بقلم: السيد محمد علي الحلو
بالرغم من تأكيدات النبي صلى الله عيه وآله على انتساب المهدي إلى الحسين عليه السلام، وبالرغم من الروايات المتكاثرة في أنه ابن الحسن العسكري, إلا أن البعض حاول تغيير مسار هذه الروايات إلى الوجهة التي يريدها والسعي الى تحريف ما ورد في هذا الانتساب المبارك, فقد أورد بعضهم أن النبي صلى الله عيه وآله قال: المهدي اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي. (الفتن لابن حماد:368).
ولا يشك أحد أن الحديث غير مقبول من جهات:
أولا: لكونه غير صحيح
ألف: فقد روى نعيم بن حماد عن ابن عيينة عن عاصم عن عبد الله النبي صلى الله عيه وآله حديث اسم أبيه اسم أبي، ولم يذكر الواسطة بين عاصم و بين عبد الله وبعضهم صرح أنها ضعيفة كما في حاشية الكتاب.
ألف: إن في بعض أسانيد الحديث رشدين ابن سعد المهري
عن عثمان بن سعيد قلت ليحيى بن معين: فرشدين بن سعد؟ قال: ليس بشيء.
وعن عبد الله ابن أحمد الدروقي قال يحيى ابن معين: رشدين ابن سعد ليس بشيء.
وقال عمرو بن علي: ورشدين ابن سعد المصري ضعيف الحديث. وعن ابن حماد يقول: قال السعدي: رشدين عنده معاضيل ومناكير كثيرة.
وعبد الله بن بكير يقول: رأيت الليث ابن سعد وقد جاء الى رشدين بن سعد بحذاء باب الصوال وقد علاه بالنعل حتى أخرجه من باب المسجد وقال له: لا تفتِ بالنوازل. (الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 68-70).
وقال أبو زرعة: ضعيف. وقال الجوزجاني: عنده مناكير كثيرة.وقال أحمد: لا يبالي عمن روى. (ميزان الاعتدال3:40).
باء: وجود شخص مجهول في السند باسم زائدة
وفي أسانيد بعض الأحاديث أن "اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي" هو زائدة عن عاصم عن عبد الله بدل ابن عيينة عن عاصم عن عبد الله, ولا يعرف زائدة مَن هو؟ فان كان زائدة ابن سليم فهو مجهول كما صرح بذلك الذهبي. (ميزان الاعتدال 2:52).
واذا كان زائدة مولى عثمان فقد قال لابن عدي في الضعفاء حديثه منكر. (الكامل في الضعفاء 4:195).
وقال البخاري: لا يتابع على حديثه. (ميزان الاعتدال 3:52).
وإذا كان زائدة ابن أبي الرقاد قال البخاري: منكر الحديث. (ميزان الاعتدال 3:52).
وإذا كان زائدة ابن نشيط فقد قال ابن القطان:وزائدة لا يعرف إلا برواية ابنه عنه. (ميزان الاعتدال 3:52).
وبهذا فكل زائدة ليس بشيء وهو منكر الحديث.
إذن فهو من حيث السند غير صحيح كما ذكرنا ورواته ليس بشيء.
ثانيا: لكونه غير مقبول
لأنّ حديث اسمه اسمي دون زيادة واسم أبيه اسم أبي فهو يكاد أن يكون متواتراً, وخلافه خلاف الضروري, إذ الضرورة تقتضي بتسلسل اثني عشر إماماً آخرهم المهدي المولود من الحسن بن علي العسكري كما أشار إليه الحديث المتواتر عن النبي صلى الله عيه وآله الأئمة من قريش اثنا عشر.
إنّ الزيادة لم يقبلها أكثر العلماء
إذ أنكر المقدسي الشافعي في عقد الدرر هذه الزيادة بقوله بعد روايته للحديث قائلاً: وأخرجه الإمام أحمد بن حنبل الشيباني في مسنده وقال: "رجلاً مني ولم يذكر اسم أبي" , وكذلك ابن خلدون بعد أن ذكر حديث "واسم أبيه اسم أبي" قال: وفيه داود بن المحبي بن المحرم عن أبيه وهما ضعيفان جداً. (تاريخ ابن خلدون 1:321).
ثالثا: إنّ هذه الزيادة تتناسب و دعاوى العباسيين
والذين جعلوا محمد بن عبد الله ــ أي ابن أبي جعفر المنصور ــ هو المنصور ووضعوا لذلك أحاديث عديدة, وكذلك ادعى بعضهم أن محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن وغيرها من الدعاوى التي لا تتناسب مع كون الأئمة من قريش اثني عشر ولا تتفق مع الصفات الواردة عن المهدي على لسان رواة المسلمين.
وبذلك فستكون هذه الدعوى مردودة وغير منسجمة مع ضرورات المهدوية التي بشر بها النبي صلى الله عيه وآله.
