بقلم: السيد عبد الله شبر، تحقيق شعبة التحقيق في قسم الشؤون الفكرية
في معرفة الدنيا والآخرة
إعلم أن معرفة الدنيا والآخرة صعب شديد قد تحيّر فيه الفحول وتاه فيه أولو العقول: زعم قوم أن الدنيا عبارة عن المال، والحال أنه قد ورد مدحه في الكتاب والسنة كثيراً، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: نعم العون على طاعة[1] الله المال[2].
وزعم قوم أن الدنيا هي الحياة الدنيا، مع أنه بها يتوصل إلى السعادات الأبدية ويتخلص من الشقاوة السرمدية[3]، وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: نعم العون على الآخرة الدنيا[4].
وزعم آخرون أن الدنيا المذمومة عبارة عن المآكل اللذيذة والمطاعم الجيدة والثياب الفاخرة والديار العامرة والخدم والحشم والأصحاب والأعوان مع أن بعض الأنبياء والأولياء كانوا كذلك ــ كيوسف وسليمان ــ.
والتحقيق أن من كان مشغولاً بالعلم والعبادة والحج والجهاد والصدقات وأداء الزكوات وقضاء الحوائج وزيارة الإخوان وعيادة المرضى وتشييع الجنائز وحضور الجمعة والجماعة والمواظبة على النوافل وسائر الطاعات قد يكون في بحبحة[5] الدنيا، ويصدق عليه أنه طالب الدنيا وأنه ملعون وأعماله ملعونة مردودة غير مقبولة، حيث لم يقصد بها وجه الله تعالى، ورب رجل كثير المال والخدم والحشم حسن المطعم والمشرب جيد الزي والملبس ذي ديار وسيعة وعمارات عالية ونساء جميلة ومراكب حسنة و((سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ (13) وَأَكْوٰابٌ مَوْضُوعَةٌ (14) وَنَمٰارِقُ[6] مَصْفُوفَةٌ (15) وَزَرٰابِيُّ[7] مَبْثُوثَةٌ[8])) [9]، وهو من أهل الآخرة وأعماله مقبولة وسعيه مشكور، حيث قصد بجميع ذلك التوصل إلى رضاء الله تعالى.
فحينئذ الدنيا عبارة عن كل شيء يوجب البعد عن الله وإن كان صلاة وصوماً وحجاً وجهاداً وإنفاقاً وزهداً وقناعة، والآخرة كل شيء يوجب القرب من الله تعالى وإن كان مالاً ونساءً وخدماً وحشماً.
نعم في أغلب الأوقات وأكثر الأشخاص لا يتمكن الإنسان من التقرب إلى الله تعالى والإخلاص له إلاّ بترك المباحات فضلاً عن الشبهات والمحرمات، ولذلك حث الأنبياء الناس على ترك ما يوجب الميل إلى الدنيا وإن كان يمكن أن يتوصل به إلى الآخرة، لأن النفوس ضعيفة والشيطان قوي.
وبتقرير آخر نقول: الدنيا والآخرة عبارتان عن حالتين من أحوال قلبك، والقريب الداني منهما يسمى دنياً لدنوه، وهو كل ما قبل الموت، والمتراخي المتأخر يسمى آخرة، وهو ما بعد الموت، فكل ما لك فيه حظ وغرض ونصيب وشهوة ولذة في عاجل الحال قبل الوفاة فهي الدنيا في حقك، إلا أن جميع ما لك إليه ميل وفيه نصيب وحظ فليس بمذموم، بل هو على ثلاثة أقسام:
الأول: ما يصحبك في الدنيا وتبقى معك ثمرته بعد الموت، وهو العلم بالله وصفاته وأفعاله، ((وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ))[10] وشرائعه وأحكامه والعمل الخالص لوجه الله، وقد يلتذ الإنسان في الدنيا بالعلم والعبادة ويكونان عنده ألذ الأشياء، ولذلك قال صلى الله عليه وآله وسلم: حبب إلي من دنياكم ثلاث: الطيب، والنساء وقرة عيني في الصلاة[11]. فجعل الصلاة من جملة الدنيا لدخولها في عالم الحس[12] والشهادة مع أنها من أفضل القربات، وهذا ونحوه وإن أطلق عليه لفظ الدنيا لدنوه ولكنه من الدنيا الممدوحة التي هي العون على الآخرة لا المذمومة.
