بقلم: الشيخ علي الفتلاوي
العِلم في اللغة: هو إدراك الشيء بحقيقته، واليقين، نور يقذفه الله في قلب من يحب ويطلق العلم على مجموع المسائل والأصول الكلية جمعها جهة واحدة[1].
الغيب في اللغة: هو إدراك حقيقة الأشياء الغائبة عن الإنسان أو غيره من المخلوقات.
وردت آيات كريمة كثيرة تشير إلى أن علم الغيب علم مختص بالله تعالى يهبه إلى عباده الذين ارتضى لهم ذلك لحكمة هو يعلمها كما جاء ذلك في قوله تعالى: (قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ)[2].
وقوله تعالى: (تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ)[3].
وقوله سبحانه وتعالى: (وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ)[4].
وقوله تعالى: (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا)[5].
ووردت آيات كريمة أخرى تشير إلى وقوع بعض الحوادث والأمور في الزمن المستقبل كما في قوله تعالى: (الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5) وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)[6].
وقوله تعالى: (لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا)[7].
كما وردت أحاديث شريفة تشير إلى وقوع حوادث وأمور مستقبلية كما في كلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لِنِسائِهِ وهُنَّ عِنْدَهُ جَميعاً: «لَيْتَ شِعْري! أيَّتُكُنَّ صاحِبَةُ الجَمَلِ الأدبَبِ[8] تَنبَحُها كِلابُ الحَوأبِ، يُقْتَلُ عَنْ يَمِينِها وَشِمالِها قَتلى كَثيرَةٌ كُلُّهُمْ في النّارِ، وَتَنْجُو بَعْدَ ما كادَتْ؟!»[9].
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم (قال لأزواجه: «أيَّتُكُنَّ التي تَنْبَحُها كِلابُ الحَوأبِ؟!». فَلَمّا مَرَّت عائِشَةِ نَبَحَتِْ الكِلابُ، فَسَألَتْ عَنْهُ فَقيلَ لها: هذا ماءُ الحَوأبِ، قالت: ما أظُنُّني إلاّ راجِعَةً، قيلَ لها: يا أُمَّ المُؤْمِنينَ، إنّما تُصْلِحينَ بينَ النّاسِ!)[10].
وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم ــ لَمّا لَقِيَ عَليّاً عليه السلام والزُّبَيرَ في سَقيفَةِ بني ساعِدَةَ: «أتُحِبُّهُ يا زُبَيرُ؟ قالَ: وَما يَمْنَعُني؟! قال: فَكَيْفَ بِكَ إذا قاتَلْتَهُ وَأنْتَ ظالِمٌ لَهُ؟!»[11].
وجاء في كنز العمال (عن حذيفة: عليكم بالفئة التي فيها ابن سمية؛ فإنّي سَمِعْتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «تَقْتُلُهُ الفِئَةُ الباغِيَةُ»)[12].
وجاء أيضا في كنز العمال (عن أمّ سَلَمة: دَخَلَ الحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَلَى النَّبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَأنا جالِسَةٌ عَلَى البابِ، فَتَطَلَّعْتُ فَرَأيْتُ في كَفِّ النَّبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ شَيْئاً يُقَلِّبُهُ وَهُوَ نائِمٌ عَلى بَطْنِهِ، فَقُلْتُ: يا رَسولَ اللهِ، تَطَلَّعْتُ فَرَأيْتُكَ تُقَلِّبُ شَيْئاً في كَفِّكَ والصَّبيُّ نائِمٌ عَلى بَطْنِكَ ودُموعُكَ تَسِيلُ! فَقالَ: «إنَّ جِبْرائيلَ أتاني بالتُّرْبَةِ التي يُقْتَلُ عَلَيْها فَأخْبَرَني أنَّ أُمَّتي يَقْتُلُونَهُ»)[13].
