بقلم: السيد عبد الله شبر، تحقيق شعبة التحقيق في قسم الشؤون الفكرية
الأول: في ذمها، قال تعالى: ((وَلا يَغْتَب بَعْضُكُم بَعْضا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتا فَكَرِهْتُمُوهُ)) [1].
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: من مشى في
غيبة أخيه وكشف عورته كانت أول خطوة خطاها وصفها في جهنم[2] وكشف الله
عورته على رؤوس الخلائق، ومن اغتاب مسلماً بطل صومه ونقض وضوؤه، فإن مات
وهو كذلك مات وهو مستحل لما حرم الله[3].
وعن الصادق عليه السلام قال: قال رسول الله[4] الغيبة أسرع في دين الرجل المسلم من الآكلة في جوفه[5].
وقال عليه السلام[6]: من قال في مؤمن ما رأته عيناه وسمعته أذناه فهو من الذين قال الله عزّوجل: ((إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ)) [7].[8]
وقال عليه السلام[9]: من روى على مؤمن رواية يريد بها شينه وهدم مروته ليسقط عن أعين الناس أخرجه الله من ولايته إلى ولاية الشيطان فلا يقبله الشيطان[10].
وقال عليه السلام[11]: الغيبة حرام على كل مسلم، وإنها لتأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب[12].
الثاني: في بيان معناها. قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: هل تدرون ما الغيبة، قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: ذكرك أخاك بما يكره. قيل:أرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال:إن كان له ما تقول فقد اغتبته،فإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته[13].
وعن الصادق عليه السلام: هو أن تقول لأخيك في دينه ما لم يفعل، وتثبّت عليه أمراً قد ستره الله عليه[14].
وفي رواية أخرى: الغيبة أن تقول في أخيك ما ستر الله عليه، وأما الأمر الظاهر فيه ــ مثل الحدة والعجلة ــ فلا[15].
واعلم أن الغيبة غير مقصورة على اللسان، بل تكون بالقول والكتابة والإشارة والإيماء[16] والغمز[17] والحركة وكل ما يفهم المقصود. وقد قيل: «إن القلم أحد اللسانين»[18].
وروي عن عائشة[19] قالت: دخلت علينا امرأة فلما ولت أومأت بيدي (أي قصيرة) فقال[20] صلى الله عليه وآله وسلم: قد[21] اغتبتيها[22].
ومن أقسامها أن يذكر عنده إنسان فيقول: الحمد لله الذي لم يبتلنا بطلب الدنيا وحب الجاه ونحو ذلك، فهو جمع بين رياء وغيبة.
الثالث: في الأسباب الباعثة على الغيبة، وهي أمور: منها تشفي الغيظ بذكر مساوئ عدوه، ومنها موافقة الأقران ومساعدتهم في التفكه في أعراض الناس[23] حتى لا يستثقلوه ولا ينفروا عنه، ومنها العدد كقوله إن أكلت حراماً ففلان وفلان يأكله وإن فعلت كذا ففلان فعل ونحوه، ومنها الاستشعار من إنسان أنه سيقصده بطول لسانه فيه فيقدح في حاله حتى يسقط أثر شهادته، ومنها أن ينسب إلى شيء فيريد أن يبرأ منه بذكر الذي فعله, ومنها إرادة أن يرفع نفسه بنقص غيره بأن يقول فلان جاهل وفهمه ركيك وغرضه أنه أفضل منه، ومنها الحسد له بأن يريد زوال نعمة إكرام الناس له والثناء عليه بذكر عيوبه، ومنها اللعب والهزل والمطايبة فيذكر غيره حتى يضحك الناس، ومنها السخرية والاستهزاء استحقاراً له فإن ذلك قد يجري في الحضور فيجري أيضاً في الغيبة، ومنها التعجب من المنكر كأن يقول ما أعجب ما رأيت من فلان كذا وكذا، ومنها الرحمة وهو أن يغتم بسبب ما ابتلي به، ومنها الغضب لله على منكر فعله فيذكره في غيابه، وكان ينبغي له في الثلاثة الأخيرة لو كان مخلصاً فيها أن لا يذكر الاسم.
الرابع: في العلاج، وهو قسمان إجمالي وتفصيلي:
أما الإجمالي فهو أن يعلم أنه معرض لسخط الله، وأنه أحبط حسنات نفسه واستحق دخول النار وكفى بذلك رادعاً عنها، وحكي أن رجلاً قال لآخر: «بلغني أنك تغتابني. فقال: ما بلغ من قدرك عندي أن أحكمك في حسناتي»[24].
وأما التفصيلي فلينظر إلى السبب ويعالجه بضده، فإن كان هو الغضب فيعالجه بما يأتي فيه ويقول إن أمضيت غضبي فيه فلعل الله يمضي غضبه عليّ وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: إن لجهنم باباً لا يدخله[25] إلا من شفى غيظه بمعصية الله[26].[27]
وإن كان هو الموافقة فليعلم أنه تعرض لسخط الخالق في رضاء المخلوق[28].
وأما تنزيه النفس فأن يعلم أنّ التعرض لمقت الخالق أشد من التعرض لمقت الخلق وسخط الله عليه متيقن ورضاء الناس مشكوك فيه.
وأما العدد فهو جهل، لأنه تعذر بالاقتداء بمن لا يجوز الاقتداء به، وكان كمن يلقي نفسه من شاهق[29] اقتداءً بغيره.
وأما قصد المباهاة[30] وتزكية النفس فليعلم أنه أبطل فضله ضد الله وهو من الناس في خطر، فربما نال اعتقادهم فيه بخبث فعله فيكون قد ((خَسِرَ الدُّنْيا وَالآخِرَةَ))[31].
وأما الحسد فهو جمع بين عذابين دنيوي وأخروي، لأن الحاسد في عذاب كما يأتي.
وأما الاستهزاء فمقصوده إخزاء غيره عند الناس، وهو قد أخزى نفسه عند الله والملائكة والأنبياء والأوصياء، فهو بالاستهزاء على نفسه[32].
وأما الترحم فهو وإن كان حسناً ولكن قد حسدك إبليس بأن نقل من حسناتك إليه ما هو أكثر من رحمتك.
