بحث حول: هل كانت العرب تحمل النساء والأطفال إلى الحرب قبل الإسلام؟

بقلم:السيد نبيل الحسني


أول من أشار بقتال النساء في الحرب والهدف في وجودها؟


تفيد بعض النصوص التاريخية قبل الإسلام في تاريخ العرب: إلى أن الحرب التي نشبت بين البكريين والتغلبيين والتي اشتهرت بحرب البسوس وُظفت فيها النساء لتحقيق إنجاز عسكريّ فكان أول من أشار بتوظيف المرأة في المعركة للقتال هو الحارث بن عباد البكري حينما أشار على الحارث بن همام بقتال النساء في الحرب، وذلك حينما التقى الفريقان بعقبة وعلى بني تغلب مهلهل بن ربيعة، وعلى بكر الحارث بن همام بن مرة، فلما تراءى الجمعان قال الحارث بن عباد للحارث بن همام: هل أنت مطيعي فيما آمرك به؟

قال: ما أنا بتارك رأيك إلى ما هو اشر منه.

قال: اعلم أن القوم مستقلون لقومك في السلم، فزادهم جرأة في الحرب فقاتلوهم بالنساء فضلا عن الرجال.

قال الحارث بن همام: وكيف قتال النساء؟

قال: تعمدون إلى كل امرأة لها جلد ونفس فتعطي كل واحدة منهن إدواة وهراوة فإذا صففت أصحابك فصفهن خلفهم فإن ذلك مما يزيد الرجال جلداً وشدة ونشاطاً.

ثم تعلموا بعلامة تعرفها نساؤكم فإذا جرح منكم إنسان في القتال أُمرنَ بسقيه، وإذا مررن من عدوكم بإنسان ضربنه بالخشب فقتلنه، فتحاشدوا لذلك وحلقوا رؤوسهم علامة بينهم وبين نسائهم واستسلموا للموت ولم يبق يومئذ من بكر أحد حضر الوقعة إلا حلق رأسه)[1].

الهدف في وجود النساء في المعركة


فقد ذكرت بعض صفحات حرب البسوس حينما تلاقى البكريون والتغلبيون واجتلد القوم بالسيوف صدر يومهم ذلك ثم (جالت بنو بكر على تغلب فاستهزموا لهم حتى استمكنوا منهم وأخذ برة في تلك الجولة ثم اعترض تغلب كتيبة واحدة تحت راية مهلهل كأنها ركن ثبير فطرحت الأغماد ونادت كليبا كليبا وانصبت جهودها على بكر ضربا بالسيوف على الهام حتى ولت بكر مدبرين واختلف أعناق القتلى وصارت راية المهلهل بين الفئتين لا ترى حوله إلا ضاربا أو مضروبا وشق الخيل شقا ثم من عرفه بكريا قتله، ومن أنكره كف عنه خوف الخطأ.

واعترض عوف بن مالك بن ضبعة البكري بناقته وعليها ظعينته وقومه مدبرون فعقر ناقته وحث التراب في وجوههم وقال: يا لبكر أين النساء والحريم، إن الموت أفضل الطريقين ثم شهر قائم سيفه وزعق بهم وقال: وأيم الله لا يمر بي هارب إلا أذقته القتل الذي هرب منه وكان مسموعا واجتمعت أهل الحميات ونادوا البروك يا لبكر لا خير في بكري لا يبرك يا بكر البرك عند الدرك فبركوا قعودا وصفوا التراس وضموا خيلهم كتيبة واحدة وأصاموها عن الجري قياما وصاح الناس عليهم من حولهم وفي وجوههم يا لبكر الذمار ــ وهي العودة ــ.
وكان مع الفند بن سهل ابنتان له تحضان الناس على القتال، فكشفت إحداهما خمارها وجعلت تقول محرضة لقومها:

وعا وعا جر والجراد والقطا *** وامتلأت منه الحياض والربا
يا حبذا الملوك منا بالضحى
وأقبلت كرمة بنت ضلع بن عبد غنم وهي أم مالك بن زيد فارس بكر تحرض قومها وهي تقول:

إن تقبلوا نعانق *** ونفرش النمارق
وتدهن المفارق
إن تدبروا نفارق *** فراق غير رامق
عرس المولى طالق *** والعار منه لاحق[2]

فكانت النتيجة أن عطفت بكر على تغلب.

