بقلم: الشيخ حسن الشمري
لكلّ حركة خطّة، بالذات الحركات التغييرية التي تستهدف تغيير معالم الأمة، فمن البديهي أن تقوم هذه الحركات على خطط ((إستراتيجية)) تضع في حسابها كلّ الاحتمالات.
ولابدّ من إخضاع الحركة إلى خطط مدروسة، ومن أصحاب التجربة والخبرة حتى لو لم ينتموا إلى الخط فلا بأس أن تأخذ الحركة بآرائهم وتضعها في الحساب إن الحركات التغييرية ينبغي عليها دراسة المشروع وإخضاعه إلى نقاش معمّق حتى يقيها المطبات الخطرة.
إنّ نهضة الإمام أبي عبد الله الحسين عليه السلام قامت على خطط مدروسة فأعطت نتائج باهرة لا زالت تتفاعل في المجتمعات البشرية، وليست الإسلامية حسب.
وقد اعتمد الإمام أبو عبد الله الحسين عليه السلام جملة خطط إستراتيجية جعلت من ثورته المباركة حدثاً مهماً في كل وقت:
(1) ـــ كشف سوءات يزيد بن معاوية
وأولى الخطط التي اعتمدها الإمام عليه السلام كشف سوءات يزيد بن معاوية، وتعرية نظامه بشكل لا يقبل التأويل، وتعرية الرأس أشار إليه القرآن الكريم، بقوله تعالى: ((اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى))[1].
وقد كشف الإمام عليه السلام نظام يزيد، وأظهره على الملأ، مما جعل الكثير ينفضّ من حوله، ويلتف حول ثورة الإمام أبي عبد الله الحسين عليه السلام.
وبما أنّ معاوية استعمل طلاءات الدنيا وأضفاها على نظامه حتى جعل الكثير يعتقد أنه الإمام بحق، فكان على الإمام أبي عبد الله الحسين عليه السلام تعرية نظام يزيد، ويزيل عن وجهه الرتوش والطلاءات.
ففي محاورة بينه وبين معاوية، كشف الإمام (صلوات الله عليه) سوءات معاوية، وإنما ذكرنا معاوية لأنّ يزيد آلة رخيصة لتنفيذ خطط معاوية وامتداداً لأبيه.
جاء في رسالة الإمام عليه السلام رداً على اتهامات معاوية:
((أما بعد: فقد بلغني كتابك تذكر فيه أنه انتهت إليك عني أمور أنت عنها راغب وأنا بغيرها عندك جدير، وإنّ الحسنات لا يهدي لها ولا يسدّد إليها إلا الله تعالى.
أما ما ذكرت أنه رقي إليك عني، فإنه رقاه إليك الملاقون المشاؤون بالنميمة، المفرّقون بين الجمع، وكذب الغاوون، ما أردت لك حرباً، ولا عليك خلافاً، وإني لأخشى الله في ترك ذلك منه، ومن الأعذار فيه إليك وإلى أوليائك القاسطين، حزب الظلمة.
ألست القاتل حجر بن عدي أخا كندة وأصحابه المصلين العابدين الذين كانوا ينكرون الظلم، ويستعظمون البدع، ويأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر، ولا يخافون في الله لومة لائم، ثم قتلتهم ظلماً وعدواناً من بعد ما أعطيتهم الأيمان المغلّظة والمواثيق المؤكّدة، جرأةً على الله واستخفافاً بعهده.
أولست قاتل عمرو بن الحمق صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم العبد الصالح الذي أبلته العبادة فنحل جسمه واصفرّ لونه، فقتلته بعدما أمنته، وأعطيته ما لو فهمته العصم لنزلت من رؤوس الجبال.
أولست بمدعي زياد بن سمية المولود على فراش عبيد الثقفي، فزعمت أنه ابن أبيك، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((الولد للفراش وللعاهر الحجر))، فتركت سنّة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تعمداً، وتبعت هواك بغير هدى من الله، ثم سلّطته على أهل الإسلام يقتلهم، ويقطع أيديهم وأرجلهم، ويَسمل أعينهم، ويصلبهم على جذوع النخل، كأنك لست من هذه الأمة وليسوا منك.
أولست قاتل الحضرمي الذي كتب فيه إليك زياد أنه: على دين علي (كرم الله وجهه)، فكتبت إليه: أن أقتل كل من كان على دين علي، فقتلتهم، ومثّل بهم بأمرك، ودين علي هو دين ابن عمه صلى الله عليه وآله وسلم الذي أجلسك مجلسك الذي أنت فيه، ولولا ذلك لكان شرفك وشرف آبائك تجشم الرحلتين رحلة الشتاء والصيف.