وأما التعجب المخرج للغيبة فينبغي أن يتعجب بنفسه، حيث أهلك دينه بدين غيره أو بدنياه وهو مع ذلك لا يأمن عقوبة الدنيا.
الخامس: في بيان الأعذار المسوغة[33] للغيبة، وهي أمور:
الأول: التظلم عند من يرجو زوال ظلمه، قال تعالى: ((لا يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاّ مَنْ ظُلِمَ))[34]. وقال صلى الله عليه وآله وسلم: لصاحب الحق مقال[35]. وقال صلى الله عليه وآله وسلم: مطل الغنى ظلم[36]. وقال[37] ليُّ الواجد ظلم يحل عرضه وعقوبته[38].
الثاني: الاستفتاء، كأن يقول للمفتي: قد ظلمني أبي أو أخي فكيف طريقي في الخلاص والأسلم التعريض وعدم ذكر الاسم.
الثالث: تحذير المؤمن من الوقوع في الخطر ونصح المستشير، فإذا رأى متفقهاً يتلبس بما ليس من أهله فلك أن تنبه الناس على نقصه وقصوره. وكذلك إذا استشير في شراء مملوك أو تزويج امرأة وكان مستحضراً للعيوب فليذكرها، لما ورد من جواز الوقيعة في أصحاب البدع[39]، وأن «المستشار مؤتمن»[40].
الرابع: الجرح للشاهد والراوي، صيانة لحقوق المسلمين وحفظاً للأحكام الشرعية.
الخامس: أن يكون المقول فيه ذلك متظاهراً به كالفاسق المتظاهر بفسقه. قال الصادق عليه السلام: إذا جاهر الفاسق بفسقه فلا حرمة له ولا غيبة له[41]. وعن الباقر عليه السلام قال: ثلاثة ليس لهم حرمة: صاحب هوى مبتدع، والإمام الجائر، والفاسق المعلن بالفسق[42]. وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: من ألقى جلباب الحياء عن وجهه فلا غيبة له[43]. وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: ليس لفاسق غيبة[44]. وظاهر هذه الأخبار جواز غيبته وإن استنكف عن ذلك.
السادس: أن يكون الإنسان معروفاً باسم أو لقب يعرب عن غيبته، كالأعرج والأعمش[45] والأشتر[46] ونحوها إذا لم يمكن التعريف بدون ذلك. قال الصادق عليه السلام:جاءت زينب العطارة الحولاء[47][48] إلى نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم ــ[49]الحديث.
السابع: إذ علم اثنان أو جماعة معصية من آخر فذكرها بعضهم لبعض جاز ذلك، لأنها لا تؤثر عند السامع، وفيه أشكال.
الثامن: في كفارة الغيبة. يجب على المغتاب أن يندم ويتوب ويأسف على ما فعله ليخرج عن حق الله. وهل يكفي الاستغفار أم لا بد من الاستحلال؟ وجهان بل قولان لتعارض الأخبار ظاهراً:
فعن الصادق قال: سئل النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ما كفارة الاغتياب؟ قال: تستغفر الله لمن اغتبته كلما ذكرته[50].
وفي العلل عنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: الغيبة أشد من الزنا. فقيل: يا رسول الله ولم ذلك؟ قال: أما صاحب الزنا يتوب فيتوب الله عليه، وأما صاحب الغيبة يتوب فلا يتوب الله عليه حتى يكون صاحبه الذي يحله[51].
وقد روي عن الصادق عليه السلام ما يصلح للجمع بين الأقوال والأخبار. قالعليه السلام[52]: إن اغتبت فبلغ المغتاب فاستحل منه، وإن لم يلحقه فاستغفر الله[53] وذلك لأن في الاستحلال مع عدم البلوغ إليه إثارة للغيبة وجلباً للضغائن، وفي حكم من لم يبلغه من لم يقدر على الوصول إليه بموت أو غيبة.
ــــــــــــــــــــــ
[1] سورة الحجرات/ 12.
[2] في منية المريد: "خطاها وضعها في جهنم".
[3] منية المريد، الشهيد الثاني: 10.
[4] في كشف الريبة: "قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ... الحديث".
[5] كشف الريبة، الشهيد الثاني: 10.
[6] أي: "الإمام الصادق عليه السلام".
[7] سورة النور/ 19.
[8] الكافي، الكليني: 2/ 357، كتاب الإيمان والكفر، باب الغيبة والبهت/ ح2.
[9] أي: "الإمام الصادق عليه السلام".
[10] مجموعة ورام، ورام بن أبي فراس: 2/ 209.
[11] أي: "الإمام الصادق عليه السلام".
[12] كشف الريبة، الشهيد الثاني: 9.
[13] أنظر: مجموعة ورام، ورام بن أبي فراس: 1/ 118، باب الغيبة.
[14] أنظر: الكافي، الكليني: 2/ 357، كتاب الإيمان والكفر، باب الغيبة والبهت/ ح3.
[15] الكافي، الكليني: 2/ 358، كتاب الإيمان والكفر، باب الغيبة والبهت/ ح7.
[16] الإيماء: الإشارة بالأعضاء كالرأس واليد والعين والحاجب. النهاية في غريب الحديث، ابن الأثير: 1/ 82، مادة "أومأ".
[17] الغمز: الإشارة بالجفن والحاجب. كتاب العين، الفراهيدي: 4/ 386، مادة "غمز".
[18] شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد: 9/ 67، حكم الغيبة في الدين.
[19] عائشة: بنت أبي بكر، تكنى بأم عبد الله، وأمها أم رومان، وسمعت أبا بكر بن أبي شيبة، يقول: توفيت عائشة سنة ثمان وخمسين. الآحاد والمثاني، الضحاك: 5/ 388، عائشة بنت أبي بكر.
[20] في كشف الريبة: "قال".
[21] ليس في كشف الريبة: "قد".
[22] كشف الريبة، الشهيد الثاني: 14، الفصل الأول.
[23] قال الكركي: "وضابط الغيبة المحرمة: ما يكون الغرض منها التفكه بعرض الغير، وليس مقصودا به غرض صحيح". رسائل الكركي، المحقق الكركي: 2/ 44، رسالة في العدالة.