إذن: تدل تلك الصفحات التاريخية على أن العرب كانت تحمل النساء إلى المعارك ولكن لا يبدو أن ذلك على وجه العموم؛ إذ ليس جميع من يخرج للحرب كان يحمل عياله إلا أن وجود المرأة كان له أثر مميز في استنهاض همم الرجال ورفع معنوياتهم القتالية فمن شيمة العرب الحمية والاستماتة من أجل صون الحرم.
إلا أن هذا الهدف لم يكن هو السبب والدافع لإخراج الإمام الحسين عليه السلام عياله معه إلى كربلاء وهو المتيقن بمصيره ومصيرهن فشتان بين امرئ يعلم ما يجري عليه وعلى عياله (إذ إن الله شاء أن يراهن سبايا) وبين رجل أخرج عياله كي يحقق بهن عوناً لوجستياً قد يحرز به نصراً.

إخراج المشركين للنساء في حروبهم لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم


لم تنفك العرب من الاعتقاد بضرورة إخراج الظعن ــ أي المرأة سواء أكانت زوجة أم أختاً أم بنتاً ــ إلى دار الحرب لتحقيق أهدافها في حث الرجال على الحمية والتضحية والرجولة التي تأبى أن تضام المرأة وهم أحياء.
ولذا: نجد أن المشركين قد وجدوا ضرورة إخراج المرأة إلى المعركة في حربهم لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ لغرض تحقيق مكاسب عسكرية ــ لم ينالوا منها شيئاً ــ وذلك لاختلاف العقيدة القتالية بين الفئتين، إلا أننا يمكن أن نقف على دور إخراج الظعينة إلى دار الحرب عند العرب من خلال ما يأتي:

أولاً: إخراج النساء إلى معركة أحد


إن المشركين حينما قتل شجعانهم وأشياخهم في معركة بدر الكبرى عزموا على ملاقاة المسلمين في معركة أخرى فكانت من استعداداتهم لهذه المعركة أن أخرجوا نساءهم معهم وكان عدد النساء اللائي خرجن لمعركة أحد (خمس عشرة امرأة)[3].
قال الطبري: (فخرجت قريش بحدها وجدها وأحابيشها ومن معها من بني كنانة وأهل تهامة وخرجوا معهم بالظعن التماس الحفيظة ولئلا يفروا؛ فخرج أبو سفيان بن حرب وهو قائد الناس معه هند بنت عتبة بن ربيعة، وخرج عكرمة بن أبي جهل بن هشام بن المغيرة، بأم حكم بنت الحارث بن هشام بن الحارث، وخرج الحارث بن هشام بفاطمة بنت الوليد بن المغيرة وخرج صفوان بن أمية بن خلف ببرزة ، وقيل ببرة بنت مسعود بن عمرو بن عمير الثقفية وهي أم عبد الله بن صفوان، وخرج عمرو بن العاص بن وائل بريطة بنت منبه بن الحجاج وهي أم عبد الله بن عمرو بن العاص، وخرج طلحة بن أبي طلحة وأبو طلحة عبد الله بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بسلافة بنت سعد بن شهيد وهي أم بني طلحة مسافع والجلاس وكلاب قتلوا يومئذ وأبوهم، وخرجت خناس بنت مالك بن المضرب إحدى نساء بني مالك بن حسل مع ابنها أبي عزيز بن عمير وهي أم مصعب بن عمير، وخرجت عمرة بنت علقمة إحدى نساء بني الحارث بن عبد مناة بن كنانة، وكانت هند بنت عتبة بن ربيعة ــ زوجة أبي سفيان ــ كلما مرت بوحشي أو مر بها قالت إيه أبا دسمة إشف واشتف وكان وحشي يكنى أبا دسمة)[4].
وكانت هند زوجة أبي سفيان قد جمعت هذه النسوة وأخذن يضربن بالدفوف وهي تقول:

نحن بنات طارق *** إن تقبلوا نعانق
ونبسط النمارق *** أو تدبروا نفارق
فراق غير وامق
وتقول أيضا: وقد وقفن خلف الرجال:

ويها بني عبد الدار *** ويها حماة الأدبار
ضربا بكل بتار[5]
ومن الملفت للنظر أن بلاد الشام إلى يومنا هذا ما زالت النساء الشاميات حينما يردن أن ينشدن الأهازيج يبتدئن بـ(ويها) ثم يردفن الأهزوجة؛ ولعل نشوء حكم بني أمية في هذا البلد كان له الأثر الكبير في ثقافة الناس لاسيما وأن هنداً أم معاوية قد حرصت على زرع كثير من السجايا في نفس ولدها معاوية وحفيدها يزيد اللذين حكما المسلمين.
ولعل عداءهما لبني هاشم جعل هذه الثقافة سارية أين ما حل بنو أمية في البلاد سواء أكانوا في الشام أم في الأندلس، هذا العداء الذي تجلى بأول مظاهره في معركة أحد حينما وقفت هند بنت عتبة والنسوة اللاتي معها يمثلن بالقتلى من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يجدعن الآذان والأنوف حتى اتخذت هند من آذان الرجال وأنوفهم خدماً وقلائد وأعطت خدمها وقلائدها وقرطتها وحشيا غلام جبير بن مطعم وبقرت عن كبد حمزة سلام الله عليه فلاكتها فلم تستطع أن تسيغها فلفظتها ثم علت على صخرة مشرفة فصرخت بأعلى صوتها:

