بقلم: الشيخ وسام البلداوي
صرحت بعض المصادر التاريخية ان الشمر بن ذي الجوشن لعنه الله كان في يوم عاشوراء قائدا لأربعة آلاف من أهل الشام، قال ابن شهر آشوب: (وجهز ابن زياد عليه ــ أي على الإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه ــ خمسا وثلاثين ألفا، فبعث الحر في ألف رجل من القادسية، وكعب بن طلحة في ثلاثة آلاف، وعمر بن سعد في أربعة آلاف، وشمر بن ذي الجوشن السلولي في أربعة آلاف من أهل الشام...)[1].
وقال الشيخ الصدوق قدس الله روحه في الأمالي: (وأقبل عدو الله سنان بن أنس الأيادي وشمر بن ذي الجوشن العامري لعنهما الله في رجال من أهل الشام حتى وقفوا على رأس الحسين عليه السلام، فقال بعضهم لبعض: ما تنظرون، أريحوا الرجل، فنزل سنان بن أنس الأيادي لعنه الله وأخذ بلحية الحسين عليه السلام، وجعل يضرب بالسيف في حلقه وهو يقول: والله إني لأجتز رأسك وأنا أعلم أنك ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وخير الناس أما وأبا...)[2].
والتمعن في هذين النصين وغيرهما من النصوص يضعان أمامنا علامة تساؤل مهمة للغاية، وهي هل اشترك أهل الشام وجنود يزيد بن معاوية عليه لعنة الله في الحرب والقتال يوم عاشوراء؟ واثبات اشتراكهم ومساهمتهم في القتال يوم عاشوراء سيضعنا أمام قضية جديدة طالما أثارها من قبل خصوم الشيعة، الذين كانوا ولا يزالون يحاولون إثبات وتأكيد ان أهل العراق هم الوحيدون المسؤولون عن مواجهة وقتال الإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه في يوم عاشوراء، ليثبتوا من خلال ذلك أن الشيعة هم الذين قتلوا الإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه.
واثبات ان أهل الشام كانوا ضمن المقاتلين يوم عاشوراء وبهذا الكم الهائل من الأفراد والبالغ عددهم أربعة آلاف مقاتل كما نص ابن شهر آشوب، سيقلب السحر على الساحر، وسيثبت أن أهل الأرض كافة وأهل الإسلام خاصة قد اشتركوا في دم الإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه وأهل بيته وأصحابه صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وإلا فأين كان أهل المدينة عن النصرة والإمام الحسين قد خرج من بين أظهرهم، وأين كان أهل مكة وقد بقي الإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه بينهم أياما طويلة، وأين كان أهل البصرة وأهل مصر وأهل باقي المدن الإسلامية، فالكل قد اختفى، والكل كان ما بين ساكت عن الحق، وما بين رافض لم يتعد رفضه شفتيه، وما بين خاذل بخل ببذل نفسه وخاف الشهادة، وما بين مقاتل ومباشر للقتال والقتل، وليس الساكت عن النصرة بأحسن من المقاتل والمباشر، لان بسكوت الساكت تجرأ المتجرّئون على سفك دم سيد الشهداء صلوات الله وسلامه عليه، وبخذلان من خذل من أهل الأقطار الإسلامية أقدم أهل العراق وأهل الشام على الوقوف بوجهه صلوات الله وسلامه عليه.
ثم ان أهل العراق الذين واجهوا الإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه لم يكونوا إلا من أهل المدينة ومكة، فعمر بن سعد بن أبي وقاص لعنهم الله لم يكن من أهل العراق أصلا، فأبوه من بني زهرة مكي الأصل، فيكون سعد ابنه مكي الأصل نزل الكوفة، وكذلك الشمر بن ذي الجوشن لعنه الله، فأبوه كما يقال صحابي كان في المدينة أو قريباً منها، وكذلك عبيد الله بن زياد لعنه الله، وكذلك الآلاف من ذلك الجيش لعنه الله لم يكونوا إلا من أهل مكة أو المدينة أو مصر أو اليمن أو الشام، فدم الإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه متفرق بين كافة البلدان الإسلامية، ولا معنى لتأكيد المؤرخين على أهل العراق عامة وأهل الكوفة خاصة.
