بقلم: مهدي الآزري
بسم الله الرحمن الرحيم
(ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتاً بل احياء عند ربهم يرزقون)
في مثل هذا اليوم من السنة الحادية والستين للهجرة المباركة دلف الحسين (عليه السلام) فدلف معه رعيل من أبر الابناء واوفى الاخوان واصدق الاصحاب. دلفت هذه العصبة الطاهرة بهدوء وسكون تاركة خلفها ضجة رددتها الآفاق واعادتها الايام في عالم هو بحاجة اليها. هي ثورة تحركت من مكة واستقرت في الطفوف، هي صرخة انبثقت من شعاب الحجاز فتجاوبت بها بوادي العراق. هي ثورة وليست بالثورة الدينية فحسب، وهي ثورة وليست بثورة العزة العربية فحسب بل هي من هذا وذاك وفوق هذا وذاك. هي صرخة لها صدى وليس كبقية الاصداء التي تتجاوب ومصيرها التلاشي بل الصرخة التي يتردد صداها مع الدهر فتقف امامها النفوس بخشوع واكبار وترمقها العيون باجلال وتعظيم. هي ثورة نفوس لها من نكران الذات ما يبعدها عن حب الحياة وفيها من الاخلاص للعقيدة ما يمنعها من التهاون ومن الاباء ما يجلها عن التهاون وعندها من الرغبة في التفاني في سبيل العقيدة ما سجل لها الخلود في سفر الانسانية. نفوس لها من هذه المزايا والخلال ما يطهر تضحيتها من اية شائبة قد تنسب لمن يقدم على التضحية السامية.
دارت الارض حول الشمس الفاً وثلثمائة دورة دالت خلالها دول وتبدلت عقائد وجدت امور واستبدلت مما ينير البطولة ومقاييس التضحية باخرى غيرها، حدث كل ذلك ومصرع هؤلاء الشهداء قائم لا يبلي التكرار جدد ذكراه بل يكسبها قوة ويزيدها سمواً لما يكشف عنه غامض اسرارها كما تمنح هذه الذكرى النفوس سلوى وعزاء وتربها صورة من حياة الكفاح وكفاح الحياة تبدو ناصعة جلية فتبعث فينا شعوراً غامضاً يضطرب في النفوس وينمو رويداً رويداً كما ينمو الجنين في بطن امه حتى اذا اكتمل خرج انساناً سويا، وما ذلك الشعور المضطرب، وما ذلك الجنين النامي الا العقيدة والاخلاص لها والتضحية في سبيلها وان شئت فقل هو العقيدة ومسؤوليتها. ان في نفوسنا لصلاحها وان في قراراتنا لنبلا فلنولهما العناية ولنتعهدهما بما يبعث فيها نشاطاً ويمنحها قوة تسهل لهما السيطرة والنفوذ وليس هنالك ما هو شحذ للهمم من عرض الذكريات واشد هذه الذكريات اثراً وابلغها تأثيراً اوضحها صورة وابرزها منظراً والذكرى تنفع المؤمنين.
يجهل جهلاً بينا ويخطئ خطأ فاحشاً ويسيء اساءة بالغة من يتوهم ان قدوم الحسين (عليه السلام) الى العراق كان سعياً وراء الخلافة وطلباً لها او هرباً من المطاردة واحتفاظاً بالحياة، فقد كان له من مركزه الاجتماعي ومنـزلته الدينية ما يصرفه عن التفكير في الخلافة كفاية وامنية، كما كان له من الاتجاه صوب اليمن ما يكفيه شر المطاردة ففي اليمن بعد عن حاضرة الخلافة وفي اليمن ضمان لحياته ان لم يكن اكيدا فهو ولا شك اقوى مما هو في العراق لقد كان في رحيله من مكة معنى العزم على امر هو غير الهرب وفي اسرائه عنها طلب شيء غير النجاة؟ لقد سمع صوت الواجب يناديه من ربوع العراق على لسان اهله قائلين له لئن لم تأتنا ونحن على ما عرضنا من استعداد وتهيؤ فستكون مسؤولاً امام ربك وسنكون نحن خصومك يوم الحساب.
