بقلم: السيد ياسين الموسوي
ومن تلك التوقيعات الصحيحة التي تحدَّثت عن خوارق العادة، وكانت معجزة، ما رواه الكليني في الكافي الشريف:
ومن تلك التوقيعات الصحيحة التي تحدَّثت عن خوارق العادة، وكانت معجزة، ما رواه الكليني في الكافي الشريف:
1 . عن علي بن محمَّد، عن الفضل الخزاز المدائني مولى خديجة بنت محمَّد أبي جعفر عليه السلام قال: إنَّ قوماً من أهل المدينة من الطالبيين كانوا يقولون بالحق, وكانت الوظائف ترد عليهم في وقت معلوم. فلمَّا مضى أبو محمَّد عليه السلام رجع قوم منهم عن القول بالولد، فوردت الوظائف على مَنْ ثبت منهم على القول بالولد، وقطع عن الباقين، فلا يذكرون في الذاكرين والحمد لله رب العالمين[1].
2 . عن علي بن محمَّد قال: أوصل رجل من أهل السواد مالاً فردّ عليه, وقيل له: اخرج حقَّ وُلْدِ عَمِّك منه وهو أربعمائة درهم، وكان الرَّجل في يده ضيعة لِوُلْدِ عَمِّه, فيها شركة قد حبسها عنهم، فنظر فإذا الذي لولد عمِّه من ذلك المال أربعمائة درهم, فأخرجها, وأنفذ الباقي, فقبل[2].
3 . عن القاسم بن العلاء قال: ولد لي عدَّة بنين, فكنت أكتب, وأسأل الدعاء, فلا يكتب إليَّ لهم بشيء، فماتوا كلُّهم، فلمَّا ولد لي الحسن ابني كتبتُ أسأل الدعاء, فأُجِبْتُ: يبقى, والحمد لله[3].
4 . وروى عن عليِّ, عن النضر بن صباح البجلي، عن محمَّد بن يوسف الشاشي, قال: خرج بي ناصور على مقعدتي, فأريته الأطباء, وأنفقت عليه مالاً, فقالوا: لانعرف له دواء، فكتبت رقعة أسال الدّعاء, فوقعَّ عليه السلام إليَّ: ألبسك الله العافية، وجعلك معنا في الدنيا والاخرة.
قال: فما أتت عليّ جمعة حتى عوفيت, وصار مثل راحتي، فدعوت طبيباً من أصحابنا وأريته إياه، فقال: ما عرفنا لهذا دواء[4].
5 . وروى عن عليّ بن الحسين اليماني, قال: كنت ببغداد, فتهيأت قافلة لليمانيين، فأردتُ الخروج معها، فكتبتُ ألتمس الإذن في ذلك، فخرج: لاتخرج معهم , فليس لك في الخروج معهم خيرة , وأقم بالكوفة.
قال: وأقمتُ, وخَرَجَتْ القافلة فَخَرَجَتْ عليهم حنظلة, فاجتاحتهم.
وكتبت أستاذن في ركوب الماء, فلم يؤذن لي؛ فسألتُ عن المراكب التي خرجت في تلك السنة في البحر, فما سلم منها مركب، خرج عليها قوم من الهند يقال لهم (البوارح), فقطعوا عليها.
قال: وزرت العسكر, فأتيت الدَّرب مع المغيب ولم أكُلِّم أحداً, ولم أتَعَّرَف إلى أحد, وأنا اصلي في المسجد بعد فراغي من الزيارة, إذا بخادم قد جاءني, فقال لي: قم، فقلت له: إذن إلى اين؟.
فقال لي: إلى المنزل.
قلت: ومَنْ أنا, لعلك أُرْسِلْتَ إلى غيري؟!.
فقال: لا؛ ما أُرْسِلْتُ إلا إليك، أنت علي بن الحسين, رسول جعفر بن ابراهيم.
فَمَرَّ بي حتى أنزلني في بيت الحسين بن أحمد, ثم سارَّه, فلم أدر ما قال له: حتى أتاني جميع ما احتاج إليه، وجلست عنده ثلاثة أيام, واستأذنته في الزيارة من داخل, فأذن لي فزرت ليلاً[5].
6 . وروى عن الحسن بن الفضل بن زيد اليماني، قال: كتب أبي بخطِّه كتاباً, فورد جوابه. ثُمَّ كتبت بخطي فورد جوابه.
ثُمَّ كتب بخط رجل من فقهاء أصحابنا, فلم يرد جوابه؛ فنظرنا فكانت العلَّة أنَّ الرجل تحوّل قرمطياً.
