بقلم: الباحثة الاجتماعية كفاح الحداد
وهذا ما نلمسه من خلال إصرارهن على المجيء مع الإمام عليه السلام إلى كربلاء ومتابعة شؤون هذا السفر الطويل وهو ما سنمر عليه في تشعبات مستقبلية.
لكن العجيب ان الإمام عليه السلام لما خرج من المدينة لم يكن معه سوى عشيرته! ونفس الشيء حصل لما خرج من مكة!، لم يكن هناك الموالون الذين كان يُتوقع ان يذهبوا معه!، وقد بقي الناس في أماكنهم حتى لما جاءهم خبر عزمه على الذهاب إلى كربلاء فيما بعد فلِمَ لم يتبعوه؟
وهذا أمر يثير التساؤل اذ يرى بعض كتاب التاريخ ان مقولة الإمام عليه السلام لبعض من نهوه عن حمل النساء معه (شاء الله ان يراهن سبايا) إنها كانت إعلانا عن ما ينتظرهم من تحديات ومنعطفات صعبة فهو سيقتل وهؤلاء النساء سيتم أسرهن، إذن الأمر يحتاج إلى نصرة.. وكأنه قدم رسالة لهم ان الحال هذه فلو نصرتمونا ونصرتم نساء بيت الوحي لكان خيراً لكم.
ولكن لم يفهم الناس هذه الرسالة وقتها أو ربما لم يريدوا فهمها أو انهم فهموها فقدموا لأنفسهم الأعذار فبقوا في ديارهم قاعدين!. وبعد ان استشهد الإمام عليه السلام عضوا أصابعهم من الندم!
جاء في المقتل الحسيني:
ولما استقر المجلس بأبي عبد الله حمد الله وأثنى عليه وقال: يا ابن الحر ان أهل مصركم كتبوا إلي انهم مجتمعون على نصرتي وسألوني القدوم عليهم وليس الأمر على ما زعموا، وان عليك ذنوباً كثيرة، فهل لك من توبة تمحو بها ذنوبك؟
قال: وما هي يا ابن رسول الله؟، فقال: تنصر ابن بنت نبيك وتقاتل معه.
فقال ابن الحر: والله إني لأعلم ان من شايعك كان السعيد في الآخرة ولكن ما عسى ان اغني عنك، ولم اخلف لك بالكوفة ناصراً، فأنشدك الله أن تحملني على هذه الخطة، فان نفسي لا تسمح بالموت! ولكن فرسي هذه «الملحقة» والله ما طلبت عليها شيئاً قط إلا لحقته ولا طلبني أحد وأنا عليها إلا سبقته فخذها فهي لك.
قال الحسين: أما إذا رغبت بنفسك عنا فلا حاجة لنا في فرسك ولا فيك وما كنت متخذ المضلين عضدا وإني أنصحك كما نصحتني، ان استطعت أن لا تسمع صراخنا، ولا تشهد وقعتنا فافعل، فوالله لا يسمع واعيتنا أحد ولا ينصرنا إلا أكبه الله في نار جهنم.
وندم ابن الحر على ما فاته من نصرة الحسين عليه السلام فأنشأ:
أيا لك حسرة مـا دمت حيّـاً
تردَّد بيـن صـدري والتـراقي
غداةَ يقول لي بالقصـر قـولا
أتتركنـا وتـعـزم بـالفـراق
حسين حين يطلب بذل نصري
على أهـل العـداوة والشقـاق
فلـو فلـق التَّلهُّف قلب حـرٍّ
لهمَّ اليـوم قلبـي بـانـفـلاق
ولـو واسيتـه يومـاً بنفسـي
لنـلت كـرامـةً يـوم التَّـلاق
مع ابن محمد تفـديـه نفسـي
فـودع ثـم أسـرع بـانطلاق
لقد فاز الأولى نصـروا حسينـاً
وخاب الآخـرون ذوو النفـاق
لقد كانت هذه فرصة للكثير لتحصيل أعلى درجات الحياة الآخرة ولكنها لم تجد اذناً واعية!.
وبذلك تقدمت هؤلاء النساء العظيمات دون ان يبدين أي تردد أو تلكؤ لنصرة الإمام ومعهن أولادهن.
والسيدة زينب عليها السلام وزوجها عبد الله بن جعفر بن أبي طالب والذي كان مريضاً لكنه أرسل أولاده مع خالهم إلى معترك النضال.
وأم البنين (على اختلاف الروايات في عمرها وفي زمن وفاتها) والتي أرسلت أولادها الأربعة ومنهم العباس حامل راية الإمام.
ورملة زوجة الإمام الحسن المجتبى عليه السلام والتي جندت ولدها القاسم لنصرة الإمامة.
