بقلم: الشيخ وسام البلداوي
الظاهر من كلمات المعصومين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين أن لبني أمية خصوصية وامتياز يمتازون به عن جميع بيوت العرب، بل عن جميع بيوت قبائل العالم على اتساعه، فالمتعارف في كل بيوت العرب وغيرهم أن هذه البيوت تضم بين أفرادها المؤمن وغير المؤمن، والطيب والخبيث، والنافع والضار، وربما زاد فيها عدد الطيبين والمؤمنين على غيرهم وربما يكون العكس.
أما في بني أمية فالحال مختلف بالكلية إذ ان كلمات القران والنبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين أجمعت على أن لا خير يرجى من أهل هذا البيت، وان الخبث والكفر والكيد بالرسول والرسالة صفة لا تفارقهم ولا يستثنى منها أحد منهم، حتى أن القرآن حينما لعنهم لم يلعنهم كأفراد محدودين، وإنما لعنهم جملة واحدة ومثلهم بالشجرة وحكم على جميع أجزائها وأبعاضها باللعنة، والإمام الحسن صلوات الله وسلامه عليه في إحدى كلماته أكد هذه الحقيقة حيث قال: (ولو لم يبق لبني أمية إلا عجوز درداء لبغت دين الله عوجا)( الهداية الكبرى للحسين بن حمدان الخصيبي ص190 الباب الرابع باب الإمام الحسن المجتبى عليه السلام).
والواقع التاريخي يصدق هذه المقولة بالكامل، فلو تأمل منصف واقع أفعالهم ابتداءً من أرض مكة فانه يرى أن آل أمية كانوا أشد الناس عداوة للرسول صلى الله عليه وآله وسلم ورسالته، وأعظمهم مخالفة له، فلم تضرم حرب بوجه النبي صلى الله عليه وآله وسلم ودعوته إلا وكان بنو أمية في مقدمتها، ولا شبت فتنة بين المسلمين إلا وهم على رأسها، ولم ترفع راية لهدم الإسلام وقواعده إلا وكان آل أمية قادتها وساستها، فكم حرب قد أضرموا وكم من جيش قد أسسوا، فلما لم يقدروا ان يطفئوا نور الله بأفواههم وأفعالهم وكيدهم وحروبهم، دخلوا في الدين مستسلمين غير مسلمين، فكادوا الإسلام من الداخل حتى وصلت بهم الحال ان صيروا مال الله دولاً وعباده خولا، ودين الله عوجا.
ولكن يبقى السؤال حول هل يمكن أن يخرج من هذه الشجرة الخبيثة مؤمن؟ ونقصد بالمؤمن المؤمن في الاصطلاح الشيعي الإمامي المقيد بالإقرار بولاية أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وإمامتهم، لان غير المؤمن بهذا المعنى لا يخاف عواقب شموله بعموم لعنهم قاطبة.
والعقل كما لا يخفى لا يمانع من خروج المؤمن من أصلاب رجال هذه الشجرة الملعونة، ولكن الواقع الخارجي لا يكاد يذكر من هؤلاء المؤمنين إلا النزر القليل والفرد النادر، وهم على فرض وجودهم والتيقن من إيمانهم فانهم مستثنون من عموم اللعن قطعا، إما بالقرائن اللبية كما ذهب إلى ذلك جمع من المحققين من علمائنا، أو بأدلة أخرى خارجية تخصص أو تقيد وتستثني المؤمن من غيره، لبداهة أن اللعنة لا تجوز على المؤمن كما هو مذكور في جملة من النصوص والآثار النبوية.
كل ذلك فيما لو تيقنا بإيمان ذلك المنتسب إلى أمية أو أحد أولاده، أما لو وقع الشك في إيمان فرد منهم أو عدم إيمانه فانه لا يخرج حينئذ من ذلك العموم ويشمل بإطلاق اللعن عليه كما يشمل من هو متيقن الكفر أو متيقن النفاق، وفي هذا الصدد يقول الميرزا حسن السبزواري قدس الله روحه: (ففي مثل «لعن الله بني أمية قاطبة» مع أن العقل حاكم بعدم جواز لعن المؤمن يستكشف العقل بأنه ليس فيهم مؤمن من جهة ترتيب القياس، وهو أن الشخص المشكوك إيمانه يجوز لعنه بمقتضى العموم، ولو كان مؤمنا لما جاز لعنه، فينتج أنه ليس مؤمنا، فتأمل)( وسيلة الوصول إلى حقائق الأصول للميرزا حسن السبزواري وهو تقرير لأبحاث السيد أبي الحسن الأصفهاني قدس الله روحه ص 379).
