء، وأنتم الآن تزعمون: أن لا إرث لنا. أفحكم الجاهلية تبغون و من أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون؟». (الاحتجاج للطبرسي: ج 1، ص 137 و 138).
هذا التسارع في مضاعفة النتيجة واتساع دائرة أضرارها هي من السنن التاريخية التي جرت في الأمم السابقة، كقوم لوط الذين تضاعفت نتيجة سلوكهم في الاكتفاء بالرجال إلى تصميمهم على أن يخزوا لوطاً عليه السلام في ضيفيه وهم الملائكة؛ ثم تضاعفت النتيجة فعزموا على إخراج لوط وأهل بيته من قريتهم، قال تعالى:(وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ). (سورة الأعراف، الآية: 82).
وفي قوم ثمود كانت هذه السنة من أظهر السنن التاريخية؛ إذ منّ الله عز وجل عليهم بآية بينة وحجة قطعية في كون صالح عليه السلام هو نبي الله قد أرسله إليهم حينما أخرج لهم من الصخرة ناقة يتبعها فصيلها.
فلما تمادى بعض قومه عليه السلام فكذبوه وأنكروا هذه الآية الإلهية والمعجزة الربانية، بدأت هذه السنة التاريخية بالظهور؛ وهي مضاعفة النتيجة فكان انعكاسها على سلوكهم أن عقروا الناقة وفصيلها، ثم تتضاعف النتيجة وتتسع دائرة أضرارها وانحدارها بأن تحدوا الله ورسوله وطلبوا نزول العذاب، اعتقادا منهم بعدم صدق نبيهم، على الرغم من ظهور الناقة من صخرة صماء ملساء يتبعها فصيلها.
قال تعالى: ( وَإِلَى ثَمُوْدَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوْهَا تَأْكُلْ فِيْ أَرْضِ اللهِ وَلاَ تَمَسُّوْهَا بِسُوْءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيْمٌ). (سورة الأعراف، الآية: 73).
وقال تعالى: (قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آَمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ * قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آَمَنْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ * فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ * فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ). (سورة الأعراف، الآية: 75 ــ 78).
فعلى الرغم من ظهور هذه الآية العظيمة إلا أنّهم كانوا ينكرون ويستكبرون في الأرض ويتمادون في الباطل، وهم لا يدركون أنها سنة كونية جرت في الماديات، كما تجري في السلوكيات البشرية.
ولذلك تذكرهم الزهراء عليها السلام بأن عندهم آية الله عز وجل ومعجزة النبوة التي تصدهم عن الضلال والتردي، لكن مقدمات الفتنة كانت قد سرت فيهم لتتسارع معها سنة مضاعفة النتائج.
قالت عليها السلام: «فهيهات منكم، وكيف بكم، وأنّى تؤفكون، وكتاب الله بين أظهركم، أموره ظاهرة، وأحكامه زاهرة وأعلامه باهرة، وزواجره لايحة، وأوامره واضحة، وقد خلفتموه وراء ظهوركم. أرغبة عنه تريدون؟ أم بغيره تحكمون؟. بئس للضالمين بدلا» (الاحتجاج للطبرسي: ج 1، ص 137).
مثلما قدر الله عزوجل في الحياة الدنيا سنة مضاعفة نتائج الأفعال كنتيجة تدحرج كرة الثلج، أو سريان الموج في المحيطات، أو سريان النار في الغابات، وغيرها من الشواهد التي تتحدث عن هذه السنة الكونية في مضاعفة النتائج كذلك الحال في السنن التاريخية التي تتحدث عن سلوكيات الأمم والمجتمعات، بل والسلوك الفردي أيضا.
وفي هذه السُنة التاريخية تقول الزهراء عليها السلام: «ثم لم تلبثوا إلا ريث أن تسكن نفرتها ويسلس قيادها» (أعيان الشيعة للسيد محسن الأمين: ج 1، ص 316).
