بقلم الشيخ وسام برهان البلداوي
فيما يلي بعض الأحاديث التي تناقض فيها حكم الشيخ الوهابي المعروف بالألباني شأنه في ذلك شأن أسلافه من المحدثين القدماء الذين ثبت بالدليل عدم امتلاكهم لقواعد وأسس ثابتة يحكمون من خلالها على الروايات النبوية، فحكمه وحكمهم كان ولا يزال تابعا لميولات المحدث ونزعاته النفسية وتوجهاته المذهبية والسياسية.
ألف: حديث عبد الله بن عمرو بن العاص
روى ابن ماجة في سننه: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ حُيَيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَعَافِرِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ــ صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم ــ مَرَّ بِسَعْدٍ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ فَقَالَ: مَا هَذَا السَّرَفُ. فَقَالَ أَفِي الْوُضُوءِ إِسْرَافٌ قَالَ: نَعَمْ وَإِنْ كُنْتَ عَلَى نَهَرٍ جَارٍ) (سنن ابن ماجة لمحمد بن يزيد القزويني المعروف بابن ماجة ج1 ص147 تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي).
حكم الألباني على هذا الحديث بأنه ضعيف في كتابه (ضعيف سنن ابن ماجه لمحمد ناصر الدين الألباني/89، الناشر: المكتب الإسلامي بيروت الطبعة: الأولى، سنة الطبع 1408هـ).
وحكم بضعفه أيضا في تخريجه لأحاديث مشكاة المصابيح (هداية الرواة إلى تخريج أحاديث المصابيح والمشكاة ومعه تخريج الألباني للمشكاة لأحمد بن علي ابن حجر العسقلاني ص407 تحقيق: علي بن حسن بن عبد الحميد الحلبي الناشر: دار ابن القيم ــ الدمام ــ الطبعة: الأولى - سنة الطبع1422هـ).
وحكم بضعف إسناده أيضا في كتابه (إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل).
ولكن الألباني أعرض عن تضعيف هذا الحديث في كتابه (سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها) فحكم بحسن إسناده (راجع: سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها لمحمد ناصر الدين الألباني ج7 ص860 الناشر مكتبة المعارف الطبعة الأولى).
باء: حديث عبيد الله بن أبي رافع
وروى أحمد بن حنبل وآخرون عن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه قال: (رأيت رسول الله صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم أذن في أذني الحسن حين ولدته فاطمة بالصلاة) (مسند احمد بن حنبل ج 6 ص 9).حكم الألباني على هذا الحديث بأنه (حسن الإسناد) في كتابه إرواء الغليل الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل تحت الرقم 1173(الناشر: المكتب الإسلامي ــ بيروت ــ الطبعة الأولى سنة الطبع 1399هـ).
لكنه عاد وحكم بضعفه في تحقيقه لكتاب الكلم الطيب (ج1 ص161 رقم الحديث 211).
إرسال تعليق