وقال الشيخ محمد علي الكاظمي الخراساني في فوائد الأصول: (...وذلك كما في مثل قوله عليه السلام: اللهم العن بني أمية قاطبة، حيث يعلم أن الحكم لا يعم من كان مؤمنا من بني أمية، لان اللعن لا يصيب المؤمن، فالمؤمن خرج عن العام لانتفاء ملاكه، لمكان أن ملاك اللعن هو الشقاوة، فكأن قوله عليه السلام: «اللهم العن بني أمية قاطبة» قد تكفل ملاك الحكم بنفسه وهو الشقاوة، ومعلوم أن السعيد يقابل الشقي، فليس في السعيد ملاك الحكم)( فوائد الأصول للشيخ محمد علي الكاظمي الخراساني ج 1 ــ 2 ص 537 ــ 538).
وقال الشيخ الفياض في تقريره لأبحاث السيد الخوئي قدس الله روحه: (إذا لم يكن إحراز الموضوع موكولاً إلى نظر المكلف كما هو الحال في مثل قوله عليه السلام «لعن الله بني أمية قاطبة» فان هذه القضية بما أنها قضية خارجية صادرة من الإمام عليه السلام من دون قرينة تدل على إيكال إحراز الموضوع فيها في الخارج إلى نظر المكلف فبطبيعة الحال تدل على أن المتكلم لاحظ الموضوع بتمام أفراده وأحرز أنه لا مؤمن بينهم، وعليه فلا مانع من التمسك بعمومه لا ثبات جواز لعن الفرد المشكوك في إيمانه أو فقل إنا إذا علمنا من الخارج أن فيهم مؤمنا فهو خارج عن عمومه فلا يجوز لعنه جزماً، وأما إذا شك في فرد أنه مؤمن أوليس بمؤمن فلا مانع من التمسك بعمومه لإثبات جواز لعنه، ويستكشف منه بدليل لانه ليس بمؤمن)( محاضرات في أصول الفقه تقرير بحث الخوئي للشيخ الفياض ج 5 ص 202 ــ 203).
فيتلخص مما سبق أن آل أمية قد لعنوا جميعا نتيجة لعلم الله سبحانه الأزلي الذي علمه لأوليائه وحججه المعصومين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين حيث تم إحراز أن لا مؤمن بينهم، ولو فرض وجود المؤمن فيهم فانه خارج عن اللعن قطعا، أما المتيقن بعدم إيمانه أو المشكوك الإيمان فانه داخل في عموم اللعن الوارد في قوله صلوات الله وسلامه عليه: (ولعن الله بني أمية قاطبة) .
والحمد لله وصلى الله على محمد وأهل بيته الأطهار.
الظاهر من كلمات المعصومين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين أن لبني أمية خصوصية وامتياز يمتازون به عن جميع بيوت العرب، بل عن جميع بيوت قبائل العالم على اتساعه، فالمتعارف في كل بيوت العرب وغيرهم أن هذه البيوت تضم بين أفرادها المؤمن وغير المؤمن، والطيب والخبيث، والنافع والضار، وربما زاد فيها عدد الطيبين والمؤمنين على غيرهم وربما يكون العكس.
أما في بني أمية فالحال مختلف بالكلية إذ ان كلمات القران والنبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين أجمعت على أن لا خير يرجى من أهل هذا البيت، وان الخبث والكفر والكيد بالرسول والرسالة صفة لا تفارقهم ولا يستثنى منها أحد منهم، حتى أن القرآن حينما لعنهم لم يلعنهم كأفراد محدودين، وإنما لعنهم جملة واحدة ومثلهم بالشجرة وحكم على جميع أجزائها وأبعاضها باللعنة، والإمام الحسن صلوات الله وسلامه عليه في إحدى كلماته أكد هذه الحقيقة حيث قال: (ولو لم يبق لبني أمية إلا عجوز درداء لبغت دين الله عوجا)( الهداية الكبرى للحسين بن حمدان الخصيبي ص190 الباب الرابع باب الإمام الحسن المجتبى عليه السلام).
والواقع التاريخي يصدق هذه المقولة بالكامل، فلو تأمل منصف واقع أفعالهم ابتداءً من أرض مكة فانه يرى أن آل أمية كانوا أشد الناس عداوة للرسول صلى الله عليه وآله وسلم ورسالته، وأعظمهم مخالفة له، فلم تضرم حرب بوجه النبي صلى الله عليه وآله وسلم ودعوته إلا وكان بنو أمية في مقدمتها، ولا شبت فتنة بين المسلمين إلا وهم على رأسها، ولم ترفع راية لهدم الإسلام وقواعده إلا وكان آل أمية قادتها وساستها، فكم حرب قد أضرموا وكم من جيش قد أسسوا، فلما لم يقدروا ان يطفئوا نور الله بأفواههم وأفعالهم وكيدهم وحروبهم، دخلوا في الدين مستسلمين غير مسلمين، فكادوا الإسلام من الداخل حتى وصلت بهم الحال ان صيروا مال الله دولاً وعباده خولا، ودين الله عوجا.
ولكن يبقى السؤال حول هل يمكن أن يخرج من هذه الشجرة الخبيثة مؤمن؟ ونقصد بالمؤمن المؤمن في الاصطلاح الشيعي الإمامي المقيد بالإقرار بولاية أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وإمامتهم، لان غير المؤمن بهذا المعنى لا يخاف عواقب شموله بعموم لعنهم قاطبة.