وهذا ما نلمسه من خلال إصرارهن على المجيء مع الإمام عليه السلام إلى كربلاء ومتابعة شؤون هذا السفر الطويل وهو ما سنمر عليه في تشعبات مستقبلية.
لكن العجيب ان الإمام عليه السلام لما خرج من المدينة لم يكن معه سوى عشيرته! ونفس الشيء حصل لما خرج من مكة!، لم يكن هناك الموالون الذين كان يُتوقع ان يذهبوا معه!، وقد بقي الناس في أماكنهم حتى لما جاءهم خبر عزمه على الذهاب إلى كربلاء فيما بعد فلِمَ لم يتبعوه؟
وهذا أمر يثير التساؤل اذ يرى بعض كتاب التاريخ ان مقولة الإمام عليه السلام لبعض من نهوه عن حمل النساء معه (شاء الله ان يراهن سبايا) إنها كانت إعلانا عن ما ينتظرهم من تحديات ومنعطفات صعبة فهو سيقتل وهؤلاء النساء سيتم أسرهن، إذن الأمر يحتاج إلى نصرة.. وكأنه قدم رسالة لهم ان الحال هذه فلو نصرتمونا ونصرتم نساء بيت الوحي لكان خيراً لكم.
ولكن لم يفهم الناس هذه الرسالة وقتها أو ربما لم يريدوا فهمها أو انهم فهموها فقدموا لأنفسهم الأعذار فبقوا في ديارهم قاعدين!. وبعد ان استشهد الإمام عليه السلام عضوا أصابعهم من الندم!
جاء في المقتل الحسيني:
ولما استقر المجلس بأبي عبد الله حمد الله وأثنى عليه وقال: يا ابن الحر ان أهل مصركم كتبوا إلي انهم مجتمعون على نصرتي وسألوني القدوم عليهم وليس الأمر على ما زعموا، وان عليك ذنوباً كثيرة، فهل لك من توبة تمحو بها ذنوبك؟
قال: وما هي يا ابن رسول الله؟، فقال: تنصر ابن بنت نبيك وتقاتل معه.
فقال ابن الحر: والله إني لأعلم ان من شايعك كان السعيد في الآخرة ولكن ما عسى ان اغني عنك، ولم اخلف لك بالكوفة ناصراً، فأنشدك الله أن تحملني على هذه الخطة، فان نفسي لا تسمح بالموت! ولكن فرسي هذه «الملحقة» والله ما طلبت عليها شيئاً قط إلا لحقته ولا طلبني أحد وأنا عليها إلا سبقته فخذها فهي لك.
قال الحسين: أما إذا رغبت بنفسك عنا فلا حاجة لنا في فرسك ولا فيك وما كنت متخذ المضلين عضدا وإني أنصحك كما نصحتني، ان استطعت أن لا تسمع صراخنا، ولا تشهد وقعتنا فافعل، فوالله لا يسمع واعيتنا أحد ولا ينصرنا إلا أكبه الله في نار جهنم.
وندم ابن الحر على ما فاته من نصرة الحسين عليه السلام فأنشأ:
أيا لك حسرة مـا دمت حيّـاً
تردَّد بيـن صـدري والتـراقي
غداةَ يقول لي بالقصـر قـولا
أتتركنـا وتـعـزم بـالفـراق
حسين حين يطلب بذل نصري
على أهـل العـداوة والشقـاق
فلـو فلـق التَّلهُّف قلب حـرٍّ
لهمَّ اليـوم قلبـي بـانـفـلاق
ولـو واسيتـه يومـاً بنفسـي
لنـلت كـرامـةً يـوم التَّـلاق
مع ابن محمد تفـديـه نفسـي
فـودع ثـم أسـرع بـانطلاق
لقد فاز الأولى نصـروا حسينـاً
وخاب الآخـرون ذوو النفـاق
لقد كانت هذه فرصة للكثير لتحصيل أعلى درجات الحياة الآخرة ولكنها لم تجد اذناً واعية!.
وبذلك تقدمت هؤلاء النساء العظيمات دون ان يبدين أي تردد أو تلكؤ لنصرة الإمام ومعهن أولادهن.
والسيدة زينب عليها السلام وزوجها عبد الله بن جعفر بن أبي طالب والذي كان مريضاً لكنه أرسل أولاده مع خالهم إلى معترك النضال.
وأم البنين (على اختلاف الروايات في عمرها وفي زمن وفاتها) والتي أرسلت أولادها الأربعة ومنهم العباس حامل راية الإمام.
ورملة زوجة الإمام الحسن المجتبى عليه السلام والتي جندت ولدها القاسم لنصرة الإمامة.
إرسال تعليق