بقلم: السيد عبد الله شبر
روي عن
الباقر عليه السلام قال: قام رجل بالبصرة فقال: يا أمير المؤمنين اخبرنا عن
الإخوان؟ فقال عليه السلام: الإخوان صنفان: إخوان الثقة، وإخوان المكاشرة. فأما
إخوان الثقة فهم الكهف والجناح والأهل والمال، فإذا كنت من أخيك على حد الثقة
فابذل له مالك وبدنك وصاف من صافاه وعاد من عاداه واكتم سره وعيبه وأظهر منه
الحسن، واعلم أيها السائل أنهم أقل من الكبريت الأحمر([1]).
وأما إخوان المكاشرة فإنك تصيب لذتك منهم فلا تقطعن ذلك منهم، ولا تطلبن ما وراء
ذلك عن ضميرهم، وابذل لهم ما بذلوا من طلاقة الوجه وحلاوة اللسان([2]).
وعن الصادق عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه
السلام: لا عليك أن تصحب ذا العقل، وإن
لم تحمد كرمه، ولكن انتفع بعقله واحترس من سيئ أخلاقه، ولا تدعن صحبة الكريم فإن([3]) لم تنتفع بعقله ولكن انتفع بكرمه بعقلك وفرّ([4]) كل الفرار من اللئيم الأحمق([5]).
وقال الصادق عليه السلام: عليك بالتلاد([6])، وإياك وكل محدث لا عهد له ولا أمان ولا ذمة ولا ميثاق،
وكن على حذر من أوثق الناس في نفسك، فإن الناس أعداء النعم([7]).
وفي رواية أخرى عنه عليه
السلام([8]): لا تكون الصداقة إلا بحدودها، فمن كانت فيه هذه الحدود
أو شيء منها فانسبه إلى الصداقة، ومن لم يكن فيه شيء منها فلا تنسبه إلى شيء من
الصداقة: فأولها أن تكون سريرته وعلانيته لك واحدة، والثانية أن يرى زينك زينه
وشينك شينه، والثالثة أن لا تغيره([9]) عليك ولاية ولا مال، والرابعة أن لا يمنعك شيئاً تناله
مقدرته، والخامسة ــ وهي تجمع هذه الخصال- أن لا يسلمك عند النكبات([10]).
وفي مصباح الشريعة:
قال الصادق عليه
السلام:
قد قل ثلاثة أشياء في كل زمان: الإخاء في الله، والزوجة الصالحة الأليفة في دين
الله، والولد الرشيد. ومن أصاب أحد الثلاثة فقد أصاب خير الدارين والحظ الأوفر في
الدنيا. واحذر أن تؤاخي من أرادك لطمع أو خوف أو قتل أو أكل أو شرب، واطلب مؤاخاة
الأتقياء وفي ظلمات الأرض ولو أفنيت عمرك في طلبهم، فإن الله عزّوجل لم يخلق على
وجه الأرض أفضل منهم بعد النبيين، وما أنعم الله على العبد بمثل ما أنعم به من
التوفيق لصحبتهم. قال الله تعالى: ((الأَخِلاّء يَوْمَئِذٍ
بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاّ الْمُتَّقِينَ))([11]).([12])
إرسال تعليق