شذرات من حقوق الأقارب والرحم



قال الله تعالى: ((وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسٰاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحامَ إِنَّ اللّهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا))([1]).
ففي الحسن عن الصادق قال: هي أرحام الناس، إن الله تعالى([2]) أمر بصلتها وعظمها، ألا ترى أنه جعلها منه([3]).([4])

وفي الموثق عنه عليه السلام([5]) أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله أهل بيتي أبوا إلا توثباً علي وقطيعة لي وشتيمة، فأرفضهم. فقال: إذاً يرفضكم الله جميعاً. قال: كيف أصنع؟ قال: تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك، فإنك إذا فعلت ذلك كان لك من الله عليهم ظهير([6]).

وعنه عليه السلام([7]) قال: ما نعلم شيئاً يزيد في العمر إلا صلة الرحم، حتى إن الرجل يكون أجله ثلاث سنين فيكون وصولاً للرحم فيزيد الله في عمره ثلاثين سنة فيجعلها ثلاثاً وثلاثين سنة، ويكون أجله ثلاثاً وثلاثين سنة فيكون قاطعاً لرحمه([8]) فينقصه الله ثلاثين سنة ويجعل أجله إلى ثلاث سنين([9]).

وعن الباقر عليه السلام قال: صلة الأرحام تزكي الأعمال وتنمي الأموال وتدفع البلوى وتيسر الحساب وتنسئ في الأجل([10]).

وعنه عليه السلام([11]) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أوصي الشاهد من أمتي والغائب منهم ومن في أصلاب الرجال وأرحام النساء إلى يوم القيامة أن يصل الرحم، وإن كان منه على مسيرة سنة، فإن ذلك من الدين([12]).

وعنه عليه السلام([13]) قال: إن الرحم متعلقة يوم القيامة بالعرش تقول: صل([14]) من وصلني واقطع من قطعني([15]).

قال الشهيد الثاني رحمه الله: الرحم هو القريب المعروف بالنسب وإن بعدت لحمته وجاز نكاحه بالنص والإجماع([16]).




([1]) سورة النساء/ 1.
([2]) ليس في العياشي: "تعالى".
([3]) في العياشي: "معه"  بدل "منه".
([4]) تفسير العياشي، العياشي: 1/ 217، تفسير سورة النساء/ ح9.
([5]) أي: "الإمام الصادق عليه السلام".
([6]) أنظر: الكافي، الكليني: 2/ 150، كتاب  الإيمان والكفر، باب صلة الرحم/ ح2.
([7]) أي: "الإمام الصادق عليه السلام".
([8]) في الكافي: "قاطعا للرحم".
([9]) الكافي، الكليني: 2/ 152 ـ 153، كتاب الإيمان والكفر، باب صلة الرحم/ ح17.
([10]) تحف العقول، الحراني: 299، ما روي عن الإمام الباقر عليه السلام في قصار المعاني.
([11]) أي: "الإمام الباقر عليه السلام".
([12]) عدة الداعي، ابن فهد الحلي: 90، القسم السادس ما يرجع إلى الفعل كأعقاب الصلاة. وأورده الكليني  والطبرسي عن الإمام الباقر عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم باختلاف كلمة وهي: "وإن كانت منه" بدل "وإن كان منه". الكافي، الكليني: 2/151، كتاب الإيمان والكفر، باب صلة الرحم / ح 5 . مشكاة الأنوار، الطبرسي: 165، الفصل الخامس عشر في صلة الرحم.
([13]) أي: «الإمام الباقر عليه السلام».
([14]) في الوسائل: "اللهم صل".
([15]) وسائل الشيعة، الحر العاملي: 21/ 535، كتاب النكاح، أبواب النفقات، باب 17 استحباب صلة الأرحام/ ح7.
([16]) مسالك الأفهام، الشهيد الثاني: 6/ 31، لا رجوع مع تلف العين. وقال الشهيد الثاني في ذيل وصفه الرحم: "وهو موضع نص و وفاق".

إرسال تعليق