العجب في حقيقته وأقسامه والفرق بينه وبين الإدلال

بقلم: السيد عبد الله شبر، تحقيق شعبة التحقيق في قسم الشؤون الفكرية

وهو غالباً إنما يقع بعد تصفية العمل من شوائب الرياء، والكلام فيه يقع في فصول:

الفصل الأول: في حقيقته وأقسامه والفرق بينه وبين الإدلال


العجب هو إعظام النعمة والركون إليها مع نسيان إضافتها إلى المنعم[1]. وفي الكافي عن علي بن سويد[2] عن أبي الحسن عليه السلام[3] قال: سألته عن العجب الذي يفسد العمل؟ فقال: للعجب درجات: منها أن يزين للعبد سوء عمله فيراه حسناً ويحسب أنه يحسن صنعاً، ومنها أن يؤمن العبد بربه فيمنّ على الله ولله عليه فيه المنّة[4].

ثم إذا كان خائفاً على زوال تلك النعمة مشفقاً على تكدرها أو يكون فرحه بها من حيث إنها من الله فليس بمعجب، بل هو إعظام النعمة مع نسيان إضافتها إلى المنعم، وإذا انضاف إلى ذلك أن غلب على نفسه أن له عند الله حقاً وأنه منه بمكان حتى توقع بعمله كرامة له في الدنيا، واستبعد أن يجري عليه مكروه استبعاداً يزيد على استبعاده في ما يجري على الفساق سمي هذا الإدلال بالعمل، فكأنه يرى لنفسه على الله دالة. وكذلك قد يعطي لغيره شيئاً فيستعظمه ويمن عليه فيكون معجباً، فإن استخدمه واقترح عليه الاقتراحات أو استبعد تخلفه عن قضاء حقوقه كان مدلاً عليه.

وآفات العجب كثيرة، فإنه يدعو إلى الكبر لأنه أحد أسبابه، ويتولد من الكبر الآفات الكثيرة، ويدعو إلى نسيان الذنوب وإهمالها لظنه أنه مستغنٍ عن تفقدها، ويدعو إلى استعظام العبادات والطاعات والمنة بها على الله، وكفى بذلك نقصاً. ويدعو إعجابه بها إلى التعامي عن آفاتها، والمعجب يغتر بنفسه وبربه ويأمن مكر الله ولا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون[5].

ويمنعه العجب عن الاستشارة والاستفادة والتعلم، فيبقى في ذل الجهل.

وربما يعجب برأيه الخطأ في الأصول والفروع فيهلك[6].

الفصل الثاني: في ما ورد في ذمه


قال الله تعالى في معرض الإنكار: ((وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ))[7] وقال تعالى: ((وَظَنُّوا أَنَّهُم مانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِنَ اللّهِ فَأَتاهُمُ اللّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا))[8] فرد على الكفار في إعجابهم بحصونهم وشوكتهم[9]. وقال تعالى: ((الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً))[10] وقال تعالى: ((أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً))[11] وهو يرجع إلى العجب بالعمل[12].

وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ثلاث مهلكات: شح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه[13].

وقال صلى الله عليه وآله وسلم: لو لم تذنبوا لخشيت عليكم ما هو أكبر من ذلك: العجب العجب[14].

وقال الصادق عليه السلام: إن الله تعالى[15] علم أن الذنب خير للمؤمن من العجب، ولولا ذلك ما ابتلى مؤمناً[16] بذنب أبداً[17].

وقال عليه السلام[18]: من دخله العجب هلك[19].

وقال عليه السلام[20]: إن الرجل ليذنب الذنب فيندم عليه ويعمل العمل فيسره ذلك فيتراخى عن حاله تلك، فلئن يكون على حاله تلك خير له مما دخل فيه[21].

وعنه عليه السلام[22] قال: أتى عالم عابداً فقال له: كيف صلواتك؟ فقال: مثلي يسأل عن صلواته وأنا أعبد الله منذ كذا وكذا. قال: فكيف بكاؤك؟ قال: أبكي حتى تجري دموعي. فقال العالم: إن ضحكك وأنت خائف أفضل من بكائك وأنت مدلّ إن المدل لا يصعد من عمله شيء[23].