[24] أنظر: كشف الريبة، الشهيد الثاني: 23 ــ 27، الفصل الثاني في العلاج الذي يمنع الإنسان عن الغيبة.
[25] في مجموعة ورام: "لا يدخلها".
[26] في مجموعة ورام: "الله تعالى".
[27] مجموعة ورام، ورام بن أبي فراس: 1/ 121، باب الغيبة.
[28] قال المازندراني: (يا عيسى إني إن غضبت عليك لم ينفعك رضاء من رضى عنك وإن رضيت عنك لم يضرك غضب المغضبين) بفتح الضاد على صيغة المفعول من أغضبه فهو مغضب وذلك مغضب. وفيه تنبيه على وجوب ترك ما يوجب رضاء المخلوق إذا كان موجبا لغضب الخالق ووجوب طلب ما يوجب رضاء الخالق وإن كان موجبا لغضب المخلوق لأن المخلوق وجوده وعدمه سواء فكيف غضبه ورضاه وضره ونفعه. شرح أصول الكافي، محمد صالح المازندراني: 12/125.
[29] شاهق: ممتنع طولا، والجمع: شواهق. لسان العرب، ابن منظور: 10/ 192، مادة "شهق".
[30] المباهاة: المفاخرة. مجمع البحرين، الشيخ الطريحي: 1/ 260، مادة "بهو".
[31] سورة الحج/ 11.
[32] أنظر: رسائل الشهيد، الشهيد الثاني: 299.
[33] ساغ الشراب يسوغ سوغا، أي: سهل مدخله في الحلق. الصحاح، الجوهري: 4/ 1322، مادة "سوغ".
[34] سورة النساء/ 148.
[35] كشف الريبة، الشهيد الثاني: 33، الفصل الثالث في الأعذار المرخصة في الغيبة.
[36] من لا يحضره الفقيه، الشيخ الصدوق: 4/380، باب النوادر، من ألفاظ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الموجزة / ح5819.
[37] أي: "النبي صلى الله عليه وآله وسلم".
[38] تفسير القرطبي، القرطبي: 6/ 2، تفسير سورة النساء.
[39] البدعة: الحدث في الدين بعد الإكمال. الصحاح، الجوهري: 3/ 1184، مادة "بدع".
[40] عوالي اللئالي، ابن أبي جمهور الأحسائي: 1/439، الباب الأول في الأحاديث المتعلقة بأبواب الفقه، المسلك الثالث/ ح156.
[41] مجمع الفائدة، المحقق الأردبيلي: 13/ 164.
[42] قرب الإسناد، الحميري: 82.
[43] كشف الريبة، الشهيد الثاني: 36، الفصل الثالث في الأعذار المرخصة في الغيبة.
[44] مجمع الزوائد، الهيثمي: 1/ 149، باب لا يكفر أحد من أهل القبلة بذنب.
[45] رجل أعمش، وامرأة عمشاء، أي: لا تزال عينها تسيل دمعا، ولا تكاد تبصر بها.
كتاب العين، الفراهيدي: 1/ 267، مادة "عمش". الأعمش: الفاسد العين، الذي تغسق عيناه، ومثله الأرمص. تاج العروس، الزبيدي: 4/ 327، مادة "عمش".
[46] ابن الأعرابي: يقال للرجل المشقوق الشفة السفلى أفلح، وفي العليا أعلم، وفي الأنف أخرم، وفي الأذن أخرب، وفي الجفن أشتر، ويقال فيه كله أشرم. لسان العرب، ابن منظور: 12/ 321، مادة "شرم".
[47] رجل أحول بين الحول وحول: جاء على الأصل لسلامة فعله، ولأنهم شبهوا حركة العين التابعة لها بحرف اللين التابع لها، فكأن فعلا فعيل، فكما يصح نحو طويل كذلك يصح حول من حيث شبهت فتحة العين بالألف من بعدها. وأحال عينه وأحولها: صيرها حولاء، وإذا كان الحول يحدث ويذهب قيل: احولت عينه احولالا واحوالت احويلالا. لسان العرب، ابن منظور: 11/ 191، مادة "حول".
[48] زينب العطارة: عدها البرقي ممن روى عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. رجال البرقي، أحمد بن محمد البرقي: 61، من روى من النساء عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، زينب العطارة.
[49] الكافي، الكليني: 8/ 153 ــ 155، كتاب الروضة، حديث زينب العطارة/ ح143. ونصه: «عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام، قَالَ: جاءَتْ زَيْنَبُ الْعَطّارَةُ الْحَوْلاءُ إِلى نِساءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم وَبَناتِهِ وَكانَتْ تَبِيعُ مِنْهُنَّ الْعِطْرَ فَجاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم وَهِيَ عِنْدَهُنَّ فَقالَ إِذا أَتَيْتِنا طابَتْ بُيُوتُنا فَقالَتْ بُيُوتُكَ بِرِيحِكَ أَطْيَبُ يا رَسُولَ اللَّهِ قالَ إِذا بِعْتِ فَأَحْسِنِي وَلا تَغُشِّي فَإِنَّهُ أَتْقى وَأَبْقى لِلْمالِ فَقالَتْ يا رَسُولَ اللّهِ ما أَتَيْتُ بِشَيْءٍ مِنْ بَيْعِي