نحن جزيناكم بيوم بدر *** والحرب يوم الحرب ذات سعر
ما كان عن عتبة لي من صبر *** أبي وعمي وأخي وصهري
شفيت وحشي غليل صدري *** شفيت نفسي وقضيت نذري
فشكر وحشي علي عمري *** حتى تغيب أعظمي في قبري
قال ابن إسحاق وابن طيفور: فأجابتها هند بنت أثاثة بن المطلب بن عبد مناف:

خزيت في بدر وغير بدر *** يا بنت غدار عظيم الكفر
أفحمك الله غداة الفجر *** بالهاشميين الطوال الزهر
بكل قطاع حسام يفري *** حمزة ليثي وعلي صقري
إذ رام شيب وأبو عذري *** فخضبا منه ضواحي النحر
هتك وحشي حجاب الستر *** ما للبغايا بعدها من فخر[6]
ولقد هجاها حسان بن ثابت قائلا:

أشرت لكاع وكان عادتها *** لؤما إذا أشرت مع الكفر
لعن الاله وزوجها معها *** هند الهنود عظيمة البظر
أخرجت مرقصة إلى أحد *** في القوم مقتبة على بكر
بكر ثقال لا حراك به *** لا عن معاتبة ولا زجر
وعصاك إستك تتقين بها *** دقى العجاية هند بالفهر
قرحت عجيزتها ومشرحها *** من دأبها نصا على القتر
ظلت تداويها زميلتها *** بالماء تنضحه وبالسدر
أخرجت ثائرة مبادرة *** بأبيك وابنك يوم ذي بدر
وبعمك المستوه في ودع *** وأخيك منعفرين في الحفر
ونسيت فاحشة أتيت بها *** يا هند ويحك سبة الدهر
فرجعت صاغرة بلا ترة *** منا ظفرت بها ولا نصر
زعم الولائد أنها ولدت *** ولدا صغيرا كان من عهر[7]
إذن: قدمت النسوة في معركة أُحُد ما اختزنته تلك النفوس من حقد على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبني هاشم ومن آمن به؛ بمعنى: كان الدور الجديد الذي ظهر من وجود الظعينة في معركة أحد هو الكشف عن مكنون نفوس الرجال وما لحق بتلك البيوتات من ضرر كبير في معركة بدر.

ثانيا: إخراج المشركين نساءهم وأولادهم في غزوة حنين


لم يشهد العرب بعد معركة أحد ظهوراً لحمل الظعينة في حرب المشركين لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا في غزوة حنين، وقد امتاز هذا الخروج للظعينة ببعض الامتيازات التي جعلت من هذه الغزوة متفردة من حيث ما شهدته من ظهور للمرأة على طول تاريخ العرب، وهي كالآتي:
1 ــ تُظهر النصوص ــ التي سنعرضها ــ بأن هوزان لم تترك امرأة إلا أخرجتها معها في سيرها لحرب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في غزوة حنين.

2 ــ إخراج الأطفال وحملها إلى دار الحرب.

3 ــ إخراج الأموال من الماشية والإبل والأغنام وغيرها.
مما جعلها ــ بحق ــ تتفرد في هذا الظهور للمرأة في دار الحرب، أما كيف حدث الأمر، فهو كما يرويه المؤرخون: (أن هوازن جمعت له جمعاً كثيرا، فذكر لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن صفوان بن أمية عنده مائة درع فسأله ذلك، فقال: أغصبا يا محمد؟
قال: «لا، ولكن عارية مضمونة».

قال: لا بأس بهذا. فأعطاه.

فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ألفين ــ من مكة ــ وعشرة آلاف كانوا معه، فقال أحد أصحابه: لن نغلب اليوم من قلة. فشق ذلك على رسول الله فأنزل الله سبحانه: {...وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ...}[8].
وأقبل مالك بن عوف النصري فيمن معه من قبائل قيس وثقيف، فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عبد الله بن أبي حدرد عينا فسمع ابن عوف يقول: يا معشر هوازن إنكم أحد العرب وأعدها، وإن هذا الرجل لم يلق قوما يصدقونه القتال، فإذا لقيتموه فاكسروا جفون سيوفكم واحملوا عليه حملة رجل واحد. فأتى ابن أبي حدرد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأخبره فقال عمر: ألا تسمع يا رسول الله ما يقول ابن أبي حدرد؟ فقال: «قد كنت ضالا فهداك الله يا عمر وابن أبي حدرد صادق».
قال الصادق عليه السلام: «وكان مع هوازن دريد بن الصمة، خرجوا به شيخا كبيرا يتيمنون برأيه، فلما نزلوا بأوطاس قال: نعم مجال الخيل لا حزن ضرس، ولا سهل دهس، مالي أسمع رغاء البعير، ونهاق الحمير، وبكاء الصغير؟ قالوا: ساق مالك بن عوف مع الناس أموالهم ونساءهم وذراريهم قال: فأين مالك؟ فدعي مالك له، فأتاه فقال: يا مالك، أصبحت رئيس قومك، وإن هذا يوم كائن له ما بعده من الأيام، ما لي أسمع رغاء البعير، ونهاق الحمير، وبكاء الصغير، وثغاء الشاة؟.
قال: أردت أن أجعل خلف كل رجل أهله وماله ليقاتل عنهم. قال: ويحك لم تصنع شيئا، قدمت بيضة هوازن في نحور الخيل، وهل يرد وجه المنهزم شيء؟! إنها إن كانت لك لم ينفعك إلا رجل بسيفه ورمحه، وإن كانت عليك فضحت في أهلك ومالك.
قال: إنك قد كبرت وكبر عقلك.

فقال دريد: إن كنت قد كبرت فتورث غدا قومك ذلا بتقصير رأيك وعقلك، هذا يوم لم أشهده ولم أغب عنه (ثم قال: حرب عوان يا ليتني فيها جذع أخب فيها وأضع).
قال جابر: فسرنا حتى إذا استقبلنا وادي حنين، كان القوم قد كمنوا في شعاب الوادي ومضائقه، فما راعنا إلا كتائب الرجال بأيديها السيوف والعمد والقني، فشدوا علينا شدة رجل واحد، فانهزم الناس راجعين لا يلوي أحد على أحد، وأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات اليمين، وأحدق ببغلته تسعة من بني عبد المطلب.
وأقبل مالك بن عوف يقول: أروني محمدا، فأروه فحمل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ــ وكان رجلا أهوج ــ فلقيه رجل من المسلمين فالتقيا، فقتله مالك ــ وقيل: إنه أيمن بن أم أيمن ــ ثم أقدم فرسه فأبى أن يقدم نحو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وصاح كلدة بن الحنبل ــ وهو أخو صفوان بن أمية لأمه وصفوان يومئذ مشرك ــ: ألا بطل السحر اليوم، فقال صفوان: اسكت فض الله فاك، فو الله لأن يربني رجل من قريش أحب إلي من أن يربني رجل من هوازن.
قال محمد بن إسحاق: وقال شيبة بن عثمان بن أبي طلحة أخو بني عبد الدار: اليوم أدرك ثاري ــ وكان أبوه قتل يوم أحد ــ اليوم أقتل محمدا، قال: فأدرت برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأقتله فأقبل شيء حتى تغشى فؤادي، فلم أطق ذلك، فعرفت أنه ممنوع.
وروى عكرمة عن شيبة قال: لما رأيت رسول الله يوم حنين قد عري ذكرت أبي وعمي وقتل علي وحمزة إياهما، فقلت: أدرك ثاري اليوم من محمد، فذهبت لأجيئه عن يمينه، فإذا أنا بالعباس بن عبد المطلب قائما عليه درع بيضاء كأنها فضة يكشف عنها العجاج، فقلت: عمه ولن يخذله، ثم جئته عن يساره، فإذا أنا بأبي سفيان بن الحرث بن عبد المطلب، فقلت: ابن عمه ولن يخذله، ثم جئته من خلفه، فلم يبق إلا أن أسوره سورة بالسيف إذ رفع لي شواظ من نار بيني وبينه كأنه برق، فخفت أن يمحشني فوضعت يدي على بصري ومشيت القهقرى، والتفت رسول الله وقال: «يا شيب ادن مني، اللهم اذهب عنه الشيطان».