وعنه عليه السلام[24] قال:دخل رجلان المسجد أحدهما عابد والآخر فاسق فخرجا من المسجد والفاسق صدّيق والعابد فاسق، وذلك أنه يدخل العابد المسجد مدلاً[25] بعبادته يدل بها فتكون فكرته في ذلك، وتكون فكرة الفاسق في الندم على نفسه ويستغفر الله مما صنع من الذنوب[26].

وعنه عليه السلام[27] قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: بينما موسى عليه السلام جالس إذ أقبل إبليس وعليه برنس ذو ألوان، فلما دنا منه خلع البرنس وقام إلى موسى عليه السلام فسلم عليه. فقال له موسى: من أنت؟ فقال أنا إبليس. قال: أنت فلا أقرب الله دارك. قال: إني إنما جئت لأسلم عليك لمكانك من الله تعالى. قال: فقال له موسى عليه السلام: فما هذا البرنس؟ قال: أختطف به قلوب بني آدم. فقال له موسى: فأخبرني بالذنب الذي إذا أذنبه ابن آدم استحوذت عليه؟ فقال: إذا أعجبته نفسه واستكثر عمله وصغر في عينه ذنبه. وعنه عليه السلام[28] قال: قال الله تعالى لداود عليه السلام[29]: يا داود بشر المذنبين أني أقبل التوبة وأعفو عن الذنب وأنذر الصديقين أن لا يعجبوا بأعمالهم، فإنه ليس عبد أنصبه للحساب إلا هلك[30].

وقال الصادق عليه السلام في مصباح الشريعة: العجب كل العجب ممن يعجب بعمله وهو لا يدري بم يختم له، فمن أعجب بنفسه وفعله فقد ضل عن نهج الرشاد وادعى ما ليس له، والمدعي من غير حق كاذب وإن خفيت دعواه وطال دهره، فإنه أول ما يفعل بالمعجب نزع ما أعجب به ليعلم أنه عاجز فقير، ويشهد على نفسه لتكون الحجة عليه أوكد ــ كما فعل بإبليس.

والعجب نبات حبها الكفر وأرضها النفاق وماؤها البغي وأغصانها الجهل وورقها الضلالة وثمرها اللعنة والخلود في النار، فمن اختار العجب فقد بذر الكفر وزرع النفاق، ولابد من أن يثمر[31].

الفصل الثالث: في علاج العجب إجمالا


فحيث كانت علة العجب الجهل المحض فالعلاج هو العلم والمعرفة المضادة لذلك الجهل، فليفرض العجب بفعل داخل تحت اختيار العبد كالعبادات، فإن العجب بها أبلغ من العجب بالجمال والقوة والنسب مما لا يدخل تحت الاختيار، فيقال له الورع والتقوى والعبادة.

والعمل الذي به يعجب إما أن يكون يعجب به من حيث إنه فيه وهو محله ومجراه، أو من حيث إنه منه وبسببه وقدرته وقوته، فإن كان الأول فهو جهل، لأن المحل مستخر وإنما يجري فيه وعليه من جهة غيره، وهو لا مدخل له في الإيجاد والتحصيل، فكيف يعجب بما ليس إليه. وإن كان الثاني فينبغي أن يتأمل في قدرته وإرادته وأعضائه وسائر الأسباب التي بها يتم عمله أنها من أين كانت له، فإن كان علم أن جميع ذلك نعمة من الله إليه من غير حق سبق له فينبغي أن يكون إعجابه بجود الله تعالى وكرمه وفضله، إذ تفضّل عليه بما لا يستحقه.

وإن قال: وفقني للعبادة لحبي له، فيقال له: ومن خلق الحب في قلبك؟ فسيقول: هو، فيقال له: فالحب والعبادة كلاهما نعمتان من عنده ابتدأك بهما من غير استحقاق من جهتك، إذ لا وسيلة لك ولا علاقة، فيكون الإعجاب بجوده تعالى إذ أنعم بوجودك ووجود صفاتك وأعمالك وأسباب أعمالك، فلا معنى لعجب العالم بعلمه والعابد بعبادته والجميل بجماله والغني بغنائه، لأن كل ذلك من فضل الله.

ومن العجائب أن تعجب بنفسك ولا تعجب بمن إليه الأمر كله وبجوده وفضله وكرمه وإنعامه[32].

