بقلم: عبد الصاحب جواد الفضلي
1-في ذكريات العظماء والعباقرة… آفاق رحبة، تقف عندها الأمم لتتقظ وتعتبر وتتذكر… فهي كما عبر عنها بعض المفكرين ( علامات مرورية) وضعت على مفترق طرق لتستطيع الأمم في مسيرتها أن تواجه الواقع وجهاً لوجه.. ومن ثم تسير في دروبه بسلام متسلحة بالضمانات الواقية لحين تحقيق الهدف المنشود وبلوغ الغاية.
والى هنا حيث اتضحت لنا بجلاء خطورة هذه الذكريات وأهميتها.. في مجال بعث الحياة في روح الأمم واثارة العزم والمواصلة في نفوس ابنائها.
اقول الى هنا حيث اتضحت لنا جميعاً أهمية هذه الذكريات فنحن مدعوون جميعاً الى ان نتفهمها تفهماً واقعياً لنستطيع أن نستفيد منها مجال تقويم الواقع وانعاشه.
2-وعند حلول شهر محرم الحرام في كل سنة تقف الأمة الإسلامية امام ثورة الحسين وجهاً لوجه فتتذكر.. وتتعظ.
تتذكر بالرسالة المفروضة على كل فرد من افراد المسلمين في جميع مجالات الحياة.
وتتذكر ان دولة الباطل لا محالة زائلة ولا تستطيع أن تصمد امام واقع الحياة الحقة.
وتتذكر تلك المجزرة الرهيبة فتعرف من آمن وضحى فبدد ظلمات الكفر عن سماء المجتمعات واعلن عن بزوغ فجر الحق وتعرف من انحرف وشط عن الحق فبات لعنة للأجيال ورمزاً للإنحراف والطغيان.
ولكن مهلاً فالأمر ليس يقتصر على هذا التذكر والتوعيظ بل ان هذا التذكر والتوعيظ لا تجدي ثماره اذا لم تتم بعده المرحلة الثابتة واعني بها صياغة هذا التوعيظ وبرمجته في واقع السلوك كنموذج مثالي احتفظ به التاريخ عن كل النماذج الثورية الأخرى للمسلم الواعي.
وهذه – كما اتصور- تتطلب منا ان نتفهم هذه الذكرى المؤلمة تفهماً عميقاً.. تفهم واقعي بحيث تستطيع ان تبرعم في نفوسنا روحاً حسينية… تثور على القيم البالية والأجواء اللإسلامية والواقع المنحرف.
يقول مستشرق فرنسي عند زيارته الى احدى مدن الهند وقد شاهد هناك عشرات من مجالس التأبين والعزاء في هذه المناسبة الأليمة يقول:
( حضرت احدى مجالس التعزية في الهند فسمعت الخطيب يقول ايها الناس ان سيدنا ومولانا ومقتدانا أبا عبد الله الحسين (عليه السلام) قد ضحى بنفسه وأهله وعياله وأطفاله ولم يعط بيديه اعطاء الذليل ولم يفر فرار العبيد… اما انا فعلمت ان الخطيب يلقي على القوم درساً بليغاً انه يقول لهم يا أهل الهند اذا أردتم ان تكونوا احراراً وان لا يكون للأجنبي سلطان عليكم فأقتدوا بمثل هذا الرجل العظيم، ولكن الخطيب والمستمعين- على حد قول هذا المستشرق- لا يدركون مغزى هذا القول ولا يفكرون إلاّ في البكاء أو التباكي والثواب الأخروي وهم لا يعرفون أن كل عمل مادي لابد من ان يكون له نتيجة مادية ايضاً مضافاً الى الثواب )).
وليس العسير علينا- نحن المسلمون- أن نتفهم ثورة الحسين ودوافعها ونتائجها بقدر ما نلاقي من صعوبة وعسر في تفهم هذه الذكرى واستثمار عطاءتها الحيوية في تغيير الأجواء اللإسلامية على مرِّ الزمن.
وقد استمعتم الى حديث المستشرق الفرنسي في هذه المناسبة بالذات والذي كان مؤكد لحديثي هذا فالمسيرات الشعبية والشعائر الحسينية التي تقام هنا وهناك ما هي في الحقيقة إلاّ نوع مؤكد على ضرورة التذكرة والتوعظة ومن ثم خلق نماذج حسينية في كل جيل لا اسلامي ليستطيع ان يعبر هذا الجيل عن ارادته الفطرية في التغيير.. في التطلع نحو شمس حياة اسلامية مشرقة.
فمن هذا الأساس ترون خطورة وأهمية هذه الذكرى عن باقي الذكريات الإسلامية الخالدة.