الثاني: نقيض الأول، وهو كل ما فيه حظ عاجل وليس له ثمرة في الآخرة، كالتلذذ بالمعاصي بل المباحات الزائدة على قدر الضرورة والتنعم بالقناطير[13] المقنطرة[14] من الذهب والفضة والخيل المسومة[15][16] وهذه هي الدنيا المذمومة.
الثالث: وهو متوسط بين الطرفين، وهو كل حظ عاجل معين على أعمال الآخرة، وهو ما لابد منه للإنسان بحسب زيه وزمانه ومكانه من المأكول والملبوس والمشروب، فإذا تناوله الإنسان بقصد الاستعانة على العلم والعمل والطاعات والعبادات وحفظ الحياة وصيانة العرض ونحو ذلك مما أمر الشارع به في الشريعة المقدسة، فليس من الدنيا المذمومة في شيء وإن قصد به الترفه والتلذد[17] والتنعم، أو استعان به على المعاصي فهو من الدنيا، ولهذا ورد الحث على طلب الحلال وتحصيل المال للكفاف[18]، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: العبادة سبعون جزءاً أفضلها طلب الحلال[19].
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: ملعون من ألقى كله على الناس[20].
وقال السجاد عليه السلام: الدنيا دنياءان: دنيا بلاغ، ودنيا ملعونة[21].
وقال الباقر عليه السلام: من طلب الرزق في الدنيا استعفافاً عن الناس وسعياً[22] على أهله وتعطفاً على جاره لقي الله عزّوجل[23] ووجهه مثل القمر ليلة البدر[24].
وقال الصادق عليه السلام: الكاد على عياله كالمجاهد في سبيل الله[25].
وقال عليه السلام[26] في رجل قال: لأقعدن في بيتي ولأصلين ولأصومنَّ ولأعبدن ربي فأما رزقي فسيأتي قال: هذا أحد الثلاثة الذين لا يستجاب لهم[27].
وقال عليه السلام[28]: إن الله[29] ليحب الاغتراب في طلب الرزق[30].
وقال له رجل[31]: والله إنا لنطلب الدنيا ونحب أن نؤتاها. فقال: تحب أن تصنع بها ماذا؟ قال: أعود بها على نفسي وعيالي وأصل بها وأتصدق بها وأحج وأعتمر. فقال عليه السلام: ليس هذا طلب الدنيا هذا طلب الآخرة[32].
وقال عليه السلام[33]: ليس منا من ترك دنياه لآخرته[34].
في ما ورد في ذم الدنيا
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء[36].
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها إلا ما كان لله منها[37].
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: من أحب دنياه أضر بآخرته، ومن أحب آخرته أضر بدنياه فآثروا ما يبقى على ما يفنى[38].
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: حب الدنيا رأس كل خطيئة[39].
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: يا عجباً كل العجب للمصدق بدار الخلود وهو يسعى لدار الغرور[40].
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: من أصبح والدنيا أكبر همه فليس من الله في شيء، وألزم الله قلبه أربع خصال: هماً لا ينقطع عنه أبداً، وشغلاً لا يتفرغ منه أبداً، وفقراً لا ينال غناه أبداً، وأملاً لا يبلغ منتهاه أبداً[41].
وروي أن عيسى عليه السلام اشتد به المطر والرعد والبرق يوماً، فجعل يطلب بيتاً يلجأ إليه، فرفعت إليه خيمة من بعيد فأتاها فإذا فيها امرأة فحاد عنها، فإذا هو بكهف في جبل فأتاه فإذا فيه أسد فوضع يده على رأسه وقال: إلهي جعلت لكل شيء مأوى ولم تجعل لي مأوى. فأوحى الله إليه: مأواك في مستقر من رحمتي لأزوجنك يوم القيامة ألف حوراء خلقتها بيدي، ولأطعمن في عرسك أربعة آلاف عام يوم منها كعمر الدنيا، ولآمرن منادياً ينادي: أين الزهاد في الدنيا زوروا عرس الزاهد عيسى بن مريم[42].
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الدنيا دار من لا دار له، ولها يجمع من لا عقل له[43].