الفصل الرابع: في أقسام العجب وتفصيل علاجه


إعلم أن الإنسان قد يعجب بالأسباب التي بها يتكبر وعلاجه ما يأتي في التكبر، وقد يعجب بما لا يتكبر به كعجبه بالرأي الخطأ الذي تزين له بجهله وفي ما به العجب ثمانية أقسام:

الأول: أن يعجب ببدنه في جماله وهيئته وصحته وقوته وتناسب أشكاله وحسن صورته، وعلاجه التفكر في أقذار باطنه وفي أول أمره وما إليه يكون، وفي الوجوه الجميلة والأبدان الناعمة كيف تمزقت في التراب واستقذرها طباع أولي الألباب.

الثاني: القوة والبطش، كما حكى الله عن قوم قالوا ((مَنْ أَشَدُّ مِنّا قُوَّةً))[33] وعلاجه أن يعلم أن حمى يوم تضعف قوته، وأن البقة والذباب والشوكة تعجزه.

الثالث: العجب بالعقل والفطنة لدقائق الأمور من مصالح الدين والدنيا وعلاجه أن يشكر الله على ما رزقه من العقل ويتفكر أنه بأدنى مرض يصيب دماغه كيف يختل عقله بحيث يصير مضحكة للناس.

الرابع: العجب بالنسب الشريف كالهاشمي، وعلاجه أن يعلم أنه مهما خالف آباءه في أفعالهم وأخلاقهم وظن أنه لحق بهم قد جهل[34]، ويحق أن يقال له:

لـــئـن فــخـرت بـــآبـــاء ذوي نـــســـب[35]***لقد صدقت ولكن بئسما ولدوا[36][37]

الخامس: العجب بنسب السلاطين والظلمة وأعوانهم دون نسب العلم والدين، وعلاجه أن يتفكر في مخازيهم ومساوئهم وأنه ممقوتون عند الله وقد استحقوا النار وبئس القرار.

السادس: العجب بكثرة العدد من الخدم والغلمان والولد والأقارب والعشائر والأنصار، كما قال الكافرون: ((نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوالاً وَأَوْلاداً))[38] والعلاج أن يتفكر في ضعفه وضعفهم، وأنهم كلهم عبيد وعجزة ((لا يَمْلِكُونَ لأَِنفُسِهِمْ نَفْعاً وَلا ضَرًّا))[39]، ((وَلا مَوْتًا وَلا حَياةً وَلا نُشُورًا))[40] و((كَم مِن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ))[41]، وكيف يعجب بهم وسيدفن في قبره بعد نزول هادم اللذات ذليلاً مهيناً لا ينفعه ولد ولا أهل ولا صاحب ولا حميم، ويهربون منه ((يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ))[42].

السابع: العجب بالمال، كما قال من قال: ((أَنا أَكْثَرُ مِنكَ مالاً وَأَعَزُّ نَفَرًا))[43] وعلاجه التفكر في آفات المال وغوائله وأنه غادٍ ورائح لا أصل له.

ومــــا الــــمــال والأهــــلـون إلا وديـعـــة*** ولابــــــد يــومــاً أن تــــــرد الـــــودائع[44]

وإلى أن في اليهود والكفار من هو أكثر منه مالاً، فينبغي أن يكونوا أحسن منه.

الثامن: العجب بالرأي الخطأ[45]، كما قال تعالى: ((أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً))[46] وقال تعالى: ((وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا))[47] وعلاجه أن يكون متهماً لرأيه أبداً لا يغتر به إلا أن يشهد له قاطع من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، وعرض ذلك على العلماء والعرفاء والصلحاء الماهرين[48].