وحديث آخر لمستشرق في هذا المجال يقول ( ان مجالس التعزية (مؤتمرات مجانية) فحسب المرء أن يعلن عن عزمه على اقامة المجلس الفلاني للعزاء في المكان الفلاني أو الساعة الفلانية فيقصده الناس من كل جهة فلا يكلفه ذلك غير قليل من السكائر والقهوة.. فما أكثر المؤتمرات المجانية عند المسلمين ولو أنهم أرادوا الإستفادة منها في دراسة شؤونهم ومعالجة مشاكلهم في وقت لا نستطيع فيه نحن الغربيين اقامة مؤتمراً من افراد معدودين إلاّ بشق الأنفس وبذل الجهد والمال ) ان تفهمنا لهذه الذكرى ومواكبتنا اليها في التطلع نحو حياة حرة.. نحو حياة سعيدة.. تلزمنا ان نطبق هذا الإتجاه الثوري كدستور لانطلاقتنا عليه.. حديث ساقه مستشرق جاء هو الآخر مؤكداً على ضرورة وخطورة هذه الشعائر والظواهر الحسينية.
ولكن أتساءل بحرارة…
ماذا استفدنا من هذه المؤتمرات المجانية التي تقام في مجتمعاتنا في كل يوم وليلة..!
فأين وحدة الكلمة ورص الصفوف وأين التضحية والجهاد..؟ أين العقيدة والكفاح في سبيلهما..؟
لنكن صرحاء في الحديث.. فهذا أجدى لنا وأثمر انها مرآة ترينا سلوكنا بوضوح لنتلافاها في مسيرتنا الصاعدة.
وبكلمة قصيرة: أين من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر..؟
انني اعتقد جازماً بأنه من النادر أن نجد اشخاصاً درسوا سيرة هذا العظيم.. هذا الثائر على النحو الذي يجب أن تدرس بها حياة عظيم.. ثائر مثله.
كما اعتقد جازماً بأنه من النادر ان نجد اناساً فهموا عطاءات هذه المواكب والشعائر والمسيرات الحسينية التي تقام هنا وهناك في ربوع العالم الإسلامي.
فلو درسنا هذه العطاءات بعد دراستنا العميقة لحياة هذا العظيم لكان حال الأمة الإسلامية غير ما عليه اليوم.
1-في ذكريات العظماء والعباقرة… آفاق رحبة، تقف عندها الأمم لتتقظ وتعتبر وتتذكر… فهي كما عبر عنها بعض المفكرين ( علامات مرورية) وضعت على مفترق طرق لتستطيع الأمم في مسيرتها أن تواجه الواقع وجهاً لوجه.. ومن ثم تسير في دروبه بسلام متسلحة بالضمانات الواقية لحين تحقيق الهدف المنشود وبلوغ الغاية.
والى هنا حيث اتضحت لنا بجلاء خطورة هذه الذكريات وأهميتها.. في مجال بعث الحياة في روح الأمم واثارة العزم والمواصلة في نفوس ابنائها.
اقول الى هنا حيث اتضحت لنا جميعاً أهمية هذه الذكريات فنحن مدعوون جميعاً الى ان نتفهمها تفهماً واقعياً لنستطيع أن نستفيد منها مجال تقويم الواقع وانعاشه.
2-وعند حلول شهر محرم الحرام في كل سنة تقف الأمة الإسلامية امام ثورة الحسين وجهاً لوجه فتتذكر.. وتتعظ.
تتذكر بالرسالة المفروضة على كل فرد من افراد المسلمين في جميع مجالات الحياة.
وتتذكر ان دولة الباطل لا محالة زائلة ولا تستطيع أن تصمد امام واقع الحياة الحقة.
وتتذكر تلك المجزرة الرهيبة فتعرف من آمن وضحى فبدد ظلمات الكفر عن سماء المجتمعات واعلن عن بزوغ فجر الحق وتعرف من انحرف وشط عن الحق فبات لعنة للأجيال ورمزاً للإنحراف والطغيان.
ولكن مهلاً فالأمر ليس يقتصر على هذا التذكر والتوعيظ بل ان هذا التذكر والتوعيظ لا تجدي ثماره اذا لم تتم بعده المرحلة الثابتة واعني بها صياغة هذا التوعيظ وبرمجته في واقع السلوك كنموذج مثالي احتفظ به التاريخ عن كل النماذج الثورية الأخرى للمسلم الواعي.
وهذه – كما اتصور- تتطلب منا ان نتفهم هذه الذكرى المؤلمة تفهماً عميقاً.. تفهم واقعي بحيث تستطيع ان تبرعم في نفوسنا روحاً حسينية… تثور على القيم البالية والأجواء اللإسلامية والواقع المنحرف.