وهناك الكثير من الأحاديث الشريفة التي تؤكد أن كثيراً من الأمور الغائبة عن الناس ستحدث مستقبلاً وهذا يدل على أن الله تعالى أطلع نبيه المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم على هذا الغيب لإكمال حجته على الناس ولحكمة أخرى لا يعلمها إلا الله تعالى ورسوله وأهل بيته الطاهرون عليهم السلام.
ولكي يتضح المطلب لابد من الوقوف على النقاط التالية:
1ــ أن علم الغيب مختص بالله تعالى كما في قوله تعالى: (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا)[14].
2ــ أن الله تعالى يطلع أنبياءه ورسله على ذلك الغيب كما في قوله تعالى: (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا)[15].
3ــ أن الله تعالى أطلع نبيه على الغيب وحسب ما تقتضيه الحكمة كما في قوله تعالى: (تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ)[16].
(الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5) وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)[17].
4ــ أن الله تعالى أطلع نبيه على الغيب وحسب ما تقتضيه الحكمة كما في الأحاديث الشريفة. قال الإمام الصادق عليه السلام: («إنَّ رَسُولَ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ضَلَّتْ ناقَتُهُ، فَقالَ النّاسُ فيها: يُخْبِرُنا عَنِ السَّماءِ وَلاَ يُخْبِرُنا عَنْ ناقَتِهِ! فَهَبَطَ عَلَيْهِ جَبْرَئيلُ فَقالَ: يا مُحَمَّدُ، ناقَتُكَ في وادِي كَذا وكَذا، مَلفوفٌ خِطامُها بِشَجَرَةِ كَذا وكَذا.
قالَ: فَصَعِدَ المِنْبَرَ، فَحَمِدَ اللهَ وَأثْنى عَلَيْهِ وَقالَ: يا أيّها النّاسُ، أكْثَرْتُمْ عَلَيَّ في ناقَتي، ألا وَما أعْطانيَ اللهُ خَيْراً مِمّا أخَذَ مِنّي، ألا وإنَّ ناقَتي في وادِي كَذا وكَذا، مَلفوفٌ خِطامُها بِشَجَرَةِ كَذا وكَذا.
فَابتَدَرَها النّاسُ فَوَجَدوها كما قالَ رَسولُ اللهِ»)[18].
وقال عليه السلام: «ضَلَّتْ ناقَةُ رَسولِ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ في غزْوَةِ تَبوكَ، فَقالَ المُنافِقونَ: يُحَدِّثُنا عَنِ الغَيْبِ وَلاَ يعْلَمُ مَكانَ ناقَتِهِ! فَأتاهُ جَبْرَئيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ فَأخْبَرَهُ بِما قالوا، وَقالَ: إنَّ ناقَتَكَ في شِعْبِ كَذا، مُتَعَلِّقٌ زِمامُها بِشَجَرَةِ بَحْرٍ، فَنادى رَسولُ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: الصَّلاةَ جامِعَةً، قالَ: فاجْتَمَعَ النّاسُ، فقالَ: أيُّها النّاسُ، إنَّ ناقَتي بِشِعْبِ كَذا، فَبادَرُوا إلَيْها حتّى أتَوها»[19].
5ــ أن الله تعالى أطلع النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأوصياءه على الغيب وحسب ما تقتضيه الحكمة والحاجة كما في قول أمير المؤمنين عليه السلام: «أخْبَرَني الصّادِقُ المَصْدوقُ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أنّي أمُوتُ حَتّى أُضْرَبَ عَلى هذِهِ ــ وَأشارَ إلى مُقَدَّمِ رَأسِهِ الأيْسَرِ ــ فَتُخْضَبُ هذِهِ مِنْها بِدَمٍ»[20].
