بقلم: خالدة البلداوي
لا يخفى على القارئ المثقف والمطلع تلك الهجمة الشرسة والشنيعة التي يشنها أعداء أهل البيت على أتباع أهل البيت عليهم السلام ومواليهم، فتارة يصفونهم بالطابور الخامس الذي يبث روح التفرقة والنزاع في الكيان الإسلامي، وتارة أخرى يتهمونهم بقتل أهل البيت عليهم السلام، وتارة ثالثة يتهمونهم بمعاونة اليهود والنصارى للقضاء على الإسلام والمسلمين، وغير ذلك من التهم الشنيعة والتي ليس لها هدف إلا تشويه صورة التشيع عموما والإنسان الشيعي على وجه الخصوص في وجه العالم الإسلامي والغربي ليقفوا حائلا دون المد الشيعي الذي جعل يكتسح العالم الإسلامي والغربي بأفكاره ومناهجه وأطروحاته الفكرية والاجتماعية والاقتصادية والفلسفية وغير ذلك.
وقد اخترنا فيما يأتي بعض الروايات الشريفة عن المعصومين والتي سيتبين من خلالها عظمة الإنسان الشيعي وقيمته عن الله سبحانه وعند أوليائه عليهم السلام، والتي ستعكس للقارئ الكريم صورتهم التي أشرقت كالشمس بفضل ولائهم لائمتهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وأن ما يقال عنهم من قبل أعدائهم ما هي إلا أكاذيب وأراجيف الهدف منها تحطيم صورتهم وكيانهم وقتل هيبتهم في نظر العالم، ولهم في ذلك الأسوة الحسنة بأئمتهم ومن قبلهم الأنبياء الكرام صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين فقد اختلق ضدهم أهل النصب والضلال من زخرف القول ما يندى له الجبين ولا يقرهم عليه ذو مروءة ولا دين.
فقد ورد عن علقمة أنه سأل الإمام الصادق صلوات الله وسلامه عليه بما نصه: (يا بن رسول الله، إن الناس ينسبوننا إلى عظائم الأمور، وقد ضاقت بذلك صدورنا. فقال «عليه السلام»: يا علقمة، إن رضا الناس لا يملك، وألسنتهم لا تضبط، فكيف تسلمون مما لم يسلم منه أنبياء الله ورسله وحججه «عليهم السلام»؟
ألم ينسبوا يوسف «عليه السلام» إلى أنه هم بالزنا؟
ألم ينسبوا أيوب «عليه السلام» إلى أنه ابتلى بذنوبه؟
ألم ينسبوا داود «عليه السلام» إلى أنه تبع الطير حتى نظر إلى امرأة أوريا فهواها؟ ...
ألم ينسبوا نبينا محمداً «صلى الله عليه وآله» إلى أنه شاعر مجنون؟
ألم ينسبوه إلى أنه هوى امرأة زيد بن حارثة فلم يزل بها حتى استخلصها لنفسه؟
ألم ينسبوه يوم بدر إلى أنه أخذ لنفسه من المغنم قطيفة حمراء...
وما قالوا في الأوصياء «عليهم السلام» أكثر من ذلك، ألم ينسبوا سيد الأوصياء «عليه السلام» إلى أنه كان يطلب الدنيا والملك، وأنه كان يؤثر الفتنة على السكون، وأنه يسفك دماء المسلمين بغير حلها...ألم ينسبوه إلى أنه «عليه السلام» أراد أن يتزوج ابنة أبي جهل على فاطمة «عليها السلام»، وأن رسول الله « صلى الله عليه وآله» شكاه على المنبر إلى المسلمين، فقال: إن عليا يريد أن يتزوج ابنة عدو الله على ابنة نبي الله... يا علقمة، ألم يقولوا لله عز وجل: إنه ثالث ثلاثة ؟ ألم يشبهوه بخلقه؟ ...ألم يقولوا: إنه جسم... يا علقمة، إن الألسنة التي تتناول ذات الله تعالى ذكره بما لا يليق بذاته كيف تحبس عن تناولكم بما تكرهونه! فاستعينوا بالله واصبروا، إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده و العاقبة للمتقين)( الأمالي للشيخ الصدوق ص 164 ــ 166 من تقبل شهادته).
إذن فاتهام الأولياء وتحطيم صورة الأوصياء والتحريض على المؤمنين والصالحين من قبل أعداء الدين ليس بالأمر الحادث ولا الجديد، فهو ديدن الكفار والمنافقين، ومن في قلبه مرض مع الأنبياء والأوصياء وأتباعهم من الصلحاء.