قال الحسن بن الفضل: فزرتُ العراق, ووردت طوس, وعزمت أنْ لا أخرج إلا عن بيِّنة من أمري ونجاح من حوائجي, ولو احتجت أن اقيم بها حتى أتصدَّق قال: وفي خلال ذلك يضيق صدري بالمقام، وأخاف أنْ يفوتني الحج.
قال: فجئت يوماً إلى محمَّد بن أحمد اتقاضاه, فقال لي: صر إلى المسجد كذا وكذ, وأنَّه يلقاك رجل.
قال: فصرت اليه, فدخل عليَّ رجل, فلمَّا نظر اليَّ ضحك, وقال: لا تغتمّ, فإنَّك ستحج في هذه السنة, وتنصرف إلى أهلك, وولدك سالماً.
قال: فاطمأننت, وسكن قلبي, وأقول ذا مصداق ذلك, والحمد لله.
قال: ثُمَّ وردت العسكر، فَخَرَجَتْ إليَّ صُرَّةً فيها دنانير, فرددتها، وكتبتُ رقعة، ولم يشر الذي قبضها منِّي عليّ بشيء, ولم يتكلم فيها بحرف, ثُمَّ نَدِمْتُ بعد ذلك ندامة شديدة, وقلت في نفسي: كَفَرْتُ برَدِّي على مولاي؛ وكَتَبْتُ رقعة أعتذر من فعلي، وأبوء بالإثم, واستغفر من ذلك, وأنفذتها، وقمت أتمسح فأنا في ذلك أفكر في نفسي، وأقول إنْ رُدَّتْ عليَّ الدَّنانير لم أُحلِل صرارها, ولم أحدث فيها حتى أحملها إلى ابي فإنَّه أعلم منِّي, ليعمل فيها بما شاء.
فخرج اليَّ الرَّسول الذي حمل الي الصُّرَّة: أسأْتَ إذ لم تعلم الرجل إنَّا ربَّما فعلنا ذلك بموالينا, وربَّما سألونا ذلك يتبركون به.
وخرج إليَّ: أخْطَأْتَ في ردِّك برَّنا, فإذا استغفرتَ الله، فالله يغفر لك؛ فأمَّا إذا كانت عزيمتك, وعقد نيتك ألا تحدث فيها حدثاً, ولا تنفقها في طريقك, فقد صرفناها عنك, فأما الثوب, فلابد منه لتحرم فيه.
قال: وكتبتُ في معنيين, وأردت أن أكتب في الثالث, وامتنعت منه مخافة أن يكره ذلك؛ فورد جواب المعنيين والثالث الذي طويت, مفسَّراً والحمد لله.
قال: وكنتُ وافقتُ جعفر بن ابراهيم النيسابوري بنيسابور على أن أركب معه, وأزامله، فلمَّا وافيت بغداد بدا لي، فاستقلْته, وذهبت أطلب عديلاً، فلقيني ابن الوجنا بعد أنْ كنت صرتُ إليه وسألته أنْ يكتري لي فوجدته كارهاً, فقال لي: أنا في طلبك, وقد قيل لي: إنَّه يصحبك, فأحسن معاشرته, واطلب له عديلاً, واكترِ له[6].
7 . وروى عن علي بن محمَّد، عن الحسن بن عبد الحميد قال: شككتُ في أمر حاجز, فجمعت شيئاً, ثُمَّ صرتُ إلى العسكر, فخرج اليَّ ليس فينا شك, ولا فيمن يقوم مقامنا بأمرنا؛ رُدَّ ما معك إلى حاجز بن يزيد[7].
8 . عن عليّ، عن عدَّة من أصحابنا، عن أحمد بن الحسن, والعلاء بن رزق الله, عن بدر غلام أحمد بن الحسن, قال: وردتُ الجبل, وأنا لا أقول إلا بالإمامة, أحبّهم جملة, إلى أن مات يزيد بن عبد الله, فأوصى في علته أن يدفع الشهري السمند, وسيفه, ومنطقته, إلى مولاه, فخفت إنْ أنا لم أدفع الشهري إلى اذ كوتكين نالني منه استخفاف, فقوّمت الدَّابة, والسيف, والمنطقة بسبعمائة دينار في نفسي, ولم أطلع عليه أحداً، فإذا الكتاب قد ورد عليَّ من العراق: وَجِّه السبع مائة دينار التي لنا قبلك من ثمن الشهري, والسيف, والمنطقة[8].
9 . وعن عليّ, عمَّن حدَّثه قال: وُلِدَ لي وَلَدٌ, فكتبت أستاذن في طهره يوم السابع, فورد: (لا تفعل).