وَإِنَّما أَتَيْتُ أَسْأَلُكَ عَنْ عَظَمَةِ اللّهِ عزّوجل فَقالَ جَلَّ جَلالُ اللّهِ سأُحَدِّثُكِ عَنْ بَعْضِ ذلِكِ ثُمَّ قالَ إِنَّ هَذِهِ الأرْضَ بِمَنْ عَلَيْها عِنْدَ الَّتِي تَحْتَها كَحَلْقَةٍ مُلْقاةٍ فِي فَلاةٍ قِيٍّ وَهاتانِ بِمَنْ فِيهِما وَمَنْ عَلَيْهِما عِنْدَ الَّتِي تَحْتَها كَحَلْقَةٍ مُلْقاةٍ فِي فَلاةٍ قِيٍّ وَالثّالِثَةُ حَتّى انْتَهى إِلى السّابِعَةِ وَتلا هذِهِ الآيَةَ ((خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ)) سورة الطلاق/12. وَالسَّبْعُ الأَرَضِينَ بِمَنْ فِيهِنَّ وَمَنْ عَلَيْهِنَّ عَلى ظَهْرِ الدِّيكِ كَحَلْقَةٍ مُلْقاةٍ فِي فَلاةٍ قِيٍّ والدِّيكُ لَهُ جَناحانِ جَناحٌ فِي الْمَشْرِقِ وَجَناحٌ فِي الْمَغْرِبِ وَرِجْلاهُ فِي التُّخُومِ وَالسَّبْعُ والدِّيكُ بِمَنْ فِيهِ وَمَنْ عَلَيْهِ عَلَى الصَّخْرَةِ كَحَلْقَةٍ مُلْقاةٍ فِي فَلاةٍ قِيٍّ وَالصَّخْرَةُ بِمَنْ فِيها وَمَنْ عَلَيْها عَلى ظَهْرِ الْحُوتِ كَحَلْقَةٍ مُلْقاةٍ فِي فَلاةٍ قِيٍّ وَالسَّبْعُ والدِّيكُ وَالصَّخْرَةُ وَالْحُوتُ بِمَنْ فِيهِ وَمَنْ عَلَيْهِ عَلَى الْبَحْرِ الْمُظْلِمِ كَحَلْقَةٍ مُلْقاةٍ فِي فَلاةٍ قِيٍّ وَالسَّبْعُ والدِّيكُ وَالصَّخْرَةُ وَالْحُوتُ وَالْبَحْرُ الْمُظْلِمُ عَلى الْهَواءِ الذّاهِبِ كَحَلْقَةٍ مُلْقاةٍ فِي فَلاةٍ قِيٍّ وَالسَّبْعُ والدِّيكُ وَالصَّخْرَةُ وَالْحُوتُ وَالْبَحْرُ الْمُظْلِمُ وَالْهَواءُ عَلَى الثَّرى كَحَلْقَةٍ مُلْقاةٍ فِي فَلاةٍ قِيٍّ ثُمَّ تَلا هذِهِ الآيَةَ ((لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَما تَحْتَ الثَّرى)) سورة طه/ 6. ثُمَّ انْقَطَعَ الْخَبَرُ عِنْدَ الثَّرى وَالسَّبْعُ وَالدِّيكُ وَالصَّخْرَةُ وَالْحُوتُ وَالْبَحْرُ الْمُظْلِمُ وَالْهَواءُ وَالثَّرى بِمَنْ فِيهِ وَمَنْ عَلَيْهِ عِنْدَ السَّماءِ الأُولى كَحَلْقَةٍ فِي فَلاةٍ قِيٍّ وَهَذا كُلُّهُ وَسَماءُ الدُّنْيَا بِمَنْ عَلَيْها وَمَنْ فِيها عِنْدَ الَّتِي فَوْقَها كَحَلْقَةٍ فِي فَلاةٍ قِيٍّ وَهاتانِ السَّماءانِ وَمَنْ فِيهِما وَمَنْ عَلَيْهِما عِنْدَ الَّتِي فَوْقَهُمَا كَحَلْقَةٍ فِي فَلاةٍ قِيٍّ وَهَذِهِ الثَّلاثُ بِمَنْ فِيهِنَّ وَمَنْ عَلَيْهِنَّ عِنْدَ الرّابِعَةِ كَحَلْقَةٍ فِي فَلاةٍ قِيٍّ حَتّى انْتَهى إِلى السّابِعَةِ وَهُنَّ وَمَنْ فِيهِنَّ وَمَنْ عَلَيْهِنَّ عِنْدَ الْبَحْرِ الْمَكْفُوفِ عَنْ أَهْلِ الأَرْضِ كَحَلْقَةٍ فِي فَلاةٍ قِيٍّ وَهَذِهِ السَّبْعُ وَالْبَحْرُ الْمَكْفُوفُ عِنْدَ جِبالِ الْبَرَدِ كَحَلْقَةٍ فِي فَلاةٍ قِيٍّ وَتَلا هَذِهِ الآيَةَ ((وَيُنَزِّلُ مِنَ السّماءِ مِنْ جِبالٍ فِيها مِنْ بَرَدٍ)) سورة النور/43. وَهَذِهِ السَّبْعُ وَالْبَحْرُ الْمَكْفُوفُ وَجِبالُ الْبَرَدِ عِنْدَ الْهَواءِ الَّذِي تَحارُ فِيهِ الْقُلُوبُ كَحَلْقَةٍ فِي فَلاةٍ قِيٍّ وَهَذِهِ السَّبْعُ وَالْبَحْرُ الْمَكْفُوفُ وَجِبالُ الْبَرَدِ وَالْهَواءُ عِنْدَ حُجُبِ النُّورِ كَحَلْقَةٍ فِي فَلاةٍ قِيٍّ وَهَذِهِ السَّبْعُ وَالْبَحْرُ الْمَكْفُوفُ وَجِبالُ الْبَرَدِ وَالْهَواءُ وَحُجُبُ النُّورِ عِنْدَ الْكُرْسِيِّ كَحَلْقَةٍ فِي فَلاةٍ قِيٍّ ثُمَّ تَلا هَذِهِ الآيَةَ ((وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالأَرْضَ وَلا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ)) سورة البقرة/ 255. وَهَذِهِ السَّبْعُ وَالْبَحْرُ الْمَكْفُوفُ وَجِبالُ الْبَرَدِ وَالْهَواءُ وَحُجُبُ النُّورِ وَالْكُرْسِيُّ عِنْدَ الْعَرْشِ كَحَلْقَةٍ فِي فَلاةٍ قِيٍّ وَتَلا هَذِهِ الآيَةَ ((الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى)) سورة طه/ 5. وَفِي رِوايَةِ الْحَسَنِ: الْحُجُبُ قَبْلَ الْهَواءِ الَّذِي تَحَارُ فِيهِ الْقُلُوبُ».
[50] الكافي، الكليني: 2/ 357، كتاب الإيمان والكفر، باب الغيبة والبهت/ ح4.