والأحاديث التي رويت في هذا الباب كثيرة حتى أن بعض الباحثين جمع ألف حديث في المؤمن ووضعه في كتاب مستقل مع أنه لم يأت على جميع ما ذكرته الروايات في هذا الصدد وقد اخترنا من هذه الأحاديث ما يتناسب وهذه الفقرة الشريفة من الزيارة وهي كالآتي:
1:عظمة المؤمن وكرامته عند الله سبحانه وأهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين
عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمرو بن أبي المقدام قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: (خرجت أنا وأبي حتى إذا كنا بين القبر والمنبر إذا هو بأناس من الشيعة فسلم عليهم ثم قال: إني والله لأحب رياحكم وأرواحكم فأعينوني على ذلك بورع واجتهاد واعلموا أن ولايتنا لا تنال إلا بالورع والاجتهاد ومن ائتم منكم بعبد فليعمل بعمله، أنتم شيعة الله وأنتم أنصار الله وأنتم السابقون الأولون والسابقون الآخرون والسابقون في الدنيا والسابقون في الآخرة إلى الجنة، قد ضمنا لكم الجنة بضمان الله عز وجل وضمان رسول الله صلى الله عليه وآله والله ما على درجة الجنة أكثر أرواحا منكم فتنافسوا في فضائل الدرجات، أنتم الطيبون ونساؤكم الطيبات كل مؤمنة حوراء عيناء وكل مؤمن صديق، ولقد قال أمير المؤمنين عليه السلام: لقنبر: يا قنبر ابشر وبشر واستبشر فوالله لقد مات رسول الله صلى الله عليه وآله وهو على أمته ساخط إلا الشيعة.
ألا وإن لكل شيء عزا وعز الإسلام الشيعة.
ألا وإن لكل شيء دعامة ودعامة الإسلام الشيعة.
ألا وإن لكل شيء ذروة وذروة الإسلام الشيعة.
ألا وإن لكل شيء شرفا وشرف الإسلام الشيعة.
ألا وإن لكل شيء سيدا وسيد المجالس مجالس الشيعة.
ألا وإن لكل شيء إماماً وإمام الأرض أرض تسكنها الشيعة، والله لولا ما في الأرض منكم ما رأيت بعين عشبا أبدا والله لو ما في الأرض منكم ما أنعم الله على أهل خلافكم ولا أصابوا الطيبات ما لهم في الدنيا ولا لهم في الآخرة من نصيب، كل ناصب وإن تعبد واجتهد منسوب إلى هذه الآية {عاملةٌ ناصبةٌ * تصلى نارًا حاميةً} فكل ناصب مجتهد فعمله هباء، شيعتنا ينطقون بنور الله عز وجل ومن خالفهم ينطقون بتفلت، والله ما من عبد من شيعتنا ينام إلا أصعد الله عز وجل روحه إلى السماء فيبارك عليها فإن كان قد أتى عليها أجلها جعلها في كنوز رحمته وفي رياض جنة وفي ظل عرشه وإن كان أجلها متأخرا بعث بها مع أمنته من الملائكة ليردوها إلى الجسد الذي خرجت منه لتسكن فيه، والله إن حاجكم وعماركم لخاصة الله عز وجل وإن فقراءكم لأهل الغنى وإن أغنياءكم لأهل القناعة وإنكم كلكم لأهل دعوته وأهل إجابته)( الكافي للشيخ الكليني ج 8 ص 212 ــ 214.فضل الشيعة).
وعن عمرو بن أبي المقدام، عن أبي عبد الله صلوات الله وسلامه عليه: (ألا وإن لكل شيء جوهراً وجوهر ولد آدم محمد صلى الله عليه وآله ونحن وشيعتنا بعدنا، حبذا شيعتنا ما أقربهم من عرش الله عز وجل وأحسن صنع الله إليهم يوم القيامة والله لولا أن يتعاظم الناس ذلك أو يدخلهم زهو لسلمت عليهم الملائكة قبلا والله ما من عبد من شيعتنا يتلو القرآن في صلاته قائما إلا وله بكل حرف مائة حسنة ولا قرأ في صلاته جالسا إلا وله بكل حرف خمسون حسنة ولا في غير الصلاة إلا وله بكل حرف عشر حسنات وإن للصامت من شيعتنا لأجر من قرأ القرآن ممن خالفه أنتم والله على فرشكم نيام لكم أجر المجاهدين وأنتم والله في صلاتكم لكم أجر الصافين في سبيله، أنتم والله الذين قال الله عز وجل:{ونزعنا ما في صدورهم من غلٍ إخوانًا على سررٍ متقابلين} إنما شيعتنا أصحاب الأربعة الأعين: عينان في الرأس وعينان في القلب ألا والخلائق كلهم كذلك، ألا إن الله عز وجل فتح أبصاركم وأعمى أبصارهم)) الكافي للشيخ الكليني ج 8 ص 214 ـــ 215).