لقد القوا بذلك عليه الحجة فكان عليه ان يرحل وان يتقدم ولو كان في ذلك هلاكه فقد ناداه الواجب فعليه ان يجيب لقد كان عليه ان يجيب وان لم يطمع في النجاح وكان عليه ان يقدم وان لم يضمن الغلبة ففيما قطع اهل العراق من عهد كفاية وفيما اعطوا من مواثيق حجة. وليت شعري ماذا يمكن ان يكون موقف المؤرخ من الحسين لو انه امتنع بعد هذا الالحاح وتشكك بعد هذا التوثيق واحجم بعد هذا الاغراء؟ لو ان الحسين لم يفعل ما فعل اذن لحامت الشكوك وثارت الظنون حول صحة عدم قدومه وصحة امتناعه وصحة احجامه. ولو ان الحسين لم يفعل ما فعل اذن لجاز للمؤرخ ان يلقي عليه مسؤولية أي وهن يصيب الدعوة المحمدية واي ركود يصيب الحماس لها.
لقد كان الحسين يعلم حق العلم انه مقتول على يد خصومه وانهم لن يتركوه حتى يبايع على الاقل وهو يرى ان المبايعة امر لا يجوز له ان يفكر فيه فكيف يفعله؟ ولسنا نفتئت على التاريخ اذ نقول ان المؤامرات كانت تحاك حول الحسين للايقاع به؟ ولسنا نفتئت على الحسين ان نقول انه كان يعلم حق العلم انه مقتول على يد خصومه ان لم يبايع على الاقل اذ في تركه مكة في اليوم الثامن من شهر ذي الحجة سر لا ينكشف وغموض لا ينجلي الا اذا صدقنا ما قبل بشأن مجيء عمر بن سعيد مع ثلاثين رجلاً مدججين بالسلاح ليقتلوه ولو وجدوه متعلقاً باستار الكعبة اذ عدم الاخذ بهذا القول يجعلنا نتسائل لماذا ترك الحسين الحج مع اعتزامه عليه وانتوائه اياه؟ اذن فقد خرج الحسين من مكة وفي نفسه امر غير طلب النجاة لوثوقه من انه مقتول واذ تيقن ذلك فقد صمم على ان يخلق من مصرعه رمزاً يذكر الاجيال بان صاحب العقيدة يجب ان يهلك في سبيل عقيدته واراد ان يضفي على مصرعه روعة ومهابة تشحذ همم ذوي العقيدة على الثورة والتضحية. فان الانسان يتشجع للاقدام على التضحية اذا علم ان التاريخ سيسجلها باحرف من نور؟ ويتحمس للاقدام على الموت اذا علم ان الاجيال ستتخذ من سكونه حركة وتنشد من موته حياة وتقتبس من ظلمة رمسه ضياء تستنير به في كفاحها وتستعين به في جهادها؟ ان درس الشعور بالواجب الذي يلقيه علينا مصرع الحسين كاف لان يوجب ويحتم علينا ان نهتم لهذه الذكرى ونجددها. ولو كان هذا الدرس من جملة الاغراض التي حدت بالحسين الى الاستشهاد ودفعته الى طلب الموت. لقد ضرب لنا الحسين مثلاً عالياً ورسم هدفاً سامياً ان لم نطمع في بلوغه ففي الاستباق الى ذلك غاية القصد. لقد كتب الحسين نهايته بيده متخذاً من دمه الزكي الطاهر مداداً لتلك الكلمة القاسية المروعة المخيفة التي لابد وان يكتبها القدر على جبين كل مخلوق، والحسين اذ فعل ذلك سجل اعظم انتصاراً للعقيدة واعنف صورة للبطولة واجلى مظهر لقوة الارادة ومضاء العزيمة. مصرع الحسين سِفر كلما عاودته قراءة خرجت منه بمعان جديدة فهو الينبوع الذي كلما زدته حفراً زاد ماؤه اندفاقاً والافق الذي كلما زدت فيه تحديقاً وامعاناً ازداد أمامك بسطة واتساعاً.
