بواعث انبثاق الصورة الحسية في الشعر الحسيني

بقلم: الأستاذ الدكتور صباح عباس عنوز
 
الباعث هو المصدر الذي يتأسّس عايه قيام الفعل الابداعي، وهو السبب المحرك لانطلاق عملياته، وهو جذوة الاضاءة الوجدانية التي تبنى عليها الصورة الحسية، وتتنوع هذه البواعث بحسب الاسباب التي جعلت الصورة الحسية مهيمنةً في الشعر الحسيني، وهي كثيرة ومنها:

1ـ اليقين المعرفي


 أي قدرة الشاعر على تقديم جوهر الحقيقة تقديماً منبثقاً انبثاقا روحيا صادراً من خوالجه، وهنا يتحتم عليه أن يكون ذا قدرة واسعة الاطلاع ومعرفة شاملة بتاريخه الثقافي أي المنشئ نفسه، كي يكون ابداعه نتاج معرفة وانساقا لمُدرك يمكن أن يوظفه مجازياً أو اسطورياً ويحوله إلى لغة شعرية جديدة، فالثقافة معلم من معالم اليقين المعرفي، فهي تسهم في ربط المعرفة التاريخية بالفهم الادراكي لدى المبدع، وقد كان ذلك عبءً على بعضهم، فحاول بعضهم الانفلات من الرقابة التاريخية فاستسلم إليها عاطفياً على حساب عمله الفني فأدت به إلى المباشرة في القول، وآخرون وهم الأغلب تجاوزوا ذلك وحققوا هذه السمة بتفاضل, وقد تأتي ثقافة الشاعر مهمة في ايضاح دلالات نصه، سواء كانت هذه الايضاحات لغوية او تأريخية او شاملة لعلوم المعرفة الاخرى، قال الشاعر([1]):
 
بنو غالب ثوروا عجالا بنهضةٍ *** تطير بقلبِ الدهر مِن لَجب ذُعْرا
بحيث نرى الدنيا بآل محمد  *** وقد ملئت عدلا كما مُلِئتْ جورا
ونبصر آل الله بالنصرِ ترتدي *** وآلَ بني سفيان صرعى على الغبرا
فما تركت بالطف أعبُد فتحكم *** لكم حرةً الا أُضيمت ولا حرا
وكم قَدْ عَلَتْ صدرا وكم وَطَأَتْ ظهرا *** وكم قد فَرَتْ نحرا وكم نَكَثَتْ ثغرا
وكم غادَرتْ في الطف من حرّة حسرى *** من مهجة حرّى ومن مقلةٍ عبْرى
لقد طَلبَتْ في ثأر اشياخها كُفرا *** من السبط في بدر وقد أدْرَكت بَدْرا
فاخفت جبيناً يبهر الشمسَ نورُه *** وأرَدَتْ عمادا يرفُعُ المجد والفخرا
وأرْدَت حسينا في صواعق بغيها *** صريعا لدى البوغاء يفترش العَفْرا
 
فنجد الشاعر اغترف من معين ثقافته، فتأسست الصورة الحسية معتمدة على قضية التاريخ حين تبدأ المقارنة بين آل البيت (عليهم السلام) وبين آل بني سفيان، فاستحضر الشاعر تلك الجفوة بينهم تاريخيا لاختلاف توجهات الطرفين، فلا يغرب عن الذهن بأن آل سفيان مثلوا الكفر بنفسه ووقفوا موقف المارق تجاه الدعوة المحمدية، فانتهت الصور الحسية الى حقيقة تاريخية وهي الثأر من آل البيت بسبب موقعة بدر، فانتهى المقطع الى صور حسية حركية ملونة كانت جوابا لذلك اليقين المعرفي الذي اخذه الشاعر اداة وبرهانا اقناعيا للمتلقي كما في البيتين:

فأخفَت جبينا يبهر الشمس نورُه *** وأردتْ عمادا يرفع المجد والفخرا
وأدمت ضمير الحق في شرِّ طعنة *** مسددةٍ من كف مَن سنن الكفرا

ونجد هذه القضية التي يستند عليها الشعراء في قتل الحسين (عليه السلام) ــ كما صرح بها يزيد ــ تأخذ حيزا مهما في شعرهم كما في قول الشاعر([2]):

وغداة بدر وهي ام وقائع *** كبرت وما زالت لهن ولودا
قابلتهن فلم تدع لعقودها *** نظما ولا لنظامهن عقيدا
فالتاج عتبة ثاويا بيمين مَنْ  *** يُمناه أردت شيبة ووليدا
سجدت رؤسهم لديك وانما *** كان الذي ضُربتْ عليه سجودا
تالله لاأنس ابن فاطم والعدا *** ابدت اليه ضغائنا وحقودا

فالشاعر بعد ان يمدح الامام علي (عليه السلام) يرثي الحسين (عليه السلام) وهو ايضا يؤكد قضية بدر وكان الامام علي (عليه السلام) حامل راية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وكان عمره 27 سنة.