2: وجوب نصرة المؤمن والسعي في حوائجه ونصيحته
عن أبي بصير قال: (سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: أيما رجل من أصحابنا استعان به رجل من إخوانه في حاجة فلم يبالغ فيها بكل جهد فقد خان الله ورسوله والمؤمنين. قال أبو بصير قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما تعني بقولك: والمؤمنين؟ قال: من لدن أمير المؤمنين إلى آخرهم)( المحاسن لأحمد بن محمد بن خالد البرقي ج1 ص98 عقاب من مشى في حاجة مؤمن ولم ينصحه).
وعن علي بن جعفر عن أخيه أبي الحسن صلوات الله وسلامه عليه قال: (سمعته يقول: من قصد إليه رجل من إخوانه مستجيراً به في بعض أحواله فلم يجره بعد أن يقدر عليه فقد قطع ولاية الله عز وجل)( الكافي للشيخ الكليني ج2 ص367 باب من منع مؤمنا شيئا عنده الحديث رقم 4).
وعن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (أيما رجل من شيعتنا أتى رجلا من إخوانه فاستعان به في حاجته فلم يعنه وهو يقدر إلا ابتلاه الله بأن يقضي حوائج غيره من أعدائنا، يعذبه الله عليها يوم القيامة)( ثواب الأعمال للشيخ الصدوق ص250 عقاب من استعان به المؤمن ولم يعنه).
وعن الإمام الصادق صلوات الله وسلامه عليه قال: (لا تستخف بفقراء شيعة علي عليه السلام فان الرجل منهم يشفع في مثل ربيعة ومضر)( ألف حديث لكاشف الغطاء ج1ص94).
وعن أبي هارون عن أبي عبد الله صلوات الله وسلامه عليه قال: (قال لنفر عنده وأنا حاضر: ما لكم تستخفون بنا؟ قال: فقام إليه رجل من خراسان فقال: معاذ لوجه الله أن نستخف بك أو بشيء من أمرك فقال: بلى إنك أحد من استخف بي، فقال: معاذ لوجه الله أن أستخف بك، فقال له: ويحك أو لم تسمع فلانا ونحن بقرب الجحفة وهو يقول لك: احملني قدر ميل فقد والله أعييت، والله ما رفعت به رأسا ولقد استخففت به ومن استخف بمؤمن فينا استخف وضيع حرمة الله عز وجل)( الكافي للشيخ الكليني ج 8 ص 102مدح لحسان بن ثابت وذم لبعض الصحابة) .
عن أبي بصير، قال: قال أبو عبد الله صلوات الله وسلامه عليه: (تنافسوا في المعروف لإخوانكم، وكونوا من أهله، فان للجنة بابا يقال له: المعروف، لا يدخله إلا من اصطنع المعروف في الحياة الدنيا، وإن العبد ليمشي في حاجة أخيه المؤمن فيوكل الله عز وجل به ملكين: واحد عن يمينه، وآخر عن شماله، يستغفران له ربه يدعوان له بقضاء حاجته، ثم قال: والله لرسول الله صلى الله عليه وآله أسر بحاجة المؤمن إذا وصلت إليه من صاحب الحاجة)( وسائل الشيعة للحر العاملي ج16 ص359 باب استحباب قضاء حاجة المؤمن).
عن الحسين بن عبد الرحيم، قال، قال أبو الحسن عليه السلام لعلي بن يقطين: (اضمن لي خصلة أضمن لك ثلاثا فقال علي: جعلت فداك وما الخصلة التي أضمنها لك؟ وما الثلاث اللواتي تضمنهن لي. قال، فقال أبو الحسن عليه السلام: الثلاث اللواتي أضمنهن لك: أن لا يصيبك حر الحديد أبدا بقتل، ولا فاقة، ولا سجن حبس، قال، فقال علي: وما الخصلة التي أضمنها لك؟ قال، فقال: تضمن أن لا يأتيك ولي أبدا إلا أكرمته، قال فضمن علي الخصلة وضمن له أبو الحسن الثلاث)( اختيار معرفة الرجال للشيخ الطوسي ج 2 ص 731 ــ 732).
عن شعيب العقرقوفي قال: (سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول لأصحابه: اتقوا الله وكونوا إخوة بررة، متحابين في الله، متواصلين، متراحمين، تزاوروا وتلاقوا وتذاكروا أمرنا وأحيوه)( الكافي للشيخ الكليني ج 2 ص 175 باب التراحم والتعاطف الحديث رقم 1).