قال: فرفعت إليه بصري ولهو أحب إلي من سمعي وبصري، وقال: «يا شيب قاتل الكفار».
وعن موسى بن عقبة قال: قام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الركابين وهو على البغلة فرفع يديه إلى الله يدعو ويقول: «اللهم إني أنشدك ما وعدتني، اللهم لا ينبغي لهم أن يظهروا علينا». ونادى أصحابه وذمرهم: «يا أصحاب البيعة يوم الحديبية الله الله الكرة على نبيكم».
وقيل: إنه قال: «يا أنصار الله وأنصار رسوله ، يا بني الخزرج». وأمر العباس بن عبد المطلب فنادى في القوم بذلك، فأقبل إليه أصحابه سراعا يبتدرون. وروي: أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الآن حمي الوطيس، أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب».
قال سلمة بن الأكوع: نزل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن البغلة ثم قبض قبضة من تراب، ثم استقبل به وجوههم وقال:«شاهت الوجوه فما خلي الله منهم إنسانا إلا ملأ عينيه ترابا بتلك القبضة فولوا مدبرين، واتبعهم المسلمون فقتلوهم، وغنمهم الله نساءهم وذراريهم وشاءهم وأموالهم».
وفر مالك بن عوف حتى دخل حصن الطائف في ناس من أشراف قومهم، وأسلم عند ذلك كثير من أهل مكة حين رأوا نصر الله وإعزاز دينه، قال أبان: وحدثني محمد بن الحسن بن زياد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «سبى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم حنين أربعة آلاف رأس واثني عشر ألف ناقة، سوى ما لا يعلم من الغنائم وخلف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الأنفال والأموال والسبايا بالجعرانة وافترق المشركون فرقتين، فأخذت الأعراب ومن تبعهم أوطاس، وأخذت ثقيف ومن تبعهم الطائف، وبعث رسول الله أبا عامر الأشعري إلى أوطاس فقاتل حتى قتل، فأخذ أبو موسى الأشعري ــ وهو ابن عمه ــ فقاتل بها حتى فتح عليه»)[9].
إذن: كان الغرض من إخراج النساء إلى المعركة في غزوة حنين عند العرب المشركين هو ما صرح به مالك بن عوف قائلا: أردت أن أجعل خلف كل رجل أهله وما له ليقاتل عنهم، أي استخدام المرأة لخلق العقيدة القتالية كي يضمن بذلك النصر.
إلا أن هذا الأمر لم يكن ذا أهمية لدى سيد شباب أهل الجنة فالعقيدة القتالية مرتكزة على مجموعة من المبادئ السماوية منذ آدم وحتى المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم: «لن تشذ عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لحمته».
وقوله:«إني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما».
وقوله:«ألا وإن الدعي بن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة يأبى الله لنا ذلك ورسوله وحجور طابت وطهرت».
ومن ثم لا يشكل وجود المرأة في يوم عاشوراء العقيدة القتالية لدى سيد شباب أهل الجنة أو أهل بيته فسواء كان لعياله وجود أو لم يكن فالإمام الحسين عليه السلام في ساحة المعركة هو ذاك لا يحتاج في مبادئه الرسالية وعقيدته القتالية إلى وجود المرأة.

هل قام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بإخراج عياله إلى الحرب أو أجاز ذلك لأصحابه


تدل النصوص على أن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم كان يجيز حمل النساء إلى أرض المعركة، بل قام هو بذلك؛ فقد أخرج عائشة في بعض حروبه ــ كما سيمر بيانه ــ ولقد تحدث ابن إسحاق عن وجود صفية بنت عبد المطلب مع ولدها الزبير في معركة أحد، فقال: (وأقبلت فيما بلغني صفية بنت عبد المطلب لتنظر إلى حمزة وكان أخاها لأبيها وأمها فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لابنها الزبير بن العوام: «ألقها فأرجعها لا ترى ما بأخيها».