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «يا عليُّ، إنَّكُمْ سَتُقاتِلونَ بَني الأصْفَرِ، ويُقاتِلونَهُمُ الذينَ مِنْ بَعْدِكُمْ، حَتّى، يَخْرُجَ إلَيْهِمْ رَوْقَةُ الإسْلامِ أهْلُ الحِجازِ الذينَ لاَ يَخافونَ في اللهِ لَوْمَةَ لائِمٍ، وَيَفْتَتِحُونَ القُسْطَنطينيَّةَ بِالتَّسْبيحِ وَالتَّكْبيرِ، فَيُصيبُونَ غَنائِمَ لَمْ يُصِيبُوا مِثْلَها»[21].
6ــ الإمام يعلم ما غاب عن الناس بتعليم من الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، كما أكد ذلك الإمام علي عليه السلام بقوله: «يا أخا كَلْبٍ، لَيْسَ هُوَ بِعِلْمِ غَيْبٍ، وَإنَّما هُوَ تَعَلُّمٌ مِنْ ذِي عِلْمٍ، وَإنَّما عِلْمُ الغَيْبِ عِلْمُ السّاعَةِ، وَما عَدَّدَهُ اللهُ سُبْحانَهُ بِقَوْلِهِ:
(إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ)[22].
فَيَعْلَمُ اللهُ سُبْحانَهُ ما في الأرْحامِ مِنْ ذَكَرٍ أوْ أنثى، وَقَبيحٍ أوْ جَميلٍ، وَسَخيٍّ أوْ بَخيلٍ، وَشَقيٍّ أوْ سَعيدٍ، وَمَنْ يَكونُ في النّارِ حَطباً، أوْ في الجِنانِ للنَّبيِّينَ مُرافِقاً، فهذا عِلْمُ الغَيْبِ الذي لاَ يَعْلَمُهُ أحَدٌ إلاّ اللهُ، وَما سِوى ذلِكَ فَعِلمٌ عَلَّمَهُ اللهُ نَبِيَّهُ فَعَلَّمَنيهِ، ودَعا لِي بِأنْ يَعِيَهُ صَدْرِي، وَتَضطَمَّ عَلَيْهِ جَوانِحي»[23].
7ــ الإمام يعلم ما غاب عن الناس بتعليم من الله تعالى وهذا ما أكده الإمام الصادق عليه السلام بقوله لمّا سُئلَ: هل يعلَمُ الإمامُ بالغَيب؟ قال: «لاَ، وَلكِنْ إذا أرادَ أنْ يَعْلَمَ الشيءَ أعْلَمَهُ اللهُ ذلك»[24].
8ــ الإمام يعلم ما غاب عن الناس إذا علمه الله تعالى وإذا منع ذلك فلا يعلم من دون الله تعالى كما أشار إلى ذلك الإمام الكاظم عليه السلام بقوله، لَمّا سأله رجُلٌ مِنْ أهْلِ فارِسَ: أتَعْلَمُونَ الغَيْبَ؟: «يُبْسَطُ لَنا العِلْمُ فَنَعْلَمُ، وَيُقْبَضُ عَنّا فَلاَ نَعْلَمُ، وَقالَ سِرُّ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أسَرَّهُ إلى جَبْرَئيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ، وَأسَرَّهُ جَبْرَئيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ إلى مُحَمَّدٍ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، وَأسَرَّهُ مُحَمَّدٌ إلى مَنْ شاءَ اللهُ»[25].
فتحصل لما تقدم أن الإمام يعلم الغيب بتعليم من الله تعالى ومن رسوله صلى الله عليه وآله وسلم حسب ما تقتضيه الحكمة والحاجة.
سؤال مهم
السؤال: لماذا يجب أن يكون الإمام أعلم الناس؟ ولماذا يعلم الأمور الغائبة عن الناس؟
الجواب: 1ــ لا يصح أن يكون الجاهل إماما على الناس لمخالفة ذلك للعقل والنقل، فمن جهة العقل يحكم بوجوب تقديم الفاضل على المفضول والعالم هو الفاضل والجاهل مفضول فلا يصح أن يتقدم على العالم، في قوله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)[26].