وقلت فيما قلت: أنظر لنفسك ودينك ولأمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم واتق شقّ عصا هذه الأمة، وأن تردّهم إلى فتنة، وإني لا أعلم فتنة أعظم على هذه الأمة من ولايتك عليها، ولا أعظم لنفسي ولد بني ولأمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم أفضل من أن أجاهرك، فإن فعلت فإنه قربة إلى الله، وإن تركته فإني استغفر الله لديني، وأسأله توفيقه لإرشاد أمري.
وقلت فيما قلت: إني أنكرتك تنكري، وإن أكدك تكدني فكدني ما بدا لك، فإني أرجو أن لا يضرّني كيدك، وأن لا يكون على أحد أضرّ منه على نفسك، لأنك قد ركبت جهلك وتحرصت على نقض عهدك.
ولعمري ما وفيت بشرط، ولقد نقضت عهدك بقتل هؤلاء النّفر الذين قتلتهم بعد الصلح والأيمان والعهود والمواثيق، فقتلتهم من غير أن يكونوا قاتلوا وقتلوا، ولم تفعل ذلك بهم إلا لذكرهم فضلنا وتعظيمهم حقّنا، مخافة أمر لعلك لو لم تقتلهم من قبل أن يفعلوا، أو ماتوا أن يدركوا.
فأبشر يا معاوية بالقصاص، واستيقن بالحساب، واعلم أنّ لله تعالى كتاباً لا يغادر صغيرةً ولا كبيرةً إلا أحصاها، وليس الله بناسٍ لأخذك بالظنّة وقتلك أولياءه على التّهم، ونفيك إياهم من دورهم إلى دار الغربة، وأخذك الناس ببيعة ابنك الغلام الحدث، يشرب الشراب، ويلعب بالكلاب، ما أراك إلا قد خسرت نفسك، وتبرت دينك، وغششت رعيّتك، وسمعت مقالة السفيه الجاهل، وأخفت الورع التقي، والسلام))[2].
إنّ هذه الوثيقة تعدّ من الوثائق المهمة في تعرية النظام الجاهلي لبني سفيان.
وفي نظري فإنّ الإمام أبا عبد الله الحسين عليه السلام بهذه الوثيقة أعلن الثورة على حكم بني سفيان، ومن جانب فإنّ هذه الوثيقة تمثّل رداً على بعض المتقوّلين الذين يَرْمون الإمام عليه السلام بالمهادنة، وبالتقاعس عن مقارعة نظام معاوية، وقد أفصح الإمامعليه السلام فيها عن ماهية نظام معاوية ويزيد فهو بيّن أن معاوية لا يمتلك أيّ مصداقية ويفتقر تماماً إلى الأخلاق، وذلك بقتله صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، واستلحاقه زياداً، ونقضه المواثيق المغلّظة التي أعطاها للإمام الحسن عليه السلام، ثم قتل كل من كان على دين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، وهذا يكفي في إدانةِ معاوية ابن أبي سفيان.
إنّ هذه الوثيقة تحمل المبادئ الأساسية لنهضة الإمام الحسين عليه السلام، ومن جانب تعدّ من الخطط المهمّة في تحرك الإمام عليه السلام ضد الحكم السفياني.
ولعلّ البعض يسأل: ما علاقة هذه الوثيقة بتحرّك الإمام في زمن يزيد وبخطّته.
نقول:
صحيح أنّ هذه الوثيقة صدرت في زمن معاوية، ولكن بما أن يزيد بن معاوية سار على نهج أبيه، وكان الآلة المنفّذة لخططه فإن صلة الوثيقة بخطة الإمام تبدو واضحة.
ومن جانب فإنّ الإمام عليه السلام عَرّى يزيد، وكشف سوءاته التي لا تؤهله لقيادة الأمة.
وهكذا فإنّ الإمام عليه السلام كان يسعى في تحرّكه لفضح النظام الجاهلي، وإظهار مساوئه.
وتعدّ هذه الخطوة مهمة:
أولاً: فكّ الارتباط بين المجتمع وبين يزيد بن معاوية.
ثانياً: نزع الشرعية الدينية التي سعى معاوية جاهداً إلى توفيرها.
ثالثاً: سحب البساط من تحت الموالين للسلطة كي لا يدافعوا عن النظام ويثبطوا الناس من الالتحاق بالنهضة الحسينية.
رابعاً: إنّ التركيز على هدف واضح يعدّ من الخطوات الإستراتيجية لأيّ تحرك، فوضوح الهدف يشدّ الجماهير ويدفعهم إلى التحمّس بشكل متواصل.
خامساً: لقد اعتقد الكثير أن معاوية ابن أبي سفيان يمثّل الشرعية، فلا ينبغي الاعتراض عليه حتى لو ولى أتعس من يزيد، ولكن الوثيقة المهمة التي أعلنها الإمام (صلوات الله عليه) سلبت من معاوية ((الشرعية الدينية))، وبذلك لم يملك معاوية أيّ غطاء شرعي لحكمه، ولقراراته.
