بقلم الشيخ وسام برهان البلداوي
وعن أبي إسحاق الريحاني قال: (سمعت عبد الرحمن بن رساين البخاري يقول سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول صنفت كتابي الصحاح في ستة عشر سنة خرجته من ستمائة ألف حديث وجعلته حجة فيما بيني وبين الله تعالى) (تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ج 52 ص 72).
أقول: ويستفاد من كلام الذهبي إضافة إلى تناقض البخاري في إيراد أيوب ابن صالح في الضعفاء ثم الاحتجاج به في الصحيح، تناقض نفس أهل الجرح والتعديل من أهل السنة حيث لا تجتمع كلمتهم على توثيق الرجل الواحد فنرى أن أبا حاتم قد وثقه، بينما ضعفه أبو زرعة.
وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء: (والعجب من البخاري حدث عن ثابت ابن محمد الزاهد في صحيحه وذكره في كتاب الضعفاء) (سير أعلام النبلاء للذهبي ج 17 ص 299).
وقال الذهبي أيضا في ميزان الاعتدال: (ثابت بن محمد الكوفي العابد، أبو إسماعيل الشيباني. قال أبو حاتم: صدوق. وقال الحاكم: ليس بضابط. ووثقه مطين، واحتج به البخاري... ومع كون البخاري حدث عنه في صحيحه ذكره في الضعفاء) (ميزان الاعتدال للذهبي ج 1 ص 366).
وقال أبو زرعة: (والعجب من البخاري في ذكره في «الضعفاء» مع احتجاجه به في الصحيح) (البيان والتوضيح لمن أخرج له في الصحيح وقد مس بضرب من التجريح لابي زرعة العراقي ص 76 رقم84).
وقال الألباني في (إرواء الغليل): (ثابت هذا مختلف فيه قال أبو حاتم: صدوق، ووثقه مطين، وقال ابن عدي: كان خيرا فاضلا وهو عندي ممن لا يتعمد الكذب، ولعله يخطئ. وقال الدارقطني: ليس بالقوي، لا يضبط وهو يخطئ في أحاديث كثيرة. قلت: ومن الغرائب أن البخاري أورده في الضعفاء، ومع ذلك روى عنه في الصحيح) (إرواء الغليل لمحمد ناصر الألباني ج 2 ص 115 ــ 116).
وقال الألباني في (تمام المنة): (أن ثابت بن محمد الزاهد وإن روى له البخاري فقد ذكره هو نفسه في الضعفاء) (تمام المنة لمحمد ناصر الألباني ص 358).
أقول: هذه بعض النماذج وقد تركنا أكثرها للاختصار.
البخاري يشترط على نفسه نقل الحديث الصحيح في كتابه المسمى بصحيح البخاري
اشترط البخاري الصحة في كل حديث يورده في كتابه المسمى اليوم بصحيح البخاري، كما نقل عمر بن محمد البجيري ذلك بقوله: (سمعت محمد بن إسماعيل يقول صنفت كتابي الجامع في المسجد الحرام وما أدخلت فيه حديثا حتى استخرت الله تعالى وصليت ركعتين وتيقنت صحته) (مقدمة فتح الباري لابن حجر ص 490).وعن أبي إسحاق الريحاني قال: (سمعت عبد الرحمن بن رساين البخاري يقول سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول صنفت كتابي الصحاح في ستة عشر سنة خرجته من ستمائة ألف حديث وجعلته حجة فيما بيني وبين الله تعالى) (تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ج 52 ص 72).