3: وجوب موالاة أوليائهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ومعاداة أعدائهم
عن يعقوب بن شعيب، عن صالح بن ميثم التمار رحمه الله عنه، قال: وجدت في كتاب ميثم رضي الله عنه يقول: (تمسينا ليلة عند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فقال لنا: ليس من عبد امتحن الله قلبه بالإيمان إلا أصبح يجد مودتنا على قلبه، ولا أصبح عبد ممن سخط الله عليه إلا يجد بغضنا على قلبه، فأصبحنا نفرح بحب المؤمن لنا، ونعرف بغض المبغض لنا، وأصبح محبنا مغتبطا بحبنا برحمة من الله ينتظرها كل يوم، وأصبح مبغضنا يؤسس بنيانه على شفا جرف هار، فكان ذلك الشفا قد انهار به في نار جهنم، وكأن أبواب الرحمة قد فتحت لأصحاب الرحمة، فهنيئا لأصحاب الرحمة رحمتهم، وتعسا لأهل النار مثواهم، إن عبدا لن يقصر في حبنا لخير جعله الله في قلبه، ولن يحبنا من يحب مبغضنا، إن ذلك لا يجتمع في قلب واحد و {ما جعل الله لرجلٍ من قلبين في جوفه} يحب بهذا قوما، ويحب بالآخر عدوهم، والذي يحبنا فهو يخلص حبنا كما يخلص الذهب لا غش فيه. نحن النجباء وأفراطنا أفراط الأنبياء، وأنا وصي الأوصياء، وأنا حزب الله ورسوله عليه السلام، والفئة الباغية حزب الشيطان، فمن أحب أن يعلم حاله في حبنا فليمتحن قلبه، فإن وجد فيه حب من ألب علينا فليعلم أن الله عدوه وجبرئيل وميكائيل، والله عدو للكافرين)( الأمالي للشيخ الطوسي ص 148 ــ 149 المحب والمبغض لاهل البيت عليهم السلام).
وعن أبي جعفر عليه السلام قال: في قوله: {ما جعل الله لرجلٍ من قلبين في جوفه} (قال علي بن أبي طالب عليه السلام: لا يجتمع حبنا وحب عدونا في جوف إنسان إن الله لم يجعل لرجل من قلبين في جوفه فيحب هذا ويبغض هذا فأما محبنا فيخلص الحب لنا كما يخلص الذهب بالنار لا كدر فيه فمن أراد أن يعلم حبنا فليمتحن قلبه فان شاركه في حبنا حب عدونا فليس منا ولسنا منه والله عدوهم وجبرئيل وميكائيل والله عدو للكافرين)( تفسير القمي لعلي بن إبراهيم القمي ج 2 ص 171 ــ 172 تفسير سورة الأحزاب).
عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام، قال: (من قال بالتشبيه والجبر فهو كافر مشرك ونحن منه براء في الدنيا والآخرة يا ابن خالد إنما وضع الأخبار عنا في التشبيه والجبر الغلاة الذين صغروا عظمة الله، فمن أحبهم فقد أبغضنا، ومن أبغضهم فقد أحبنا، ومن والاهم فقد عادانا، ومن عاداهم فقد والانا، ومن وصلهم فقد قطعنا، ومن قطعهم فقد وصلنا، ومن جفاهم فقد برنا، ومن برهم فقد جفانا، ومن أكرمهم فقد أهاننا، ومن أهانهم فقد أكرمنا، ومن قبلهم فقد ردنا، ومن ردهم فقد قبلنا، ومن أحسن إليهم فقد أساء إلينا، ومن أساء إليهم فقد أحسن إلينا، ومن صدقهم فقد كذبنا، ومن كذبهم فقد صدقنا، ومن أعطاهم فقد حرمنا، ومن حرمهم فقد أعطانا، يا ابن خالد من كان من شيعتنا فلا يتخذن منهم وليا ولا نصيرا)( التوحيد للشيخ الصدوق ص 364 باب نفي الجبر والتفويض الحديث رقم 12).
عن أبي عبد الله صلوات الله وسلامه عليه أنه قال: (من زارنا في مماتنا فكأنما زارنا في حياتنا، ومن جاهد عدونا فكأنما جاهد معنا، ومن تولى محبنا فقد أحبنا، ومن سر مؤمنا فقد سرنا، ومن أعان فقيرنا كان مكافأته على جدنا محمد صلى الله عليه وآله)( المقنعة للشيخ المفيد ص486 الباب 37).
اللهم اجعلنا سلما لمن سالم محمد وأهل بيته الأطهار صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وحربا لمن حاربهم آمين يا رب العالمين.