فالصورة الحسية نمت هنا على اديم اليقين المعرفي، أي ما اختزنه الشاعرمن معرفة لتكون ممولا للمعنى الذي ارتضاه هدفا عبر الصور الحسية المنتقاة، فالصورة الحسية حملت مفارقة مرة اخرى هنا في هذا البيت:

سجدت رؤسهم لديك وانما *** كان الذي ضربت عليه سجودا

فاعطت معانيها الايحائية بدلالات تبين جانبين:

احدهما فعل الامام علي (عليه السلام) في الحرب، وان فعله كان خالصا لله سبحانه وتعالى.

وثانيهما: أنبأت الصورة الحسية عن قدرة الشاعر الفنية من خلال توظيف التراث وأحداث التاريخ في نصه، فكانت الصورة الحسية الوعاء الذي تضمن ذلك اليقين المعرفي الذي اقتنع به الشاعر فصدّقه احساسه أولا، ومن ثم أودَعَه نصّه ثانيا.

2ـ وحدة الصراع


أي موقف الشاعر من الوجود، فقد امتاز الشاعر الحسيني من سواه بأنه غير مداهن للواقع بسبب أن قضية الحسين (عليه السلام) لاتقبل الا الحقيقة، وهي مرتبطة بالوجدان، فهو لا يراهن على الاشياء الخيالية البحته في الشعر، وعملية الابداع لديه نتاج موقف نفسي مبني على انفعال عميق يستدعي التعجب، إذ تؤشر القيمة الفنية لشعره كلما كانت القصيدة نتاج تفاعل الخارج مع النفس، وبهذا امتاز زمنه النفسي باللاّ استقرار فتارة يجوب الماضي السحيق، وتارة يتحول بسرعة البرق إلى زمنه الحاضر، وتارة يحلق في اجواء المستقبل، وهذه خصيصة تستحق التوقف عند الشعر الحسيني، هذا الامر جعل الشاعر الحسيني رافضاً للواقع دائماً ومتمرداً عليه، وتكاد سمة الرفض أن تكون مهيمنة على الصورة الحسية في الشعر الحسيني؛ لأن الشاعر الحسيني لا يرى الوجود في قضية الحسين الا صراعاً بين الخير والشر، وهو يسير دوماً إلى جانب الخير. يقول الشاعر الشريف الرضي([3]):

كربلا لا زلت كرباً وبلا *** ما لقي عندك آل المصطفى
كم على تربك لمّا صرعوا  *** من دم سال ومن دمع جرى
لم يذوقوا الماء حتى اجتمعوا *** بحدا السيف على ورد الردى
ووجوهاً كالمصابيح فمن *** قمر غاب ونجم قد هوى

فبدا الشاعر من استهلال قصيدته رافضا للواقع غير معترف به, وكان سئما منه، فكانت الصور الحسية التي رافقها الانفعال مرئية وحركية وملونة في ان واحد، ليسهم ذلك في تنفيس كرب الشاعر، وازاحة همومه وهو ينتقل من صورة الى اخرى تحت اطار وحدة الصراع أي الموقف من الوجود,وتعد هذه الوحدة اساس الباعث الذي تقام عليه القصيدة عند الشاعر الحسيني، لذلك فان وحدة الصراع لها حضور كبير عند الشعراء الحسينيين؛ لانهم يتخذون من النص الحسيني طريقا موصلا الى غاياتهم النقدية لواقعهم، فالشعر هو اكثر قدرة على إظهار ما يعتمل في النفس، وهو في حقيقته صدى الانفعلات الانسانية وايماءاتها وما الكلمات الا وسائط ووثبات نفسية يرسلها المبدع إلى المتلقي معبأة بدلالات احساسه([4]), تأمل قول الشاعرمخاطبا الامام علي (عليه السلام)([5]):

أقبلت نحوك محمولا على ضرمي *** أجرُّ خلفي أعواماً من الندم
خلفي المتاهات قد القى الضياع بها  *** مجاهلا فغدت كونا من الظلم
خلفي ذنوب يكاد العمر يحملها *** وشما تلون من كفي ومن قدمي
نعم انا مذنب كلٌ شهودٌ على *** أمسي يقيمون في صوتي ومل ء فمي

فالصور الحسية هنا وشت عن حال الشاعر وما يعتليه من الهم ووخز الضمير، وبذلك كان موقفه واضحا، فالصور الحسية (اقبلت محمولا) والحسية الحركية (اجر خلفي اعواما من الندم) و(كونه المظلم) و(لوشم الملون) الذي بقي شارة تدل على ذنوبه اكدها الشاعرفي قوله:

نعم انا مذنب كلٌ شهودٌ على *** امسي يقيمون في صوتي ومل ء فمي

فاعطتنا الصور الحسية الصوتية غاية الشاعر ومراده وهو يحاكم واقعا رافضا له بكل احساسه، فكان للصور الحسية اثر في رسم ملامح موقف الشاعر من الوجود، وقد جعلها فوانيس في سياق نصّه، فأهداها إلى المتلقي حسيا. أما نافذته التي أطل من خلالها لنقد واقعه وتمردّه عليه فهي مخاطبته للامام (عليه السلام).