وفيما يأتي جملة من النصوص الأخرى التي تؤكد حضور واشتراك أهل الشام في القتال يوم عاشوراء:
1: روى الشيخ الكليني قدس الله روحه عن الإمام أبي عبد الله الصادق صلوات الله وسلامه عليه انه قال: (تاسوعا يوم حوصر فيه الحسين «عليه السلام» وأصحابه رضي الله عنهم بكربلا واجتمع عليه خيل أهل الشام وأناخوا عليه وفرح ابن مرجانة وعمر بن سعد بتوافر الخيل وكثرتها واستضعفوا فيه الحسين صلوات الله عليه وأصحابه رضي الله عنهم وأيقنوا أن لا يأتي الحسين «عليه السلام» ناصر ولا يمده أهل العراق بأبي المستضعف الغريب...)[3]والحديث صحيح وصريح في ان خيل اهل الشام قد اجتمعت على الإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه في يوم عاشوراء.
2: قال ابن أعثم في كتاب الفتوح: (ثم تقدم علي بن الحسين بن علي عليهما السلام وهو يقول:
أنا علي بن الحسين بن علي *** من عصبة جد أبيهم النبي
والله لا يحكم فينا ابن الدعي *** أطعنكم بالرمح حتى ينثني
أضربكم بالسيف أحمي عن أبي *** ضرب غلام علوي قرشي
ثم حمل رضي الله عنه، فلم يزل يقاتل حتى ضج أهل الشام من يده ومن كثرة من قتل منهم، فرجع إلى أبيه وقد أصابته جراحات كثيرة)[4]، وضجيج أهل الشام من حملات علي بن الحسين صلوات الله وسلامه عليه ومن كثرة القتل فيهم دليل على وجودهم وبكثافة ملحوظة، وإلا لو كانوا فئة قليلة لما كان لضجيجهم اثر يذكر.
3: وعن ابن شهر آشوب: (ثم برز أخوه القاسم ــ ابن الإمام الحسن صلوات الله وسلامه عليه ــ وعليه ثوب وأزار ونعلان فقط وكأنه فلقة قمر وأنشأ يقول:
إني أنا القاسم من نسل علي
نحن وبيت الله أولى بالنبي
من شمر ذي الجوشن أو ابن الدعي
فقتله عمر بن سعيد الأزدي فخر وصاح يا عماه، فحمل الحسين فقطع يده وسلبه أهل الشام من يد الحسين، فوقف الحسين على رأسه وقال: عز على عمك أن تدعوه فلا يجيبك أو يجيبك فلا تنفعك إجابته)[5] وقول الراوي (وسلبه أهل الشام من يد الحسين) دليل آخر على وجودهم وكثرتهم وإلا لم يستطيعوا سلبه من يد الإمام لو لم تبلغ كثرتهم مقدارا مكنهم من ذلك.
صرحت بعض المصادر التاريخية ان الشمر بن ذي الجوشن لعنه الله كان في يوم عاشوراء قائدا لأربعة آلاف من أهل الشام، قال ابن شهر آشوب: (وجهز ابن زياد عليه ــ أي على الإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه ــ خمسا وثلاثين ألفا، فبعث الحر في ألف رجل من القادسية، وكعب بن طلحة في ثلاثة آلاف، وعمر بن سعد في أربعة آلاف، وشمر بن ذي الجوشن السلولي في أربعة آلاف من أهل الشام...)[1].