يقول مستشرق فرنسي عند زيارته الى احدى مدن الهند وقد شاهد هناك عشرات من مجالس التأبين والعزاء في هذه المناسبة الأليمة يقول:
( حضرت احدى مجالس التعزية في الهند فسمعت الخطيب يقول ايها الناس ان سيدنا ومولانا ومقتدانا أبا عبد الله الحسين (عليه السلام) قد ضحى بنفسه وأهله وعياله وأطفاله ولم يعط بيديه اعطاء الذليل ولم يفر فرار العبيد… اما انا فعلمت ان الخطيب يلقي على القوم درساً بليغاً انه يقول لهم يا أهل الهند اذا أردتم ان تكونوا احراراً وان لا يكون للأجنبي سلطان عليكم فأقتدوا بمثل هذا الرجل العظيم، ولكن الخطيب والمستمعين- على حد قول هذا المستشرق- لا يدركون مغزى هذا القول ولا يفكرون إلاّ في البكاء أو التباكي والثواب الأخروي وهم لا يعرفون أن كل عمل مادي لابد من ان يكون له نتيجة مادية ايضاً مضافاً الى الثواب )).
وليس العسير علينا- نحن المسلمون- أن نتفهم ثورة الحسين ودوافعها ونتائجها بقدر ما نلاقي من صعوبة وعسر في تفهم هذه الذكرى واستثمار عطاءتها الحيوية في تغيير الأجواء اللإسلامية على مرِّ الزمن.
وقد استمعتم الى حديث المستشرق الفرنسي في هذه المناسبة بالذات والذي كان مؤكد لحديثي هذا فالمسيرات الشعبية والشعائر الحسينية التي تقام هنا وهناك ما هي في الحقيقة إلاّ نوع مؤكد على ضرورة التذكرة والتوعظة ومن ثم خلق نماذج حسينية في كل جيل لا اسلامي ليستطيع ان يعبر هذا الجيل عن ارادته الفطرية في التغيير.. في التطلع نحو شمس حياة اسلامية مشرقة.
فمن هذا الأساس ترون خطورة وأهمية هذه الذكرى عن باقي الذكريات الإسلامية الخالدة.
وحديث آخر لمستشرق في هذا المجال يقول ( ان مجالس التعزية (مؤتمرات مجانية) فحسب المرء أن يعلن عن عزمه على اقامة المجلس الفلاني للعزاء في المكان الفلاني أو الساعة الفلانية فيقصده الناس من كل جهة فلا يكلفه ذلك غير قليل من السكائر والقهوة.. فما أكثر المؤتمرات المجانية عند المسلمين ولو أنهم أرادوا الإستفادة منها في دراسة شؤونهم ومعالجة مشاكلهم في وقت لا نستطيع فيه نحن الغربيين اقامة مؤتمراً من افراد معدودين إلاّ بشق الأنفس وبذل الجهد والمال ) ان تفهمنا لهذه الذكرى ومواكبتنا اليها في التطلع نحو حياة حرة.. نحو حياة سعيدة.. تلزمنا ان نطبق هذا الإتجاه الثوري كدستور لانطلاقتنا عليه.. حديث ساقه مستشرق جاء هو الآخر مؤكداً على ضرورة وخطورة هذه الشعائر والظواهر الحسينية.
ولكن أتساءل بحرارة…
ماذا استفدنا من هذه المؤتمرات المجانية التي تقام في مجتمعاتنا في كل يوم وليلة..!
فأين وحدة الكلمة ورص الصفوف وأين التضحية والجهاد..؟ أين العقيدة والكفاح في سبيلهما..؟
لنكن صرحاء في الحديث.. فهذا أجدى لنا وأثمر انها مرآة ترينا سلوكنا بوضوح لنتلافاها في مسيرتنا الصاعدة.
وبكلمة قصيرة: أين من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر..؟
انني اعتقد جازماً بأنه من النادر أن نجد اشخاصاً درسوا سيرة هذا العظيم.. هذا الثائر على النحو الذي يجب أن تدرس بها حياة عظيم.. ثائر مثله.
كما اعتقد جازماً بأنه من النادر ان نجد اناساً فهموا عطاءات هذه المواكب والشعائر والمسيرات الحسينية التي تقام هنا وهناك في ربوع العالم الإسلامي.
فلو درسنا هذه العطاءات بعد دراستنا العميقة لحياة هذا العظيم لكان حال الأمة الإسلامية غير ما عليه اليوم.
إرسال تعليق