بقلم: السيد نبيل الحسني
نتناول في هذا المبحث ــ بحول
الله وقوته ــ شبهة دفع اختصاص علي عليه السلام بآية الشراء وأنه فدى بنفسه رسول
الله ابتغاء مرضاته.
وسأورد هنا بعض أسماء أهل العلم بالحديث وهم يصرحون
في اختصاص هذه المنزلة بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، وانه هو الذي
شرى نفسه ابتغاء مرضاة الله.
وأكتفي منها ببعض الأسماء والتي يتضح بها اتفاق أهل
العلم بالحديث والسير من الأمة على اختصاصها بعلي عليه السلام وبها يتضح كذلك ابن
تيمية والحلبي ومن اعتقد بهما.
ومن ثم نعرج على البحث فيما تعلق بهذه الفضيلة
ومحاربتها.
المسألة الأولى: ذكر بعض
أسماء أهل العلم بالحديث الذين رووا نزول آية الشراء في علي عليه السلام
أولاً: رواية الشيخ الطوسي
(المتوفى سنة 460 هـ)
روى الشيخ الطوسي رحمه الله عن أنس بن مالك قال:
لما توجه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى الغار ومعه أبو بكر، أمر النبي
صلى الله عليه وآله وسلم علياً عليه السلام، أن ينام على فراشه ويتوشح ببردته،
فبات علي (عليه السلام) موطنا نفسه على القتل، وجاءت رجال قريش من بطونها يريدون
قتل رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلما أرادوا أن يضعوا عليه أسيافهم لا يشكون
أنه محمد (صلى الله عليه وآله) فقالوا: أيقظوه ليجد ألم القتل ويرى السيوف تأخذه،
فلما أيقظوه ورأوه عليا (عليه السلام) تركوه وتفرقوا في طلب رسول الله (صلى الله
عليه وآله)، فأنزل الله (عز وجل): ((وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ
ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ))[1])[2].
ثانياً: رواية أحمد بن حنبل
(المتوفى سنة 241 هـ)
روى إمام الحنابلة احمد بن حنبل في مسنده قائلاً: «حدثنا
أبو بلج حدثنا عمرون بن ميمون قال: إني لجالس إلى ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط
فقالوا: يا ابن عباس إما أن تقوم معنا وإما أن تخلوا ــ بنا بين ــ هؤلاء.
قال،
فقال ابن عباس: بل ــ أنا ــ أقوم معكم. قال: وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى قال:
فابتدأوا فتحدثوا فلا ندري ما قالوا. قال فجاء ينفض ثوبه ويقول أف وتف وقعوا في
رجل له عشر وقعوا في رجل قال له النبي صلى الله عليه وسلم: لأبعثن رجلا لا يخزيه
الله أبدا يحب الله ورسوله قال فاستشرف لها من استشرف.
قالوا: هو في الرحل يطحن.
قال: وما كان أحدكم ليطحن.
قال: فجاء وهو أرمد لا يكاد يبصر قال فنفث في عينيه
ثم هز الراية ثلاثا فأعطاها إياه فجاء بصفية بنت حيي.
قال ثم بعث فلانا ــ أي أبا بكر ــ بسورة التوبة
فبعث عليا خلفه فأخذها منه قال: لا يذهب بها الا رجل مني وأنا منه.
قال: وقال لبني عمه: أيكم يواليني في الدنيا
والآخرة.
قال: وعلي معه جالس فأبوا فقال علي: أنا أواليك في
الدنيا والآخرة.
قال: أنت وليي في الدنيا والآخرة.
قال فتركه ثم أقبل على رجل منهم فقال: أيكم يواليني
في الدنيا والآخرة.
فأبوا قال: فقال علي: أنا أواليك في الدنيا والآخرة.
فقال: أنت وليي في الدنيا والآخرة.
قال: وكان أول من أسلم من الناس بعد خديجة.
قال: وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه فوضعه
على علي وفاطمة وحسن وحسين فقال: ((...إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ
عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا))[3].
قال: وشرى علي نفسه، لبس ثوب النبي صلى الله عليه
وسلم ثم نام مكانه، قال وكان المشركون يرمون رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء
أبو بكر وعلي نائم قال وأبو بكر يحسب أنه نبي الله قال فقال يا نبي الله قال فقال
له علي إن نبي الله صلى الله عليه وسلم قد انطلق نحو بئر ميمون فأدركه قال فانطلق
أبو بكر فدخل معه الغار، قال وجعل علي يرمى بالحجارة كما كان يرمى نبي الله وهو
يتضور قد لف رأسه في الثوب لا يخرجه حتى أصبح، ثم كشف عن رأسه، فقالوا إنك للئيم
كان صاحبك نراميه فلا يتضور وأنت تتضور وقد استنكرنا ذلك.