هل الحديث الذي فيه رجل مطعون في وثاقته وعدالته صحيحا؟
والحديث الذي فيه رجل مطعون في عدالته ووثاقته ليس حديثا صحيحا باتفاق أهل السنة، وإذا لم يكن صحيحا كيف جوز البخاري لنفسه نقله وإدخاله في كتابه الصحيح بزعمه وزعم غيره، وهذا من التناقض الواضح، وفيما يأتي جملة من الشواهد على هذه الحقيقة.ألف: أيوب بن صالح بن عائذ الكوفي
قد صرح الذهبي في ميزان الاعتدال ان البخاري قد أورد أيوب بن صالح في كتابه الضعفاء وانه قد رماه بالإرجاء وهو من المذاهب الفاسدة التي توجب ضعف الراوي عند علماء أهل السنة، وتعجب الذهبي من إخراج البخاري له حديثا في كتابه الصحيح مع حكمه عليه بالضعف، قال الذهبي: (أيوب بن صالح بن عائذ... وثقه أبو حاتم وغيره. وأما أبو زرعة فسرد اسمه في كتاب الضعفاء. وكان من المرجئة قاله البخاري، وأورده في الضعفاء لإرجائه. والعجب من البخاري يغمزه وقد احتج به، لكن له عنده حديث، وعند مسلم له حديث آخر) (ميزان الاعتدال للذهبي ج 1 ص 289).أقول: ويستفاد من كلام الذهبي إضافة إلى تناقض البخاري في إيراد أيوب ابن صالح في الضعفاء ثم الاحتجاج به في الصحيح، تناقض نفس أهل الجرح والتعديل من أهل السنة حيث لا تجتمع كلمتهم على توثيق الرجل الواحد فنرى أن أبا حاتم قد وثقه، بينما ضعفه أبو زرعة.
باء: ثابت بن محمد الزاهد
قال ابن حجر: (ثابت بن محمد العابد...روى عنه البخاري في الصحيح حديثين في الهبة والتوحيد لم ينفرد بهما) (مقدمة فتح الباري لابن حجر ص 392).وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء: (والعجب من البخاري حدث عن ثابت ابن محمد الزاهد في صحيحه وذكره في كتاب الضعفاء) (سير أعلام النبلاء للذهبي ج 17 ص 299).
وقال الذهبي أيضا في ميزان الاعتدال: (ثابت بن محمد الكوفي العابد، أبو إسماعيل الشيباني. قال أبو حاتم: صدوق. وقال الحاكم: ليس بضابط. ووثقه مطين، واحتج به البخاري... ومع كون البخاري حدث عنه في صحيحه ذكره في الضعفاء) (ميزان الاعتدال للذهبي ج 1 ص 366).
وقال أبو زرعة: (والعجب من البخاري في ذكره في «الضعفاء» مع احتجاجه به في الصحيح) (البيان والتوضيح لمن أخرج له في الصحيح وقد مس بضرب من التجريح لابي زرعة العراقي ص 76 رقم84).
وقال الألباني في (إرواء الغليل): (ثابت هذا مختلف فيه قال أبو حاتم: صدوق، ووثقه مطين، وقال ابن عدي: كان خيرا فاضلا وهو عندي ممن لا يتعمد الكذب، ولعله يخطئ. وقال الدارقطني: ليس بالقوي، لا يضبط وهو يخطئ في أحاديث كثيرة. قلت: ومن الغرائب أن البخاري أورده في الضعفاء، ومع ذلك روى عنه في الصحيح) (إرواء الغليل لمحمد ناصر الألباني ج 2 ص 115 ــ 116).
وقال الألباني في (تمام المنة): (أن ثابت بن محمد الزاهد وإن روى له البخاري فقد ذكره هو نفسه في الضعفاء) (تمام المنة لمحمد ناصر الألباني ص 358).
جيم: مقسم بن بجرة أو ابن نجدة
قد روى البخاري له في صحيحه مع انه أورد اسمه في الضعفاء كما نبه عليه الذهبي بقوله: (مقسم... والعجب أن البخاري أخرج له في صحيحه، وذكره في كتاب الضعفاء، فساق له حديث شعبة عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس: إحتجم النبي صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم وهو صائم، ثم روى عن شعبة أن الحكم لم يسمع من مقسم حديث الحجامة) (ميزان الاعتدال للذهبي ج 4 ص 176).دال: حمران بن أبان مولى عثمان بن عفان
قال الذهبي: (حمران بن أبان مولى عثمان. ثقة من سبي عين التمر. روى عنه عروة، وعطاء بن يزيد الليثي، وزيد بن أسلم، وعدة. وقد ذكره ابن سعد في الطبقات، فقال: لم أرهم يحتجون به. وقد أورده البخاري في الضعفاء، لكن ما قال ما بليته قط) (ميزان الاعتدال للذهبي ج 1 ص 604).أقول: هذه بعض النماذج وقد تركنا أكثرها للاختصار.
1 التعليقات:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعليقاحسنتم اخي العزيز بالحقيقة استفدت من موضوعكم كثيرا فقد كان عندي بحث في المعهد فاستخدمت المعلومات الواردة في موضوعكم من بعد اذنكم
إرسال تعليق