[51] أنظر: علل الشرائع، الشيخ الصدوق: 2/ 557، باب 345 العلة التي من أجلها صارت الغيبة أشد من الزنا/ ح1.
[52] الإمام الصادق عليه السلام.
[53] أنظر: مصباح الشريعة، الإمام الصادق عليه السلام: 205، الباب المائة في الغيبة.
وعن الصادق عليه السلام قال: قال رسول الله[4] الغيبة أسرع في دين الرجل المسلم من الآكلة في جوفه[5].
وقال عليه السلام[6]: من قال في مؤمن ما رأته عيناه وسمعته أذناه فهو من الذين قال الله عزّوجل: ((إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ)) [7].[8]
وقال عليه السلام[9]: من روى على مؤمن رواية يريد بها شينه وهدم مروته ليسقط عن أعين الناس أخرجه الله من ولايته إلى ولاية الشيطان فلا يقبله الشيطان[10].
وقال عليه السلام[11]: الغيبة حرام على كل مسلم، وإنها لتأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب[12].
الثاني: في بيان معناها. قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: هل تدرون ما الغيبة، قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: ذكرك أخاك بما يكره. قيل:أرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال:إن كان له ما تقول فقد اغتبته،فإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته[13].
وعن الصادق عليه السلام: هو أن تقول لأخيك في دينه ما لم يفعل، وتثبّت عليه أمراً قد ستره الله عليه[14].
وفي رواية أخرى: الغيبة أن تقول في أخيك ما ستر الله عليه، وأما الأمر الظاهر فيه ــ مثل الحدة والعجلة ــ فلا[15].
واعلم أن الغيبة غير مقصورة على اللسان، بل تكون بالقول والكتابة والإشارة والإيماء[16] والغمز[17] والحركة وكل ما يفهم المقصود. وقد قيل: «إن القلم أحد اللسانين»[18].
وروي عن عائشة[19] قالت: دخلت علينا امرأة فلما ولت أومأت بيدي (أي قصيرة) فقال[20] صلى الله عليه وآله وسلم: قد[21] اغتبتيها[22].
ومن أقسامها أن يذكر عنده إنسان فيقول: الحمد لله الذي لم يبتلنا بطلب الدنيا وحب الجاه ونحو ذلك، فهو جمع بين رياء وغيبة.
الثالث: في الأسباب الباعثة على الغيبة، وهي أمور: منها تشفي الغيظ بذكر مساوئ عدوه، ومنها موافقة الأقران ومساعدتهم في التفكه في أعراض الناس[23] حتى لا يستثقلوه ولا ينفروا عنه، ومنها العدد كقوله إن أكلت حراماً ففلان وفلان يأكله وإن فعلت كذا ففلان فعل ونحوه، ومنها الاستشعار من إنسان أنه سيقصده بطول لسانه فيه فيقدح في حاله حتى يسقط أثر شهادته، ومنها أن ينسب إلى شيء فيريد أن يبرأ منه بذكر الذي فعله, ومنها إرادة أن يرفع نفسه بنقص غيره بأن يقول فلان جاهل وفهمه ركيك وغرضه أنه أفضل منه، ومنها الحسد له بأن يريد زوال نعمة إكرام الناس له والثناء عليه بذكر عيوبه، ومنها اللعب والهزل والمطايبة فيذكر غيره حتى يضحك الناس، ومنها السخرية والاستهزاء استحقاراً له فإن ذلك قد يجري في الحضور فيجري أيضاً في الغيبة، ومنها التعجب من المنكر كأن يقول ما أعجب ما رأيت من فلان كذا وكذا، ومنها الرحمة وهو أن يغتم بسبب ما ابتلي به، ومنها الغضب لله على منكر فعله فيذكره في غيابه، وكان ينبغي له في الثلاثة الأخيرة لو كان مخلصاً فيها أن لا يذكر الاسم.
الرابع: في العلاج، وهو قسمان إجمالي وتفصيلي:
أما الإجمالي فهو أن يعلم أنه معرض لسخط الله، وأنه أحبط حسنات نفسه واستحق دخول النار وكفى بذلك رادعاً عنها، وحكي أن رجلاً قال لآخر: «بلغني أنك تغتابني. فقال: ما بلغ من قدرك عندي أن أحكمك في حسناتي»[24].
وأما التفصيلي فلينظر إلى السبب ويعالجه بضده، فإن كان هو الغضب فيعالجه بما يأتي فيه ويقول إن أمضيت غضبي فيه فلعل الله يمضي غضبه عليّ وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: إن لجهنم باباً لا يدخله[25] إلا من شفى غيظه بمعصية الله[26].[27]
وإن كان هو الموافقة فليعلم أنه تعرض لسخط الخالق في رضاء المخلوق[28].
وأما تنزيه النفس فأن يعلم أنّ التعرض لمقت الخالق أشد من التعرض لمقت الخلق وسخط الله عليه متيقن ورضاء الناس مشكوك فيه.
وأما العدد فهو جهل، لأنه تعذر بالاقتداء بمن لا يجوز الاقتداء به، وكان كمن يلقي نفسه من شاهق[29] اقتداءً بغيره.
وأما قصد المباهاة[30] وتزكية النفس فليعلم أنه أبطل فضله ضد الله وهو من الناس في خطر، فربما نال اعتقادهم فيه بخبث فعله فيكون قد ((خَسِرَ الدُّنْيا وَالآخِرَةَ))[31].
وأما الحسد فهو جمع بين عذابين دنيوي وأخروي، لأن الحاسد في عذاب كما يأتي.
وأما الاستهزاء فمقصوده إخزاء غيره عند الناس، وهو قد أخزى نفسه عند الله والملائكة والأنبياء والأوصياء، فهو بالاستهزاء على نفسه[32].
وأما الترحم فهو وإن كان حسناً ولكن قد حسدك إبليس بأن نقل من حسناتك إليه ما هو أكثر من رحمتك.
وأما التعجب المخرج للغيبة فينبغي أن يتعجب بنفسه، حيث أهلك دينه بدين غيره أو بدنياه وهو مع ذلك لا يأمن عقوبة الدنيا.