فمات في اليوم السابع, أو الثامن.
ثُمَّ كتبت بموته, فورد: (ستخلف غيره, وغيره, تُسمِّيه أحمد ومن بعد أحمد، جعفراً).
فجاء كما قال.
قال: وَتَهَّيأتُ للحج, وَوَدَّعْتُ النَّاس, وكنت على الخروج, فورد: (نحن لذلك كارهون, والأمر اليك).
قال: فضاق صدري, واغتممتُ, وكتبتُ أنا مقيم على السمع, والطاعة , غير أنَّي مغتم بتخلفي عن الحج.
فوقَّع: لايضيقن صدرك , فإنَّك ستحج من قابل إن شاء الله.
قال: ولمَّا كان من قابل كتبتُ أستأذن فورد الإذن, فكتبت: إنِّي عادلت محمَّد بن العباس, وأنا واثق بديانته وصيانته، فورد: الأسدي نعم العديل، فإنْ قدم فلاتختر عليه.
فقدم الأسدي, وعادلته[9].
10 . وعن عليّ بن محمَّد, قال: حمل رجل من أهل آبة شيئاً يوصله, ونسي سيفاً بآبة، فأنفذ ما كان معه, فكتب إليه ما خبر السيف الذي نسيته [10].
11 . وعن الحسن بن خفيف، عن أبيه قال: بعث بخدم إلى مدينة الرسول 2, ومعهم خادمان, وكتب إليَّ (خفيف) أنْ يخرج معهم, فخرج معهم, فلمَّا وصلوا إلى الكوفة شرب أحد الخادمين مسكراً، فما خرجوا من الكوفة حتى ورد كتاب من العسكر بردِّ الخادم الذي شرب المسكر, وعُزِل عن الخدمة[11].
12 . وعن عليِّ بن محمَّد، عن محمَّد بن عليِّ بن شاذان النيسابوري قال: اجتمع عندي خمسمائة درهم تنتقص عشرين درهماً, فأنفت أنْ أبعث بخمسمائة تنقص عشرين درهماً, فوزنت من عندي عشرين درهماً, وبعثتها إلى الأسدي, ولم أكتب مالي فيها, فورد: وصلت خمسمائة درهم, لك منها عشرون درهماً[12].
13 . وروى عن الحسين بن محمَّد الأشعري قال: كان يرد كتاب أبي محمَّدعليه السلام في الإجراء على الجنيد قاتل فارس, وأبي الحسن وآخر، فلمَّا مضى أبو محمَّد عليه السلام ورد استيناف من الصاحب لأُجراء أبي الحسن, وصاحبه, ولم يرد في أمر الجنيد بشيء قال: فاغتممت لذلك؛ فورد نعيُ الجنيد بعد ذلك[13].
14 . وروى عن عليِّ بن محمَّد، عن أبي عقيل عيسى بن نصر قال: كتبَ عليُّ بن زياد الصيمري يسأل كفناً, فكتب إليه: إنَّك تحتاج اليه في سنة ثمانين.
فمات في سنة ثمانين, وبعث إليه بالكفن قبل موته بأيام[14].
15 . وروى عن عليّ بن محمَّد، عن محمَّد بن هارون بن عمران الهمداني قال: كان للناحية علَيَّ خمسمائة دينار, فضقت بها ذرعاً, ثُمَّ قلت في نفسي: لي حوانيت اشتريتها بخمسمائة وثلاثين, ديناراً قد جعلتها للناحية بخمسمائة دينار, ولم أنطق بها[15].
فكتب إلى محمَّد بن جعفر: اقبض الحوانيت من محمَّد بن هارون بالخمسمائة دينار التي لنا عليه.
16 . وروى عن الحسين بن الحسن العلوي قال: كان رجل من ندماء روزحسني, وآخر معه, فقال له: هو ذا يجبي الأموال, وله وكلاء, وسمَّوا جميع الوكلاء في النَّواحي, وأَنهى ذلك إلى عبيد الله بن سليمان الوزير، فهمَّ الوزير بالقبض عليهم, فقال السلطان: اطلبوا أين هذا الرجل, فإنَّ هذا أمر غليظ.
فقال عبيد الله بن سليمان: نقبض على الوكلاء؟.
فقال السلطان: لا, ولكن دُسُّوا لهم قوماً لايعرفون بالأموال، فَمَنْ قبض منهم شيئاً قُبِضَ عَلَيه.
