دروس من: مأسـاة كربلاء

بقلم: السيد سلمان هادي الطعمة

تحل في هذا الشهر ذكرى حادثة أليمة عرفها التاريخ الإسلامي منذ أمد طويل الا وهي فاجعة الطف التي ما زال صداها يردد في سمع الزمن.
إن مأساة كربلاء او حادثة الحسين (عليه السلام) مثلت دوراً من اسمى ادوار الانسانية الفذة ولقنت العالم الاسلامي دروساً لن تنسى ابد الدهر. فمن هذه المدنية الخالدة وجه الحسين (عليه السلام) ضربته القاضية بوجه الامويين، وفي هذه البقعة الشريفة خاض الشهداء معركة الحق والكرامة، فأهرقت دماؤهم البريئة وروت ارض الطف فاصطبغت بدمائهم. وبذلوا انفسهم الكريمة من اجل العزة والسيادة، فكانت احسن وقع في نفس الاسلام وفي تحقيق الوحدة الاسلامية النبيلة. ومن يتصفح التاريخ الاسلامي يلتمس تلك المنـزلة والقداسة التي جلت بهذه المدينة المقدسة منذ مقتل سيدنا الحسين (عليه السلام) حتى يومنا هذا.
لقد اعطى الامام الحسين (عليه السلام) لشباب العالم وشيوخ الامم دروساً بليغة في النضال والحرية والدفاع عن شرف النفس، فقدم نفسه واهله واطفاله ضحايا على رمال الصحراء، وقرابين مذبح الشرف والاباء في سبيل تقويم شرعة جده، وهكذا وقف الحسين موقفه الجبار في عرصات الطفوف غير هياب ولا مكترث، ولسان حاله يقول:

 ان كان دين محمد لم يستقم
إلاّ بقتلي، ياسيوف خذيني
هذا دمي فلترو صاديه الظبا
منـه، وهذا بالرماح ونيني 


ويوم عاشوراء يمر علينا كل عام بعد استشهاد الحسين في العاشر من المحرم، ليعيد لنا ذكرى بطولة ابي الاحرار وموقفه الحازم من الطاغية يزيد، ذلك الصراع الذي دار بين الحق والباطل، فكاد الظلم ان يندحر والعدالة ان تنتصر.. والحق يعلو ولا يعلى عليه.. ومن يتعمق في هذه الفاجعة الرهيبة ويتصور موكب المجد السائر في طريقه نحو التضحية والشهادة ومواقف بطل العلقمي في الدفاع عن حرم الحسين ومصرعه الرهيب في كربلاء، ويستمد منها دروساً وعبراً.. فحري بنا ان نمجد بطل هذه الذكرى وحامل لواء التضحية والبطولة في التاريخ، وحري بنا ان نتعظ بتلك الدروس ونتقبل تلك العبر لكي نستطيع ان نشق طريق الحياة بحرية محبته ونبني مجدنا ونعيد للامة الاسلامية مكانتها المرموقة في التاريخ.. ان التشاور والتآزر ووحدة الصفوف وجمع الكلمة وضرب الحزازات والعمل في سبيل المصلحة العامة وغيرها من جلائل الاعمال تمهد لنا السبيل لتحقيق رسالة الحسين وتأدية الواجب المقدس والعمل على تمجيده وتخليده.

1 التعليقات:

محمد الحيدري الكاتب

الله يحفظكم ويعلي من قدركم لما تبذلون من جهد في خدمة الثوره الحسينيه

تعليق

إرسال تعليق