سادساً: إنّ تركيز الإمام عليه السلام على فضح الخط السفياني يوفّر للإمام عليه السلام مبرّراً شرعياً لتحركه، ثم يعطيه المرونة في ذلك، فاستطاع الإمام عليه السلام أن يتحرك ويقطع الجسور بين النظام وشرائح مهمة في المجتمع.
فالوليد بن عتبة والي المدينة من قبل النظام السفياني انسحب من الساحة، وكاد أن يقطع العلاقة كلياً مع النظام لولا تهديدات مروان بن الحكم.
فظلّ الوليد يتريّث في أيّ تحرك ضد النهضة الحسينية، وحتى والي مكة فإنه لم يضغط على الإمام عليه السلام ممّا اضطر يزيد بن معاوية لتدبير مؤامرة دنيئة لاغتياله ولو كان متعلقاً بأستار الكعبة.
والمهم أن الإمام عليه السلام من خلال استعراض سوءات النّظام تمكّن من قطع الكثير من جسد الدولة السفيانية فجعلها تئن.
سابعاً: إنّ فضح النظام السفياني جعل الناس تتساءل عن شرعية النظام، وهذه نقطة مهمة.
فقد تساءل الحسن البصري عن شرعية النظام، فأبدى اعتراضاً مهماً، وقال:
((أربع موبقات ارتكبها معاوية لو لم تكن إلا واحد لكفاه موبقة، واحد استلحاقه زياد وقتله حجر.. والرابعة توليه يزيد الخمور والقرود))[3].
إنّ اعتراض الشخصيات يشكّل أهمية خاصة للنهضة، لأنها توفر أرضية بحيث تتمكن من زرع بذور الاعتقاد بها.
واستطاعت نهضة الإمام أبي عبد الله الحسين عليه السلام أن تعمّق القناعة في قلوب الكثير، في عدم شرعية نظام بني سفيان وبعده عن الإسلام، وقد تعمّقت القناعة تباعاً بذلك.
( 2 ) ـــ الحفاظ على كيان النّهضة
فقد حافظ الإمام أبو عبد الله الحسين عليه السلام على كيان النهضة من أيّ اختراق محتمل، وذلك باعتماده عدّة آليات:
الانتقاء
بما أنّ النهضة تمثل مشروعاً استراتيجياً فلابد من الحفاظ عليها، ودرء أيّ محاولة لخرقها، وذلك بانتقاء الشخصيات المؤهلة لحمل المسؤولية.
إن اختيار الإمام عليه السلام لأهل بيته يأتي في هذا الإطار.
جاء في كتاب (حياة الإمام الحسين عليه السلام) للشيخ القرشي:
((وقد أدرك المستشرق الألماني ((ماربين)) تخطيط الإمام الحسين عليه السلام لثورته، فاعتبر أنّ الحسين قد توخى النصر منذ اللحظة الأولى وعلم النصر فيه، فحركة الحسين عليه السلام في خروجه على يزيد كما يقول: إنما كانت عزمة قلب كبير عزّ عليه الإذعان، وعزّ عليه النصر العاجل، فخرج بأهله وذويه ذلك الخروج الذي يبلغ به النصر الآجل بعد موته، ويحي به قضية مخذولة ليس لها بغير ذلك حياة.
لقد أيقن أبو الشهداء عليه السلام أنّ القضية الإسلامية لا يمكن أن تنتصر إلا بفخامة ما يقدّمه من التّضحيات فصمّم بعزم وإيمان على تقديم أروع التضحيات))[4].
لقد أدرك الإمام عليه السلام إنّ أيّ تحرك من قبله سوف يجابه بتحرّك مضاد يتمثل بالاختراق الذي أصبح الآن من أهم الوسائل التي يعتمدها الاستعمار وأذنابه، لذلك فإنّ الإمام أبا عبد الله الحسين عليه السلام انتقى ثلة مؤمنة لا يمكن أن تنطلي عليها حيل النظام، أو تؤخذ على حين غرة، ولقد حاول النظام في البداية اختراق ثورة الإمام عليه السلام حتى يقضي عليها في البداية، إلا أنه فشل، فقد واجه رجالاً أقوى من الجبال.
وقد استمرت محاولات الاختراق حتى آخر لحظة عندما عرض شمر بن ذي الجوشن الأمان على أبي الفضل العباس عليه السلام إلا أنّه خاب بعد أن ألقمه العباس حجراً، فقال أبو الفضل عليه السلام: ((تباً لك ولأمانك أتؤمننا وابن رسول الله لا أمان له))[5].
وقد استعمل الإمام أبو عبد الله عليه السلام طرقاً عديدة لغربلة أصحابه حتى يمكنه من التحرك، وإبعاد أيّ عملية اختراق، فقد أعلن منذ البداية أنّه خرج للإصلاح، وليس لطلب الحكم.