3ـ الوجدان المعرفي


وهذه النقطة لها علاقة بالتي قبلها، فعلاقة الشاعر الحسيني بغيره من الناس ولاسيما العامة منهم، وما يحيط به وثيقة جداً، فالوجدان المعرفي مصدر معرفة الشاعر، وإن معياره الأساس فيما يكتسبه الشاعر من تجربته اليومية مع الآخرين وما يحرزه من انطباعات وأفكار([6])، فيساعد ذلك على نمو تصوراته الأمر الذي ينعكس على فنه، لذلك فثمة علاقة وطيدة بين الشاعر الحسيني ومعاناة الناس، ومن هنا كان حضور الحسية في مشهده الشعري قوياً.

ولما كان الوعي الجمعي يقدس قضية الحسين (عليه السلام)، فالشاعر الحسيني لم ينكفئ عن العامة، وإنما ارتبط معهم وارتبطوا به عبر نصه الذي صار فماً ناطقاً لوعيهم الجمعي. فحضر الوجدان المعرفي بشدة في النص الحسيني. يقول الشاعرعبد المهدي مطر([7]):

لا تسلمن الى الدنيّة راحة *** ما كان أسلمها لذلّ حيدرُ
وابعث حياة الناهضين جديدةً *** فيها الأباء مؤيد ومظفّرُ
وارسم لسير الفاتحين مناهجاً *** فيها عروش الطائشين تدمر
ان لم تُلَبّك ساعةٌ محمومةٌ  *** ذٌمت فقد لبّتْ نداءك أعصُرُ
شكتِ الشريعةُ من حدود بُدّلتْ *** فيها واحكام هناك تغيّروا

ان الشاعر نظر باهتمام الى ما يعترض حياة العامة من صراعات فترجمها ترجمة فنية، وجاء بانطباعات وافكار تحفز المحيطين به من الناس على الهاب تجاربهم وبث روح التحرر في انفسهم، فهو عبر الصور الحسية لا يريد من محيطه ان يسلم راحته الى الدنية، لان الامام علي (عليه السلام) لم يسلمها لذل، وأراد بصورة حسية من المحيطين به من قادة أي يبعثوا الهمم للناهضين وقصد التحرر، وان يرسموا مسارا وطريقا للفاتحين، فهنا تُدمّر العروش وتتساقط، فاذا تكاسل المرء عن حقه فان هناك من لبى نداء الحق مثل الحسين (عليه السلام)، فختم حجته الاقناعية التي استهل بها قصيدته بصورة حسية:

قُم وارمق البيت الحرام ونظرة *** اخرى لقبرك فهو حج أكْبَرُ
أصبحت مفخرة الحياة وحق لو *** فخرت به قدم الشهادة مفخرُ
قُدّست ما أعلى مقامك رفعة *** أخفيه خوف الظالمين فَيَظْهَرُ

فالشاعرأوضح علاقته بمحيطه وأولى تلك العلاقة أهمية، فأحب لهم الحياة السعيدة الرغيدة بالعز والاحترام، فكانت الصور الحسية خير معبر عن وجدانه المعرفي، رابطا بينه وبين محيطه عبر ما يتمناه للناس من امور ذكرناها, فكانت الصورالحسية مرتبطة بالمضمون، فخلف ذلك وعيا جماليا بمداليله الرمزية المرتبطة باحساس الشاعر، فأسهمت الصورالحسية في اضاءة ذهن المتلقي عبر انسجامها مع الصور الحسية كما هي الحال في (البيت الحرام) (قبرك) (مقامك)، وحققت الصور الحسية مفارقة جميلة في بيته:

قدست ما أعلى مقامك رفعة *** أخفيه خوف الظالمين فيظهر

وبذلك كان الوجدان المعرفي حاضرا بقوة في بناء الصور الحسية، واكتنازها بالدلالات الثقافية معرفيا، وعلاقتها بالواقع المعيش اجتماعيا.