الخامس: في بيان الأعذار المسوغة[33] للغيبة، وهي أمور:
الأول: التظلم عند من يرجو زوال ظلمه، قال تعالى: ((لا يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاّ مَنْ ظُلِمَ))[34]. وقال صلى الله عليه وآله وسلم: لصاحب الحق مقال[35]. وقال صلى الله عليه وآله وسلم: مطل الغنى ظلم[36]. وقال[37] ليُّ الواجد ظلم يحل عرضه وعقوبته[38].
الثاني: الاستفتاء، كأن يقول للمفتي: قد ظلمني أبي أو أخي فكيف طريقي في الخلاص والأسلم التعريض وعدم ذكر الاسم.
الثالث: تحذير المؤمن من الوقوع في الخطر ونصح المستشير، فإذا رأى متفقهاً يتلبس بما ليس من أهله فلك أن تنبه الناس على نقصه وقصوره. وكذلك إذا استشير في شراء مملوك أو تزويج امرأة وكان مستحضراً للعيوب فليذكرها، لما ورد من جواز الوقيعة في أصحاب البدع[39]، وأن «المستشار مؤتمن»[40].
الرابع: الجرح للشاهد والراوي، صيانة لحقوق المسلمين وحفظاً للأحكام الشرعية.
الخامس: أن يكون المقول فيه ذلك متظاهراً به كالفاسق المتظاهر بفسقه. قال الصادق عليه السلام: إذا جاهر الفاسق بفسقه فلا حرمة له ولا غيبة له[41]. وعن الباقر عليه السلام قال: ثلاثة ليس لهم حرمة: صاحب هوى مبتدع، والإمام الجائر، والفاسق المعلن بالفسق[42]. وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: من ألقى جلباب الحياء عن وجهه فلا غيبة له[43]. وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: ليس لفاسق غيبة[44]. وظاهر هذه الأخبار جواز غيبته وإن استنكف عن ذلك.
السادس: أن يكون الإنسان معروفاً باسم أو لقب يعرب عن غيبته، كالأعرج والأعمش[45] والأشتر[46] ونحوها إذا لم يمكن التعريف بدون ذلك. قال الصادق عليه السلام:جاءت زينب العطارة الحولاء[47][48] إلى نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم ــ[49]الحديث.
السابع: إذ علم اثنان أو جماعة معصية من آخر فذكرها بعضهم لبعض جاز ذلك، لأنها لا تؤثر عند السامع، وفيه أشكال.
الثامن: في كفارة الغيبة. يجب على المغتاب أن يندم ويتوب ويأسف على ما فعله ليخرج عن حق الله. وهل يكفي الاستغفار أم لا بد من الاستحلال؟ وجهان بل قولان لتعارض الأخبار ظاهراً:
فعن الصادق قال: سئل النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ما كفارة الاغتياب؟ قال: تستغفر الله لمن اغتبته كلما ذكرته[50].
وفي العلل عنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: الغيبة أشد من الزنا. فقيل: يا رسول الله ولم ذلك؟ قال: أما صاحب الزنا يتوب فيتوب الله عليه، وأما صاحب الغيبة يتوب فلا يتوب الله عليه حتى يكون صاحبه الذي يحله[51].
وقد روي عن الصادق عليه السلام ما يصلح للجمع بين الأقوال والأخبار. قالعليه السلام[52]: إن اغتبت فبلغ المغتاب فاستحل منه، وإن لم يلحقه فاستغفر الله[53] وذلك لأن في الاستحلال مع عدم البلوغ إليه إثارة للغيبة وجلباً للضغائن، وفي حكم من لم يبلغه من لم يقدر على الوصول إليه بموت أو غيبة.
ــــــــــــــــــــــ
[1] سورة الحجرات/ 12.
[2] في منية المريد: "خطاها وضعها في جهنم".
[3] منية المريد، الشهيد الثاني: 10.
[4] في كشف الريبة: "قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ... الحديث".
[5] كشف الريبة، الشهيد الثاني: 10.
[6] أي: "الإمام الصادق عليه السلام".
[7] سورة النور/ 19.
[8] الكافي، الكليني: 2/ 357، كتاب الإيمان والكفر، باب الغيبة والبهت/ ح2.
[9] أي: "الإمام الصادق عليه السلام".
[10] مجموعة ورام، ورام بن أبي فراس: 2/ 209.
[11] أي: "الإمام الصادق عليه السلام".
[12] كشف الريبة، الشهيد الثاني: 9.
[13] أنظر: مجموعة ورام، ورام بن أبي فراس: 1/ 118، باب الغيبة.
[14] أنظر: الكافي، الكليني: 2/ 357، كتاب الإيمان والكفر، باب الغيبة والبهت/ ح3.
[15] الكافي، الكليني: 2/ 358، كتاب الإيمان والكفر، باب الغيبة والبهت/ ح7.
[16] الإيماء: الإشارة بالأعضاء كالرأس واليد والعين والحاجب. النهاية في غريب الحديث، ابن الأثير: 1/ 82، مادة "أومأ".
[17] الغمز: الإشارة بالجفن والحاجب. كتاب العين، الفراهيدي: 4/ 386، مادة "غمز".
[18] شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد: 9/ 67، حكم الغيبة في الدين.
[19] عائشة: بنت أبي بكر، تكنى بأم عبد الله، وأمها أم رومان، وسمعت أبا بكر بن أبي شيبة، يقول: توفيت عائشة سنة ثمان وخمسين. الآحاد والمثاني، الضحاك: 5/ 388، عائشة بنت أبي بكر.
[20] في كشف الريبة: "قال".
[21] ليس في كشف الريبة: "قد".
[22] كشف الريبة، الشهيد الثاني: 14، الفصل الأول.
[23] قال الكركي: "وضابط الغيبة المحرمة: ما يكون الغرض منها التفكه بعرض الغير، وليس مقصودا به غرض صحيح". رسائل الكركي، المحقق الكركي: 2/ 44، رسالة في العدالة.
[24] أنظر: كشف الريبة، الشهيد الثاني: 23 ــ 27، الفصل الثاني في العلاج الذي يمنع الإنسان عن الغيبة.
[25] في مجموعة ورام: "لا يدخلها".
[26] في مجموعة ورام: "الله تعالى".