قال وخرج بالناس في غزوة تبوك، قال، فقال له علي: أخرج
معك؟ قال فقال له نبي الله: لا، فبكى علي، فقال له: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة
هارون من موسى الا أنك لست بنبي انه لا ينبغي أن أذهب الا وأنت خليفتي.
قال وقال له رسول الله: أنت وليي في كل مؤمن بعدي.
وقال: سدوا أبواب المسجد غير باب علي.
فقال:فيدخل المسجد جنبا وهو طريقه ليس له طريق غيره.
قال وقال: من كنت مولاه فان مولاه علي[4].
أقول: والحديث يدل على جملة من الحقائق، منها:
1. انقسام الصحابة والتابعين في حب علي بن أبي طالب
عليه السلام وبغضه فمنهم من كان يحبه ومنهم من كان يبغضه ولذا نجد: ان الرواية
تصرح بمجيء مجموعة من هؤلاء مع عدم تصريح عوانة بن ميمون عن أسمائهم إلى ابن عباس
ومناشدته بالذهاب معه للرد على نفر من التابعين والصحابة الذين ابغضوا علياً
فأخذوا ينالون منه بدرجة كبيرة يكشفها استياء ابن عباس الشديد لما سمعه منهم.
حينها لم يجد حبر الأمة جواباً يليق بهؤلاء غير (التفل)
فقال: أُف، وتُف!!!
2. عدم تصريح ميمون بن عوانة بأسماء الذين وقعوا في
أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السلام يدل على أمور:
أ. إما أنهم من الشخصيات المعروفة في المجتمع ولهم
باع في الدعوة إلى الإسلام (الأموي) ومن ثم يعد التصريح بهم كشفا عن حقائق إيمانهم
فهم ببغضهم لعلي عليه السلام ووقوعهم فيه يكونون قد صرحوا بنفاقهم للملأ من الناس
وهذا يخجل كثيراً من أشياعهم وأتباعهم ويفضحهم إذ يظهر كذبهم وتدجيلهم على الناس
فضلاً عن تتبع أقلام المؤرخين لهذه المشاهد.
ب. وإما أن يكون هؤلاء الذين وقعوا في الإمام علي
عليه السلام هم من اقطاب السلطة الحاكمة ومن ثم لا يستطيع التصريح بأسمائهم لما
يترتب على ذلك من أخطار تلحق بميمون بن عوانة.
ج. وإما أنهم مجهولو الهوية وهذا يكشف عن حقيقة
خطيرة إذ تدل هذه المشاهد على وجود عناصر تريد الفتك بالإسلام والنيل منه وبث
الفرقة فيه وهؤلاء إما مرتبطون باليهود وإما بأعداء أهل البيت عليهم السلام لغرض
تثقيف الناس على بغض علي بن أبي طالب عليه السلام، أو أقله كسر حاجز القداسة
المستند إلى الحكم الشرعي في حب الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، بل وأهل
البيت عموماً، إلاّ أن حب علي بن أبي طالب عليه السلام كان هو الميزان والمحك الذي
يكشف عن معدن إيمان المسلمين.
ولذلك:
نجد أن عبد الله بن عباس أورد هذه الخصال العشر لغرض إعادة القلوب والعقول إلى
جادة الإسلام المحمدي.
ح. وإما أن هؤلاء مجموعة من عامة الناس ليس لهم
ارتباط بجهة ولم يكونوا من ضمن ما يعرف بـ«الطابور الخامس».
وعندها تكون المصيبة أعظم لأن ذلك يدل على انتشار
هذه الثقافة في المجتمع الإسلامي وتداولها فيما بين العامة مما يدفع بالأمة إلى
حافة الهاوية والسقوط، ولذا وجد ابن عباس ان الواجب الشرعي يحتّم عليه ان يذكّر
بهذه الحدود الشرعية التي أسسها المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم.
3. من الملاحظ في الرواية: أن عبد الله بن عباس
يؤسس لمنهج علمي في الاحتجاج مع هذا الفكر الجديد الذي بدأ ينتشر في المدينة
المنورة، وهو عدم الدخول مع أولئك المنافقين في حوار أو جدال، والعلة في ذلك أنهم
أعداء لله ولرسوله صلى الله عليه وآله وسلم ومن كان عدواً لله ورسوله فهؤلاء لا
ينفع معهم ان يقال لهم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأنهم من الأصل لم
يؤمنوا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فبماذا ينفع معهم قول النبي صلى الله
عليه وآله وسلم.