ـــــــــــــــ
[1] الحقايق في محاسن الأخلاق، الفيض الكاشاني: 96، الفصل السادس في العجب.
[2] علي بن سويد: الظاهر من طريق السند وطبقته في الحديث أنه: علي بن سويد السائي  الثقة. أنظر: رجال الطوسي، الشيخ الطوسي: 359، باب العين / الرقم 6. معجم رجال الحديث، السيد الخوئي: 13/ 56 ــ 57/ الرقم 8199.
[3] الإمام موسى بن جعفر عليه السلام.
[4] أنظر: الكافي، الكليني: 2/ 313، كتاب الإيمان والكفر، باب العجب/ ح 3.
[5] إشارة لقوله تعالى: ((أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاّ الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ)) سورة الأعراف/99.
[6] أنظر:الحقايق في محاسن الأخلاق، الفيض الكاشاني: 97 ــ 98، الباب الرابع في الرياء والكبر والعجب وعلاجهم، الفصل السابع آفات العجب. إحياء علوم الدين، الغزالي: 3/ 325 ــ 326، كتاب ذم الكبر والعجب، بيان آفة العجب.
[7] سورة التوبة/ 25.
[8] سورة الحشر/ 2.
[9] إحياء علوم الدين،الغزالي: 3/ 325، كتاب ذم الكبر والعجب،بيان ذم العجب وآفاته.
[10] سورة الكهف/ 104.
[11] سورة فاطر/ 8.
[12] إحياء علوم الدين،الغزالي:3/325،كتاب ذم الكبر والعجب،بيان ذم العجب وآفاته.
[13] عوالي اللئالي، ابن أبي جمهور: 1/ 273، الفصل العاشر في أحاديث تتضمن شيئا من الآداب الدينية/ ح96.
[14] شرح أصول الكافي، المازندراني: 8/200. بحار الأنوار، المجلسي: 69/329، كتاب الإيمان والكفر، باب 119 ذم الشكاية من الله وعدم الرضا بقسم الله / ح 12. وفي ذيل الحديث: "العجب" مرة واحدة.
[15] ليس في الكافي: "تعالى".
[16] في الكافي: "مؤمن" بدل "مؤمنا".
[17] الكافي، الكليني: 2/ 313، كتاب الإيمان والكفر، باب العجب/ ح1.
[18] الإمام الصادق عليه السلام.
[19] الكافي، الكليني: 2/ 313، كتاب الإيمان والكفر، باب العجب/ ح2.
[20] أي: "الإمام الصادق عليه السلام".
[21] الكافي ، الكليني : 2 / 313 ، كتاب الإيمان والكفر ، باب العجب/ح4.
[22] أي: "الإمام الصادق عليه السلام".
[23] أنظر: مجموعة ورام، ورام بن أبي فراس: 2/ 206.
[24] في الكافي: "عن أحدهما عليهما السلام" أي: "الإمام الباقر عليه السلامأو الإمام الصادق عليه السلام".
[25] المدل، بكسر الميم: الرجل الخفي الشخص. الصحاح، الجوهري: 5/ 1818، مادة "مدل".
[26] أنظر: الكافي، الكليني: 2/ 314، كتاب الإيمان والكفر، باب العجب/ 6.
[27] أي: "الإمام الصادق عليه السلام".
[28] أي: "الإمام الصادق عليه السلام" والحديث متصل مع ما قبله.
[29] نبي الله داود عليه السلام: هو داود بن يسى، وقيل: إيشا بن عوبيد بن بوعز، وقيل: عامر، وقيل: ياعز بن سلمون بن أحشون، وقيل: نحشون بن عمينا  داب، وقيل: عويناداب، من سلالة إسحاق بن إبراهيم الخليل عليه السلام، ومعنى داود بالعبرية: الحبيب. ولد في بيت لحم بفلسطين حوالي عام 1033 قبل ميلاد المسيح عليه السلام، وقيل: قبل الميلاد بـ 1071 سنة، وقيل: 1086 سنة قبل الميلاد. ولم يزل متصدرا للنبوة والملوكية في بني إسرائيل أربعين سنة حتى توفي فجأة في أورشليم يوم السبت، وقيل: يوم الأربعاء، حدود عام 962، وقيل: عام 1015 قبل ميلاد المسيح عليه السلام، بعد أن عمر 100 سنة، وقيل: 77 سنة، وقيل: 71 سنة، وقيل: 80 سنة، وقيل: 120 سنة، فدفنوه في مدينة داود على جبل صهيون بفلسطين.
أعلام القرآن، عبد الحسين الشبستري : 361 ــ 364، نبي الله داود عليه السلام.
[30] أنظر: الكافي، الكليني: 2/ 314، كتاب الإيمان والكفر، باب العجب/ ح8.
[31] أنظر: مصباح الشريعة، الإمام الصادق عليه السلام:81، الباب السادس والثلاثون في العجب.