4ـ البعد المعرفي عند الشاعر الحسيني


ويتجلّى من غوص الشاعر في قراءة الأشياء قراءة معرفيّةً متعمقة قائمة على إلمامه المعرفي بصغائر الأمور وتوظيفها من أجل خدمة نصه الحسيني، إذيمتد تاريخ بعيد في نسيج أي قصيدة حسينية، فالشاعر الحسيني مثقف ولا يقبل لنفسه إلا أن يكون على مستوى ثقافي عال وهو يطالب نفسه أولاً بذلك، ولا يسمح للآخرين بمطالبته في أن تضعف لديه المعرفتان الأفقية والعمودية، ولا يرضى لأحدهما من دون سواهما، هذه الخصيصة جعلت من الشعراء الحسينيين أصحاب تجارب فنية عالية، وكلما تقدم بهم الزمن كلما تعمقت نقطة التقاء المعرفتين عندهم، فهو لا يكتب للشعر من اجل الهوس والترف وإنما بسبب بعد معرفي حمل معه وظيفة ابلاغية جعلته ميالاً إلى الحسية، فأثر ذلك في انتاج الصورة ووسمها بهذه السمة, فالشعراء الحسينيون يعتمدون على قراءة التاريخ وربط ذلك بقصائدهم، وهذا ما نجده مهيمنا في عموم قصائدهم، فهم يحسنون ركوب البحر واختيار القافية ومراعاة مقتضى الحال في خطاباتهم الحسينية، فضلا عن ذلك فان لديهم المقدرة في سبر أغوار التاريخ والاتيان بما يريدونه دالة على عمق تجربتهم الشعرية، لأن التجربة الشعرية هي"الصورة الكاملة النفسية أو الكونية التي يصورها الشاعر حين يفكر في أمر من الامور تفكيرا ينم عن عميق شعوره واحساسه، وفيها يرجع الشاعر الى اقتناع ذاتي واخلاص فني لا الى مجرد مهارته في صياغة القول([8])" فمثلا نجد اتكاء الشاعر على قدرته المعرفية لغة وتاريخا وبيانا وبديعا وفلسفة كما في قوله([9]):

فداء لمثواك من مضجع *** تنور بالأبلج الاروع
بأعبق من نفحات الجنا *** ن روحا ومن مسكها أضوع
فيا ابن البتول وحسبي بها  *** ضمانا على كل ما أدعي
ويابن التي لم يضع مثلها *** كمثلك حملا ولم يرضع
ويابن البطين بلا بطنة *** ويابن الفتى الحاسر الأنزع
ويا غصن هاشم لم ينفتح  *** بأزهر منك ولم يفرع

فنشاهد هنا ثقافة النص بائنةً فيه وهي ثمرة من ثمرات البعد المعرفي للشاعر، فانك تشعر بقدرته على صياغة الصور الحسية مستعينا بمعرفته الافقية، ونعني بها المامه بكل الموضوعات التي تسهم في بناء القصيدة فكرا ومعنى وتاريخا, فضلا عن استعانته بالمعرفة العمودية، وهي قدرته الذاتية في الغوص الى أعماق الموضوع الذي يكتب فيه والالمام بكل دقائقه، فكانت صوره الحسية المتنوعة هنا تشرح التاريخ وتتحدث بلغة البيان، وتنير ذهن السامع بحججها الاقناعية التي درت بهامعرفته العمودية، فالشاعر لديه معرفة بصياغة الصورة الحسية ويأتي بها في حينها حين يتطلب الموقف منه ذلك كما في قوله([10]):

عفرت خدي بحيث استراح  *** خد تفرى ولم يضرع
وحيث سنابك خيل الطغاة  *** جالت عليه ولم يخشع
وخلت وقد طارت الذكريات *** بروحي الى عالم أرفع
وطفت بقبرك طوف الخيال  *** بصومعة الملهم المبدع
كأن يدا من وراء الضريح  *** حمراء مبتورة الاصبع
تمد الى عالم بالخنوع *** والضيم ذي شرق مترع
لتبدل منه جديب الضمير *** بآخر معشوشب ممرع

فالشاعر اعتمد على ما يمتلكه من معارف في صياغة هذه الصور الحسية التي كانت ناطقة عن كل معنى استوطن فيها، وأبانت عن مقدرة الشاعر في اختيار الصورة الحسية التي تتناسب مع البعد المعرفي لمعنى البيت، ومن ثم القصيدة بأكملها، فالصور الحسية بأنواعها التي بني عليها النص كانت تومئ الى معرفة ثقافية قصوى لدى الشاعر، جمعت بين علمه بالتأريخ ومعرفته البيانية، وقدرته على تقديم ذلك مصورا بمشاهد حسية كانت موفقة على اقناع المتلقي بحجج الشاعر التي أفصحت عن ثقافته من جانب، ومن جانب أخر فأن اختيار الشاعر لقافية العين يدل على توجعه بسبب تذكره مأساة الحسين (عليه السلام)، وما يؤيد ذلك ركوبه بحر المتقارب المحذوف، (أي ما كان ضربه محذوفا فعولن فعولن فعولن فعو)، وما الحذف إلاّ نتاج انفعال نفسي لدى الشاعر، فضلا عن ذلك فان وجودعلة الخرم (اسقاط أول الوتد من فعولن فتصبح (عولن) دليل اخر على انقباض الشاعر النفسي كما في قوله:

عفرت خدي بحيث استراح  *** خد تفرى ولم يضرع

5ـ البيئة النجفية والمورث الاجتماعي


لقد اختلفت النجف من سواها بأنها بيئة متواصلةفي انتاج الشعر، فلم تحد الازمات التي مرت بهامن هذه الظاهرة، فهي ربيع الشعر ولايمكن لاحد أن يمنع فصل الربيع من الاخضرار، ولم تشوه وجهها الشعري المرسوم في الوعي الجمعي، فتعاونت عناصر مهمة في صياغة المشهد الثقافي منها البيئة الطبيعية، والموقع الجغرافي، والاتجاه الفلسفي الصلب المبني على أسس قوية للثقافة الاسلامية والاجتماعية في الكوفة ومن ثم النجف الاشرف، ووجود ضريح الامام علي(عليه السلام)الذي غذت أقواله الذاكرة الاسلامية والانسانية برحيق المعاني، فضلا عن قضية الحسين (عليه السلام)التي ألهبت احاسيس الشعراء، فاصبحت هذه العوامل محركة للابداع، ومنحت رؤية الشعراء فنية وحسية، وسأركز في تطبيقي هنا على إسهام البيئة والموروث في تكوين الصورة الحسية الحسنية؛ لأن كتباً كثيرة لا تلتفت إلى ذلك.

اذ امتد تأثيرهما في التكوين الشعري لهذه الصورة الحسية على مدى انبثاق القصيدة الحسينية، أي منذ قصيدة عبد الله بن عوف الازدي وهي من المخبآت([11]) التي يقول فيها:

صحوت وودعت الصبا والغوانيا  *** وقُلتُ لاصحابي أجيبوا المناديا
لبيك (حسيناً) كلما ذرّ شارقٌ *** وعند عسوف الليل من كان باكيا
فاضحى حسينٌ للرماح دريئةٌ *** وغودر مسلوباً لدى الطف ثاويا

وقد عدّ يوسف خليف([12]) هذه القصيدة صورة صادقة لثورة التوابين، واستمرّ تأثير البئبة في الانبثاق الشعري الحسيني لاسيما في جانبه الحسي، مروراً بشعر الاجيال المتتالية إلى الشعر في الوقت الحاضر.

فان الصورة الحسية هيمنت على الشعر الحسيني؛ لأنها اصبحت وسيلة للايحاء والاقناع، وقدأخذت حسيتها من الامتداد البيئي والتراثي والانفعال المخزون في الوعي الجمعي، لذلك قال الاستاذ محمد كامل عجلان " شعر الشيعة في كل عصر ومصر تكاد تجمعه نغمة واحدة ويضمه غرض واحد وهدف لا يتعدد يمتاز بالقوة والشدة والصرامة على من أرهقوا آل البيت (عليهم السلام) وشنؤوهم([13])".

وعلى وفق ذلك تنوعت الصورة الحسية في الشعر النجفي بين حركيتها وسمعيتها ولمسيتها ولونيتها، "ومن أهم العوامل التي جعلت النجف بيئة شعرية هي الماتم الحسينية التي يُنشد فيها أرق الشعر.. ما اصبح مضرب المثل في التشبيه والتصوير والجناس وسائر فنون البديع([14])", فالبيئة الشعرية النجفية تزهو بنموها كلما تحسن المناخ وأخلص الضمير، وقد مرت بمراحل كثيرة وكانت طبقات الشعر فيها تترواح بين التقليد والاعتماد على اللغة بوصفها وسيلة لاستكناه الدلالة او المزج بين اتجاهين القديم والحديث([15])", فمسألة التصوير الحسي منغرسة في فكر الشاعر النجفي وهي جزء من النمو الحسي لديه، وقد كان للانفعال الذي استقاه الشعراء النجفيون من البيئه أثر في تكوين الصور الحسية لديهم، وربما كان باعث الصورة الحسية عندهم هو الالم والحزن الذي جرى في وعي العقل الجمعي، بسبب قضية الحسين (عليه السلام) الممتدة اثارها في عروق الزمن حتى يومنا هذا، فكلما ذكرت قضية الحسين زاد تدفق نبض الحزن، فالبيئة النجفية غيمة شعرية حزينة عائمة في فضاء الاحساس الانساني، ولعلاقتها الوطيدة بقضية الحسين (عليه السلام) فانه كلما طرق الشاعر باب الرثاء الحسيني كلما تلونت كلماته بالوان الوجدان الروحي المختلفة، فأدى ذلك الى انبثاق صور وجدانية حسية حزينة، وهذه مهيمنة في الشعر النجفي الحسيني، تأمل قول الشاعر([16]):

هذا بقاؤك بالخلود مرصع  *** في كل منعطف اباؤك يصدع
يا سيد الشهداء هذه صرختي *** ضاقت اسى ولفيض عفوك تطمع
ما كدت أكتب في شغاف همسة *** الا ذوت وبجمر قلبي تهجع

فالشاعر ينتمي الى بيئة نجفية كانت الصورة عنده مشبعة بفيض الوجدان، وتتحدث عن ثقل الحزن الذي يحمله,فثمة علاقة بين البيئة واحساس الشاعر، فقد نما نصه برفقة وحدة حيوية، أي شعور تغلغل بانسجام راسما صورا حسية، بان منها النداء الحزين والمعاناة والشكوى، وكانت تلك بداية لعلاقات دلالية إذ أصبح الصوت مملوءاً بالشجن، فالصورة الحسية انتقلت من المشهد الحسي المرسوم بالصورة البصرية الى صورة حسية صوتية، أسست لصورة حركية لونية بان منها لون النار والرماد معا، ذلك دليلٌ على عمق تأسي الشاعر ورفضه لواقع يعيشه، فتحققت الصورة الحسية عبر التشبيه والاستعارة والكناية وهذه الصور معبر الشاعر الى المتلقي؛ لانها " تومىء الى مهارة الشاعر وتنبىء عن قدراته االفنية، حين يجعل الدلالات التي يبعثها مرسومة مرئية لدى المتلقي، معادلة له عالمه الخيالي بعالمه المعيش ([17])".