لا يخفى على القارئ المثقف والمطلع تلك الهجمة الشرسة والشنيعة التي يشنها أعداء أهل البيت على أتباع أهل البيت عليهم السلام ومواليهم، فتارة يصفونهم بالطابور الخامس الذي يبث روح التفرقة والنزاع في الكيان الإسلامي، وتارة أخرى يتهمونهم بقتل أهل البيت عليهم السلام، وتارة ثالثة يتهمونهم بمعاونة اليهود والنصارى للقضاء على الإسلام والمسلمين، وغير ذلك من التهم الشنيعة والتي ليس لها هدف إلا تشويه صورة التشيع عموما والإنسان الشيعي على وجه الخصوص في وجه العالم الإسلامي والغربي ليقفوا حائلا دون المد الشيعي الذي جعل يكتسح العالم الإسلامي والغربي بأفكاره ومناهجه وأطروحاته الفكرية والاجتماعية والاقتصادية والفلسفية وغير ذلك.
وقد اخترنا فيما يأتي بعض الروايات الشريفة عن المعصومين والتي سيتبين من خلالها عظمة الإنسان الشيعي وقيمته عن الله سبحانه وعند أوليائه عليهم السلام، والتي ستعكس للقارئ الكريم صورتهم التي أشرقت كالشمس بفضل ولائهم لائمتهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وأن ما يقال عنهم من قبل أعدائهم ما هي إلا أكاذيب وأراجيف الهدف منها تحطيم صورتهم وكيانهم وقتل هيبتهم في نظر العالم، ولهم في ذلك الأسوة الحسنة بأئمتهم ومن قبلهم الأنبياء الكرام صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين فقد اختلق ضدهم أهل النصب والضلال من زخرف القول ما يندى له الجبين ولا يقرهم عليه ذو مروءة ولا دين.
فقد ورد عن علقمة أنه سأل الإمام الصادق صلوات الله وسلامه عليه بما نصه: (يا بن رسول الله، إن الناس ينسبوننا إلى عظائم الأمور، وقد ضاقت بذلك صدورنا. فقال «عليه السلام»: يا علقمة، إن رضا الناس لا يملك، وألسنتهم لا تضبط، فكيف تسلمون مما لم يسلم منه أنبياء الله ورسله وحججه «عليهم السلام»؟
ألم ينسبوا يوسف «عليه السلام» إلى أنه هم بالزنا؟
ألم ينسبوا أيوب «عليه السلام» إلى أنه ابتلى بذنوبه؟
ألم ينسبوا داود «عليه السلام» إلى أنه تبع الطير حتى نظر إلى امرأة أوريا فهواها؟ ...
ألم ينسبوا نبينا محمداً «صلى الله عليه وآله» إلى أنه شاعر مجنون؟
ألم ينسبوه إلى أنه هوى امرأة زيد بن حارثة فلم يزل بها حتى استخلصها لنفسه؟
ألم ينسبوه يوم بدر إلى أنه أخذ لنفسه من المغنم قطيفة حمراء...
وما قالوا في الأوصياء «عليهم السلام» أكثر من ذلك، ألم ينسبوا سيد الأوصياء «عليه السلام» إلى أنه كان يطلب الدنيا والملك، وأنه كان يؤثر الفتنة على السكون، وأنه يسفك دماء المسلمين بغير حلها...ألم ينسبوه إلى أنه «عليه السلام» أراد أن يتزوج ابنة أبي جهل على فاطمة «عليها السلام»، وأن رسول الله « صلى الله عليه وآله» شكاه على المنبر إلى المسلمين، فقال: إن عليا يريد أن يتزوج ابنة عدو الله على ابنة نبي الله... يا علقمة، ألم يقولوا لله عز وجل: إنه ثالث ثلاثة ؟ ألم يشبهوه بخلقه؟ ...ألم يقولوا: إنه جسم... يا علقمة، إن الألسنة التي تتناول ذات الله تعالى ذكره بما لا يليق بذاته كيف تحبس عن تناولكم بما تكرهونه! فاستعينوا بالله واصبروا، إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده و العاقبة للمتقين)( الأمالي للشيخ الصدوق ص 164 ــ 166 من تقبل شهادته).
إذن فاتهام الأولياء وتحطيم صورة الأوصياء والتحريض على المؤمنين والصالحين من قبل أعداء الدين ليس بالأمر الحادث ولا الجديد، فهو ديدن الكفار والمنافقين، ومن في قلبه مرض مع الأنبياء والأوصياء وأتباعهم من الصلحاء.
