بقلم: السيد احمد الحسيني
بسم الله الرحمن الرحيم
((وجعلناهم أئمة يهدون بامرنا واوحينا اليهم فعل الخيرات واقام الصلاة وايتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين)) سورة الانبياء.
قل بربك ايها القارئ الكريم هل رأيت وصفاً ينطبق على الموصوف انطباق هذه الآية الكريمة على الامام الحسين (عليه السلام) واليك قوله تعالى جلت قدرته ((ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلـون وعداً عليه حقاً في التـوراة والانجيـل والقـرآن ومن أوفى بعهـده من الله فاستبشـروا بيعكـم الذي بايعتـم به وذلك هو الفوز العظيم )) (سورة التوبة).
لقد قام الحسين (عليه السلام) ولبى دعوة الحق لاظهار دين الله وبعد ان عم الفساد في الارض من طغيان يزيد ورجاله الاشرار مما يعجز عن وصفه القلم ويكفيك ايها القارئ الكريم وقعة الحرة واستباحة اهل المدينة وفيها مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقبره ثلاثة ايام وقتل اكثر خيار الصحابة رضوان الله عليهم وفيهم سبعمائة حافظ للقرآن. لقد شاهد هذه الاعمال المنكرة وتذكر حديث جده (صلى الله عليه وآله وسلم) (من رأى منكم منكراً فليغره بيده فمن لم يستطع فبلسانه فمن لم يستطع فبقلبه وذلك من اضعف الايمان).
لقد مضى ثلاثة عشر قرناً على هذا الحادث المشؤوم والمسلمون في مشارق الارض ومغاربها على اختلاف عناصرهم ومذاهبهم قد اتفقوا على استنكار هذه الفاجعة التي اصابتهم بابن بنت نبيهم وكل حادث لابد وان ينسى مع مرور الايام والاعوام غير ان هذا المصاب يتجدد بتوالي السنين وتعاد ذكراه المؤلمة في كل عام جديد.
لقد سبق ان قتل معظم الانبياء والرسل صلوات الله عليهم من جراء اعلانهم كلمة الله وقتل معظم اصحاب رسول الله بما فيهم خلفاؤه من بعده رضوان الله عليهم اجمعين ولكن لم يسجل التاريخ لتلك الفواجع ما سجله الى الامام الحسين (عليه السلام) من بطولة خالدة ودعوة الى الحق في احلك ايام ذلك العهد البغيض لقد ورد في الخبر عن سيد البشر ما اورده الحافظ البيهقي في سنده عن الحكم عن الأوزاعي عن ام الفضل بنت الحارث انها دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالت يارسول الله اني رأيت حلماً منكراً الليلة قال وما هو ؟ قالت: رأيت كأن قطعة من جسدك قطعت ووضعت في حجري قال: رأيت خيراً: تلك فاطمة ان شاء الله تلد غلاماً فيكون في حجرك فولدت فاطمة الحسين (عليه السلام) فكان في حجري كما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فوضعته في حجره ثم حانت مني التفاته فاذا عينا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) تهرقان الدموع قالت: قلت يا نبي الله بأبي انت وامي: ما لك ؟ قال اتاني جبرئيل (عليه السلام) فاخبرني ان امتي ستقتل ابني هذا بارض العراق فقلت هذا ؟ قال: نعم واتاني بتربة حمراء.
وقال الامام احمد بن حنبل حدثنا عفان عن حماد عن عمار بن ابي عمارة عن ابن عباس قال رأيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فيما يرى النائم بنصف النهار. وبيده قارورة فيها دم: فقلت: بابي انت وامي يا رسول الله ! ماهذا ؟ قال دم الحسين واصحابه فلم ازل التقطه منذ اليوم ! قال فاحصينا ذلك اليوم فوجده قتل في ذلك اليوم سلام الله عليه.
يتضح للقارئ الكريم بان ما اوردناه من هذه الاحاديث فيه الكفاية لاثبات ان مقدم الامام الحسين (عليه السلام) الى العراق لم يكن من المصادفات التي تقع عادة لطلاب العروش او لمن يبتغي الدنيا بل ان مقدمه الى العراق لا يختلف عمن امر بأمر سماوي لابد له من القيام به وهكذا فقد تم للامام الحسين ان يلبي دعوة الله لهذا الامر اما عدم نجاحه فقد اخذته اقلام المؤرخين ولا نرى ثم حاجة لذكره فمن اراد ان يتوسع في الموضوع فعليه بكتب التواريخ وفيها الكفاية.
إرسال تعليق