الأساليب التي اعتمدها الإمام العسكري عليه السلام للإعلان عن ولادة الإمام المهدي عليه السلام

بقلم: السيد محمد علي الحلو
حرص الإمام الحسن العسكري عليه السلام على التوفيق في الإعلان عن ولادة ولده المهدي وبين الإبقاء على السرية التامة في إخفاء شخصه الكريم عن عيون السلطة على حساب الآخر،لذا فقد استعمل الإمام العسكري عليه السلام أسلوبين للتبليغ عن الولادة حسبما تطالعنا به الروايات:

 أولا: أسلوب المراسلات 
كان احد أساليب معرفة ولادة الموعود إبان مدة ولادته بطرق المراسلة التي اعتمدها الإمام العسكري عليه السلام مع أصحابه كما في رواية أحمد بن إسحاق القمي قال: (لما ولد الخلف الصالح عليه السلام ورد من مولانا أبي محمد الحسن بن علي على جدي كتاب،وإذا فيه مكتوب بخط يده عليه السلام الذي كان يرد به التوقيعات عليه: ولد المولود فليكن عندك مستوراً و عن جميع الناس مكتوماً،فإنا لم نظهر عليه إلا الأقرب لقرابته والمولى لولايته أحببنا إعلامك ليسرك الله فيه كما سرنا والسلام. (راجع بحار الأنوار 51: 16).

 ثانيا: أسلوب المشاهدة 
قد عمد الإمام العسكري عليه السلام لتعريف الوليد إلى خاصة أصحابه ووصيتهم به:
 ألف:   روى الصدوق بسنده عن محمد بن عثمان العمري رضي الله عنه ومعاوية بن حكيم ومحمد بن أيوب بن نوح قالوا:عرض علينا أبو محمد بن علي (عليهما السلام) ونحن في منزله وكنا أربعين رجلاً فقال:هذا إمامكم من بعدي وخليفتي عليكم أطيعوه ولا تتفرقوا من بعدي في أديانكم فتهلكوا،أما إنكم لا ترونه بعد يومكم هذا.

قالوا فخرجنا من عنده فما مضت إلا أيام قلائل حتى مضى أبو محمد عليه السلام .
 باء:   روى الشيخ المفيد بسنده عن محمد بن إسماعيل بن موسى بن جعفر عليه السلام وكان أسن شيخ من ولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالعراق-قال:رأيت ابن الحسن بن علي بن محمد عليهم السلام بين المسجدين وهو غلام.
 جيم:   روى عن عمرو الأهوازي قال:أرأيته أبو محمد وقال:هذا صاحبكم.
 دال:   روى القندوزي الشافعي في ينابيع المودة عن الخادم الفارسي قال:كنت بباب الدار خرجت جارية من البيت ومعها شيء مغطى فقال لها أبو محمد:اكشفي عما معك فإذا غلام أبيض حسن الوجه فقال:هذا إمامكم من بعدي قال:فما رأيته بعد ذلك.
 هاء:   روى الطوسي في غيبته بسنده عن أبي سليمان داود بن عثمان البحراني قال:قرأت على إسماعيل بن علي بن محمد بن علي الرضا بن موسى بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي بن الحسن بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين،ولد عليه السلام بسامراء سنة ست وخمسين ومائتين.وأمه صقيل ويكنى أبو القاسم بهذه الكنية أوصى النبي صلى الله عليه واله إنه قال: اسمه كاسمي وكنيته ككنيتي, لقبه المهدي وهو الحجة وهو المنتظر وهو صاحب الزمان (عليه السلام).

قال إسماعيل بن علي: دخلت على أبي محمد الحسن عليهما السلام في المرضة التي مات فيها وأنا عنده إذ قال لخادمه عقيد وكان الخادم أسود نوبياً قد خدم من قبله علي بن محمد عليه السلام وهو ربى الحسن عليه السلام فقال له: يا عقيد إغلِ لي ماء بمصطكي فأغلى له ثم جاءت به صقيل الجارية أم الخلف عليه السلام .

فلما صار القدح في يديه وهم بشربه فجعلت يده ترتعد حتى ضرب القدح ثنايا الحسن, فتركه من يده وقال لعقيد: ادخل البيت فإنك ترى صبياً ساجداً فأتني به, قال أبو سهل قال عقيد: فدخلت أتحرى فإذا أنا بصبي ساجد رافع سبابته نحو السماء فسلمت عليه فأوجز في صلاته فقلت إن سيدي يأمرك بالخروج إليه,إذ جاءت أمه صقيل فأخذت بيده وأخرجته إلى أبيه الحسن عليه السلام . قال أبو سهل: فلما مثل الصبي بين يديه سلم وإذا هو دري اللون, وفي شعر رأسه قطط, مفلج الأسنان, فلما رآه الحسن عليه السلام بكى وقال: يا سيد بيته اسقني الماء فإني ذاهب الى ربي, وأخذ الصبي القدح المغلي المصطكي بيده ثم حرك شفتيه ثم سقاه, فلما شربه قال:هيئوني للصلاة فطرح في حجره منديل فوضأه الصبي واحدة واحدة ومسح على رأسه وقدميه. فقال له أبو محمد عليه السلام : أبشر يا بني فأنت صاحب الزمان وأنت المهدي وأنت حجة الله على أرضه, وأنت ولدي ووصيي وأنا ولدتك وأنت م ح م د بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.
ولدك رسول الله وأنت خاتم الأئمة الطاهرين وبشر بك رسول الله وسماك وكناك بذلك عهد إلي أبي عن آبائك الطاهرين صلى الله على أهل البيت ربنا إنه حميد مجيد ومات الحسن بن علي من وقته صلوات الله عليهم أجمعين.

إرسال تعليق