والأحاديث التي رويت في هذا الباب كثيرة حتى أن بعض الباحثين جمع ألف حديث في المؤمن ووضعه في كتاب مستقل مع أنه لم يأت على جميع ما ذكرته الروايات في هذا الصدد وقد اخترنا من هذه الأحاديث ما يتناسب وهذه الفقرة الشريفة من الزيارة وهي كالآتي:
1:عظمة المؤمن وكرامته عند الله سبحانه وأهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين
عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمرو بن أبي المقدام قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: (خرجت أنا وأبي حتى إذا كنا بين القبر والمنبر إذا هو بأناس من الشيعة فسلم عليهم ثم قال: إني والله لأحب رياحكم وأرواحكم فأعينوني على ذلك بورع واجتهاد واعلموا أن ولايتنا لا تنال إلا بالورع والاجتهاد ومن ائتم منكم بعبد فليعمل بعمله، أنتم شيعة الله وأنتم أنصار الله وأنتم السابقون الأولون والسابقون الآخرون والسابقون في الدنيا والسابقون في الآخرة إلى الجنة، قد ضمنا لكم الجنة بضمان الله عز وجل وضمان رسول الله صلى الله عليه وآله والله ما على درجة الجنة أكثر أرواحا منكم فتنافسوا في فضائل الدرجات، أنتم الطيبون ونساؤكم الطيبات كل مؤمنة حوراء عيناء وكل مؤمن صديق، ولقد قال أمير المؤمنين عليه السلام: لقنبر: يا قنبر ابشر وبشر واستبشر فوالله لقد مات رسول الله صلى الله عليه وآله وهو على أمته ساخط إلا الشيعة.
ألا وإن لكل شيء عزا وعز الإسلام الشيعة.
ألا وإن لكل شيء دعامة ودعامة الإسلام الشيعة.
ألا وإن لكل شيء ذروة وذروة الإسلام الشيعة.
ألا وإن لكل شيء شرفا وشرف الإسلام الشيعة.
ألا وإن لكل شيء سيدا وسيد المجالس مجالس الشيعة.
ألا وإن لكل شيء إماماً وإمام الأرض أرض تسكنها الشيعة، والله لولا ما في الأرض منكم ما رأيت بعين عشبا أبدا والله لو ما في الأرض منكم ما أنعم الله على أهل خلافكم ولا أصابوا الطيبات ما لهم في الدنيا ولا لهم في الآخرة من نصيب، كل ناصب وإن تعبد واجتهد منسوب إلى هذه الآية {عاملةٌ ناصبةٌ * تصلى نارًا حاميةً} فكل ناصب مجتهد فعمله هباء، شيعتنا ينطقون بنور الله عز وجل ومن خالفهم ينطقون بتفلت، والله ما من عبد من شيعتنا ينام إلا أصعد الله عز وجل روحه إلى السماء فيبارك عليها فإن كان قد أتى عليها أجلها جعلها في كنوز رحمته وفي رياض جنة وفي ظل عرشه وإن كان أجلها متأخرا بعث بها مع أمنته من الملائكة ليردوها إلى الجسد الذي خرجت منه لتسكن فيه، والله إن حاجكم وعماركم لخاصة الله عز وجل وإن فقراءكم لأهل الغنى وإن أغنياءكم لأهل القناعة وإنكم كلكم لأهل دعوته وأهل إجابته)( الكافي للشيخ الكليني ج 8 ص 212 ــ 214.فضل الشيعة).
وعن عمرو بن أبي المقدام، عن أبي عبد الله صلوات الله وسلامه عليه: (ألا وإن لكل شيء جوهراً وجوهر ولد آدم محمد صلى الله عليه وآله ونحن وشيعتنا بعدنا، حبذا شيعتنا ما أقربهم من عرش الله عز وجل وأحسن صنع الله إليهم يوم القيامة والله لولا أن يتعاظم الناس ذلك أو يدخلهم زهو لسلمت عليهم الملائكة قبلا والله ما من عبد من شيعتنا يتلو القرآن في صلاته قائما إلا وله بكل حرف مائة حسنة ولا قرأ في صلاته جالسا إلا وله بكل حرف خمسون حسنة ولا في غير الصلاة إلا وله بكل حرف عشر حسنات وإن للصامت من شيعتنا لأجر من قرأ القرآن ممن خالفه أنتم والله على فرشكم نيام لكم أجر المجاهدين وأنتم والله في صلاتكم لكم أجر الصافين في سبيله، أنتم والله الذين قال الله عز وجل:{ونزعنا ما في صدورهم من غلٍ إخوانًا على سررٍ متقابلين} إنما شيعتنا أصحاب الأربعة الأعين: عينان في الرأس وعينان في القلب ألا والخلائق كلهم كذلك، ألا إن الله عز وجل فتح أبصاركم وأعمى أبصارهم)) الكافي للشيخ الكليني ج 8 ص 214 ـــ 215).
