بقلم: الأستاذ عبد المنعم الشميساوي
لواقعة الطف عوامل وأسرار كثيرة، ولعل الظلم والإستبداد والتلاعب بالقوانين المقدسة من جهة، والوعي والتذمر من جهة أخرى ضد ذلك الظلم هي الأسباب الوحيدة والعناصر الفعالة في كل نهضة في العالم. يتلمس ذلك كل من قرأ تاريخ الثورات ووقف على اسرارها.
لقد تعود المسلمون من حين أن رن في آذانهم صوت محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أن لا يعرفوا إثرة لسلطان أو ميزة لحاكم فالدين للجميع والحق للآمة والخليفة أو الحاكم واحد منهم له ما لهم وعليه ما عليهم حتى أن ابتز الحكم آل أبي معيط فإذا الأثرة النفسية والفوضى في الحكم طابعهم الخاص. نعم فما أن تسلموا دفة الحكم حتى إنغمسوا في ملاذهم وشهواتهم متجاهرين بأنواع الفسق والفجور إذ لم يقيموا للنواميس الإسلامية ولا لحقوق الأمة أي وزن وإحترام.
أجل لقد تجلت هذه الصفات بأبشع مظاهرها في حكم يزيد. فقد كان لا يعرف من حياته – في خلافته- سوى غناء الجواري وشرب الخمور وسفك دم الأبرياء إلى غير ذلك من الموبقات التي يندى لذكرها جبين الإنسانية، ولا يندى لها جبين الأمويين.
ولا غرابة إذا كانت حياته مليئة بأفظع المنكرات متخذاً أمر الخلافة استعباداً إذا عرفنا أنه عصارة أبي سفيان الذي يقول (تلاقفوها يا بني أمية تلاقف الكرة بيد الصبيان فوالذي يحلف به أبو سفيان فلا جنة ولا نار ولا معاد) وإذا عرفنا أنه خلاصة أبيه معاوية حيث يقول (ما قاتلتكم لتصوموا ولا لتصلوا ولا لتحجوا وتزكوا وإنما قاتلتكم لأتأمر عليكم) فما عسى أن يكون من تغذى بتلك الآراء حين يتسلم دست الخلافة ويتولى رقاب المسلمين ويرقى منبر الرسول ويجلس للقضاء بينهم: نعم فإنهم رأوا عهداً لم يكونوا بالغيه من قبل. عهداً لم يكن الكتاب هي الدعامة لعرش الخلافة، ولا السنة المحمدية هي المفزع عند الملمات، وإنهم رأوا قوانين وأحكاماً تتنافى وما للمسلمين من مقدسات. فقد كثر قتل الأبرياء وساءت أحوال المسلمين وتفشت الفوضى وشملتهم الفاقة والفقر مع استهتار يزيد وظلم أشياعه عند ذلك هتف المخلصون من أعماق نفوسهم فأنقدحت شرارة في وجه الظلم والاستبداد كما انقدحت الشرارة الأولى من بيت عبد المطلب في وجه الجاهلية العمياء – ومن غير الحسين اذا لم يشنها حمراء تظن بها العدا – فكان من الضروري أن تتطلع الأمة إليه وكرسي الخلافة يستغيث بإمام يحكم الأمة وهو يحمل الكتاب المجيد في يمينه والسيرة النبوية في شماله فيعيد إلى الناس إطمئنانهم ويهديهم إلى الصراط السوي.
وعندما نظر الحسين (عليه السلام) إلى اضطراب أحوال المسلمين وإلى ما حاق بهم من الظلم والجور ورأى ما آل أمر الدين والعقيدة من انهيار، وتفسخ ومن إنه اصبح العوبة بيد يزيد وعماله نهض حفيد محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) في وجه الأمويين بعقيدة راسخة وإيمان ثابت لينقذ المسلمين من ذلك الظلم والأستعباد وينتشل الدين من أيدي المجرمين الذي أرادوا أن يطفئوا نوره الوضاء فأحيى بموته الدين، وأقام بمصرعه العدل بعد حين.