6ـ عالمية الفعل الحسيني وأثره في الآخر


 أثر الفعل الحسيني في الآخر عالمياً واصبحت قضيته فيصلاً بين الظلم والعدل، فكانت الصورة الحسية الحسينية وساطة لنقل هذا الفعل الخالد، فامتدت الصورة الحسية في الشعر الحسيني الى الشعراء العالميين ولاسيما المسيحيين، وهذا ما جسده لنا يوسف عبد المسيح ثروت في مقالته (المأساة والاصداء) " ولكن الكلمة...تظل في وجدان الحسين معنى المعاني؛ لأنها تعني الشرف والرجولة والمروءة والنبل،.. فالكلمة زلزلت الظالم وحصّنت الحرية وأسبغت على الإنسان إنسانيته، وتصبح مقبرةً لمثل هذه الإنسانية إذا ما دست في ثنايا التراب بفعل الظلم، ومن ثم فالحسين وقف الموقف العظيم الوحيد؛ لأنه لا يمكن أن يقف موقفاً غيره وقد عرف شرف الكلمة وادرك قدسيتها وارتضى لنفسه طائعاً مختاراً الدفاع عن وجودها تاريخياً([18])".

لقد أكسبت ثورة الحسين (عليه السلام) الأدب رفعة، ونستشف عظمتها عند الآخر وهو يجعلها قنديل مسارللباحثين عن القيم الفضيلة، ومن هنا تأتي الصورة الحسية عند الشعراء من غير المسلمين معبأة بمضامينها وموقفها النبيل عبر طريقة صنعها القائمة على التذكرلموقف الصمودالحسيني، واستحضار الماضي بسياق تداعي الافكار، التي تثير المشاعر عبر الصور المتلاحقة عن طريق وساطة من ذاكرة اللاوعي الجمعي.

وقد ذكرنا أن قضية الحسين (عليه السلام) قضية الإنسان وهي مرآة الصراع بين الظالم والمظلوم، "وظاهرة ثورة الحسين ظاهرة طبيعية لانها استنهاض على الجور وانتقاض عليه..وهي فريدة في بابها...وهذا برهان على بعد نظر أصيل... وهذا مافعله الحسين، فايمانه بحق الامة في حكم نفسها ظل القاعدة الامينة التي استند اليها في مقارعة أعداء الامة...ومامن شك في ان المشاهد التي انتفضت من المدينة لتواكب الحسين حتى مصرعة في كربلاء مشاهد تنتظم عقدا عجيبا من الفواجع التي لم تعرف حدودا([19])"، ومن هنا كانت قضية الحسين (عليه السلام) تغذي الوجدان الانساني عاطفيا، فحاورتها قرائح الشعراء، وانعكس ذلك على مرايا وجدانهم احاسيس مصورة، ليبعثوه ومضا وجدانيا الى السامع، فالصورة الحسية تغدو هنا رسماً لانفعال الشاعر، وإذ يلتحمُ الشاعرُ بالوجود في إزاء موقف ما فأنه يشعر بالتوتر الذي تفرضه عليه وقائع الظواهر الخارجية، فتتحرك القدرات الكامنة في أطوائه، ثم تتحقق وثبات نفسية من ذاكرة الوعي الجمعي توحّد الصور بمساعدة الشعور، لذلك لم تقف الصورة الحسينية عند حدّ الشعراء العراقيين، فامتدت إلى شعراء العرب والعالم الاسلامي، ثم أشرقت في نفوس المنصفين من شعراء العالم وكتابه، فيقول أحدهم: " ومن هذا المشهد الغريب، وطريق اللاعودة...يبدأ الموكب الفاجع، موكب الشهداء، في السير نحو الحتوف ببطولة خارقة، وشجاعة تمرغ جباه الجبابرة([20]) ".