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: ما لي والدنيا[44]، إنما مثلي ومثلها كمثل راكب[45] رفعت له شجرة في يوم صائف فقال[46] تحتها ثم راح وتركها[47].
وقيل لأمير المؤمنين عليه السلام: صف لنا الدنيا. فقال: وما أصف لك من دار من صح فيها ما أمن[48]، ومن سقم فيها ندم، ومن افتقر فيها حزن، ومن استغنى فيها فتن، في حلالها الحساب وفي حرامها العقاب[49].
وقال عليه السلام[50]: إنما هي ستة أشياء مطعوم ومشروب وملبوس ومركوب ومنكوح ومشموم: فأشرف المطعومات العسل وهو مذقة[51] ذباب، وأشرف المشروبات الماء يستوي فيه البر والفاجر، وأشرف الملبوسات الحرير وهو نسج دودة، وأشرف المركوبات الفرس وعليه يقتل الرجال، وأشرف المنكوحات المرأة وهي مبال[52] في مبال، والله إن المرأة لتزين[53] أحسن شيء منها ويراد أقبح شيء منها، وأشرف المشمومات المسك وهو دم حيوان[54].
وقال الصادق عليه السلام: ما أعجب رسول الله[55] لشيء[56] من الدنيا إلا أن يكون فيها جائعاً خائفاً[57].
وقال لقمان لابنه: يا بني بع دنياك بآخرتك تربحهما جميعاً، ولا تبع آخرتك بدنياك فتخسرهما[58] جميعاً[59].
في ما ورد عن الأنبياء والأوصياء والحكماء في أمثلة الدنيا
كان الحسن بن على عليه السلام يقول[60]:
يــــا أهــــــل لـــذات دنــيــا لا بـــقــاء لها *** إن اغــتــراراً بــظـل زائــــل حـــمـــــق[61]
مثلها بالظلّ من حيث إنه متحرك في الحقيقة ساكن في الظاهر، ولا تدرك.
ومثلها النبي صلى الله عليه وآله وسلم من حيث الاغترار بخيالاتها والإفلاس منها بقوله صلى الله عليه وآله وسلم:«الدنيا حلم وأهلها عليها مجازون معاقبون»[62] ومن حيث تلطفها لأهلها أولاً وإهلاكهم آخراً.
روي أن عيسى عليه السلام كوشف بالدنيا فرآها في صورة عجوز هتماء[63] عليها من كل زينة، فقال لها: كم تزوجت؟ قالت: لا أحصيهم. قال: فكلهم مات عنك أو كلهم طلقك؟ قالت: بل كلهم قتلت. فقال عليه السلام: بؤساً لأزواجك الباقين كيف لا يعتبرون بالماضين، كيف تهلكينهم واحداً بعد واحد ولا يكونون منك على حذر[64].
ومن حيث إنها خلقت للاعتبار لا للعمار ورد فيها "إنها جسر[65] فاعبروها ولا تعمروها"[66].
وقال عيسى عليه السلام: الدنيا قنطرة[67] فاعبروها ولا تعمروها[68]. وذلك لأن الميل الأول الذي هو على رأس القنطرة المهد، والميل الثاني اللحد، وبينهما مسافة محدودة، منهم من قطع ثلثها ونصفها وثلثيها، ومنهم من لم يبق له إلا خطوة واحدة، وهذا محتمل لكل أحد.
ومن زينها بأنواع الزينة واتخذها موطناً وهو عابر عليها بسرعة فهو في غاية من الحمق والجهل.
ومن حيث حسن منظرها وقبح مخبرها قال فيها أمير المؤمنين عليه السلام في ما كتب إلى سلمان: مثل الدنيا مثل الحية لين مسها ويقتل سمها، فأعرض عما يعجبك منها لقلة ما يصحبك منها، وضع عنك همومها لما أيقنت من فراقها، وكن أسر ما تكون منها أحذر ما تكون منها، فإن صاحبها كلما اطمأن بها إلى سرور أشخصته عنه مكرهاً ــ والسلام[69].
ومن حيث تعذر الخلاص عن تبعاتها بعد الخوض فيها قال فيها النبي صلى الله عليه وآله وسلم: إنما مثل صاحب الدنيا كمثل الماشي في الماء، هل يستطيع الذي يمشي في الماء أن لا تبتل قدماه[70].
