بقلم: الشيخ وسام البلداوي
أغلب من تورط في دم الإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه في يوم عاشوراء، كان قد تورط قبل ذلك في دم ابن عمه مسلم بن عقيل عليه السلام، وكان الشمر بن ذي الجوشن لعنه الله من هؤلاء الذين تورطوا وشاركوا مشاركة فاعلة في تخذيل الناس عن نصرة مسلم بن عقيل عليه السلام الأمر الذي أدى إلى تركه وحيدا ثم القبض عليه من قبل أنصار ابن مرجانة لعنه الله ثم استشهاده عليه السلام، والمصادر التاريخية قد نقلت مجموعة كبيرة من الأحداث التي رافقت وجود مسلم بن عقيل عليه السلام في الكوفة، والتي كان للشمر لعنه الله دور فاعل فيها، وفيما يأتي جملة من تلك النصوص المنقولة.
1: قال ابن الأثير: (فدعا ابن زياد كثير بن شهاب الحارثي وأمره أن يخرج فيمن أطاعه من مذحج فيسير ويخذل الناس عن ابن عقيل ويخوفهم وأمر محمد بن الأشعث أن يخرج فيمن أطاعه من كندة وحضرموت فيرفع راية أمان لمن جاءه من الناس وقال مثل ذلك للقعقاع بن شور الذهلي وشبث بن ربعي التميمي وحجار بن أبجر العجلي وشمر بن ذي الجوشن الضبابي وترك وجوه الناس عنده استئناسا بهم لقلة عدد من معه. وخرج أولئك النفر يخذلون النفر وأمر عبيد الله من عنده من الأشراف أن يشرفوا على الناس من القصر فيمنوا أهل الطاعة ويخوفوا أهل الطاعة ففعلوا فلما سمع الناس مقالة أشرافهم أخذوا يتفرقون حتى أن المرأة تأتي ابنها وأخاها وتقول انصرف الناس يكفونك ويفعل الرجل مثل ذلك فما زالوا يتفرقون حتى بقي ابن عقيل في المسجد في ثلاثين رجلا)[1].
2: وقال الطبري: (ودعا عبيد الله كثير بن شهاب بن الحصين الحارثي فأمره أن يخرج فيمن أطاعه من مذحج فيسير بالكوفة ويخذل الناس عن ابن عقيل ويخوفهم الحرب ويحذرهم عقوبة السلطان وأمر محمد بن الأشعث أن يخرج فيمن أطاعه من كندة وحضرموت فيرفع راية أمان لمن جاءه من الناس وقال مثل ذلك للقعقاع بن شور الذهلي وشبث بن ربعي التميمي وحجار بن أبجر العجلي وشمر بن ذي الجوشن العامري وحبس سائر وجوه الناس عنده استيحاشا إليهم لقلة عدد من معه من الناس)[2].
3: وقال الدينوري في الاخبار الطوال: (وقال عبيد الله بن زياد لمن كان عنده من أشراف أهل الكوفة: ليشرف كل رجل منكم في ناحية من السور، فخوفوا القوم. فأشرف كثير بن شهاب، ومحمد بن الأشعث، والقعقاع بن شور، وشبث بن ربعي، وحجار بن أبجر، وشمر بن ذي الجوشن، فتنادوا: يا أهل الكوفة، اتقوا الله ولا تستعجلوا الفتنة، ولا تشقوا عصا هذه الأمة، ولا توردوا على أنفسكم خيول الشام، فقد ذقتموهم، وجربتم شوكتهم. فلما سمع أصحاب مسلم مقالتهم فتروا بعض الفتور)[3].
ــــــــــــــــ
[1] الكامل في التاريخ لابن الأثير ج 4 ص 31.
[2] تاريخ الطبري ج4 ص276.
[3] الأخبار الطوال للدينوري ص 239.
إرسال تعليق