ماذا نريد من ذكرى عاشوراء

بقلم: السيد صالح جواد طعمة

بعد ان مضت ثلاثة ارباع الحقب الاول تقريباً، من الهجرة النبوية، هب الهزبر من عرينه بلد الرسالة والوحي..
ثار ((الحسين)) وسار الى وادي الرافدين، ثائراً لكرامة الدين، وذائداً عن حرمة الخلافة والاسلام، ومطالباً بحقه الذي هو جدير به واهل له، معتمداً على مساعدة من وعدوه من ابناء الكوفة لينافح المعتدين، ويكافح الظالمين الآثمين، بما أتاه الله من حول وصبر وايمان.
ولكن –وماذا وراء ولكن فمن شأنها ان تثير الريب- اجل ولكن ما خطر للبال، ان تلك الافئدة التي رحبت به ومالت اليه، ستمسي قلوباً راغبة عنه، وسيوفاً مشهرة عليه.
وفي هاتيك البقاع –بقاع الطف- حدثت حادثة الطف المريعة..
وكانت فيها للحسين السبط واشياعه، جولة للحق وصوله على الباطل…
وكانت فيها ليزيد الاثيم واتباعه، غضبة على العدل، وغبة في الظلم…
وشتان ما بين الذي كان للطرفين. طرف ابن حيدرة ومناصريه، وطرف ابن معاوية ومؤازريه.
انتهت الحرب الضروس بعد ان خر صاحب الحق صريعاً ولكن هيهات هيهات ان يصرع الحق، وتنطفئ شعلته. قال نابليون (( لا محالة في الحياة )) فان انطفاء نور الله محال، وشعلة الحق من نوره الكريم.

لقد رأينا هذه الحادثة، مطالبة بحق، ودفاعاً عن حرمة، وثورة على الظلم والعبودية، وميلاً الى العدل والاصلاح وتضحية بما هو غال وثمين.
فنحن لا نرجو اعادة هذه الذكرى ان نستبكي ونبكي ولا نريد مجرد اللطم لان هذه الاعمال ليست تمجيداً للذكرى، بل التمجيد هنا.
ان نتعلم كيف نطالب بحقوقنا اذا اغتصبها مغتصب. ونذود عن حرمتنا وكرامتنا ان اعتدى عليها احد ومسها بسوء، ونثور على الظلم والعبودية اذا ما اراد مجرم اثيم ان يجور علينا ويستعبدنا. ونضحي في سبيل حقوقنا وكرامتنا بما هو أثمن شيء في الوجود الا وهو ((الروح)).
والسلام على من اعتبر بالعظات، واتعظ بالعبر.

إرسال تعليق