بقلم: عبد الغني شوقي
تفتقر الأمم كلما هبت عليها رياح الفتن وغشيتها دياجي الظلال الى زعامة دينية سديدة ترد اليها يقينها ويهديها الى محجة الصواب وتجنبها مزالق الغواية، ولم يكن المسلمون في سائر عصورهم يفتقرون الى الزعامة الدينية الرشيدة مثل افتقارهم اليها في الآونة الحرجة التي اغتصب فيها الطاغية يزيد منصب الخلافة العظمى وأكره المسلمين على أن يلقبوه بأمير المؤمنين وهو أبعد الناس عن ذلك اللقب.
ولقد كان من مهازل الدهر وعجائبه ومنكراته أن يتبوأ يزيد مرتبة الخلافة وهو على ما هو عليه من ارتكاب الفواحش وتظاهر بالفسق واستخفاف بالدين وأهله. ففي ذلك الوقت الذي تحكم فيه يزيد بمصائر الأمة العربية بمقتضى اهوائه الدنيئة ونزعاته الشيطانية كانت الأمة على مفترق طريقين: اما أن تخضع ليزيد خضوعاً يسوده الجهل واليأس فتفتقد اعز ما تتباهى به من عقيدة وكرامة، واما أن يظهر فيها الزعيم الديني الذي يقودها الى سواء السبيل فينقذها واذاً فقد كانت حاجتها الى الزعيم الديني كحاجتها الى سائر عناصر الحياة ولم يكن ذلك الزعيم المنشود سوى الحسين (عليه السلام).
رأى الحسين ما جره حكم معاوية بن أبي سفيان من مساوئ على المسلمين وفطن ببصيرة الإمامة الى أن تلك المساوئ لا تكاد تذكر بجانب المساوئ التي تنتظر المسلمين من جراء طغيان يزيد، وأبصر الحسين (عليه السلام) ما حوله من سائر أقطار المسلمين الذين يجب أن يؤازروه في مقاومة يزيد وهم ما بين حائر منعزل أو خائف مصانع فأنفرد بالنهوض باعباء الزعامة الدينية مستجيباً لمبدئه ومحققاً لآمال الجماهير الإسلامية المعقودة عليه فوقف في وجه يزيد وعصابته مدافعاً عن الدين ذاباً عن كرامة المسلمين متحملاً في سبيل ذلك أشد مما تحمله سائر الصديقين والشهداء، وكيف لا يكون تحمله أشد وقد فقد في ميدان الطف نفسه وأنفس انصاره وأهل بيته حتى طفله الرضيع، ولكنه انقذ الدين وايقظ المسلمين.
فبهذا الجهاد والحسين المنقطع النظير قد اكتسب بحق وجدارة طبيعة الخلود، فلا عجب اذا كان أثره خالداً في نفوس المسلمين جيلاً بعد جيل وعصراً بعد عصر.
تفتقر الأمم كلما هبت عليها رياح الفتن وغشيتها دياجي الظلال الى زعامة دينية سديدة ترد اليها يقينها ويهديها الى محجة الصواب وتجنبها مزالق الغواية، ولم يكن المسلمون في سائر عصورهم يفتقرون الى الزعامة الدينية الرشيدة مثل افتقارهم اليها في الآونة الحرجة التي اغتصب فيها الطاغية يزيد منصب الخلافة العظمى وأكره المسلمين على أن يلقبوه بأمير المؤمنين وهو أبعد الناس عن ذلك اللقب.
ولقد كان من مهازل الدهر وعجائبه ومنكراته أن يتبوأ يزيد مرتبة الخلافة وهو على ما هو عليه من ارتكاب الفواحش وتظاهر بالفسق واستخفاف بالدين وأهله. ففي ذلك الوقت الذي تحكم فيه يزيد بمصائر الأمة العربية بمقتضى اهوائه الدنيئة ونزعاته الشيطانية كانت الأمة على مفترق طريقين: اما أن تخضع ليزيد خضوعاً يسوده الجهل واليأس فتفتقد اعز ما تتباهى به من عقيدة وكرامة، واما أن يظهر فيها الزعيم الديني الذي يقودها الى سواء السبيل فينقذها واذاً فقد كانت حاجتها الى الزعيم الديني كحاجتها الى سائر عناصر الحياة ولم يكن ذلك الزعيم المنشود سوى الحسين (عليه السلام).
رأى الحسين ما جره حكم معاوية بن أبي سفيان من مساوئ على المسلمين وفطن ببصيرة الإمامة الى أن تلك المساوئ لا تكاد تذكر بجانب المساوئ التي تنتظر المسلمين من جراء طغيان يزيد، وأبصر الحسين (عليه السلام) ما حوله من سائر أقطار المسلمين الذين يجب أن يؤازروه في مقاومة يزيد وهم ما بين حائر منعزل أو خائف مصانع فأنفرد بالنهوض باعباء الزعامة الدينية مستجيباً لمبدئه ومحققاً لآمال الجماهير الإسلامية المعقودة عليه فوقف في وجه يزيد وعصابته مدافعاً عن الدين ذاباً عن كرامة المسلمين متحملاً في سبيل ذلك أشد مما تحمله سائر الصديقين والشهداء، وكيف لا يكون تحمله أشد وقد فقد في ميدان الطف نفسه وأنفس انصاره وأهل بيته حتى طفله الرضيع، ولكنه انقذ الدين وايقظ المسلمين.
فبهذا الجهاد والحسين المنقطع النظير قد اكتسب بحق وجدارة طبيعة الخلود، فلا عجب اذا كان أثره خالداً في نفوس المسلمين جيلاً بعد جيل وعصراً بعد عصر.
إرسال تعليق