بقلم: السيد عبد الله شبر
قال الله سبحانه: {رِجالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرينَ} [1].
وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «الطهور نصف الإيمان»[2]. وقال[3]: «مفتاح الصلاة الطهور»[4]. وقال[5]: «بني الدين على النظافة»[6]. وقال[7]: «بئس العبد القاذورة»[8].
قال بعض العارفين: ليتفطن ذوو البصائر بهذه الظواهر أن الإيمان إنما يتم بعمارة القلوب والسرائر[9]، وأن المراد بقوله صلى الله عليه وآله وسلم:«الطهور نصف الإيمان»[10] أن عمارة الظاهر بالتطهير والتنظيف بإفاضة الماء نصف الإيمان، والنصف الآخر عمارة الباطن بالأعمال الصالحة والأخلاق الحميدة.
والطهارة لها أربع مراتب:
الأولى: تطهير الظاهر من الأحداث والأخباث والفضلات.
والثانية: تطهير الجوارح من الجرائم والآثام والتبعات.
والثالثة: تطهير القلب من مساوئ الأخلاق ورذائلها.
والرابعة: تطهير السر مما سوى الله جل وعلا، وهي طهارة الأنبياء والصديقين. والطهارة في كل رتبة نصف العمل الذي فيها.
وهذه مقامات الإيمان ، ولكل مقام طبقة، ولن ينال العبد الطبقة العالية إلا أن يتجاوز الطبقة السافلة، فلا يصل إلى طهارة السر مما سوى الله تعالى وعمارته بمعرفة الله وانكشاف جلاله وعظمته سبحانه ما لم يفرغ عن طهارة القلب من الخلق المذموم وعمارته بالمحمود، ولن يصل إلى ذلك من لم يفرغ عن طهارة الجوارح من المناهي وعمارتها بالطاعات والعبادات[11].
ــــــــــــــــ
[1] سورة التوبة/ 108.
[2] عوالي اللئالي، ابن أبي جمهور: 1/ 115، الفصل السابع/ ح33.
[3] أي: "النبي صلى الله عليه وآله وسلم".
[4] تفسير الإمام،الإمام العسكري عليه السلام:521،قصة رؤية إبراهيم عليه السلام ملكوت السموات/ح318.
[5] أي: "النبي صلى الله عليه وآله وسلم".
[6] جامع السعادات، النراقي: 3/ 248، الطهارة.
[7] أي: "النبي صلى الله عليه وآله وسلم".
[8] الجعفريات، الكوفي: 157، باب السنة في حلق الشعر يوم السابع للمولود وغيره.
[9] قال النراقي في جامع السعادات: إن تطهير الظاهر، والجوارح، والقلب، والسر، من النجاسات والمعاصي ورذائل الأخلاق وما سوى الله نصف الإيمان، ونصفه الآخر عمارتها بالنظافة والطاعات ومعالي الأخلاق، والاستغراق في شهود جمال الحق وجلاله.
جامع السعادات، النراقي: 3/ 249، الطهارة.
[10] عوالي اللئالي، ابن أبي جمهور: 1/ 115، الفصل السابع/ ح33.
[11] أنظر: جامع السعادات، النراقي: 3/ 249، الطهارة.
إرسال تعليق