بقلم: السيد نبيل
الحسني
لقد خصت السبحة
الحسينية المقدسة بآثار غيبية عديدة دلت عليها الأحاديث الشريفة، منها ما تعلق
بتحقق الأثر الغيبي في كونها أماناً من كل خوف، ومنها ما تعلق بمضاعفة أجر المسبّح
بها.
أولا: إنّ السبحة الحسينية تحقق الأمان من كل خوف
روي أنه لما ورد الإمام الصادق عليه السلام إلى العراق، اجتمع إليه الناس، فقالوا: يا مولانا تربة قبر الإمام الحسين عليه السلام شفاء من كل داء، فهل من أمان من كل خوف؟ فقال: «نعم إذا أراد أحدكم أن تكون أمانا من كل خوف
فليأخذ السبحة من تربته ويدعو بدعاء المبيت على فراشه ثلاث مرات وهو: (أمسيت اللهم
معتصما بذمامك وجوارك المنيع الذي لا يطاول ولا يحاول من شر كل غاشم وطارق من سائر
من خلقت وما خلقت من خلقك، الصامت والناطق، من كل مخوف بلباس سابغة حصينة ولاء أهل
بيت نبيك عليهم السلام، محتجبا من كل قاصد لي إلى أذية بجدار حصين الإخلاص في
الاعتراف بحقهم، والتمسك بحبلهم، موقنا أن الحق لهم ومعهم وفيهم، وبهم أوالي من والوا
وأجانب من جانبوا وأعادي من عادوا فصل على محمد وآله وأعذني اللهم بهم من شر كل ما
أتقيه يا عظيم حجزت الأعادي عني ببديع السماوات والأرض، إنا جعلنا من بين أيديهم
سدا ومن خلفهم سدا، فأغشيناهم فهم لا يبصرون ثم يقبل السبحة ويضعها على عينيه
ويقول: (اللهم إني أسألك بحق هذه التربة وبحق صاحبها، وبحق جده وأبيه وبحق أمه
وبحق أخيه وبحق ولده الطاهرين، اجعلها شفاء من كل داء وأمانا من كل خوف، وحفظا من
كل سوء.
ثم يضعها في جيبه فان فعل ذلك في الغداة فلا يزال
في أمان الله حتى العشاء وإن فعل ذلك في العشاء لا يزال في أمان الله حتى الغداة».
ثانيا: في كون السبحة الحسينية تسبح في يد صاحبها وإن
الله تعالى يضاعف أجر المسبّح بها
1 ــ روي عن الإمام الصادق عليه السلام، أنه قال: «من كانت معه سبحة من طين قبر الحسين عليه السلام كتب مسبّحا وإن لم يسبح بها». ( فلاح السائل للسيد ابن طاووس: ص224).
2 ــ وروي أيضا: «إن من أدار تربة الحسين عليه السلام في يده وقال: (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر) مع كل سبحة كتب الله له ستة آلاف حسنة ومحي عنه ستة آلاف سيئة، ورفع له ستة آلاف درجة وأثبت له من الشفاعات بمثلها». ( بحار الأنوار للعلامة المجلسي ج 82، ص 340).
3 ــ روي عن الإمام الصادق عليه السلام: «يستحب حمل سبحة من طينه عليه السلام، ــ أي الإمام الحسين عليه السلام وهي من ثلاث وثلاثين حبة ــ فمن قلبها ذاكرا لله تعالى فله بكل حبة أربعون حسنة، وإن قلبها ساهيا فعشرون حسنة، وما سبح بأفضل من سبحة من طينه عليه السلام». ( بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج 82، ص 340).
4 ــ عن ابن معية، عن الإمام الصادق عليه السلام قال: «من سبح بسبحة من طين قبر الحسين عليه السلام تسبيحة كتب الله له أربع مائة حسنة، ومحى عنه أربع مائة سيئة، وقضيت له أربع مائة حاجة، ورفع له أربع مائة درجة.
ثم قال: وتكون السبحة بخيوط زرق أربعا وثلاثين خرزة، وهي سبحة مولاتنا فاطمة الزهراء عليها السلام لما قتل حمزة عليه السلام عملت من طين قبره سبحة تسبح بها». (بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج 82، ص 341).
5 ــ روي عن الإمام أبي جعفر موسى الكاظم عليه السلام قال: «لا تستغني شيعتنا عن أربع: خُمرة (سجادة صغيرة من سعف النخيل) يصلي عليها، وخاتم يتختم به، وسواك يستاك به، وسبحة من طين قبر أبي عبد الله عليه السلام فيها ثلاث وثلاثون حبة، متى قلبها ذاكرا كتب له بكل حبة أربعون حسنة، وإذا قلبها ساهيا يعبث بها كتب له عشرون حسنة». ( تهذيب الأحكام للشيخ الطوسي: ج 6، ص 75).
6 ــ عن عبد الله بن جعفر الحميري قال: كتبت إلى الفقيه عليه السلام ــ، أي: الإمام الكاظم ــ اسأله هل يجوز أن يسبح الرجل بطين قبر الحسين عليه
السلام وهل فيه فضل؟، فأجاب: «يسبح به، فما شيء من التسبيح أفضل منه ومن فضله أن المسبح ينسى التسبيح ويدير السبحة فيكتب له ذلك التسبيح». ( تهذيب الأحكام للشيخ الطوسي: ج 6، ص 76).
إرسال تعليق