وقال الشيخ الصدوق قدس الله روحه في الأمالي: (وأقبل عدو الله سنان بن أنس الأيادي وشمر بن ذي الجوشن العامري لعنهما الله في رجال من أهل الشام حتى وقفوا على رأس الحسين عليه السلام، فقال بعضهم لبعض: ما تنظرون، أريحوا الرجل، فنزل سنان بن أنس الأيادي لعنه الله وأخذ بلحية الحسين عليه السلام، وجعل يضرب بالسيف في حلقه وهو يقول: والله إني لأجتز رأسك وأنا أعلم أنك ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وخير الناس أما وأبا...)[2].
والتمعن في هذين النصين وغيرهما من النصوص يضعان أمامنا علامة تساؤل مهمة للغاية، وهي هل اشترك أهل الشام وجنود يزيد بن معاوية عليه لعنة الله في الحرب والقتال يوم عاشوراء؟ واثبات اشتراكهم ومساهمتهم في القتال يوم عاشوراء سيضعنا أمام قضية جديدة طالما أثارها من قبل خصوم الشيعة، الذين كانوا ولا يزالون يحاولون إثبات وتأكيد ان أهل العراق هم الوحيدون المسؤولون عن مواجهة وقتال الإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه في يوم عاشوراء، ليثبتوا من خلال ذلك أن الشيعة هم الذين قتلوا الإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه.
واثبات ان أهل الشام كانوا ضمن المقاتلين يوم عاشوراء وبهذا الكم الهائل من الأفراد والبالغ عددهم أربعة آلاف مقاتل كما نص ابن شهر آشوب، سيقلب السحر على الساحر، وسيثبت أن أهل الأرض كافة وأهل الإسلام خاصة قد اشتركوا في دم الإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه وأهل بيته وأصحابه صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وإلا فأين كان أهل المدينة عن النصرة والإمام الحسين قد خرج من بين أظهرهم، وأين كان أهل مكة وقد بقي الإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه بينهم أياما طويلة، وأين كان أهل البصرة وأهل مصر وأهل باقي المدن الإسلامية، فالكل قد اختفى، والكل كان ما بين ساكت عن الحق، وما بين رافض لم يتعد رفضه شفتيه، وما بين خاذل بخل ببذل نفسه وخاف الشهادة، وما بين مقاتل ومباشر للقتال والقتل، وليس الساكت عن النصرة بأحسن من المقاتل والمباشر، لان بسكوت الساكت تجرأ المتجرّئون على سفك دم سيد الشهداء صلوات الله وسلامه عليه، وبخذلان من خذل من أهل الأقطار الإسلامية أقدم أهل العراق وأهل الشام على الوقوف بوجهه صلوات الله وسلامه عليه.
ثم ان أهل العراق الذين واجهوا الإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه لم يكونوا إلا من أهل المدينة ومكة، فعمر بن سعد بن أبي وقاص لعنهم الله لم يكن من أهل العراق أصلا، فأبوه من بني زهرة مكي الأصل، فيكون سعد ابنه مكي الأصل نزل الكوفة، وكذلك الشمر بن ذي الجوشن لعنه الله، فأبوه كما يقال صحابي كان في المدينة أو قريباً منها، وكذلك عبيد الله بن زياد لعنه الله، وكذلك الآلاف من ذلك الجيش لعنه الله لم يكونوا إلا من أهل مكة أو المدينة أو مصر أو اليمن أو الشام، فدم الإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه متفرق بين كافة البلدان الإسلامية، ولا معنى لتأكيد المؤرخين على أهل العراق عامة وأهل الكوفة خاصة.
وفيما يأتي جملة من النصوص الأخرى التي تؤكد حضور واشتراك أهل الشام في القتال يوم عاشوراء:
1: روى الشيخ الكليني قدس الله روحه عن الإمام أبي عبد الله الصادق صلوات الله وسلامه عليه انه قال: (تاسوعا يوم حوصر فيه الحسين «عليه السلام» وأصحابه رضي الله عنهم بكربلا واجتمع عليه خيل أهل الشام وأناخوا عليه وفرح ابن مرجانة وعمر بن سعد بتوافر الخيل وكثرتها واستضعفوا فيه الحسين صلوات الله عليه وأصحابه رضي الله عنهم وأيقنوا أن لا يأتي الحسين «عليه السلام» ناصر ولا يمده أهل العراق بأبي المستضعف الغريب...)[3]والحديث صحيح وصريح في ان خيل اهل الشام قد اجتمعت على الإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه في يوم عاشوراء.