2: وجوب نصرة المؤمن والسعي في حوائجه ونصيحته
عن أبي بصير قال: (سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: أيما رجل من أصحابنا استعان به رجل من إخوانه في حاجة فلم يبالغ فيها بكل جهد فقد خان الله ورسوله والمؤمنين. قال أبو بصير قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما تعني بقولك: والمؤمنين؟ قال: من لدن أمير المؤمنين إلى آخرهم)( المحاسن لأحمد بن محمد بن خالد البرقي ج1 ص98 عقاب من مشى في حاجة مؤمن ولم ينصحه).
وعن علي بن جعفر عن أخيه أبي الحسن صلوات الله وسلامه عليه قال: (سمعته يقول: من قصد إليه رجل من إخوانه مستجيراً به في بعض أحواله فلم يجره بعد أن يقدر عليه فقد قطع ولاية الله عز وجل)( الكافي للشيخ الكليني ج2 ص367 باب من منع مؤمنا شيئا عنده الحديث رقم 4).
وعن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (أيما رجل من شيعتنا أتى رجلا من إخوانه فاستعان به في حاجته فلم يعنه وهو يقدر إلا ابتلاه الله بأن يقضي حوائج غيره من أعدائنا، يعذبه الله عليها يوم القيامة)( ثواب الأعمال للشيخ الصدوق ص250 عقاب من استعان به المؤمن ولم يعنه).
وعن الإمام الصادق صلوات الله وسلامه عليه قال: (لا تستخف بفقراء شيعة علي عليه السلام فان الرجل منهم يشفع في مثل ربيعة ومضر)( ألف حديث لكاشف الغطاء ج1ص94).
وعن أبي هارون عن أبي عبد الله صلوات الله وسلامه عليه قال: (قال لنفر عنده وأنا حاضر: ما لكم تستخفون بنا؟ قال: فقام إليه رجل من خراسان فقال: معاذ لوجه الله أن نستخف بك أو بشيء من أمرك فقال: بلى إنك أحد من استخف بي، فقال: معاذ لوجه الله أن أستخف بك، فقال له: ويحك أو لم تسمع فلانا ونحن بقرب الجحفة وهو يقول لك: احملني قدر ميل فقد والله أعييت، والله ما رفعت به رأسا ولقد استخففت به ومن استخف بمؤمن فينا استخف وضيع حرمة الله عز وجل)( الكافي للشيخ الكليني ج 8 ص 102مدح لحسان بن ثابت وذم لبعض الصحابة) .
عن أبي بصير، قال: قال أبو عبد الله صلوات الله وسلامه عليه: (تنافسوا في المعروف لإخوانكم، وكونوا من أهله، فان للجنة بابا يقال له: المعروف، لا يدخله إلا من اصطنع المعروف في الحياة الدنيا، وإن العبد ليمشي في حاجة أخيه المؤمن فيوكل الله عز وجل به ملكين: واحد عن يمينه، وآخر عن شماله، يستغفران له ربه يدعوان له بقضاء حاجته، ثم قال: والله لرسول الله صلى الله عليه وآله أسر بحاجة المؤمن إذا وصلت إليه من صاحب الحاجة)( وسائل الشيعة للحر العاملي ج16 ص359 باب استحباب قضاء حاجة المؤمن).
عن الحسين بن عبد الرحيم، قال، قال أبو الحسن عليه السلام لعلي بن يقطين: (اضمن لي خصلة أضمن لك ثلاثا فقال علي: جعلت فداك وما الخصلة التي أضمنها لك؟ وما الثلاث اللواتي تضمنهن لي. قال، فقال أبو الحسن عليه السلام: الثلاث اللواتي أضمنهن لك: أن لا يصيبك حر الحديد أبدا بقتل، ولا فاقة، ولا سجن حبس، قال، فقال علي: وما الخصلة التي أضمنها لك؟ قال، فقال: تضمن أن لا يأتيك ولي أبدا إلا أكرمته، قال فضمن علي الخصلة وضمن له أبو الحسن الثلاث)( اختيار معرفة الرجال للشيخ الطوسي ج 2 ص 731 ــ 732).
عن شعيب العقرقوفي قال: (سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول لأصحابه: اتقوا الله وكونوا إخوة بررة، متحابين في الله، متواصلين، متراحمين، تزاوروا وتلاقوا وتذاكروا أمرنا وأحيوه)( الكافي للشيخ الكليني ج 2 ص 175 باب التراحم والتعاطف الحديث رقم 1).