فلقيها الزبير فقال لها: يا أمه إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يأمرك أن ترجعي، فقالت: ولم، ولقد بلغني أنه مُثل بأخي وذلك في الله قليل فما أرضانا بما كان من ذلك لاحتسبن ولأصبرن إن شاء الله.
فلما جاء الزبير رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأخبره بذلك قال: «خل سبيلها». فأتته فنظرت إليه، وصلت عليه، واسترجعت، واستغفرت له، ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم به فدفن)[10].
ويكشف هذا النص التاريخي عن وجود صفية بنت عبد المطلب مع ولدها في معركة أحد مما يدلل على أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم ينهَ عن ذلك. بل لقد روت مصادر الحديث أن المسلمين كانوا يحملون عيالهم في خروجهم مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهي كالآتي:
1ــ روى البخاري عن الربيع بنت معوذ ما يدل على إخراج النساء إلى المعركة لتأدية بعض الأعمال فقالت: (كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فنسقي القوم ونخدمهم ونرد القتلى والجرحى إلى المدينة)[11].
2ــ ولقد قام رسول الله بحمل عائشة معه في إحدى غزواته، وقد أفرد البخاري لهذه الحادثة باباً بعنوان حمل الرجل امرأته في الغزو[12]، وفيها حدثت قصة الإفك وهي مفصلة في كتب الحديث والتاريخ فمن أرادها فليعد إلى مظانها.
3ــ عن معمر عن الزهري، قال: (كان النساء يشهدن مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم المشاهد ويسقين المقاتلة ويداوين الجرحى)[13].
4ــ روى أبو داود، عن حشرج بن زياد، عن جدته أم أبيه، أنها خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في غزوة خيبر سادس ست نسوة، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فبعث إلينا، فجئنا فرأينا فيه الغضب فقال: «مع من خرجتن وبإذن من خرجتن؟»، قلنا: يا رسول الله، خرجنا نغزل الشعر، ونعين به في سبيل الله، ومعنا دواء الجرحى، ونناول السهام، ونسقي السويق. فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «قمن». حتى إذا فتح الله عليه خيبر أسهم لنا كل أسهم للرجال، قال فقلت لها: يا جدة وما كان ذلك؟ قالت: تمرا)[14].
5ــ روى ابن أبي الحديد عن الواقدي في خروج نسيبة بنت كعب أم عمارة إلى معركة أحد وكيفية قتالها ودورها المتميز فقال: (كعب أم عمارة بن غزية بن عمرو قد شهدت أحدا، وزوجها غزية وابناها عمارة بن غزية وعبد الله بن زيد، وخرجت ومعها شن لها في أول النهار تريد تسقي الجرحى، فقاتلت يومئذ وأبلت بلاء حسنا، فجرحت اثني عشر جرحا بين طعنة برمح أو ضربة بسيف، فكانت أم سعد بنت سعد بن الربيع تحدث، فتقول: دخلت عليها، فقالت لها: يا خالة، حدثيني خبرك، فقالت: خرجت أول النهار إلى أحد، وأنا أنظر ما يصنع الناس، ومعي سقاء فيه ماء، فانتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم وهو في الصحابة والدولة والريح للمسلمين، فلما انهزم المسلمون، انحزت إلى رسول الله صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم، فجعلت أباشر القتال، وأذب عن رسول الله صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم بالسيف، وأرمي بالقوس، حتى خلصت إلى الجراح.