2: قال ابن أعثم في كتاب الفتوح: (ثم تقدم علي بن الحسين بن علي عليهما السلام وهو يقول:
أنا علي بن الحسين بن علي *** من عصبة جد أبيهم النبي
والله لا يحكم فينا ابن الدعي *** أطعنكم بالرمح حتى ينثني
أضربكم بالسيف أحمي عن أبي *** ضرب غلام علوي قرشي
ثم حمل رضي الله عنه، فلم يزل يقاتل حتى ضج أهل الشام من يده ومن كثرة من قتل منهم، فرجع إلى أبيه وقد أصابته جراحات كثيرة)[4]، وضجيج أهل الشام من حملات علي بن الحسين صلوات الله وسلامه عليه ومن كثرة القتل فيهم دليل على وجودهم وبكثافة ملحوظة، وإلا لو كانوا فئة قليلة لما كان لضجيجهم اثر يذكر.
3: وعن ابن شهر آشوب: (ثم برز أخوه القاسم ــ ابن الإمام الحسن صلوات الله وسلامه عليه ــ وعليه ثوب وأزار ونعلان فقط وكأنه فلقة قمر وأنشأ يقول:
إني أنا القاسم من نسل علي
نحن وبيت الله أولى بالنبي
من شمر ذي الجوشن أو ابن الدعي
فقتله عمر بن سعيد الأزدي فخر وصاح يا عماه، فحمل الحسين فقطع يده وسلبه أهل الشام من يد الحسين، فوقف الحسين على رأسه وقال: عز على عمك أن تدعوه فلا يجيبك أو يجيبك فلا تنفعك إجابته)[5] وقول الراوي (وسلبه أهل الشام من يد الحسين) دليل آخر على وجودهم وكثرتهم وإلا لم يستطيعوا سلبه من يد الإمام لو لم تبلغ كثرتهم مقدارا مكنهم من ذلك.
4: وأخرج القاضي النعمان المغربي قصة الشامي التي يرويها الإمام السجاد صلوات الله وسلامه عليه بنفسه حيث يقول: (فما فهمته وعقلته مع علتي وشدتها أنه أتي بي إلى عمر بن سعد. فلما رأى ما بي أعرض عني، فبقيت مطروحا لما بي. فأتاني رجل من أهل الشام، فاحتملني، فمضى بي وهو يبكي، وقال لي: يا بن رسول الله، إني أخاف عليك فكن عندي. ومضى بي إلى رحله وأكرم نزلي، وكان كلما نظر إلي يبكي. فكنت أقول في نفسي إن يكن عند أحد من هؤلاء خير فعند هذا الرجل. فلما صرنا إلى عبيد الله بن زياد سأل عني. فقيل: قد ترك. وطلبت، فلم أوجد. فنادى مناد: من وجد علي بن الحسين، فليأت به، وله ثلاثمائة درهم. فدخل علي الرجل الذي كنت عنده ــ وهو يبكي ــ وجعل يربط يدي إلى عنقي، ويقول: أخاف على نفسي يا بن رسول الله إن سترتك عنهم أن يقتلوني. فدفعني إليهم مربوطا، وأخذ الثلاثمائة درهم وأنا انظر «إليه»)[6].
ـــــــــــــــــــــــــ
[1] مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب ج 3 ص 248.
[2] الأمالي للشيخ الصدوق ص226.
[3] الكافي للشيخ الكليني ج 4 ص 147.
[4] كتاب الفتوح لأحمد بن أعثم الكوفي ج 5 ص 114 ــ 115
[5] مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب ج 3 ص 254 ــ 255.
[6] شرح الأخبار للقاضي النعمان المغربي ج 3 ص 156 ــ 157.
إرسال تعليق