اذن فالموقف الحسيني هو صوت الحق الذي امتد الى الوجدان العالمي، فلنتأمل الشاعر العربي خليل الخوري في قصيدته (إنّ الحسين أبي) يصرُّ على الحضور الابدي للامام الحسين (عليه السلام) وما عداه فكل حضور زائل، وعبر التشبيه البليغ يؤكد ذلك في قوله([21]):

وكلُّ حضورٍ إلى صمت وزائله *** وأنت أنت حضور النور لم يغبِ
بأيِّ وجهيك تعتزُّ السماءُ إذنْ *** وجهِ ابنِ أكرَمهِم؟ أم وجهِك التربِ؟
وجْهِ الشهيد الذي لاقى شهادته *** لقاءَ محرورةِ الصحراءِ بالسُحبِ

ويلون الشاعر الخوري صوره بالدم ليُظهر تأسيه وحزنه على أبي عبد الله (عليه السلام)، ويعكس عبر مرآة شعره التوحد مع قضية الحسين (عليه السلام)، لقد أدت الصور الحسية دلالاتها المطلوبة بكل اتقان، فتطالعنا الان صورة حسية حركية غذتها دلالة مفردة(عثرت)، ثم لونية اكتسبت الحمرة من(دم الوريد)و(دمي)([22]):

عُذراً أبا الشهداء الصيد ان عثرت  *** بي القوافي فلم أسهب ولم أصب
وكانَ حقُّكَ عندي اليوم ملحمةً *** دمُ الوريدِ لها أو خفقةُ العَصب
لكنّني ودمي يقتاتُ من تعبي *** جميعُ عمري أنا يقتاتُ من تعبي
أحبُّكم أنتمُ أهلي، وهمكمُ  *** هميّ الكبير، ألسنا نبعة العربِ

فالصورة الحسية لها جذورها في عالم اللاشعور، فلا يمكن أن نظنَّ هذه الصورة التي أظهرها الشاعر بأنها قضية طارئة؛ لأن الشاعر يحبُّ الفكرة ويهيم بها أولاً، ومن ثم يطلق مشاعره صوبها كي يملأ كلماته بأحاسيسه، وحين يتمثل الشاعرُ الموقف ويحسّ به، تخرج الصورة مشعّة بصدقها الفني، وتكشف لنا الصورة الأدبية الحسينية تأثير الموقف الحسيني في شاعر مسيحي إنساني آخر هو الشاعر بولس سلامة من خلال ملحمته التي كتبها عام 1946م، وأثنى عليه العلامة الجليل الحجة السيد عبد الحسين شرف الدين وهو من كبار فقهاء لبنان، إذ يقول الأستاذ بولس "ولربّ معترضٍ يقول: ما بال هذا المسيحي يتصدى لملحمةٍ إسلامية بحتة ! أجل أنني مسيحي ولكن التاريخ مشاع للعالمين".

لنتأمل نصه في الحسين (عليه السلام) ([23]):

أتأسى بابن البتول فيوليني  *** عزاءً وبَلْسَماً مَعْنويّا
بجراح الحسين في كُلِّ جرحٍ  *** يجدُ الصَّبْرُ كهفَهُ الأزليّا
إنما الشاعرُ المحلِّقُ رَوْضٌ *** يَنْزُعُ الأفقَ بالشذا العَنْبَريّا

فالصورة الحسية حضرت مرئية وحركية وشمية في آن واحد، أوضح الشاعرشدة تأسيه عبر صوره الحسية، فانتقل من المعقول الى المحسوس ومن المحسوس الى المحسوس رغبة في اظهار ألمه، ثم أكد ولاءه للحسين (عليه السلام) عبر ما يكنه لأبيه علي بن أبي طالب (عليه السلام)، إذ يقول:

سفرُ خيرِ الانامِ من بعدِ طه  *** ما رأى الكونُ مثلَهُ آدَميّا
يا سماءُ اشهدي ويا أرضُ قرّي *** وأخشعي إنّني ذكرتُ عليّا

فهو عبر الصورة الحسية أثبت تفرد الامام علي (عليه السلام) بخصال لم يجدها عند الآخرين، ثم شخص السماء بالشهادة والأرض بالإقرار فتحولتا إلى مخاطبتين لديه، لأنه وجد فيهما اقرب الاصحاب لسماع خباياه التي باح بهااليهما، فإذا عمقنا النظر في كلمات هذه القصيدة نجدُ الدلالة والأسلوب اللغوي الفخم المرصّع بالصور الحسية المختلفة هوية له فهو يقول:

حمَلَ المجدُ خافقاً في لوائِهِ *** بطلٌ ظلّ مفرداً في سمائه
هاشميٌّ صافي الفرند براهُ *** اللهُ نصراً لمصطفى أنبيائهِ
كُلّما أخلقَ الزمانُ جديداً *** أذهل الناظرين وهجُ سنائهِ

إن اعتماد الشاعر على الضربة الشعرية المقنعة عبر الصورة الحسية كما في (ظلّ مفرداً في سمائه)، و(أذهل الناظرين وهجُ سنائه) تؤكد قدرة الشاعر على المزاوجة بين الأسلوب اللغوي والصورة البيانية معاً، وبالصورة الحسية أخرج لنا المفارقة الكبيرة فكلما قَدِم الزمان يذهل الناظرين وهج السنا الممتد من الحسين (عليه السلام)، فهناك تقادم في الزمان وتصاعد في الذكر، ثم أنه يراه رمزاً لكلّ الناظرين المتأملين في قصته (عليه السلام)، وهذا ما يؤكده قوله:

من ضواحي لبنان خُذها دُمُوعاً *** من أماليدِ أُرزه وعلائِه
هالهُ مصرعُ الحسينِ شهيداً  *** فأتاك الجريح من شعرائه

وفي هذا البيت زاوج بين الضربة الشعرية والصورة البيانية ثم تألق أكثر في هذه المزواجة، ليأتي بصورة حسية حسينية رائعة تؤكد انتماء الشاعر لفعل الحسين (عليه السلام)، وأنه موطن للآسى فهو في لبنان وفؤاده في كربلاء تأمل قوله:

شاعرٌ صدرهُ حميمُ مقيمٌ *** وفؤاد يموت في كربلائه

لقد أثر الفعل الحسيني في قلب الإنسانية أينما حلّت زماناً ومكاناً، وهذا دليل على انتصار ثورة الحسين (عليه السلام) وعالميتها، واتخاذها مثلاً ونبراساً للزاحفين إلى شواطئ الكرامة والفضيلة من أي جنس كانوا، أو إلى أي انتماء تبعوا، لاسيما إذا أدركوا كُنْه الثورة الحسينية. تظل قضية الحسين (عليه السلام) انسانية عالمية غير محصورة بالمسلمين، لنتأمل نص الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد، فقد اهتم بالصور الحسية من الوهلة الاولى اذ يقول([24]):

قدمت وعفوك عن مقدمي  *** حسيرا اسيرا كسيرا ظمي
فمذ كنت طفلا رأيت الحسين *** منارا الى ضوئه انتمي
ومذ كنت طفلا وجدت الحسين *** ملاذا باسواره أحتمي
ومذ كنت طفلا عرفت الحسين *** رضاعا وللان لم أفطم
سلاما عليك فانت السلام  *** وان كنت مختضبا بالدم

لقد بدا الشاعر استهلاله بصورة حسية حركية بصرية؛ لان الاستهلال يمثل رغبة الكاتب باخراج مايعتمل في اطوئه من شعور، ولان الاستهلال له علاقة وطيدة بالزمان والمكان معا، فضلا عن ذلك فان علاقة اخرى بين الايقاع الداخلي وبين ايحاء الالفاظ تظهرها الصورة الحسية (حسيرا أسيرا كسيرا ظمي)، مبينة ولع الشاعر وحبه للحسين، فأكده بصورة حسية بينت عالمية قضية الحسين (عليه السلام) في قوله:

فمذ كنت طفلا رايت الحسين *** منارا الى ضوئه انتمي

فهو ينتمي اليه لانه للانسانية جميعا، فلم يكن الحسين (عليه السلام) لأمة من دون اخرى، فالشاعر أكد هذا المضمون بصورة حسية ذوقية (عرفت الحسين رضاعا) وهو لم يفطم من حبه، فبيّن ذلك الأمر التعلق الروحي بين الناس والحسين (عليه السلام)، ثم ختم صوره الحسية باللون الاحمر، فاعطت الصور الحسية مدلولات ايحائية عبرت عن عالم وجداني صادق مخبوء في أعماق الشاعر، التحم الوجدان اليقيني لديه بانفعاله فخلف صورا حسية تكلمت بفم الحقيقة عن تاثير الحسين في الآخر.

ــــــــــــــــــــ
[1] ديوان الفرطوسي: 78.
[2] ديوان الكعبي: 125.
[3] من لايحضره الخطيب، /187.
[4] ظ: مقدمة ديوان خذني كما شئت، د.صباح عباس عنوز /4.
[5] ديوان خذيني كما شئت، محمد حسين غيبي: 140.
[6] ظ: الاتجاه النفسي، عبد القادر فيدوح /120.
[7] ظ: من لا يحضره الخطيب: 233.
[8] النقد الادبي الحديث: 283.
[9] ديوان الجواهري:3/231.
[10] ديوان الجواهري:3/231.
[11] ظ: معجم الشعر، المرزباني /126، ومروج الذهب، المسعودي: 3/ 93.
[12] ظ: حياة الشعر في الكوفة /383.
[13] مجلة الرضوان الهندية، العدد 8، 9، للسنة الثالثة /27.
[14] النجف بيئة شعرية، جعفر الخليلي /16.
[15] قراءة في الشعر النجفي المعاصر: مدرسة النجف الاشرف ودورها في اثراء المعارف الاسلامية: 200 وما بعدها.
[16] عندما تتمتم عيون المغفرة: 58
[17] الصورة الفنية بين حسيتها وايقاع المعنى:64.
[18] ظ: مجلة الرابطة الادبية، مقالة المأساة والاصداء، العدد الثالث، السنة الاولى، 1974، 24.
[19] عبد المسيح ثروت الاصداء والمأساة، مجلة الرابطة الأدبية العدد الثالث، 1974/20.
[20] المصدر نفسه /30.
[21] مجلة الرابطة، العدد الرابع، السنة الثالثة، النجف الأشرف، 1977م، /119.
[22] م.ن، 119.
[23] ملحمة الغدير:بولس سلامة:199
[24] البابليات/208_210

إرسال تعليق