ومن حيث قلة الباقي منها بالإضافة إلى الماضي قال صلى الله عليه وآله وسلم: مثل هذه الدنيا مثل ثوب شق من أوله إلى آخرة فبقي بخيط في آخره، فيوشك ذلك الخيط أن ينقطع[71].
ومن حيث أدائها إلى إهلاك طالبها قال فيها عيسى عليه السلام: مثل طالب الدنيا مثل شارب البحر[72] كلما ازداد عطشاً حتى تقتله[73].[74]
ومن حيث نسبتها إلى الآخرة قال فيها النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «ما الدنيا في الآخرة إلا كمثل[75] ما يجعل أحدكم إصبعه في اليم[76] فلينظر بم يرجع»[77] إليه من الأصل.
وقال الكاظم عليه السلام: إن لقمان قال لابنه: يا بني إن الدنيا بحر عميق قد غرق فيه عالم كثير، فلتكن سفينتك فيها تقوى الله وحشوها الإيمان وشراعها التوكل وقيمتها[78] العقل ودليلها العلم وسكانها الصبر[79].
وقال الباقر عليه السلام: مثل الحريص على الدنيا كمثل دودة القز كلما ازدادت على نفسها لفاً كان أبعد له من الخروج حتى تموت غماً[80].
ومن أحسن ما يمثل به حال الإنسان في الدنيا بحال رجل يمشي في صحراء وسيعة، فإذا بأسد عظيم ذي خلق جسيم مقبل عليه ليفترسه، فبقي هذا الضعيف المهان متحيراً مدهوشاً لا يدري ما الحيلة وليس له سلاح يدفعه به ولا ملجأ يتحصن به ، فنظر إلى بئر هناك فولج [81] فيها ((خائِفاً يَتَرَقَّبُ))[82]، فمنذ وصل إلى وسطها رأى حشيشاً نابتاً في وسطها على الحائط، فتشبث به وهو يعلم أنه لا يفيده ولكن الغريق يتشبث بالحشيش، فنظر إلى فوقه فرأى الأسد منتظراً لخروجه حتى يفترسه، فنظر إلى قعر البئر فرأى أفاعي أربعاً فاتحة فاها لالتقامه بعد السقوط، فبينما هو في هذه الأهوال الجسيمة والأحوال العظيمة لا يمكنه الصعود من الأسد والهبوط من الأفاعي والحشيش لا يحتمله إذ قد خرج من الحائط جرذان أسود وأبيض وشرعا يقترضان ذلك الحشيش آناً فآناً، فبينما هو في هذه الأحوال إذ رأى قليلاً من العسل ممزوجاً ببعض التراب القذر قد اجتمع عليه الزنابير والذباب، فشرع في مخاصمتهم والأكل معهم وقد صرف جميع باله وخاطره إلى ذلك العسل ونسي ما هو فيه من البلاء، فهذا مثل الإنسان في انهماكه بلذات الدنيا.
فالأسد هو الموت الذي لا محيص منه ولا مفر عنه ((أَيْنَمٰا تَكُونُواْ يُدْرِككُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ))[83] والأفاعي الأربع الأخلاط الأربعة[84] أيها غلب قتل الإنسان والبئر هو الدنيا، والحبل هو العمر، والجرذان الليل والنهار يقرضان العمر، والعسل المخلوط بقذر التراب لذات الدنيا الممزوجة بالكدورات، والزنابير والذباب هم أبناء الدنيا المتزاحمون عليها[85].
ـــــــــــــــــ
[1] في الكنز: "تقوى" بدل "طاعة".
[2] كنز العمال، المتقي الهندي: 3/ 239، في فوائد المال والدنيا المحمودة/ ح6342.
[3] السرمد: الدائم الذي لا ينقطع.
لسان العرب، ابن منظور: 3/ 212، مادة "سرمد".
[4] الكافي، الكليني: 5/ 72، كتاب المعيشة، باب الاستعانة بالدنيا على الآخرة/ ح9.
[5] بحبوحة الدار: وسطها.
يقال: تبحبح، إذا تمكن وتوسط المنزل والمقام.
النهاية في غريب الحديث، ابن الأثير: 1/99، باب الباء مع الحاء.
[6] الفراء في قوله تعالى: "ونمارق مصفوفة" سورة الغاشية/ 15.