ولذلك: مثل هؤلاء كثير في المجتمعات وهم يتجددون
بأشكال ووجوه جديدة إلا ان أفكارهم واحدة ومبادئهم واحدة وهي محاربة الله ورسوله
صلى الله عليه وآله وسلم ومحاربة علي بن أبي طالب وشيعته.
وعليه: لم ينفع معهم القول بل لا يستحقون الرد.
((فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ
مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ))[5].
مما جعل ابن عباس يعرض عنهم ولم يحدثهم بهذه الخصال
العشر، بل نراه ذكرها لما رجع منهم، ولذلك لم يلقوا منه غير (التفل).
4. تدل الرواية على معرفة الصحابة باختصاص آية
الشراء بعلي بن أبي طالب عليه السلام ودرايتهم بذلك، ولذا: فقد ابتدأ ابن عباس
حديثه بقوله: (وشرى علي نفسه).
فهذه بعض ما يتعلق برواية أحمد بن حنبل عن ابن
عباس، ونعود إلى أقوال أهل العلم بالحديث في روايتهم لفضيلة الفداء وآية الشراء.
ثالثاً: رواية الشيخ الصدوق
(المتوفى سنة 381 هـ)
روى الشيخ الصدوق رحمه الله تعالى عن الإمام الباقر
عليه السلام انه قال: «أتى رأس اليهود، علي بن أبي طالب عليه السلام عند منصرفه عن
وقعة النهروان وهو جالس في مسجد الكوفة».
فقال: يا أمير المؤمنين أريد أن أسألك عن أشياء لا
يعلمها إلا نبي أو وصي نبي. فقال عليه السلام: يا أخا اليهود سل ما بدالك.
ــ فكان مما سأله ان قال ــ: فأخبرني كم امتحنك
الله في حياة محمد من مرة؟ وكم امتحنك بعد وفاته من مرة، والى ما يصير آخر أمرك؟
ــ ونأخذ موضع الشاهد ــ فقال عليه السلام: وأما
الثانية يا أخا اليهود، فإن قريشاً لم تزل تخيل الآراء وتعمل الحيل في قتل النبي
صلى الله عليه وآله وسلم حتى كان آخر ما اجتمعت في ذلك يوم الدار ــ دار الندوة ــ
وابليس الملعون حاضر في صورة أعور ثقيف فلم تزل تضرب أمها ظهر البطن حتى اجتمعت
آراؤها على ان يندب من كل فخذ من قريش رجل، ثم يأخذ كل رجل واحد فيقتلوه، وإذا
قتلوه منعت قريش رجالها ولم تسلمها دمه دهرا، فهبط جبرائيل عليه السلام على النبي
صلى الله عليه وآله وسلم فأنبأه بذلك وأخبره بالليلة التي يجتمعون فيها والساعة
التي يأتون فراشه فيها، وأمره بالخروج في الوقت الذي خرج فيه إلى الغار فأخبرني
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالخبر، وأمرني ان اضطجع في مضجعه وأُقيه بنفسي
فأسرعت إلى ذلك مطيعاً له مسروراً لنفسي بأن أقتل دونه، فمضى عليه السلام لوجهه
واضطجعت في مضجعه...»[6].
رابعاً: رواية الحاكم
النيسابوري (المتوفى سنة 405هـ)
أخرج الحاكم النيسابوري
(المتوفى سنة 405 هـ) في مستدركه عن عمرو بن ميمون عن إبن عباس انه قال: «شرى علي
نفسه، ولبس ثوب النبي صلى الله عليه وآله ثم نام مكانه وكان المشركون يرمون رسول
الله صلى الله عليه وآله وقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله ألبسه بردة وكانت
قريش تريد أن تقتل النبي صلى الله عليه وآله فجعلوا يرمون عليا ويرونه النبي صلى
الله عليه وآله وسلم وقد لبس بردة وجعل علي رضي الله عنه يتضور فإذا هو علي فقالوا
انك للئيم انك لتتضور وكان صاحبك لا يتضور ولقد استنكرناه منك. هذا حديث صحيح
الاسناد ولم يخرجاه وقد رواه أبو داود الطيالسي وغيره عن أبي عوانة بزيادة
ألفاظ[7].
خامساً: رواية محمد بن
مسعود العياشي (المتوفى سنة 310هـ)
روى عن ابن عباس انه قال: «شرى علي نفسه، ولبس ثوب
النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم نام مكانه...[8].
سادساً: رواية الحافظ
النسائي صاحب السنن (المتوفى سنة 303 هـ)
أخرج الحديث عن ابن عباس انه قال: «... وشرى علي نفسه
فلبس ثوب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم نام في مكانه...»[9].