كما أن العقل يحكم بوجوب رجوع الجاهل إلى العالم لا بالعكس: (قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ)[27].
وأما من جهة النقل فالآيات الكريمة والأحاديث الشريفة تمنع ذلك كما في قوله تعالى: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ)[28].
وقوله تعالى: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)[29].
2ــ ورد عن الإمام الصادق عليه السلام قوله: «أنْ يَكونَ أعْلَمَ النّاسِ بِحَلالِ اللهِ وَحَرامِهِ وَضُرُوبِ أحْكامِهِ وَأمْرِهِ وَنَهْيِهِ وَجَميعِ ما يَحْتاجُ إلَيْهِ النّاسُ، (فَيَحْتاجُ النّاسُ إلَيْهِ) وَيَسْتَغْني عَنْهُمْ»[30].
ففي هذا الحديث تصريح بوجوب أعلمية الإمام على الناس لحاجة الناس إليه في كل شؤون الحياة ولاستغنائه عنهم، وإلا يلزم عجزه عن علمه بما يحتاج إليه الناس كما يلزم منه أن يكون في الناس من هو أفضل منه فلا يستحق حينها الإمامة على الناس، كما لا يكون له حجة عليهم.
ـــــــــــــــ
[1] المعجم الوسيط: ص624.
[2] سورة النمل، الآية: 65.
[3] سورة هود، الآية: 49.
[4]سورة الأنعام، الآية: 59.
[5] سورة الجن، الآيتان: 26 و27.
[6] سورة الروم، الآيات: 1 إلى 6.
[7] سورة الفتح، الآيةك 27.
[8] الأدبب: الكثير الشّعر (كما في هامش المصدر).
[9] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج9، ص311. ميزان الحكمة: ج7، ص3070، ح15397
[10] التشريف بالمنن: ص76، ح18. ميزان الحكمة: ج7، ص3070 ــ 3071، ح15399.
[11] كنز العمال: 31651. ميزان الحكمة: ج7، ص3071، ح15400.
[12] كنز العمال: 31719، والظاهر أن الأخبار في هذا المعنى متواترة، فراجع كنز العمال: ج11، ص723 ــ 728. ميزان الحكمة: ج7، ص3071، ح15402.
[13] كنز العمال: 37668. ميزان الحكمة: ج7، ص3071، ح15405.
[14] سورة الجن، الآية: 26.
[15] سورة الجن، الآيتان: 26 و27.
[16] سورة هود، الآية: 49.
[17] سورة الروم، الآيات: 1 إلى 6.
[18] بحار الأنوار: ج18، ص129، ح38. ميزان الحكمة: ج7، ص3083، ح15457.
[19] قصص الأنبياء: ص308، ح408. ميزان الحكمة: ج7، ص3083، ح15459.
[20] كنز العمال: ح36571، وأنظر أيضا: ح35576، ح36577، ح36580، ح36587، ح36590 ومنه، ج13، ص192 وما بعدها، وأيضاً: تاريخ دمشق (ترجمة الإمام علي عليه السلام): ج3، ص266 ــ 268، وص278، وص286 ــ 289. ميزان الحكمة: ج7، ص3072، ح15407.
[21] كنز العمال: 38419. ميزان الحكمة: ج7، ص3072، ح15408.
[22] سورة لقمان، الآية: 34.
[23] نهج البلاغة، الخطبة: 128. ميزان الحكمة: ج7، ص3084، ح15460.
[24] الكافي: ج1، ص257، ح4. ميزان الحكمة: ج7، ص3084، ح15461.
[25] الكافي: ج1، ص256، ح1. ميزان الحكمة: ج7، ص3084، ح15462.
[26] سورة النحل، الآية: 43.
[27] سورة يونس، الآية: 89.
[28] سورة الزمر، الآية: 9.
[29] سورة المجادلة، الآية: 11.
[30] بحار الأنوار: ج25، ص164. ميزان الحكمة: ج7، ص159، ح861.
إرسال تعليق