ان للبطولة علينا حقاً فلا تنكرن حقها فتتنكر لنا وتنكرنا وان للعقيدة علينا واجباً فلا نحاولن الافلات منه فتفلت منا فانها لا تقيم عند قوم لا يقيمون لها وزناً ولا يوفون لها حقاً ولا يرخصون لها غير كلام اجوف رنان فيه صدى حركات اللسان في الفم اكثر بكثير مما فيه من الافصاح عما يجيش به الصدر والتبيان لما يضطرم به القلب وتطمع اليه النفس اذ ليس في نفوس هكذا قوم من المطامع الا ما ان تحرر لا يخرج عن حدود منافع الذات وما ان سما لا يرتفع عن مستوى الشهوات الجامحة التي تدفع بصاحبها الى سحق العالم في سبيل تحقيقها؟ وما ان حال نيله حائل انقلب صاحبه الى معول هدم متحرك يريد التخريب ويعلن الشخط ولا لغرض الا التخريب.
ان العقيدة شجرة لا تسقى بغير دماء معتنقيها ولا تتغذى بغير رفاتهم فان لم تسق وان لم تغذ فلن تؤت اكلها للطالبين ولن تنشر ظلها للقائلين.
نحن بحاجة لان نعتقد ولان نؤمن فان من لا يعتقد ويؤمن لا يسير الى الامام خطوة الا ليرجع الى الوراء اثنتين نحن بحاجة الى تناسي وانكار الذات ولن ينسى ولن ينكر المرء ما لم يشغل بغيره فلتكن العقيدة شغلنا ولتكن العقيدة سلوتنا. ولنختر من العقائد اكثرها على الواقع انطباعاً ومع الطبيعة البشرية انسجاماً وبالعقل اهتداء وللعدل تحقيقاً مما يضمن خير الدارين وسلام الموقفين ولنؤمن بها كما آمن الحسين ونناضل عنها كما ناضل الحسين ونستشهد كما استشهد الحسين وليحاول كل منا ان يكون حسيناً فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.
بسم الله الرحمن الرحيم
(ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتاً بل احياء عند ربهم يرزقون)
في مثل هذا اليوم من السنة الحادية والستين للهجرة المباركة دلف الحسين (عليه السلام) فدلف معه رعيل من أبر الابناء واوفى الاخوان واصدق الاصحاب. دلفت هذه العصبة الطاهرة بهدوء وسكون تاركة خلفها ضجة رددتها الآفاق واعادتها الايام في عالم هو بحاجة اليها. هي ثورة تحركت من مكة واستقرت في الطفوف، هي صرخة انبثقت من شعاب الحجاز فتجاوبت بها بوادي العراق. هي ثورة وليست بالثورة الدينية فحسب، وهي ثورة وليست بثورة العزة العربية فحسب بل هي من هذا وذاك وفوق هذا وذاك. هي صرخة لها صدى وليس كبقية الاصداء التي تتجاوب ومصيرها التلاشي بل الصرخة التي يتردد صداها مع الدهر فتقف امامها النفوس بخشوع واكبار وترمقها العيون باجلال وتعظيم. هي ثورة نفوس لها من نكران الذات ما يبعدها عن حب الحياة وفيها من الاخلاص للعقيدة ما يمنعها من التهاون ومن الاباء ما يجلها عن التهاون وعندها من الرغبة في التفاني في سبيل العقيدة ما سجل لها الخلود في سفر الانسانية. نفوس لها من هذه المزايا والخلال ما يطهر تضحيتها من اية شائبة قد تنسب لمن يقدم على التضحية السامية.