3: وجوب موالاة أوليائهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ومعاداة أعدائهم
عن يعقوب بن شعيب، عن صالح بن ميثم التمار رحمه الله عنه، قال: وجدت في كتاب ميثم رضي الله عنه يقول: (تمسينا ليلة عند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فقال لنا: ليس من عبد امتحن الله قلبه بالإيمان إلا أصبح يجد مودتنا على قلبه، ولا أصبح عبد ممن سخط الله عليه إلا يجد بغضنا على قلبه، فأصبحنا نفرح بحب المؤمن لنا، ونعرف بغض المبغض لنا، وأصبح محبنا مغتبطا بحبنا برحمة من الله ينتظرها كل يوم، وأصبح مبغضنا يؤسس بنيانه على شفا جرف هار، فكان ذلك الشفا قد انهار به في نار جهنم، وكأن أبواب الرحمة قد فتحت لأصحاب الرحمة، فهنيئا لأصحاب الرحمة رحمتهم، وتعسا لأهل النار مثواهم، إن عبدا لن يقصر في حبنا لخير جعله الله في قلبه، ولن يحبنا من يحب مبغضنا، إن ذلك لا يجتمع في قلب واحد و {ما جعل الله لرجلٍ من قلبين في جوفه} يحب بهذا قوما، ويحب بالآخر عدوهم، والذي يحبنا فهو يخلص حبنا كما يخلص الذهب لا غش فيه. نحن النجباء وأفراطنا أفراط الأنبياء، وأنا وصي الأوصياء، وأنا حزب الله ورسوله عليه السلام، والفئة الباغية حزب الشيطان، فمن أحب أن يعلم حاله في حبنا فليمتحن قلبه، فإن وجد فيه حب من ألب علينا فليعلم أن الله عدوه وجبرئيل وميكائيل، والله عدو للكافرين)( الأمالي للشيخ الطوسي ص 148 ــ 149 المحب والمبغض لاهل البيت عليهم السلام).
وعن أبي جعفر عليه السلام قال: في قوله: {ما جعل الله لرجلٍ من قلبين في جوفه} (قال علي بن أبي طالب عليه السلام: لا يجتمع حبنا وحب عدونا في جوف إنسان إن الله لم يجعل لرجل من قلبين في جوفه فيحب هذا ويبغض هذا فأما محبنا فيخلص الحب لنا كما يخلص الذهب بالنار لا كدر فيه فمن أراد أن يعلم حبنا فليمتحن قلبه فان شاركه في حبنا حب عدونا فليس منا ولسنا منه والله عدوهم وجبرئيل وميكائيل والله عدو للكافرين)( تفسير القمي لعلي بن إبراهيم القمي ج 2 ص 171 ــ 172 تفسير سورة الأحزاب).
عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام، قال: (من قال بالتشبيه والجبر فهو كافر مشرك ونحن منه براء في الدنيا والآخرة يا ابن خالد إنما وضع الأخبار عنا في التشبيه والجبر الغلاة الذين صغروا عظمة الله، فمن أحبهم فقد أبغضنا، ومن أبغضهم فقد أحبنا، ومن والاهم فقد عادانا، ومن عاداهم فقد والانا، ومن وصلهم فقد قطعنا، ومن قطعهم فقد وصلنا، ومن جفاهم فقد برنا، ومن برهم فقد جفانا، ومن أكرمهم فقد أهاننا، ومن أهانهم فقد أكرمنا، ومن قبلهم فقد ردنا، ومن ردهم فقد قبلنا، ومن أحسن إليهم فقد أساء إلينا، ومن أساء إليهم فقد أحسن إلينا، ومن صدقهم فقد كذبنا، ومن كذبهم فقد صدقنا، ومن أعطاهم فقد حرمنا، ومن حرمهم فقد أعطانا، يا ابن خالد من كان من شيعتنا فلا يتخذن منهم وليا ولا نصيرا)( التوحيد للشيخ الصدوق ص 364 باب نفي الجبر والتفويض الحديث رقم 12).
عن أبي عبد الله صلوات الله وسلامه عليه أنه قال: (من زارنا في مماتنا فكأنما زارنا في حياتنا، ومن جاهد عدونا فكأنما جاهد معنا، ومن تولى محبنا فقد أحبنا، ومن سر مؤمنا فقد سرنا، ومن أعان فقيرنا كان مكافأته على جدنا محمد صلى الله عليه وآله)( المقنعة للشيخ المفيد ص486 الباب 37).
اللهم اجعلنا سلما لمن سالم محمد وأهل بيته الأطهار صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وحربا لمن حاربهم آمين يا رب العالمين.
1 التعليقات:
عظم الله لنا ولكم الأجر ب اشتشهاد سيدي ومولاي الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام )
تعليقالسلام عليك يا لسان الناطقين
السلام عليك يا عميد الصادقين
موفقين انشاء الله
إرسال تعليق