قال الإمام عليه السلام: ((إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدي وأبي، فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق))[6].
فهذا الإعلان أبْعَدَ من له طمع دنيوي يبتغيه من ثورة الإمام عليه السلام، والنفعيون في كل حين ينتظرون الفرص حتى إذا سنحت فإنهم يركبون الموجه ويتلفّعون بثوبها، ثم إذا حقّقوا أهدافهم انسلخوا تماماً عمّا يتقوّلوه.
إنّ هؤلاء لا يهمهم سواءً كانوا مع الشيطان أو مع الإنسان، فالمهم عندهم الدنيا وزهرتها، والإمام (صلوات الله عليه) كشف هؤلاء عندما أعلن مراراً أنه خرج للإصلاح، وأنه مقتول لا محال.
تقول الروايات: أن أهل الدنيا الذين اصطحبوا الإمام كانوا يعدون بالآلاف، ولكن عندما ذكر الإمام أهدافه، ثمّ حدد مصيره تركوه، وانسحبوا إلى دنياهم.
فقال الإمام عليه السلام قولته المشهورة: ((الناس عبيد الدنيا، والدين لعق على ألسنتهم، يحوطونه ما درّت معايشهم، فإذا محّصوا بالبلاء قلّ الديانون))[7].
وهذا عين الواقع فإنّ أهل الدنيا أحاطوا بالإمام عليه السلام، ولكن عندما محّصوا بالبلاء قلّ الديانون، ولكن انسحاب هؤلاء لم يؤخر شيئاً بل زاد أصحاب الإمام عليه السلام بصيرةً واستقامة لأنهم عرفوا نيتهم.
والمطلوب منا نحن المسلمين في هذا الوقت الاهتمام بهذا الموضوع ((الاختراق))، فلابدّ من دراسته، ووضع خطط منيعة تبعد عنا الاختراق.
ومن جملة الخطط:
أولاً: ((معرفة خطط الأعداء)) بالتفصيل، ثم تناط المسؤولية إلى لجنة مختصّة تعمل في الخفاء، وبعيدة عن الأنظار.
ثانياً: تأهيل المؤسسات بكادر مؤمن ومثقف ومختص بخطط العدو.
ثالثاً: تمحيص العاملين واختبارهم بين الحين والآخر.
رابعاً: رفع المستوى المعاشي للأفراد لأنّ العدو يحاول أن ينفذ من خلال ثغرة ((العوز))، فهذه الثغرة تعد من أخطر الثغرات، وتشكل نقطة ضعف سهلة النفوذ.
خامساً: عدم إبراز الخطط الإستراتيجية للمؤسسة، فينبغي على القائمين التمويه، وذلك بعرض عدّة خطط، واعتماد عدّة ((خرائط للعمل)).
إنّ ((مسألة التمويه)) تعد غاية في الأهمية، وقد اعتمدها الرسول الأعظم محمدصلى الله عليه وآله وسلم بشكل واسع في تحرّكاته.
راجع خطته في فتح مكة وخيبر، فإنّ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم أخّر الإمام علياً عليه السلام لعدّة أهداف كل ذلك حتى يموّه على العدو، ويستطيع معرفة خطط اليهود والمنافقين.
سادساً: من الضروري إخفاء بعض الكفاءات وإبعادها عن الأنظار، بل إذا تطلّب الأمر إبعادها نهائياً، إننا نعلم بأنّ هناك ((ستة أنفار)) يخططون لأمريكا ولكن لا نعرف عنهم شيئاً.
ـــــــــــــــــــــــ
[1] طه: ٤٣.
[2] النصائح الكافية: محمد بن عقيل، ص66. صلح الحسن عليه السلام: السيد شرف الدين، ص308. شرح احقاق الحق: السيد المرعشي، ج27/ص171.
[3] تاريخ الطبري: الطبري، ج3/ص358.
[4] الإمام الحسين: العلامة الشيخ باقر شريف القرشي، ج2/ص294 ــ 295. الأعلام: خير الدين الزركلي، ج2/ص243.
[5] الإرشاد: الشيخ المفيد، ج2/ص89. بحار الأنوار: العلامة المجلسي، ج44/ص391. العوالم، الإمام الحسين عليه السلام: الشيخ عبد الله البحراني، ص242.
[6] بحار الأنوار: العلامة المجلسي، ج44/ص330. العوالم، الإمام الحسين عليه السلام: الشيخ عبد الله البحراني، ص179. لواعج الأشجان: السيد محسن الأمين، ص30. حياة الإمام الحسينعليه السلام: الشيخ باقر شريف القرشي، ج2/ص228. كربلاء، الثورة والمأساة: أحمد حسين يعقوب، ص114.
[7] تحف العقول: ابن شعبة الحراني، ص245. بحار الأنوار: العلامة المجلسي، ج44/ص195.
