يوم الحسـين شرف لبني الانسان أجمعين

بقلم: عباس محمود العقاد


مضى الحسين (عليه السلام)، يوم كربلاء، فخلف بكل نفس كريمة من بعده اثراً لا يمضي، ولا يزال باقياً ما بقي في التاريخ ذكر لذلك اليوم.

أثراً هو مزيج من شعور الحب والوفاء والاعجاب والرحمة والتقديس، كأشرف ما تختلج به ضمائر الأحياء، يبذل الناس حقاً عليهم مطاعاً محبوباً لذكرى الشهيد العزيز.

ومن الشعور تتولد الحياة، فكم حياة تخلق من ذلك الشعور لو تمثل بشراً سوياً يسعى على هذه الغبراء ؟

شعور لا يحصيه حساب


حياة واحدة يجزيها الناس بعالم من الشعور الكريم لو خلقت منه اعمار حية لخلقت من الوف الاعمار.

وصاحب تلك الحياة الواحدة مع هذا اكرم من الناس اجمعين، لانه بذل لهم ماعنده من الحياة، ولم يبذلوا له مما عندهم إلاّ قليلاً من كثير.

ذلك هو المعنى الذي يصبح به الشهيد وحده اكرم من (الانسانية) جمعاء… حتى حين تبذل له شعور الاكرام.

لأنه يعطي كل شيء.

وهي تعطي شيئاً من أشياء.

وللحسين (عليه السلام) فضل في الشهادة يرجع بأفضال.


فمن الشهداء من يتركون الدنيا لانهم لم يصلحوا للبقاء فيها، ومن يخرجون من نعمائها وما دعتهم قط للدخول في تلك النعماء

أما شهيد كربلاء فقد ترك الدنيا وهي في يديه، وتركها وهي مقبلة بنعمائها عليه، تركها لانه ارادها كما ينبغي ان يرضاها ولم يقبل ان تريده هي على شرط كما ترتضيه، فهو الشهيد ملء الشهادة من نبل وعظمة وايثار.

وهو الشهيد الذي ارتفع بالشهادة الى ذروتها السماوية فوق مراتب الشهداء، لانهم اعطوا حياة قد تعافها نفوس الاحياء، واعطي هو حياة يعافها مثله ويتهافت على مثلها الوف والوف.

ان الشهداء من هذه الطبقة العلوية لشرف لبني الانسان أجمعين، خليقة آدمية ينبغي ان يفخر بها ابناء آدم على اختلاف العقائد والأوطان.

ذلك هو الشرف الذي يردده في كل عام يوم عاشوراء.

جعله السفاكون يوم الدم.

وجعله الله يوم النور.

ولم يزل منذ عامه الأول ينبض بالدم، ويسطع بالنور.

إرسال تعليق