فرأيت على عاتقها جرحا أجوف له غور، فقلت: يا أم عمارة، من أصابك بهذا قالت: أقبل ابن قميئة، وقد ولى الناس عن رسول الله صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم يصيح دلوني على محمد، لا نجوت إن نجا فاعترض له مصعب بن عمير وناس معه، فكنت فيهم، فضربني هذه الضربة، ولقد ضربته على ذلك ضربات، ولكن عدو الله كان عليه درعان.
فقالت لها: يدك ما أصابها؟ قالت: أصيبت يوم اليمامة، لما جعلت الاعراب تنهزم بالناس، نادت الأنصار: أخلصونا. فأخلصت الأنصار، فكنت معهم، حتى انتهينا إلى حديقة الموت، فاقتتلنا عليها ساعة، حتى قتل أبو دجانة على باب الحديقة، ودخلتها وأنا أريد عدو الله مسيلمة، فيعرض لي رجل، فضرب يدي فقطعها، فوالله ما كانت ناهية، ولا عرجت عليها، حتى وقفت على الخبيث مقتولا، وابني عبد الله بن يزيد المازني يمسح سيفه بثيابه، فقلت: أقتلته قال: نعم، فسجدت شكرا لله عز وجل وانصرفت.
قال الواقدي: وكان ضمرة بن سعيد يحدث عن جدته، وكانت قد شهدت أحدا تسقي الماء، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم يقول يومئذ: «لمقام نسيبة بنت كعب اليوم خير من مقام فلان وفلان».
وكان يراها يومئذ تقاتل أشد القتال، وإنها لحاجزة ثوبها على وسطها، حتى جرحت ثلاثة عشر جرحا. [قلت: ليت الراوي لم يكنَّ هذه الكناية، وكان يذكرهما باسمهما حتى لا تترامى الظنون إلى أمور مشتبهة ومن أمانة المحدث أن يذكر الحديث على وجهه ولا يكتم منه شيئا، فما باله كتم اسم هذين الرجلين].
قال: فلما حضرت نسيبة الوفاة، كنت فيمن غسلها فعددت جراحها جرحا جرحا فوجدتها ثلاثة عشر، وكانت تقول إني لأنظر إلى ابن قميئة وهو يضربها على عاتقها ــ وكان أعظم جراحها ، لقد داوته سنة ــ ثم نادى منادي النبي صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم بعد انقضاء أحد: إلى حمراء الأسد فشدت عليها ثيابها، فما استطاعت من نزف الدم، ولقد مكثنا ليلتنا نكمد الجراح، حتى أصبحنا، فلما رجع رسول الله من حمراء الأسد، لم يصل إلى بيته حتى أرسل إليها عبد الله بن كعب المازني يسأل عنها، فرجع إليه فأخبره بسلامتها، فسر بذلك.
قال الواقدي: وحدثني عبد الجبار بن عمارة بن غزية، قال: قالت أم عمارة: لقد رأيتني وانكشف الناس عن رسول الله صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم فما بقي إلا نفير ما يتمون عشرة، وأنا وأبنائي وزوجي بين يديه نذب عنه، والناس يمرون عنه منهزمين، فرآني ولا ترس معي، ورأى رجلا موليا معه ترس، فقال يا صاحب الترس، ألق ترسك إلى من يقاتل. فألقى ترسه فأخذته، فجعلت أترس به على النبي صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم، وإنما فعل بنا الأفاعيل أصحاب الخيل، ولو كانوا رجّالة مثلنا أصبناهم، فيقبل رجل على فرس، فضربني وترست له، فلم يصنع سيفه شيئا، وولى وأضرب عرقوب فرسه، فوقع على ظهره، فجعل النبي صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم يصيح: «يا بن عمارة، أمك، أمك». قالت فعاونني عليه حتى أوردته شعوب.
قال الواقدي: وحدثني ابن أبي سبرة، عن عمرو بن يحيى، عن أبيه، عن عبد الله بن زيد المازني، قال: جرحت جرحا في عضدي اليسرى، ضربني رجل كأنه الرقل ولم يعرج علي، ومضى عني، وجعل الدم لا يرقأ، فقال رسول الله صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم أعصب جرحك، فتقبل أمي إلي، ومعها عصائب في حقويها قد أعدتها للجراح، فربطت جرحي والنبي صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم واقف ينظر، ثم قالت انهض يا بني، فضارب القوم، فجعل رسول الله صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم يقول: «ومن يطيق ما تطيقين يا أم عمارة».
قالت: وأقبل الرجل الذي ضربني، فقال رسول الله صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم: هذا ضارب ابنك، فاعترضت أمي له، فضربت ساقه، فبرك، فرأيت النبي صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم تبسم حتى بدت نواجذه، ثم قال: «استقدت يا أم عمارة».
ثم أقبلنا نعلوه بالسلاح حتى أتينا على نفسه، فقال النبي صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم: الحمد لله الذي ظفرك وأقر عينك من عدوك، وأراك ثأرك بعينك.
قال الواقدي: وروى موسى بن ضمرة بن سعيد، عن أبيه، قال: أتى عمر ابن الخطاب في أيام خلافته بمروط كان فيها مرط واسع جيد، فقال بعضهم إن هذا المرط بثمن كذا، فلو أرسلت به إلى زوجة عبد الله بن عمر صفية بنت أبي عبيد، وذلك حدثان ما دخلت على ابن عمر، فقال بل أبعث به إلى من هو أحق منها، أم عمارة نسيبة بنت كعب سمعت رسول الله صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم يوم أحد يقول: ما التفت يمينا وشمالا إلا وأنا أراها تقاتل دوني.
قال الواقدي: وروى مروان بن سعيد بن المعلى، قال: قيل لام عمارة يا أم عمارة، هل كن نساء قريش يومئذ يقاتلن مع أزواجهن فقالت: أعوذ بالله، لا والله ما رأيت امرأة منهن رمت بسهم ولا حجر، ولكن رأيت معهن الدفاف والأكبار يضربن ويذكرن القوم قتلى بدر، ومعهن مكاحل ومراود، فكلما ولى رجل أو تكعكع ناولته إحداهن مرودا ومكحلة، ويقلن إنما أنت امرأة، ولقد رأيتهن ولين منهزمات مشمرات، ولها عنهن الرجال أصحاب الخيل، ونجوا على متون خيلهم، وجعلن يتبعن الرجال على أقدامهن، فجعلن يسقطن في الطريق، ولقد رأيت هندا بنت عتبة، وكانت امرأة ثقيلة، ولها خلق، قاعدة خاشية من الخيل، ما بها مشي، ومعها امرأة أخرى، حتى كثر القوم علينا، فأصابوا منا ما أصابوا، فعند الله نحتسب ما أصابنا يومئذ من قبل الرماة ومعصيتهم لرسول الله صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم.
قال الواقدي: وحدثني ابن أبي سبرة، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي صعصعة، عن الحارث بن عبد الله، قال: سمعت عبد الله بن زيد بن عاصم، يقول: شهدت أحداً مع رسول الله صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم، فلما تفرق الناس عنه، دنوت منه، وأمي تذب عنه، فقال: «يا بن عمارة». قلت نعم، قال:«إرم».
فرميت بين يديه رجلا من المشركين بحجر، وهو على فرس، فأصيبت عين الفرس، فاضطرب الفرس حتى وقع هو وصاحبه، وجعلت أعوله بالحجارة، حتى نضدت عليه منها وقرا، والنبي صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم ينظر إلي ويتبسم، فنظر إلى جرح بأمي على عاتقها، فقال: أمك أمك أعصب جرحها، بارك الله عليكم من أهل بيت لمقام أمك خير من مقام فلان وفلان».
ومقام ربيبك ــ يعنى زوج أمه ــ خير من مقام فلان، رحمكم الله من أهل بيت فقالت: أمي ادع لنا الله يا رسول الله أن نرافقك في الجنة. فقال: «اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة»)[15].
إخراج النساء في قتال الإمام علي (عليه السلام) للناكثين والقاسطين والمارقين
إن أشهر ظهور للمرأة في حروب الإمام علي عليه السلام، هي حرب الجمل في قتاله عليه السلام للناكثين والتي خاضتها عائشة زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حربها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ولقد كانت على جمل أدبب اتخذت الحرب أسمها منه؛ حتى سقط فيها قتلى كثيرون.
ولقد صرّح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بخروج عائشة إلى حرب أمير المؤمنين عليه السلام في جملة من الأحاديث التي تكشف عن حقيقة مؤلمة تركت آثارها على العقيدة الإسلام إلى يومنا هذا ولا أظنها تنتهي لاسيما وأن عائشة قد خرجت لحرب من كان حبه عنوان صحيفة المؤمن وأن بغضه نفاق كما هو ثابت في صحاح المسلمين على اختلاف مشاربهم الفقهية.
1 ــ فقد أخرج أحمد في المسند، عن قيس بن أبي حازم عن عائشة قالت: (لما أتت على الحوأب سمعت نباح الكلاب فقالت: ما أظنني إلا راجعة، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لنا: «أيتكن ينبح عليها كلاب الحوأب». فقال لها الزبير: ترجعين! عسى الله عزّ وجل يصلح بك بين الناس)[16].
2 ــ روى البزاز والهيثمي، عن ابن عباس قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لنسائه: «ليت شعري أيتكن صاحبة الجمل الأدبب، تخرج فينبحها كلاب الحوأب، يقتل عن يمينها وعن يسارها قتلى كثير، ثم تنجو بعد ما كادت»[17].
وبهذا يثبت جليا ان العرب قبل الإسلام وبعده قد اعتادت على إخراج النساء والعيال والأطفال معها في حروبها وغزواتها لأهداف وغايات اتضحت آنفا.