دارت الارض حول الشمس الفاً وثلثمائة دورة دالت خلالها دول وتبدلت عقائد وجدت امور واستبدلت مما ينير البطولة ومقاييس التضحية باخرى غيرها، حدث كل ذلك ومصرع هؤلاء الشهداء قائم لا يبلي التكرار جدد ذكراه بل يكسبها قوة ويزيدها سمواً لما يكشف عنه غامض اسرارها كما تمنح هذه الذكرى النفوس سلوى وعزاء وتربها صورة من حياة الكفاح وكفاح الحياة تبدو ناصعة جلية فتبعث فينا شعوراً غامضاً يضطرب في النفوس وينمو رويداً رويداً كما ينمو الجنين في بطن امه حتى اذا اكتمل خرج انساناً سويا، وما ذلك الشعور المضطرب، وما ذلك الجنين النامي الا العقيدة والاخلاص لها والتضحية في سبيلها وان شئت فقل هو العقيدة ومسؤوليتها. ان في نفوسنا لصلاحها وان في قراراتنا لنبلا فلنولهما العناية ولنتعهدهما بما يبعث فيها نشاطاً ويمنحها قوة تسهل لهما السيطرة والنفوذ وليس هنالك ما هو شحذ للهمم من عرض الذكريات واشد هذه الذكريات اثراً وابلغها تأثيراً اوضحها صورة وابرزها منظراً والذكرى تنفع المؤمنين.
يجهل جهلاً بينا ويخطئ خطأ فاحشاً ويسيء اساءة بالغة من يتوهم ان قدوم الحسين (عليه السلام) الى العراق كان سعياً وراء الخلافة وطلباً لها او هرباً من المطاردة واحتفاظاً بالحياة، فقد كان له من مركزه الاجتماعي ومنـزلته الدينية ما يصرفه عن التفكير في الخلافة كفاية وامنية، كما كان له من الاتجاه صوب اليمن ما يكفيه شر المطاردة ففي اليمن بعد عن حاضرة الخلافة وفي اليمن ضمان لحياته ان لم يكن اكيدا فهو ولا شك اقوى مما هو في العراق لقد كان في رحيله من مكة معنى العزم على امر هو غير الهرب وفي اسرائه عنها طلب شيء غير النجاة؟ لقد سمع صوت الواجب يناديه من ربوع العراق على لسان اهله قائلين له لئن لم تأتنا ونحن على ما عرضنا من استعداد وتهيؤ فستكون مسؤولاً امام ربك وسنكون نحن خصومك يوم الحساب.
لقد القوا بذلك عليه الحجة فكان عليه ان يرحل وان يتقدم ولو كان في ذلك هلاكه فقد ناداه الواجب فعليه ان يجيب لقد كان عليه ان يجيب وان لم يطمع في النجاح وكان عليه ان يقدم وان لم يضمن الغلبة ففيما قطع اهل العراق من عهد كفاية وفيما اعطوا من مواثيق حجة. وليت شعري ماذا يمكن ان يكون موقف المؤرخ من الحسين لو انه امتنع بعد هذا الالحاح وتشكك بعد هذا التوثيق واحجم بعد هذا الاغراء؟ لو ان الحسين لم يفعل ما فعل اذن لحامت الشكوك وثارت الظنون حول صحة عدم قدومه وصحة امتناعه وصحة احجامه. ولو ان الحسين لم يفعل ما فعل اذن لجاز للمؤرخ ان يلقي عليه مسؤولية أي وهن يصيب الدعوة المحمدية واي ركود يصيب الحماس لها.