هي: الوسائد، واحدتها: نمرقة، قال: وسمعت بعض كلب يقول: نمرقة، بالكسر.
وفي الحديث: اشتريت نمرقة، أي: وسادة، وهي بضم النون والراء وبكسرهما وبغير هاء، وجمعها: نمارق.
لسان العرب، ابن منظور: 10/ 361، مادة "نمرق".
[7] قال الفراء: الزرابي: الطنافس. وقال أبو عبيدة، هي: البسط.
غريب الحديث، ابن قتيبة: 2/ 171.
[8] مبثوثة: مفرقة في مجالسهم بكثرة.
مجمع البحرين، الطريحي: 2/ 273، مادة "زرب".
[9] سورة الغاشية/ 13 ــ 16.
[10] سورة البقرة/ 285.
[11] معدن الجواهر، أبو الفتح الكراجكي: 31، باب ذكر ما جاء في ثلاثة.
[12] قال حميد الدين: "كان عالم العقل والنفس سابقا في الإبداعية على عالم الحس الذي هو الدنيا".
مصابيح الإمامة، حميد الدين الكرماني: 42، المصباح الرابع في إثبات صورة السياسة الربانية التي هي دار الجزاء ووجوبها، وأن دارها غير دار الدنيا التي هي العالم الطبيعي.
[13] قال أبو عبيدة: القناطير: واحدها قنطار، ولا تجد العرب تعرف وزنه، ولا واحد للقنطار من لفظه.
وقال ثعلب: المعمول عليه عند العرب الأكثر أنه أربعة آلاف دينار، فإذا قالوا قناطير مقنطرة، فهى اثنا عشر ألف دينار.
وقيل: إن القنطار ملء جلد ثور ذهبا. و قيل: ثمانون ألفا. وقيل: هو جملة كثيرة مجهولة من المال.
النهاية في غريب الحديث، ابن الأثير: 4/ 113.
[14] المقنطرة: المكملة، كما تقول بدرة مبدرة، وألف مؤلف، أي تام. وعن الفراء: المقنطرة المضعفة ككون القناطير ثلاثة والمقنطرة تسعة.
مجمع البحرين، الطريحي: 3/ 523، مادة "قطر".
[15] السومة، بالضم: العلامة تجعل على الشاة، وفي الحرب أيضا، تقول: منه تسوم. وقوله تعالى: ((حِجارَةً مِن طِينٍ (33) مُسَوَّمَةً)) سورة الذاريات/ 33 ــ 34، أي: عليها أمثال الخواتيم.
الصحاح، الجوهري: 5/ 1955، مادة "سوم".
لسان العرب، ابن منظور: 12/ 312، مادة "سوم".
[16] إشارة إلى قوله تعالى: ((زُيِّنَ لِلنّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ مِنَ النِّساءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَناطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعامِ وَالْحَرْثِ ذلِكَ مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ)) سورة آل عمران/ الآية 14.
[17] لعله خطأ الناسخ وما يناسب سياق الجملة: «التلذذ».
[18] أنظر: جامع السعادات، النراقي: 2/ 25 ــ 46. إحياء علوم الدين، الغزالي: 3/ 191 ــ 196، كتاب ذم الدنيا.
[19] تهذيب الأحكام،الشيخ الطوسي:6/324،كتاب المكاسب،باب 93 المكاسب/ح12.
[20] تحف العقول، ابن شعبة الحراني: 37، ما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قصار المعاني.
[21] الكافي، الكليني: 2/ 131، كتاب الإيمان والكفر، باب ذم الدنيا والزهد فيها/ ذيل الحديث 11.
[22] في الكافي: "وتوسيعا".
[23] في الكافي: "لقي الله عزّوجل يوم القيامة".
[24] الكافي،الكليني:5/78، كتاب المعيشة،باب الحث على الطلب والتعرض للرزق/ح5.
[25] الكافي، الكليني: 5/ 88، كتاب المعيشة، باب من كد على عياله/ ح1.
[26] أي: "الإمام الصادق عليه السلام".
[27] أنظر: مستطرفات السرائر، ابن إدريس الحلي: 634.
[28] أي: "الإمام الصادق عليه السلام".
[29] في الفقيه: "الله تبارك وتعالى".
[30] من لا يحضره الفقيه، الشيخ الصدوق: 3/ 156، كتاب المعيشة، باب المعايش والمكاسب والفوائد والصناعات/ ح6.