ـــــــــــــــــ
[1] تاريخ الحروب العربية لسلمان الصفواني: ص121.
[2] المصدر السابق نفسه.
[3] تاريخ الطبري: ج2، ص190.
[4] تاريخ الطبري: ج2، ص188.
[5] تاريخ الطبري: ج2، ص195.
[6] السيرة النبوية لابن هشام: ج3، ص608. بلاغات النساء لابن طيفور: ص28؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج15، ص14. تفسير القرطبي: ج4، ص188. البداية والنهاية لابن كثير: ج4، ص42؛ عيون الأثر لابن سيد الناس: ج1، ص424.
[7] تاريخ الطبري: ج2، ص205.
[8] سورة التوبة، الآية: 25.
[9] إعلام الورى بأعلام الهدى للشيخ الطبرسي: ج1، ص228 ــ 233. المناقب لابن شهر آشوب: ج1، ص181؛ تفسير السمعاني: ج2، ص298؛ الطبقات الكبرى لابن سعد: ج2، ص149 ــ 155.
[10] تاريخ الطبري: ج2، ص208.
[11] صحيح البخاري: كتاب الجهاد، باب: حمل النساء القرب إلى الناس في الغزو، وباب: رد النساء الجرحى: ج3، ص222.
[12] صحيح البخاري: كتاب الجهاد والسير، ج3، ص221.
[13] فتح الباري لابن حجر: ج6، ص58.
[14] سنن أبي داود: ج1، ص620.
[15] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي: ج14، ص 365 ــ 369.
[16] مسند أحمد بن حنبل: حديث السيدة عائشة، ج6، ص97؛ المستدرك للحاكم النيسابوري: ج3، ص120.
[17] مجمع الزوائد: ج7، ص234؛ فتح الباري لابن حجر: ج13، ص45.

إرسال تعليق