لكلّ حركة خطّة، بالذات الحركات التغييرية التي تستهدف تغيير معالم الأمة، فمن البديهي أن تقوم هذه الحركات على خطط ((إستراتيجية)) تضع في حسابها كلّ الاحتمالات.
ولابدّ من إخضاع الحركة إلى خطط مدروسة، ومن أصحاب التجربة والخبرة حتى لو لم ينتموا إلى الخط فلا بأس أن تأخذ الحركة بآرائهم وتضعها في الحساب إن الحركات التغييرية ينبغي عليها دراسة المشروع وإخضاعه إلى نقاش معمّق حتى يقيها المطبات الخطرة.
إنّ نهضة الإمام أبي عبد الله الحسين عليه السلام قامت على خطط مدروسة فأعطت نتائج باهرة لا زالت تتفاعل في المجتمعات البشرية، وليست الإسلامية حسب.
وقد اعتمد الإمام أبو عبد الله الحسين عليه السلام جملة خطط إستراتيجية جعلت من ثورته المباركة حدثاً مهماً في كل وقت:
(1) ـــ كشف سوءات يزيد بن معاوية
وأولى الخطط التي اعتمدها الإمام عليه السلام كشف سوءات يزيد بن معاوية، وتعرية نظامه بشكل لا يقبل التأويل، وتعرية الرأس أشار إليه القرآن الكريم، بقوله تعالى: ((اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى))[1].
وقد كشف الإمام عليه السلام نظام يزيد، وأظهره على الملأ، مما جعل الكثير ينفضّ من حوله، ويلتف حول ثورة الإمام أبي عبد الله الحسين عليه السلام.
وبما أنّ معاوية استعمل طلاءات الدنيا وأضفاها على نظامه حتى جعل الكثير يعتقد أنه الإمام بحق، فكان على الإمام أبي عبد الله الحسين عليه السلام تعرية نظام يزيد، ويزيل عن وجهه الرتوش والطلاءات.
ففي محاورة بينه وبين معاوية، كشف الإمام (صلوات الله عليه) سوءات معاوية، وإنما ذكرنا معاوية لأنّ يزيد آلة رخيصة لتنفيذ خطط معاوية وامتداداً لأبيه.
جاء في رسالة الإمام عليه السلام رداً على اتهامات معاوية:
((أما بعد: فقد بلغني كتابك تذكر فيه أنه انتهت إليك عني أمور أنت عنها راغب وأنا بغيرها عندك جدير، وإنّ الحسنات لا يهدي لها ولا يسدّد إليها إلا الله تعالى.
أما ما ذكرت أنه رقي إليك عني، فإنه رقاه إليك الملاقون المشاؤون بالنميمة، المفرّقون بين الجمع، وكذب الغاوون، ما أردت لك حرباً، ولا عليك خلافاً، وإني لأخشى الله في ترك ذلك منه، ومن الأعذار فيه إليك وإلى أوليائك القاسطين، حزب الظلمة.
ألست القاتل حجر بن عدي أخا كندة وأصحابه المصلين العابدين الذين كانوا ينكرون الظلم، ويستعظمون البدع، ويأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر، ولا يخافون في الله لومة لائم، ثم قتلتهم ظلماً وعدواناً من بعد ما أعطيتهم الأيمان المغلّظة والمواثيق المؤكّدة، جرأةً على الله واستخفافاً بعهده.
أولست قاتل عمرو بن الحمق صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم العبد الصالح الذي أبلته العبادة فنحل جسمه واصفرّ لونه، فقتلته بعدما أمنته، وأعطيته ما لو فهمته العصم لنزلت من رؤوس الجبال.
أولست بمدعي زياد بن سمية المولود على فراش عبيد الثقفي، فزعمت أنه ابن أبيك، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((الولد للفراش وللعاهر الحجر))، فتركت سنّة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تعمداً، وتبعت هواك بغير هدى من الله، ثم سلّطته على أهل الإسلام يقتلهم، ويقطع أيديهم وأرجلهم، ويَسمل أعينهم، ويصلبهم على جذوع النخل، كأنك لست من هذه الأمة وليسوا منك.
أولست قاتل الحضرمي الذي كتب فيه إليك زياد أنه: على دين علي (كرم الله وجهه)، فكتبت إليه: أن أقتل كل من كان على دين علي، فقتلتهم، ومثّل بهم بأمرك، ودين علي هو دين ابن عمه صلى الله عليه وآله وسلم الذي أجلسك مجلسك الذي أنت فيه، ولولا ذلك لكان شرفك وشرف آبائك تجشم الرحلتين رحلة الشتاء والصيف.