[31] في الكافي: "عن عبد الله بن أبي يعفور، قال: قال رجل لأبي عبد الله عليه السلام: ... الحديث".
[32] الكافي، الكليني: 5/ 72، كتاب المعيشة، باب الاستعانة بالدنيا على الآخرة/ ح10.
[33] أي: "الإمام الصادق عليه السلام".
[34] من لا يحضره الفقيه، الشيخ الصدوق: 3/ 156، كتاب المعيشة، باب المعايش والمكاسب والفوائد والصناعات/ ح 3. نص الحديث: "ليس منا من ترك دنياه لآخرته ولا آخرته لدنياه".
[35] جامع الأخبار، الشعيري: 85، الفصل الحادي والأربعون في معرفة المؤمن وعلاماته.
[36] عوالي اللئالي، ابن أبي جمهور الأحسائي: 4/ 81، الجملة الثانية في الأحاديث المتعلقة بالعلم وأهله وحامليه/ ح85.
[37] شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد:19/330، نبذ مما قيل في حال الدنيا وهوانها واغترار الناس بها.
[38] مجموعة ورام، ورام ابن أبي فراس: 1/ 128، باب ذم الدنيا.
[39] التحصين، ابن فهد الحلي: 27، القطب الثالث في فوائدها.
[40] شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد:19/330، نبذ مما قيل في حال الدنيا وهوانها واغترار الناس بها.
[41] المحجة البيضاء، الفيض الكاشاني: 5/ 355، كتاب ذم الدنيا، بيان ذم الدنيا.
[42] المحجة البيضاء، الفيض الكاشاني: 5/ 357 ــ 358، كتاب ذم الدنيا، بيان ذم الدنيا.
[43] الكافي، الكليني:2/129، كتاب الإيمان والكفر، باب ذم الدنيا والزهد فيها / قطعة من الحديث 8.
[44] في الكافي: "وللدنيا".
[45] في الكافي: "الراكب".
[46] القائلة: الظهيرة. يقال: أتانا عند القائلة، وقد يكون بمعنى القيلولة أيضا، وهي: النوم في الظهيرة. تقول: قال يقيل قيلولة، وقيلا، ومقيلا، وهو شاذ، فهو قائل وقوم قيل، مثل: صاحب وصحب. الصحاح، الجوهري: 5/1808، مادة "قيل".
[47] الكافي، الكليني: 2/ 134، كتاب الإيمان والكفر، باب ذم الدنيا والزهد فيها/ ح19.
[48] في مجموعة ورام:"من صح فيها أمن".
[49] مجموعة ورام، ورام بن أبي فراس: 137، باب ذم الدنيا.
[50] أي: "الإمام أمير المؤمنين عليه السلام".
[51] المذق: المزج والخلط.
النهاية في غريب الحديث، ابن الأثير: 4/ 311، مادة "مذق".
[52] المبال: الفرج.
تاج العروس: الزبيدي: 7/ 237.
[53] في المحجة: "ليزين".
[54] المحجة البيضاء، الفيض الكاشاني: 5/ 362، كتاب ذم الدنيا، بيان ذم الدنيا.
[55] في الكافي: "رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم".
[56] في الكافي: "شيء".
[57] الكافي، الكليني : 2/ 129، كتاب الإيمان والكفر، باب ذم الدنيا والزهد فيها/ ح7.
[58] في مجموعة ورام: "تخسرهما".
[59] مجموعة ورام، ورام ابن أبي فراس: 1/ 137، باب ذم الدنيا.
[60] في الأعلام: "يتمثل" بدل "يقول".
[61] أعلام الدين، الديلمي: 241، فيما أنزل الله على عيسى ابن مريم عليه السلام من الوعظ.
[62] مجموعة ورام، ورام بن أبي فراس: 1/ 145، باب ذم الدنيا.
[63]: رجل أثرم، وامرأة ثرماء، وفيها الهتم، وهو: أن يسقط مقدم الأسنان، يقال: رجل أهتم، وامرأة هتماء، ويقال: ضربه فهتم فاه.
الكنز اللغوي، ابن السكيت: 192.
[64] أنظر: مجموعة ورام، ورام بن أبي فراس: 1/ 146، باب ذم الدنيا.