بالرغم من تأكيدات النبي صلى الله عيه وآله على انتساب المهدي إلى الحسين عليه السلام، وبالرغم من الروايات المتكاثرة في أنه ابن الحسن العسكري, إلا أن البعض حاول تغيير مسار هذه الروايات إلى الوجهة التي يريدها والسعي الى تحريف ما ورد في هذا الانتساب المبارك, فقد أورد بعضهم أن النبي صلى الله عيه وآله قال: المهدي اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي. (الفتن لابن حماد:368).
ولا يشك أحد أن الحديث غير مقبول من جهات:
أولا: لكونه غير صحيح
ألف: فقد روى نعيم بن حماد عن ابن عيينة عن عاصم عن عبد الله النبي صلى الله عيه وآله حديث اسم أبيه اسم أبي، ولم يذكر الواسطة بين عاصم و بين عبد الله وبعضهم صرح أنها ضعيفة كما في حاشية الكتاب.
ألف: إن في بعض أسانيد الحديث رشدين ابن سعد المهري
عن عثمان بن سعيد قلت ليحيى بن معين: فرشدين بن سعد؟ قال: ليس بشيء.
وعن عبد الله ابن أحمد الدروقي قال يحيى ابن معين: رشدين ابن سعد ليس بشيء.
وقال عمرو بن علي: ورشدين ابن سعد المصري ضعيف الحديث. وعن ابن حماد يقول: قال السعدي: رشدين عنده معاضيل ومناكير كثيرة.
وعبد الله بن بكير يقول: رأيت الليث ابن سعد وقد جاء الى رشدين بن سعد بحذاء باب الصوال وقد علاه بالنعل حتى أخرجه من باب المسجد وقال له: لا تفتِ بالنوازل. (الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 68-70).
وقال أبو زرعة: ضعيف. وقال الجوزجاني: عنده مناكير كثيرة.وقال أحمد: لا يبالي عمن روى. (ميزان الاعتدال3:40).
باء: وجود شخص مجهول في السند باسم زائدة
وفي أسانيد بعض الأحاديث أن "اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي" هو زائدة عن عاصم عن عبد الله بدل ابن عيينة عن عاصم عن عبد الله, ولا يعرف زائدة مَن هو؟ فان كان زائدة ابن سليم فهو مجهول كما صرح بذلك الذهبي. (ميزان الاعتدال 2:52).
واذا كان زائدة مولى عثمان فقد قال لابن عدي في الضعفاء حديثه منكر. (الكامل في الضعفاء 4:195).
وقال البخاري: لا يتابع على حديثه. (ميزان الاعتدال 3:52).
وإذا كان زائدة ابن أبي الرقاد قال البخاري: منكر الحديث. (ميزان الاعتدال 3:52).
وإذا كان زائدة ابن نشيط فقد قال ابن القطان:وزائدة لا يعرف إلا برواية ابنه عنه. (ميزان الاعتدال 3:52).
وبهذا فكل زائدة ليس بشيء وهو منكر الحديث.
إذن فهو من حيث السند غير صحيح كما ذكرنا ورواته ليس بشيء.
ثانيا: لكونه غير مقبول
لأنّ حديث اسمه اسمي دون زيادة واسم أبيه اسم أبي فهو يكاد أن يكون متواتراً, وخلافه خلاف الضروري, إذ الضرورة تقتضي بتسلسل اثني عشر إماماً آخرهم المهدي المولود من الحسن بن علي العسكري كما أشار إليه الحديث المتواتر عن النبي صلى الله عيه وآله الأئمة من قريش اثنا عشر.
إنّ الزيادة لم يقبلها أكثر العلماء
إذ أنكر المقدسي الشافعي في عقد الدرر هذه الزيادة بقوله بعد روايته للحديث قائلاً: وأخرجه الإمام أحمد بن حنبل الشيباني في مسنده وقال: "رجلاً مني ولم يذكر اسم أبي" , وكذلك ابن خلدون بعد أن ذكر حديث "واسم أبيه اسم أبي" قال: وفيه داود بن المحبي بن المحرم عن أبيه وهما ضعيفان جداً. (تاريخ ابن خلدون 1:321).
ثالثا: إنّ هذه الزيادة تتناسب و دعاوى العباسيين
والذين جعلوا محمد بن عبد الله ــ أي ابن أبي جعفر المنصور ــ هو المنصور ووضعوا لذلك أحاديث عديدة, وكذلك ادعى بعضهم أن محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن وغيرها من الدعاوى التي لا تتناسب مع كون الأئمة من قريش اثني عشر ولا تتفق مع الصفات الواردة عن المهدي على لسان رواة المسلمين.
وبذلك فستكون هذه الدعوى مردودة وغير منسجمة مع ضرورات المهدوية التي بشر بها النبي صلى الله عيه وآله.
إرسال تعليق