وقلت فيما قلت: أنظر لنفسك ودينك ولأمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم واتق شقّ عصا هذه الأمة، وأن تردّهم إلى فتنة، وإني لا أعلم فتنة أعظم على هذه الأمة من ولايتك عليها، ولا أعظم لنفسي ولد بني ولأمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم أفضل من أن أجاهرك، فإن فعلت فإنه قربة إلى الله، وإن تركته فإني استغفر الله لديني، وأسأله توفيقه لإرشاد أمري.
وقلت فيما قلت: إني أنكرتك تنكري، وإن أكدك تكدني فكدني ما بدا لك، فإني أرجو أن لا يضرّني كيدك، وأن لا يكون على أحد أضرّ منه على نفسك، لأنك قد ركبت جهلك وتحرصت على نقض عهدك.
ولعمري ما وفيت بشرط، ولقد نقضت عهدك بقتل هؤلاء النّفر الذين قتلتهم بعد الصلح والأيمان والعهود والمواثيق، فقتلتهم من غير أن يكونوا قاتلوا وقتلوا، ولم تفعل ذلك بهم إلا لذكرهم فضلنا وتعظيمهم حقّنا، مخافة أمر لعلك لو لم تقتلهم من قبل أن يفعلوا، أو ماتوا أن يدركوا.
فأبشر يا معاوية بالقصاص، واستيقن بالحساب، واعلم أنّ لله تعالى كتاباً لا يغادر صغيرةً ولا كبيرةً إلا أحصاها، وليس الله بناسٍ لأخذك بالظنّة وقتلك أولياءه على التّهم، ونفيك إياهم من دورهم إلى دار الغربة، وأخذك الناس ببيعة ابنك الغلام الحدث، يشرب الشراب، ويلعب بالكلاب، ما أراك إلا قد خسرت نفسك، وتبرت دينك، وغششت رعيّتك، وسمعت مقالة السفيه الجاهل، وأخفت الورع التقي، والسلام))[2].
إنّ هذه الوثيقة تعدّ من الوثائق المهمة في تعرية النظام الجاهلي لبني سفيان.
وفي نظري فإنّ الإمام أبا عبد الله الحسين عليه السلام بهذه الوثيقة أعلن الثورة على حكم بني سفيان، ومن جانب فإنّ هذه الوثيقة تمثّل رداً على بعض المتقوّلين الذين يَرْمون الإمام عليه السلام بالمهادنة، وبالتقاعس عن مقارعة نظام معاوية، وقد أفصح الإمامعليه السلام فيها عن ماهية نظام معاوية ويزيد فهو بيّن أن معاوية لا يمتلك أيّ مصداقية ويفتقر تماماً إلى الأخلاق، وذلك بقتله صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، واستلحاقه زياداً، ونقضه المواثيق المغلّظة التي أعطاها للإمام الحسن عليه السلام، ثم قتل كل من كان على دين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، وهذا يكفي في إدانةِ معاوية ابن أبي سفيان.
إنّ هذه الوثيقة تحمل المبادئ الأساسية لنهضة الإمام الحسين عليه السلام، ومن جانب تعدّ من الخطط المهمّة في تحرك الإمام عليه السلام ضد الحكم السفياني.
ولعلّ البعض يسأل: ما علاقة هذه الوثيقة بتحرّك الإمام في زمن يزيد وبخطّته.
نقول:
صحيح أنّ هذه الوثيقة صدرت في زمن معاوية، ولكن بما أن يزيد بن معاوية سار على نهج أبيه، وكان الآلة المنفّذة لخططه فإن صلة الوثيقة بخطة الإمام تبدو واضحة.
ومن جانب فإنّ الإمام عليه السلام عَرّى يزيد، وكشف سوءاته التي لا تؤهله لقيادة الأمة.
وهكذا فإنّ الإمام عليه السلام كان يسعى في تحرّكه لفضح النظام الجاهلي، وإظهار مساوئه.
وتعدّ هذه الخطوة مهمة:
أولاً: فكّ الارتباط بين المجتمع وبين يزيد بن معاوية.
ثانياً: نزع الشرعية الدينية التي سعى معاوية جاهداً إلى توفيرها.
ثالثاً: سحب البساط من تحت الموالين للسلطة كي لا يدافعوا عن النظام ويثبطوا الناس من الالتحاق بالنهضة الحسينية.
رابعاً: إنّ التركيز على هدف واضح يعدّ من الخطوات الإستراتيجية لأيّ تحرك، فوضوح الهدف يشدّ الجماهير ويدفعهم إلى التحمّس بشكل متواصل.
خامساً: لقد اعتقد الكثير أن معاوية ابن أبي سفيان يمثّل الشرعية، فلا ينبغي الاعتراض عليه حتى لو ولى أتعس من يزيد، ولكن الوثيقة المهمة التي أعلنها الإمام (صلوات الله عليه) سلبت من معاوية ((الشرعية الدينية))، وبذلك لم يملك معاوية أيّ غطاء شرعي لحكمه، ولقراراته.