[65] في التفسير: "معبر" بدل "جسر".
[66] تفسير البحر المحيط، أبي حيان الأندلسي: 8/ 68، تفسير سورة الأحقاف.
[67] القنطرة، معروفة: الجسر.
لسان العرب، ابن منظور: 5/ 118، مادة " قنطر".
[68] التحصين، ابن فهد الحلي: 30، القطب الثالث.
[69] أنظر: الإرشاد، الشيخ المفيد: 1/233،باب طرف من أخبار أمير المؤمنين عليه السلام، فصل ومن كلامه عليه السلام في صفة الدنيا و التحذير منها.
[70] المحجة البيضاء، الفيض الكاشاني: 6/ 12، كتاب ذم الدنيا، بيان صفة الدنيا بالأمثلة.
[71] مشكاة المصابيح، محمد بن عبد الله الخطيب: 3/ 1526، الفصل الثالث.
[72] في مجموعة ورام: "مثل شارب ماء البحر".
[73] في مجموعة ورام: "يقتله".
[74] مجموعة ورام، ورام بن أبي فراس: 1/ 149، باب ذم الدنيا.
[75] في المشكاة: "إلا مثل".
[76] اليم: البحر الذي لا يدرك قعره، ولا شطاه.
كتاب العين، الفراهيدي: 8/ 431، مادة "يم".
[77] مشكاة الأنوار، الطبرسي: 268، الفصل السابع في ذم الدنيا.
[78] في التحف: "وقيمها".
[79] تحف العقول، ابن شعبة الحراني: 386، وصية الإمام الكاظم عليه السلاملهشام بن الحكم/ قطعة من الحديث.
[80] الكافي، الكليني:2/134،كتاب الإيمان والكفر،باب ذم الدنيا والزهد فيها/ح20.
[81] ولج يلج ولوجا ولجة: دخل.
القاموس المحيط، الفيروز آبادي: 1/ 211، مادة "ولج".
[82] سورة القصص/ 18.
[83] سورة النساء/ 78.
[84] رأي ديمقريطيس وشيعته: يقول في المبدع الأول: إنه ليس هو العنصر فقط، ولا العقل فقط، بل الأخلاط الأربعة، وهي: الأسطقسات، أوائل الموجودات كلها. الملل والنحل، الشهرستاني: 171، الفصل الثاني الحكماء الأصول، الرقم 4 رأي ديمقريطيس وشيعته. الطبائع، أي: الأخلاط الأربعة، أو الأمزجة الأربعة، من الحار والبارد والرطب واليابس، أو الأربعة المركبة من الحار اليابس والحار الرطب والبارد اليابس والبارد الرطب. تحب ما يشاكلها،أي: تطلب ما يوافقها فصاحب المزاج الحار يطلب البارد والرطب يطلب اليابس، وهكذا. فاغتذ في بعض النسخ بالغين والذال المعجمتين، أي: اجعل غذاءك، وفي بعضها بالمهملتين من الاعتياد لم يغذه، يقال: غذوت الصبي اللبن فضمير لم يغذه، إما راجع إلى الطعام، أي: لم يجعل الطعام غذاء لجسده، أو إلى الجسد، وعلى التقديرين أحد المفعولين مقدر، والحاصل أنك إذا تناولت من الغذاء أكثر من قدر الحاجة يصير ثقلا على المعدة، وتعجز الطبيعة عن التصرف فيه، ولا ينضج، ولا يصير جزء البدن، ويتولد منه الأمراض، ويصير سببا للضعف، وكذلك الماء، أي: ينبغي أن تشرب من الماء أيضا قدر الحاجة. بحار الأنوار، العلامة المجلسي: 59/ 331، كتاب السماء والعالم، باب 90 الرسالة الذهبية، ذكر فصول السنة.
[85] أنظر: المحجة البيضاء، الفيض الكاشاني: 6/ 9 ــ 18، كتاب ذم الدنيا، بيان صفة الدنيا بالأمثلة. جامع السعادات، النراقي: 2/ 41 ــ 42، تذنيب تشبيهات الدنيا وأهلها. إحياء علوم الدين، الغزالي: 3/ 191 ــ 195، كتاب ذم الدنيا، بيان صفة الدنيا بالأمثلة.
إرسال تعليق