قال: فخرج بأن يتقدم إلى جميع الوكلاء أنْ لايأخذوا من أحد شيئاً, وأنْ يمتنعوا من ذلك، ويتجاهلوا الأمر.
فاندس لمحمَّد بن أحمد رجل لايعرفه, وخلا به, فقال: معي مال أُريد أنْ أُوصله.
فقال له محمَّد: غلطت, أنا لا أعرف مِنْ هذا شيئاً.
فلم يزل يتلطفه, ومحمَّد يتجاهل عليه.
وبثوا الجواسيس, وامتنع الوكلاء كلُّهم, لما كان تقدم اليهم [16].
17 . وروى الصدوق في كمال الدين قال: حدَّثني أبي (رضي الله عنه), قال: حَدَّثنا سعد بن عبد الله، عن إسحاق بن يعقوب, قال: سمعتُ الشيخ العَمْري (رضي الله عنه) يقول: صحبت رجلاً من أهل السواد, ومعه مال للغريمعليه السلام , فأنفذه فَرُدَّ عليه, وقيل له: أخرج حقَّ ولد عمَّك منه, وهو أربعمائة درهم.
فبقي الرجل متحيِّراً, باهتاً, متعجباً, ونظر في حساب المال, وكانت في يده ضيعة لولد عمِّه قد كان رَدَّ عليهم بعضها, وزوى عنهم بعضها, فإذا الذي نضَّ لهم من ذلك المال أربعمائة درهم، كما قال عليه السلام ؛ فأخرجه, وأنفذ الباقي، فقبل[17].
18 . وروى ايضاً قال: حدَّثني أبي (رضي الله عنه)، عن سعد بن عبد الله، عن عليِّ بن محمَّد الرازي, قال: حدثني جماعة من أصحابنا: أنَّه بعث إلى أبي عبد الله بن الجنيد وهو بواسط غلاماً, وأمر ببيعه, فباعه, وقبض ثمنه؛ فلمَّا عير الدنانير نقصت من التعيير ثمانية عشر قيراطاً وحبة، فوزن من عنده ثمانية عشر قيراطاً وحبة, وأنفذها فَرَدَّ عليه ديناراً وزنه ثمانية عشر قيراطاً وحبَّة[18].
19 . وروى الصدوق قال: حدَّثنا محمَّد بن الحسن (رضي الله عنه)، عن سعد بن عبدالله، عن عليِّ بن محمَّد الرازي, المعروف بعلان الكليني قال: حدثني محمَّد بن جبرئيل الأهوازي، عن إبراهيم ومحمَّد ابني الفرج، عن محمَّد بن ابراهيم بن مهزيار إنَّه ورد العراق شاكاً مرتاداً, فخرج إليه: قل للمهزياري قد فهمنا ما حكيته عن موالينا بناحيتكم, فقل لهم: أما سمعتم الله يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ}[19].
هل أمر إلا بما هو كائن إلى يوم القيامة، أو لم تروا أنَّ الله عزَّ وجل جعل لكم معاقل تأوون إليها، وأعلاماً تهتدون بها من لدن آدم عليه السلام إلى ان ظهر الماضي [أبو محمَّد] صلوات الله عليه،كُلَّما غاب عَلَمٌ بدا عَلَمٌ، وإذا أفِلَ نَجْمٌ طَلَعَ نَجْمٌ, فَلَمَّا قَبَضَهُ اللهُ إليه ظَنَنْتُم أنَّ الله عزَّ وجل قد قطع السبب بينه وبين خلقه, كلا ما كان ذلك, ولايكون حتى تقوم الساعة, ويظهر أمر الله عزَّ وجل, وهم كارهون.
يا محمَّد بن إبراهيم: لا يدخلك الشك فيما قدمت له, فإنَّ الله (عزَّ وجل) لايخلي الارض من حجة، أليس قال لك أبوك قبل وفاته: إحضر الساعة مَنْ يُعَيِّر هذه الدنانير التي عندي، فلما ابطئ ذلك عليه، وخاف الشيخ على نفسه الوحا قال لك: عيِّرها على نفسك، وأخرج اليك كيساً كبيراً, وعندك بالحضرة ثلاثة أكياس، وصُرَّة فيها دنانير مختلفة النقد, فعيِّرتَها, وختم الشيخ بخاتمه, وقال لك: اختم مع خاتمي فإنْ أعش فأنا أحَقُّ بها، وإنْ أَمُتْ فاتقِ الله في نفسك أولاً، ثُمَّ فيَّ، فَخَلِّصْنِي, وكن عند ظنِّي بك.