أي: سوف لن يطول الأمر، بل ستتسارعون في مضاعفة نتائج الوقوع في الفتنة بزمن قصير كنفرة الدابة، ثم يسهل قيادة الفتنة في مضاعفة الانحراف فتتضاعف النتائج السلبية.
وتمضي عليها السلام في بيان هذه السُنة التاريخية فتقول: «ثم أخذتم تورون وقدتها، وتهيجون جمرتها، وتستجيبون لهتاف الشيطان الغوي، وإطفاء أنوار الدين الجلي، وإهمال سنن النبي الصفي، تشربون حسوا في ارتغاء، وتمشون لأهله وولده في الخمرة والضراء، ويصير منكم على مثل حز المدى ووخز السنان في الحشاء، وأنتم الآن تزعمون: أن لا إرث لنا. أفحكم الجاهلية تبغون و من أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون؟». (الاحتجاج للطبرسي: ج 1، ص 137 و 138).
هذا التسارع في مضاعفة النتيجة واتساع دائرة أضرارها هي من السنن التاريخية التي جرت في الأمم السابقة، كقوم لوط الذين تضاعفت نتيجة سلوكهم في الاكتفاء بالرجال إلى تصميمهم على أن يخزوا لوطاً عليه السلام في ضيفيه وهم الملائكة؛ ثم تضاعفت النتيجة فعزموا على إخراج لوط وأهل بيته من قريتهم، قال تعالى:(وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ). (سورة الأعراف، الآية: 82).
وفي قوم ثمود كانت هذه السنة من أظهر السنن التاريخية؛ إذ منّ الله عز وجل عليهم بآية بينة وحجة قطعية في كون صالح عليه السلام هو نبي الله قد أرسله إليهم حينما أخرج لهم من الصخرة ناقة يتبعها فصيلها.
فلما تمادى بعض قومه عليه السلام فكذبوه وأنكروا هذه الآية الإلهية والمعجزة الربانية، بدأت هذه السنة التاريخية بالظهور؛ وهي مضاعفة النتيجة فكان انعكاسها على سلوكهم أن عقروا الناقة وفصيلها، ثم تتضاعف النتيجة وتتسع دائرة أضرارها وانحدارها بأن تحدوا الله ورسوله وطلبوا نزول العذاب، اعتقادا منهم بعدم صدق نبيهم، على الرغم من ظهور الناقة من صخرة صماء ملساء يتبعها فصيلها.
قال تعالى: ( وَإِلَى ثَمُوْدَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوْهَا تَأْكُلْ فِيْ أَرْضِ اللهِ وَلاَ تَمَسُّوْهَا بِسُوْءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيْمٌ). (سورة الأعراف، الآية: 73).
وقال تعالى: (قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آَمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ * قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آَمَنْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ * فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ * فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ). (سورة الأعراف، الآية: 75 ــ 78).
فعلى الرغم من ظهور هذه الآية العظيمة إلا أنّهم كانوا ينكرون ويستكبرون في الأرض ويتمادون في الباطل، وهم لا يدركون أنها سنة كونية جرت في الماديات، كما تجري في السلوكيات البشرية.
ولذلك تذكرهم الزهراء عليها السلام بأن عندهم آية الله عز وجل ومعجزة النبوة التي تصدهم عن الضلال والتردي، لكن مقدمات الفتنة كانت قد سرت فيهم لتتسارع معها سنة مضاعفة النتائج.
قالت عليها السلام: «فهيهات منكم، وكيف بكم، وأنّى تؤفكون، وكتاب الله بين أظهركم، أموره ظاهرة، وأحكامه زاهرة وأعلامه باهرة، وزواجره لايحة، وأوامره واضحة، وقد خلفتموه وراء ظهوركم. أرغبة عنه تريدون؟ أم بغيره تحكمون؟. بئس للضالمين بدلا» (الاحتجاج للطبرسي: ج 1، ص 137).
إرسال تعليق