سادساً: إنّ تركيز الإمام عليه السلام على فضح الخط السفياني يوفّر للإمام عليه السلام مبرّراً شرعياً لتحركه، ثم يعطيه المرونة في ذلك، فاستطاع الإمام عليه السلام أن يتحرك ويقطع الجسور بين النظام وشرائح مهمة في المجتمع.
فالوليد بن عتبة والي المدينة من قبل النظام السفياني انسحب من الساحة، وكاد أن يقطع العلاقة كلياً مع النظام لولا تهديدات مروان بن الحكم.
فظلّ الوليد يتريّث في أيّ تحرك ضد النهضة الحسينية، وحتى والي مكة فإنه لم يضغط على الإمام عليه السلام ممّا اضطر يزيد بن معاوية لتدبير مؤامرة دنيئة لاغتياله ولو كان متعلقاً بأستار الكعبة.
والمهم أن الإمام عليه السلام من خلال استعراض سوءات النّظام تمكّن من قطع الكثير من جسد الدولة السفيانية فجعلها تئن.
سابعاً: إنّ فضح النظام السفياني جعل الناس تتساءل عن شرعية النظام، وهذه نقطة مهمة.
فقد تساءل الحسن البصري عن شرعية النظام، فأبدى اعتراضاً مهماً، وقال:
((أربع موبقات ارتكبها معاوية لو لم تكن إلا واحد لكفاه موبقة، واحد استلحاقه زياد وقتله حجر.. والرابعة توليه يزيد الخمور والقرود))[3].
إنّ اعتراض الشخصيات يشكّل أهمية خاصة للنهضة، لأنها توفر أرضية بحيث تتمكن من زرع بذور الاعتقاد بها.
واستطاعت نهضة الإمام أبي عبد الله الحسين عليه السلام أن تعمّق القناعة في قلوب الكثير، في عدم شرعية نظام بني سفيان وبعده عن الإسلام، وقد تعمّقت القناعة تباعاً بذلك.
( 2 ) ـــ الحفاظ على كيان النّهضة
فقد حافظ الإمام أبو عبد الله الحسين عليه السلام على كيان النهضة من أيّ اختراق محتمل، وذلك باعتماده عدّة آليات:
الانتقاء
بما أنّ النهضة تمثل مشروعاً استراتيجياً فلابد من الحفاظ عليها، ودرء أيّ محاولة لخرقها، وذلك بانتقاء الشخصيات المؤهلة لحمل المسؤولية.
إن اختيار الإمام عليه السلام لأهل بيته يأتي في هذا الإطار.
جاء في كتاب (حياة الإمام الحسين عليه السلام) للشيخ القرشي:
((وقد أدرك المستشرق الألماني ((ماربين)) تخطيط الإمام الحسين عليه السلام لثورته، فاعتبر أنّ الحسين قد توخى النصر منذ اللحظة الأولى وعلم النصر فيه، فحركة الحسين عليه السلام في خروجه على يزيد كما يقول: إنما كانت عزمة قلب كبير عزّ عليه الإذعان، وعزّ عليه النصر العاجل، فخرج بأهله وذويه ذلك الخروج الذي يبلغ به النصر الآجل بعد موته، ويحي به قضية مخذولة ليس لها بغير ذلك حياة.
لقد أيقن أبو الشهداء عليه السلام أنّ القضية الإسلامية لا يمكن أن تنتصر إلا بفخامة ما يقدّمه من التّضحيات فصمّم بعزم وإيمان على تقديم أروع التضحيات))[4].
لقد أدرك الإمام عليه السلام إنّ أيّ تحرك من قبله سوف يجابه بتحرّك مضاد يتمثل بالاختراق الذي أصبح الآن من أهم الوسائل التي يعتمدها الاستعمار وأذنابه، لذلك فإنّ الإمام أبا عبد الله الحسين عليه السلام انتقى ثلة مؤمنة لا يمكن أن تنطلي عليها حيل النظام، أو تؤخذ على حين غرة، ولقد حاول النظام في البداية اختراق ثورة الإمام عليه السلام حتى يقضي عليها في البداية، إلا أنه فشل، فقد واجه رجالاً أقوى من الجبال.
وقد استمرت محاولات الاختراق حتى آخر لحظة عندما عرض شمر بن ذي الجوشن الأمان على أبي الفضل العباس عليه السلام إلا أنّه خاب بعد أن ألقمه العباس حجراً، فقال أبو الفضل عليه السلام: ((تباً لك ولأمانك أتؤمننا وابن رسول الله لا أمان له))[5].
وقد استعمل الإمام أبو عبد الله عليه السلام طرقاً عديدة لغربلة أصحابه حتى يمكنه من التحرك، وإبعاد أيّ عملية اختراق، فقد أعلن منذ البداية أنّه خرج للإصلاح، وليس لطلب الحكم.