لقد كان الحسين يعلم حق العلم انه مقتول على يد خصومه وانهم لن يتركوه حتى يبايع على الاقل وهو يرى ان المبايعة امر لا يجوز له ان يفكر فيه فكيف يفعله؟ ولسنا نفتئت على التاريخ اذ نقول ان المؤامرات كانت تحاك حول الحسين للايقاع به؟ ولسنا نفتئت على الحسين ان نقول انه كان يعلم حق العلم انه مقتول على يد خصومه ان لم يبايع على الاقل اذ في تركه مكة في اليوم الثامن من شهر ذي الحجة سر لا ينكشف وغموض لا ينجلي الا اذا صدقنا ما قبل بشأن مجيء عمر بن سعيد مع ثلاثين رجلاً مدججين بالسلاح ليقتلوه ولو وجدوه متعلقاً باستار الكعبة اذ عدم الاخذ بهذا القول يجعلنا نتسائل لماذا ترك الحسين الحج مع اعتزامه عليه وانتوائه اياه؟ اذن فقد خرج الحسين من مكة وفي نفسه امر غير طلب النجاة لوثوقه من انه مقتول واذ تيقن ذلك فقد صمم على ان يخلق من مصرعه رمزاً يذكر الاجيال بان صاحب العقيدة يجب ان يهلك في سبيل عقيدته واراد ان يضفي على مصرعه روعة ومهابة تشحذ همم ذوي العقيدة على الثورة والتضحية. فان الانسان يتشجع للاقدام على التضحية اذا علم ان التاريخ سيسجلها باحرف من نور؟ ويتحمس للاقدام على الموت اذا علم ان الاجيال ستتخذ من سكونه حركة وتنشد من موته حياة وتقتبس من ظلمة رمسه ضياء تستنير به في كفاحها وتستعين به في جهادها؟ ان درس الشعور بالواجب الذي يلقيه علينا مصرع الحسين كاف لان يوجب ويحتم علينا ان نهتم لهذه الذكرى ونجددها. ولو كان هذا الدرس من جملة الاغراض التي حدت بالحسين الى الاستشهاد ودفعته الى طلب الموت. لقد ضرب لنا الحسين مثلاً عالياً ورسم هدفاً سامياً ان لم نطمع في بلوغه ففي الاستباق الى ذلك غاية القصد. لقد كتب الحسين نهايته بيده متخذاً من دمه الزكي الطاهر مداداً لتلك الكلمة القاسية المروعة المخيفة التي لابد وان يكتبها القدر على جبين كل مخلوق، والحسين اذ فعل ذلك سجل اعظم انتصاراً للعقيدة واعنف صورة للبطولة واجلى مظهر لقوة الارادة ومضاء العزيمة. مصرع الحسين سِفر كلما عاودته قراءة خرجت منه بمعان جديدة فهو الينبوع الذي كلما زدته حفراً زاد ماؤه اندفاقاً والافق الذي كلما زدت فيه تحديقاً وامعاناً ازداد أمامك بسطة واتساعاً.
ان للبطولة علينا حقاً فلا تنكرن حقها فتتنكر لنا وتنكرنا وان للعقيدة علينا واجباً فلا نحاولن الافلات منه فتفلت منا فانها لا تقيم عند قوم لا يقيمون لها وزناً ولا يوفون لها حقاً ولا يرخصون لها غير كلام اجوف رنان فيه صدى حركات اللسان في الفم اكثر بكثير مما فيه من الافصاح عما يجيش به الصدر والتبيان لما يضطرم به القلب وتطمع اليه النفس اذ ليس في نفوس هكذا قوم من المطامع الا ما ان تحرر لا يخرج عن حدود منافع الذات وما ان سما لا يرتفع عن مستوى الشهوات الجامحة التي تدفع بصاحبها الى سحق العالم في سبيل تحقيقها؟ وما ان حال نيله حائل انقلب صاحبه الى معول هدم متحرك يريد التخريب ويعلن الشخط ولا لغرض الا التخريب.
ان العقيدة شجرة لا تسقى بغير دماء معتنقيها ولا تتغذى بغير رفاتهم فان لم تسق وان لم تغذ فلن تؤت اكلها للطالبين ولن تنشر ظلها للقائلين.
نحن بحاجة لان نعتقد ولان نؤمن فان من لا يعتقد ويؤمن لا يسير الى الامام خطوة الا ليرجع الى الوراء اثنتين نحن بحاجة الى تناسي وانكار الذات ولن ينسى ولن ينكر المرء ما لم يشغل بغيره فلتكن العقيدة شغلنا ولتكن العقيدة سلوتنا. ولنختر من العقائد اكثرها على الواقع انطباعاً ومع الطبيعة البشرية انسجاماً وبالعقل اهتداء وللعدل تحقيقاً مما يضمن خير الدارين وسلام الموقفين ولنؤمن بها كما آمن الحسين ونناضل عنها كما ناضل الحسين ونستشهد كما استشهد الحسين وليحاول كل منا ان يكون حسيناً فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.
إرسال تعليق