[27] مجموعة ورام، ورام بن أبي فراس: 1/ 121، باب الغيبة.
[28] قال المازندراني: (يا عيسى إني إن غضبت عليك لم ينفعك رضاء من رضى عنك وإن رضيت عنك لم يضرك غضب المغضبين) بفتح الضاد على صيغة المفعول من أغضبه فهو مغضب وذلك مغضب. وفيه تنبيه على وجوب ترك ما يوجب رضاء المخلوق إذا كان موجبا لغضب الخالق ووجوب طلب ما يوجب رضاء الخالق وإن كان موجبا لغضب المخلوق لأن المخلوق وجوده وعدمه سواء فكيف غضبه ورضاه وضره ونفعه. شرح أصول الكافي، محمد صالح المازندراني: 12/125.
[29] شاهق: ممتنع طولا، والجمع: شواهق. لسان العرب، ابن منظور: 10/ 192، مادة "شهق".
[30] المباهاة: المفاخرة. مجمع البحرين، الشيخ الطريحي: 1/ 260، مادة "بهو".
[31] سورة الحج/ 11.
[32] أنظر: رسائل الشهيد، الشهيد الثاني: 299.
[33] ساغ الشراب يسوغ سوغا، أي: سهل مدخله في الحلق. الصحاح، الجوهري: 4/ 1322، مادة "سوغ".
[34] سورة النساء/ 148.
[35] كشف الريبة، الشهيد الثاني: 33، الفصل الثالث في الأعذار المرخصة في الغيبة.
[36] من لا يحضره الفقيه، الشيخ الصدوق: 4/380، باب النوادر، من ألفاظ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الموجزة / ح5819.
[37] أي: "النبي صلى الله عليه وآله وسلم".
[38] تفسير القرطبي، القرطبي: 6/ 2، تفسير سورة النساء.
[39] البدعة: الحدث في الدين بعد الإكمال. الصحاح، الجوهري: 3/ 1184، مادة "بدع".
[40] عوالي اللئالي، ابن أبي جمهور الأحسائي: 1/439، الباب الأول في الأحاديث المتعلقة بأبواب الفقه، المسلك الثالث/ ح156.
[41] مجمع الفائدة، المحقق الأردبيلي: 13/ 164.
[42] قرب الإسناد، الحميري: 82.
[43] كشف الريبة، الشهيد الثاني: 36، الفصل الثالث في الأعذار المرخصة في الغيبة.
[44] مجمع الزوائد، الهيثمي: 1/ 149، باب لا يكفر أحد من أهل القبلة بذنب.
[45] رجل أعمش، وامرأة عمشاء، أي: لا تزال عينها تسيل دمعا، ولا تكاد تبصر بها.
كتاب العين، الفراهيدي: 1/ 267، مادة "عمش". الأعمش: الفاسد العين، الذي تغسق عيناه، ومثله الأرمص. تاج العروس، الزبيدي: 4/ 327، مادة "عمش".
[46] ابن الأعرابي: يقال للرجل المشقوق الشفة السفلى أفلح، وفي العليا أعلم، وفي الأنف أخرم، وفي الأذن أخرب، وفي الجفن أشتر، ويقال فيه كله أشرم. لسان العرب، ابن منظور: 12/ 321، مادة "شرم".
[47] رجل أحول بين الحول وحول: جاء على الأصل لسلامة فعله، ولأنهم شبهوا حركة العين التابعة لها بحرف اللين التابع لها، فكأن فعلا فعيل، فكما يصح نحو طويل كذلك يصح حول من حيث شبهت فتحة العين بالألف من بعدها. وأحال عينه وأحولها: صيرها حولاء، وإذا كان الحول يحدث ويذهب قيل: احولت عينه احولالا واحوالت احويلالا. لسان العرب، ابن منظور: 11/ 191، مادة "حول".
[48] زينب العطارة: عدها البرقي ممن روى عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. رجال البرقي، أحمد بن محمد البرقي: 61، من روى من النساء عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، زينب العطارة.
[49] الكافي، الكليني: 8/ 153 ــ 155، كتاب الروضة، حديث زينب العطارة/ ح143. ونصه: «عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام، قَالَ: جاءَتْ زَيْنَبُ الْعَطّارَةُ الْحَوْلاءُ إِلى نِساءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم وَبَناتِهِ وَكانَتْ تَبِيعُ مِنْهُنَّ الْعِطْرَ فَجاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم وَهِيَ عِنْدَهُنَّ فَقالَ إِذا أَتَيْتِنا طابَتْ بُيُوتُنا فَقالَتْ بُيُوتُكَ بِرِيحِكَ أَطْيَبُ يا رَسُولَ اللَّهِ قالَ إِذا بِعْتِ فَأَحْسِنِي وَلا تَغُشِّي فَإِنَّهُ أَتْقى وَأَبْقى لِلْمالِ فَقالَتْ يا رَسُولَ اللّهِ ما أَتَيْتُ بِشَيْءٍ مِنْ بَيْعِي وَإِنَّما أَتَيْتُ أَسْأَلُكَ عَنْ عَظَمَةِ اللّهِ عزّوجل فَقالَ جَلَّ جَلالُ اللّهِ سأُحَدِّثُكِ عَنْ بَعْضِ ذلِكِ ثُمَّ قالَ إِنَّ هَذِهِ الأرْضَ بِمَنْ عَلَيْها عِنْدَ الَّتِي تَحْتَها كَحَلْقَةٍ مُلْقاةٍ فِي فَلاةٍ قِيٍّ وَهاتانِ بِمَنْ فِيهِما وَمَنْ عَلَيْهِما عِنْدَ الَّتِي تَحْتَها كَحَلْقَةٍ مُلْقاةٍ فِي فَلاةٍ قِيٍّ وَالثّالِثَةُ حَتّى انْتَهى إِلى السّابِعَةِ وَتلا هذِهِ الآيَةَ ((خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ)) سورة الطلاق/12. وَالسَّبْعُ الأَرَضِينَ بِمَنْ فِيهِنَّ وَمَنْ عَلَيْهِنَّ عَلى ظَهْرِ الدِّيكِ كَحَلْقَةٍ مُلْقاةٍ فِي فَلاةٍ قِيٍّ والدِّيكُ لَهُ جَناحانِ جَناحٌ فِي الْمَشْرِقِ وَجَناحٌ فِي الْمَغْرِبِ وَرِجْلاهُ فِي التُّخُومِ وَالسَّبْعُ والدِّيكُ بِمَنْ فِيهِ وَمَنْ عَلَيْهِ عَلَى الصَّخْرَةِ كَحَلْقَةٍ مُلْقاةٍ فِي فَلاةٍ قِيٍّ وَالصَّخْرَةُ بِمَنْ فِيها وَمَنْ عَلَيْها عَلى ظَهْرِ الْحُوتِ كَحَلْقَةٍ مُلْقاةٍ فِي فَلاةٍ قِيٍّ وَالسَّبْعُ والدِّيكُ وَالصَّخْرَةُ وَالْحُوتُ بِمَنْ فِيهِ وَمَنْ عَلَيْهِ عَلَى الْبَحْرِ الْمُظْلِمِ كَحَلْقَةٍ مُلْقاةٍ فِي فَلاةٍ قِيٍّ وَالسَّبْعُ والدِّيكُ وَالصَّخْرَةُ وَالْحُوتُ وَالْبَحْرُ الْمُظْلِمُ عَلى الْهَواءِ الذّاهِبِ كَحَلْقَةٍ مُلْقاةٍ فِي فَلاةٍ قِيٍّ وَالسَّبْعُ والدِّيكُ وَالصَّخْرَةُ وَالْحُوتُ وَالْبَحْرُ الْمُظْلِمُ وَالْهَواءُ عَلَى الثَّرى كَحَلْقَةٍ مُلْقاةٍ فِي فَلاةٍ قِيٍّ ثُمَّ تَلا هذِهِ الآيَةَ ((لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَما تَحْتَ الثَّرى)) سورة طه/ 6. ثُمَّ انْقَطَعَ الْخَبَرُ عِنْدَ الثَّرى وَالسَّبْعُ وَالدِّيكُ وَالصَّخْرَةُ وَالْحُوتُ وَالْبَحْرُ الْمُظْلِمُ وَالْهَواءُ وَالثَّرى بِمَنْ فِيهِ وَمَنْ عَلَيْهِ عِنْدَ السَّماءِ الأُولى كَحَلْقَةٍ فِي فَلاةٍ قِيٍّ وَهَذا كُلُّهُ وَسَماءُ الدُّنْيَا بِمَنْ عَلَيْها وَمَنْ فِيها عِنْدَ الَّتِي فَوْقَها كَحَلْقَةٍ فِي فَلاةٍ قِيٍّ وَهاتانِ السَّماءانِ وَمَنْ فِيهِما وَمَنْ عَلَيْهِما عِنْدَ الَّتِي فَوْقَهُمَا كَحَلْقَةٍ فِي فَلاةٍ قِيٍّ وَهَذِهِ الثَّلاثُ بِمَنْ فِيهِنَّ وَمَنْ عَلَيْهِنَّ عِنْدَ الرّابِعَةِ كَحَلْقَةٍ فِي فَلاةٍ قِيٍّ حَتّى انْتَهى إِلى السّابِعَةِ وَهُنَّ وَمَنْ فِيهِنَّ وَمَنْ عَلَيْهِنَّ عِنْدَ الْبَحْرِ الْمَكْفُوفِ عَنْ أَهْلِ الأَرْضِ كَحَلْقَةٍ فِي فَلاةٍ قِيٍّ وَهَذِهِ السَّبْعُ وَالْبَحْرُ الْمَكْفُوفُ عِنْدَ جِبالِ الْبَرَدِ كَحَلْقَةٍ فِي فَلاةٍ قِيٍّ وَتَلا هَذِهِ الآيَةَ ((وَيُنَزِّلُ مِنَ السّماءِ مِنْ جِبالٍ فِيها مِنْ بَرَدٍ)) سورة النور/43. وَهَذِهِ السَّبْعُ وَالْبَحْرُ الْمَكْفُوفُ وَجِبالُ الْبَرَدِ عِنْدَ الْهَواءِ الَّذِي تَحارُ فِيهِ الْقُلُوبُ كَحَلْقَةٍ فِي فَلاةٍ قِيٍّ وَهَذِهِ السَّبْعُ وَالْبَحْرُ الْمَكْفُوفُ وَجِبالُ الْبَرَدِ وَالْهَواءُ عِنْدَ حُجُبِ النُّورِ كَحَلْقَةٍ فِي فَلاةٍ قِيٍّ وَهَذِهِ السَّبْعُ وَالْبَحْرُ الْمَكْفُوفُ وَجِبالُ الْبَرَدِ وَالْهَواءُ وَحُجُبُ النُّورِ عِنْدَ الْكُرْسِيِّ كَحَلْقَةٍ فِي فَلاةٍ قِيٍّ ثُمَّ تَلا هَذِهِ الآيَةَ ((وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالأَرْضَ وَلا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ)) سورة البقرة/ 255. وَهَذِهِ السَّبْعُ وَالْبَحْرُ الْمَكْفُوفُ وَجِبالُ الْبَرَدِ وَالْهَواءُ وَحُجُبُ النُّورِ وَالْكُرْسِيُّ عِنْدَ الْعَرْشِ كَحَلْقَةٍ فِي فَلاةٍ قِيٍّ وَتَلا هَذِهِ الآيَةَ ((الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى)) سورة طه/ 5. وَفِي رِوايَةِ الْحَسَنِ: الْحُجُبُ قَبْلَ الْهَواءِ الَّذِي تَحَارُ فِيهِ الْقُلُوبُ».
[50] الكافي، الكليني: 2/ 357، كتاب الإيمان والكفر، باب الغيبة والبهت/ ح4.
[51] أنظر: علل الشرائع، الشيخ الصدوق: 2/ 557، باب 345 العلة التي من أجلها صارت الغيبة أشد من الزنا/ ح1.
[52] الإمام الصادق عليه السلام.
[53] أنظر: مصباح الشريعة، الإمام الصادق عليه السلام: 205، الباب المائة في الغيبة.
إرسال تعليق