قال الإمام عليه السلام: ((إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدي وأبي، فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق))[6].
فهذا الإعلان أبْعَدَ من له طمع دنيوي يبتغيه من ثورة الإمام عليه السلام، والنفعيون في كل حين ينتظرون الفرص حتى إذا سنحت فإنهم يركبون الموجه ويتلفّعون بثوبها، ثم إذا حقّقوا أهدافهم انسلخوا تماماً عمّا يتقوّلوه.
إنّ هؤلاء لا يهمهم سواءً كانوا مع الشيطان أو مع الإنسان، فالمهم عندهم الدنيا وزهرتها، والإمام (صلوات الله عليه) كشف هؤلاء عندما أعلن مراراً أنه خرج للإصلاح، وأنه مقتول لا محال.
تقول الروايات: أن أهل الدنيا الذين اصطحبوا الإمام كانوا يعدون بالآلاف، ولكن عندما ذكر الإمام أهدافه، ثمّ حدد مصيره تركوه، وانسحبوا إلى دنياهم.
فقال الإمام عليه السلام قولته المشهورة: ((الناس عبيد الدنيا، والدين لعق على ألسنتهم، يحوطونه ما درّت معايشهم، فإذا محّصوا بالبلاء قلّ الديانون))[7].
وهذا عين الواقع فإنّ أهل الدنيا أحاطوا بالإمام عليه السلام، ولكن عندما محّصوا بالبلاء قلّ الديانون، ولكن انسحاب هؤلاء لم يؤخر شيئاً بل زاد أصحاب الإمام عليه السلام بصيرةً واستقامة لأنهم عرفوا نيتهم.
والمطلوب منا نحن المسلمين في هذا الوقت الاهتمام بهذا الموضوع ((الاختراق))، فلابدّ من دراسته، ووضع خطط منيعة تبعد عنا الاختراق.
ومن جملة الخطط:
أولاً: ((معرفة خطط الأعداء)) بالتفصيل، ثم تناط المسؤولية إلى لجنة مختصّة تعمل في الخفاء، وبعيدة عن الأنظار.
ثانياً: تأهيل المؤسسات بكادر مؤمن ومثقف ومختص بخطط العدو.
ثالثاً: تمحيص العاملين واختبارهم بين الحين والآخر.
رابعاً: رفع المستوى المعاشي للأفراد لأنّ العدو يحاول أن ينفذ من خلال ثغرة ((العوز))، فهذه الثغرة تعد من أخطر الثغرات، وتشكل نقطة ضعف سهلة النفوذ.
خامساً: عدم إبراز الخطط الإستراتيجية للمؤسسة، فينبغي على القائمين التمويه، وذلك بعرض عدّة خطط، واعتماد عدّة ((خرائط للعمل)).
إنّ ((مسألة التمويه)) تعد غاية في الأهمية، وقد اعتمدها الرسول الأعظم محمدصلى الله عليه وآله وسلم بشكل واسع في تحرّكاته.
راجع خطته في فتح مكة وخيبر، فإنّ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم أخّر الإمام علياً عليه السلام لعدّة أهداف كل ذلك حتى يموّه على العدو، ويستطيع معرفة خطط اليهود والمنافقين.
سادساً: من الضروري إخفاء بعض الكفاءات وإبعادها عن الأنظار، بل إذا تطلّب الأمر إبعادها نهائياً، إننا نعلم بأنّ هناك ((ستة أنفار)) يخططون لأمريكا ولكن لا نعرف عنهم شيئاً.
ـــــــــــــــــــــــ
[1] طه: ٤٣.
[2] النصائح الكافية: محمد بن عقيل، ص66. صلح الحسن عليه السلام: السيد شرف الدين، ص308. شرح احقاق الحق: السيد المرعشي، ج27/ص171.
[3] تاريخ الطبري: الطبري، ج3/ص358.
[4] الإمام الحسين: العلامة الشيخ باقر شريف القرشي، ج2/ص294 ــ 295. الأعلام: خير الدين الزركلي، ج2/ص243.
[5] الإرشاد: الشيخ المفيد، ج2/ص89. بحار الأنوار: العلامة المجلسي، ج44/ص391. العوالم، الإمام الحسين عليه السلام: الشيخ عبد الله البحراني، ص242.
[6] بحار الأنوار: العلامة المجلسي، ج44/ص330. العوالم، الإمام الحسين عليه السلام: الشيخ عبد الله البحراني، ص179. لواعج الأشجان: السيد محسن الأمين، ص30. حياة الإمام الحسينعليه السلام: الشيخ باقر شريف القرشي، ج2/ص228. كربلاء، الثورة والمأساة: أحمد حسين يعقوب، ص114.
[7] تحف العقول: ابن شعبة الحراني، ص245. بحار الأنوار: العلامة المجلسي، ج44/ص195.
إرسال تعليق