لواقعة الطف عوامل وأسرار كثيرة، ولعل الظلم والإستبداد والتلاعب بالقوانين المقدسة من جهة، والوعي والتذمر من جهة أخرى ضد ذلك الظلم هي الأسباب الوحيدة والعناصر الفعالة في كل نهضة في العالم. يتلمس ذلك كل من قرأ تاريخ الثورات ووقف على اسرارها.
لقد تعود المسلمون من حين أن رن في آذانهم صوت محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أن لا يعرفوا إثرة لسلطان أو ميزة لحاكم فالدين للجميع والحق للآمة والخليفة أو الحاكم واحد منهم له ما لهم وعليه ما عليهم حتى أن ابتز الحكم آل أبي معيط فإذا الأثرة النفسية والفوضى في الحكم طابعهم الخاص. نعم فما أن تسلموا دفة الحكم حتى إنغمسوا في ملاذهم وشهواتهم متجاهرين بأنواع الفسق والفجور إذ لم يقيموا للنواميس الإسلامية ولا لحقوق الأمة أي وزن وإحترام.
أجل لقد تجلت هذه الصفات بأبشع مظاهرها في حكم يزيد. فقد كان لا يعرف من حياته – في خلافته- سوى غناء الجواري وشرب الخمور وسفك دم الأبرياء إلى غير ذلك من الموبقات التي يندى لذكرها جبين الإنسانية، ولا يندى لها جبين الأمويين.
ولا غرابة إذا كانت حياته مليئة بأفظع المنكرات متخذاً أمر الخلافة استعباداً إذا عرفنا أنه عصارة أبي سفيان الذي يقول (تلاقفوها يا بني أمية تلاقف الكرة بيد الصبيان فوالذي يحلف به أبو سفيان فلا جنة ولا نار ولا معاد) وإذا عرفنا أنه خلاصة أبيه معاوية حيث يقول (ما قاتلتكم لتصوموا ولا لتصلوا ولا لتحجوا وتزكوا وإنما قاتلتكم لأتأمر عليكم) فما عسى أن يكون من تغذى بتلك الآراء حين يتسلم دست الخلافة ويتولى رقاب المسلمين ويرقى منبر الرسول ويجلس للقضاء بينهم: نعم فإنهم رأوا عهداً لم يكونوا بالغيه من قبل. عهداً لم يكن الكتاب هي الدعامة لعرش الخلافة، ولا السنة المحمدية هي المفزع عند الملمات، وإنهم رأوا قوانين وأحكاماً تتنافى وما للمسلمين من مقدسات. فقد كثر قتل الأبرياء وساءت أحوال المسلمين وتفشت الفوضى وشملتهم الفاقة والفقر مع استهتار يزيد وظلم أشياعه عند ذلك هتف المخلصون من أعماق نفوسهم فأنقدحت شرارة في وجه الظلم والاستبداد كما انقدحت الشرارة الأولى من بيت عبد المطلب في وجه الجاهلية العمياء – ومن غير الحسين اذا لم يشنها حمراء تظن بها العدا – فكان من الضروري أن تتطلع الأمة إليه وكرسي الخلافة يستغيث بإمام يحكم الأمة وهو يحمل الكتاب المجيد في يمينه والسيرة النبوية في شماله فيعيد إلى الناس إطمئنانهم ويهديهم إلى الصراط السوي.
وعندما نظر الحسين (عليه السلام) إلى اضطراب أحوال المسلمين وإلى ما حاق بهم من الظلم والجور ورأى ما آل أمر الدين والعقيدة من انهيار، وتفسخ ومن إنه اصبح العوبة بيد يزيد وعماله نهض حفيد محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) في وجه الأمويين بعقيدة راسخة وإيمان ثابت لينقذ المسلمين من ذلك الظلم والأستعباد وينتشل الدين من أيدي المجرمين الذي أرادوا أن يطفئوا نوره الوضاء فأحيى بموته الدين، وأقام بمصرعه العدل بعد حين.
إرسال تعليق