والعقل كما لا يخفى لا يمانع من خروج المؤمن من أصلاب رجال هذه الشجرة الملعونة، ولكن الواقع الخارجي لا يكاد يذكر من هؤلاء المؤمنين إلا النزر القليل والفرد النادر، وهم على فرض وجودهم والتيقن من إيمانهم فانهم مستثنون من عموم اللعن قطعا، إما بالقرائن اللبية كما ذهب إلى ذلك جمع من المحققين من علمائنا، أو بأدلة أخرى خارجية تخصص أو تقيد وتستثني المؤمن من غيره، لبداهة أن اللعنة لا تجوز على المؤمن كما هو مذكور في جملة من النصوص والآثار النبوية.
كل ذلك فيما لو تيقنا بإيمان ذلك المنتسب إلى أمية أو أحد أولاده، أما لو وقع الشك في إيمان فرد منهم أو عدم إيمانه فانه لا يخرج حينئذ من ذلك العموم ويشمل بإطلاق اللعن عليه كما يشمل من هو متيقن الكفر أو متيقن النفاق، وفي هذا الصدد يقول الميرزا حسن السبزواري قدس الله روحه: (ففي مثل «لعن الله بني أمية قاطبة» مع أن العقل حاكم بعدم جواز لعن المؤمن يستكشف العقل بأنه ليس فيهم مؤمن من جهة ترتيب القياس، وهو أن الشخص المشكوك إيمانه يجوز لعنه بمقتضى العموم، ولو كان مؤمنا لما جاز لعنه، فينتج أنه ليس مؤمنا، فتأمل)( وسيلة الوصول إلى حقائق الأصول للميرزا حسن السبزواري وهو تقرير لأبحاث السيد أبي الحسن الأصفهاني قدس الله روحه ص 379).
وقال الشيخ محمد علي الكاظمي الخراساني في فوائد الأصول: (...وذلك كما في مثل قوله عليه السلام: اللهم العن بني أمية قاطبة، حيث يعلم أن الحكم لا يعم من كان مؤمنا من بني أمية، لان اللعن لا يصيب المؤمن، فالمؤمن خرج عن العام لانتفاء ملاكه، لمكان أن ملاك اللعن هو الشقاوة، فكأن قوله عليه السلام: «اللهم العن بني أمية قاطبة» قد تكفل ملاك الحكم بنفسه وهو الشقاوة، ومعلوم أن السعيد يقابل الشقي، فليس في السعيد ملاك الحكم)( فوائد الأصول للشيخ محمد علي الكاظمي الخراساني ج 1 ــ 2 ص 537 ــ 538).
وقال الشيخ الفياض في تقريره لأبحاث السيد الخوئي قدس الله روحه: (إذا لم يكن إحراز الموضوع موكولاً إلى نظر المكلف كما هو الحال في مثل قوله عليه السلام «لعن الله بني أمية قاطبة» فان هذه القضية بما أنها قضية خارجية صادرة من الإمام عليه السلام من دون قرينة تدل على إيكال إحراز الموضوع فيها في الخارج إلى نظر المكلف فبطبيعة الحال تدل على أن المتكلم لاحظ الموضوع بتمام أفراده وأحرز أنه لا مؤمن بينهم، وعليه فلا مانع من التمسك بعمومه لا ثبات جواز لعن الفرد المشكوك في إيمانه أو فقل إنا إذا علمنا من الخارج أن فيهم مؤمنا فهو خارج عن عمومه فلا يجوز لعنه جزماً، وأما إذا شك في فرد أنه مؤمن أوليس بمؤمن فلا مانع من التمسك بعمومه لإثبات جواز لعنه، ويستكشف منه بدليل لانه ليس بمؤمن)( محاضرات في أصول الفقه تقرير بحث الخوئي للشيخ الفياض ج 5 ص 202 ــ 203).
فيتلخص مما سبق أن آل أمية قد لعنوا جميعا نتيجة لعلم الله سبحانه الأزلي الذي علمه لأوليائه وحججه المعصومين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين حيث تم إحراز أن لا مؤمن بينهم، ولو فرض وجود المؤمن فيهم فانه خارج عن اللعن قطعا، أما المتيقن بعدم إيمانه أو المشكوك الإيمان فانه داخل في عموم اللعن الوارد في قوله صلوات الله وسلامه عليه: (ولعن الله بني أمية قاطبة) .
والحمد لله وصلى الله على محمد وأهل بيته الأطهار.
1 التعليقات:
اللهم العن بنو اميه قاطبه الى يوم المحشر يارب العالمين
تعليقاللهم العن بنو اميه قاطبة ليوم المحشر/ تسلمون على هل المواضيع التي تغسل الروح بالطهاره والنبل وصلى الله على سيدنا محمد ص وعلى ال بيته اجمعين 00000000
تحياتي للجميع وكل من ساهم في هذه تامعلومات القيمه / الف شكر
إرسال تعليق