أَخرج رحمك الله الدنانير التي استفضلتها من بين النقدين من حسابنا, وهي بضعة عشر ديناراً, واسترد من قبلك فإن الزَّمان اصعب مما كان, وحسبنا الله, ونعم الوكيل.
قال محمَّد بن إبراهيم: وقدمت العسكر زائراً, فقصدت الناحية, فلقيتني امرأة, وقالت: أنت محمَّد بن ابراهيم؟.
فقلت: نعم.
فقالت لي: انصرف, فإنَّك لاتصل في هذا الوقت، وارجع الليلة فإنَّ الباب مفتوح لك, فادخل الدار، واقصد البيت الذي فيه السراج.
فَفَعَلْتُ, وقصدتُ الباب فإذا هو مفتوح, فدخلتُ الدَّار, وقصدتُ البيت الذي وصفَتْه, فبينا أنا بين القبرين أنتحب, وأبكي, إذ سمعت صوتاً, وهو يقول: يا محمَّد! اتق الله, وتب من كل ما أنت عليه, فقد قُلِّدتَ أمراً عظيماً[20].
20 . وروى الصدوق في كمال الدين قال: وحدَّثنا محمَّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضي الله عنه)، عن سعد بن عبد الله، عن عليِّ بن محمَّد الرازي، عن نصر بن الصباح البلخي قال: كان بمرو كاتب كان للخوزستاني ــ سماه لي نصر ــ واجتمع عنده ألف دينار للناحية, فاستشارني, فقلت: ابعث بها إلى الحاجزي, فقال: هو في عنقك إنْ سألني الله (عزَّ وجل) عنه يوم القيامة؟.
فقلت: نعم.
قال نصر: ففارقته على ذلك, ثُمَّ انصرفتُ إليه بعد سنتين, فلقيته, فسألته عن المال, فذكر: أنَّه بعث من المال بمائتي دينار إلى الحاجزي: فورد عليه وصولها, والدعاء له, وكتب اليه: كان المال ألف دينار, فبعثت بمائتي دينار, فإنْ أحببت أنْ تعامل أحداً, فعامل الأسدي بالرَّي.
قال نصر: وورد عليّ نعي حاجز, فجزعتُ من ذلك جزعاً شديداً, واغتممت له, فقلتُ له: ولِمَ تغتمُّ, وتجزع, وقد مَنَّ الله عليك بدلالتين؛ قد أخبرك بمبلغ المال, وقد نعى اليك حاجزاً مبتدئا[21].
21 . وروى الصدوق عن أبيه (رضي الله عنه), قال: حدَّثنا سعد بن عبد الله، عن عليِّ بن محمَّد الرازي, قال: حدَّثني نصر بن الصباح قال: أنفذ رجل من أهل بلخ خمسة دنانير إلى حاجز, وكتب رقعة, وغَيَّر فيها اسمه؛ فخرج إليه الوصول باسمه, ونسبه, والدعاء له[22].
والتوقيعات في هذا المعنى كثيرة جداً لامجال لذكرها جميعها، ولذلك اخترنا هذه المجموعة ويمكننك أن تراجعها في مظانَّها إن شئت الزيادة, علماً أنَّ العلماء الأعلام قد كتبوا فصولاً, والَّفوا كتباً مستقلة, جمعوا فيها تلك التوقيعات الشريفة.
ــــــــــــــــ
[1] الكافي / ج1، ص518، ح7.
[2] الكافي / ج1، ص519، باب مولد الصاحب (عج)، ح8.
[3] الكافي / ج1، ص519، باب مولد الصاحب (عج)، ح9.
[4] الكافي / ج1، ص519، باب مولد الصاحب (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، ح11.
[5] الكافي /ج1، ص 519، ح12.
[6] الكافي / ج1، ص520، ح13.
[7] الكافي / ج1، ص521، ح14.
[8] الكافي/ ج1، ص522، ح16.
[9] الكافي / ج1 ص522، ح17.
[10] الكافي /ج1، ص522، ح20.
[11] الكافي/ ج1 / ص522، ح21.
[12] الكافي / ج1، ص522، ح23.
[13] الكافي / ج1، ص524، ح24.
[14] الكافي / ج1، ص524، ح27.
[15] الكافي / ج1، ص524، ح28.
[16] الكافي / ج1، ص525، ح30.
[17] كمال الدين / ص486، ح6.
[18] كمال الدين / ص486، ح7.
[19] من الآية (59) / سورة النساء.
[20] كمال الدين / ص486، ح8.
[21] كمال الدين / ص488، ح9.
[22] كمال الدين / ص488، ح10.
إرسال تعليق