[32] أنظر: الحقايق في محاسن الأخلاق، الفيض الكاشاني: 99 ــ 100، الباب الرابع في الرياء والكبر والعجب وعلاجهم، الفصل التاسع علاج العجب. إحياء علوم الدين، الغزالي: 3/ 325 ــ 326، كتاب ذم الكبر والعجب، بيان آفة العجب.
[33] سورة فصلت/ 15.
[34] في تفسير عليّ بن إبراهيم: حدّثني أبي، عن حنان بن سدير، عن أبيه، عن أبي جعفرعليه السلام: إن صفيّة بنت عبد المطّلب مات ابن لها. فأقبلت. فقال لها عمر: غطّي قرطك! فإنّ قرابتك من رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) لا تنفعك شيئا. فقالت له: هل رأيت لي قرطا يا بن اللّخناء!؟ ثمّ دخلت على رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم. فأخبرته بذلك و بكت.  فخرج رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) فنادى: الصّلاة جامعة! فاجتمع النّاس. فقال: ما بال أقوام يزعمون أنّ قرابتي لا تنفع!؟ لو قد قمت المقام المحمود، لشفعت في أحوجكم. والحديث طويل. أخذت منه موضع الحاجة. تفسير القمي، القمي: 1/ 188، تفسير سورة المائدة، أقسام الصوم. وفي مجمع البيان: و قال (صلى الله عليه وآله وسلم): كلّ حسب ونسب  منقطع، إلاّ حسبي ونسبي. مجمع البيان، الطبرسي: 7/ 211، تفسير سورة المؤمنون. ونشير ههنا بإيجاز أننا أوضحنا منابع المؤلف السيد عبد الله شبر (قدس سره) في كتابه هذا عن الفيض الكاشاني من مصنفاته، وهذا الأخير قد اعتمد بالأخذ على الغزالي وقد حدث مزج وخلط بين عقائد المدرستين حين النسخ دون الإشارة إلى ذلك، فأوجزنا الإشارة لعدم الإطالة.
[35] في البيت النص: "ذوي حسب".
[36] البيت لابن الرومي.
[37] ديوان ابن الرومي، ابن الرومي: 2/ 305، حرف الدال/ الرقم 660.
[38] سورة سبأ / 35.
[39] سورة الرعد/ 16.
[40] إشارة إلى قوله تعالى: ((وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلا يَمْلِكُونَ لأَِنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلا نَفْعاً وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتاً وَلا حَياةً وَلا نُشُوراً)) سورة الفرقان/3.
[41] سورة البقرة/ 249.
[42] سورة عبس/ 34 ــ 37.
[43] سورة الكهف/ 34.
[44] البيت للشاعر: لبيد بن ربيعة العامري، المتوفى 41 هـ، أحد أصحاب المعلقات. ديوان لبيد بن ربيعة، لبيد بن ربيعة: 56، البيت ضمن قصيدة يرثي فيها أربدا أخاه.
[45] أنظر: أسرار الصلاة، الشهيد الثاني: 180 ــ 182. جامع السعادات، النراقي: 1/ 371 ــ 377، علاج العجب إجمالا وتفصيلا. إحياء علوم الدين، الغزالي: 3/ 329 ــ 332، كتاب ذم الكبر والعجب، بيان أقسام ما به العجب و تفصيل علاجه.
[46] سورة فاطر/ 8.
[47] سورة الكهف/ 104.
[48] مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَعْفُورٍ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ أَبِي الْعَلاءِ أَنَّهُ حَضَرَ ابْنَ أَبِي يَعْفُورٍ فِي هَذَا الْمَجْلِسِ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام عَنِ اخْتِلافِ الْحَدِيثِ، يَرْوِيهِ مَنْ نَثِقُ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ لا نَثِقُ بِهِ، قَالَ: إِذَا وَرَدَ عَلَيْكُمْ حَدِيثٌ فَوَجَدْتُمْ لَهُ شَاهِداً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ أَوْ مِنْ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم وَإِلاّ فَالَّذِي جَاءَكُمْ بِهِ أَوْلَى بِهِ. الكافي،الكليني:1/ 69،كتاب فضل العلم،باب الأخذ بالسنة وشواهد الكتاب/ح2.

إرسال تعليق