سابعاً: رواية الشيخ الطوسي
رحمه الله (المتوفى 460 هـ)
روى عن عبد الله بن جندب بن أبي ثابت، عن أبيه، عن
مجاهد، قال: فخرت عائشة بأبيها ومكانه مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في
الغار.
فقال:
عبد الله بن شداد بن الهاد: وأين أنت من علي بن أبي طالب حيث نام في مكانه وهو يرى
انه يقتل؟.
فسكتت
ــ عائشة ــ ولم تحر جواباً[10].
ثامناً: رواية ابن شهر آشوب
(المتوفى سنة 588 هـ)
قال إبن شهر آشوب: (وشتان بين قوله: ((وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ)).
وبين قوله: ((لاَ تَحْزَنْ إنَّ اللهَ مَعَنا))[11].
وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم معه يقوي قلبه
ولم يكن مع علي.
وهو لم يصبه وجع، وعلي يرمى بالحجارة.
وهو مختف بالغار، وعلي ظاهر للكفار.
واستخلفه الرسول لرد الودايع لأنه كان أمينا فلما
أداها قام على الكعبة فنادى بصوت رفيع يا أيها الناس هل من صاحب أمانة؟ هل من صاحب
وصية؟ هل من عدة له قِبَلَ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ وكان في ذلك دلالة
على خلافته وأمانته وشجاعته، وحمل نساء الرسول خلفه بعد ثلاثة أيام وفيهن عائشة
فله المنة على أبي بكر بحفظ ولده، ولعلي المنة ــ على أبي بكر ــ في هجرته، وعلي ذو
الهجرتين والشجاع البايت بين أربعمائة سيف، وإنما اباته على فراشه ثقة بنجدته
فكانوا محدقين به إلى طلوع الفجر ليقتلوه ظاهراً فيذهب دمه بمشاهدة بني هاشم
قاتليه من جمع القبايل)[12].
تاسعاً: رواية الحافظ
الهيثمي (المتوفى سنة 807هـ)
روى في مجمعه عن عمرو بن ميمون انه قال: «وشرى علي
نفسه لبس ثوب النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وقال: رواه احمد والطبراني في الكبير
والأوسط باختصار، ورجال أحمد رجال الصحيح غير أبي بلج الفزاري وهو ثقة وفيه لين[13].
عاشراً: الحافظ الحسكاني
(المتوفى في القرن الخامس الهجري)[14]
روى الحديث مسنداً عن عبد الله بن عباس أنه سمعه
يقول: (أنامَ رسول الله صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم علياً على فراشه ليلة انطلق
إلى الغار.
حادي عشر: الحافظ المقريزي (المتوفى سنة 845هـ)[15]
ثاني عشر: الحافظ ابن
الأثير (المتوفى سنة 630هـ)[16]
ثالث عشر: الحافظ الموفق بن
احمد البكري المكي الحنفي الخوارزمي (المتوفى سنة 568 هـ)[17]
رابع عشر: أبو العباس محي
الدين الطبري المكي الشافعي (المتوفى سنة 694 هـ)[18]
خامس عشر: الحافظ ابن عساكر
(المتوفى سنة 571هـ)[19]
وغيرهم كثير مما يدل على أمور منها:
ألف. أن آية الشراء هي من الآيات النازلة في علي بن
أبي طالب عليه السلام حينما شرى بنفسه فداء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
ليلة المبيت في دار خديجة عليها السلام وان هذه الفضيلة من خصائص دار خديجة عليها
السلام فضلاً عن نزول جبرائيل وميكائيل هذه الليلة لحراسة علي بن أبي طالب عليه
السلام من القتل حينما مكر المشركون هذه الليلة لقتل رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم. ((وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ))[20].
باء. إن هذه الحادثة ثابتة لعلي عليه السلام باتفاق
أهل العلم بالحديث والسير وهي من المسلمات التي لا نقاش فيها عندهم إلاّ من أعماه
الله. ((وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ أَعْمَى
وَأَضَلُّ سَبِيلًا))[21].
جيم. ان دعوى ابن تيمية دعوى كاذبة وان هؤلاء
العلماء قد اتفقوا حينما رووا هذا الحديث على كذب إبن تيمية وانه كسالفيه الذين
اجتمعوا للوقوع في علي بن أبي طالب عليه السلام الا ان الفارق بين الحادثتين هو
افتقادنا لعبد الله بن عباس الذي يجيبه بمثل ما أجاب أسلاف ابن تيمية حينما قال
لهم: «أُف، وتُف».
دال. ان هذه المحاولات اليائسة في تضليل الناس عن
الدين المحمدي والسنة النبوية وحرفهم إلى السنة الأموية لم تنتهِ بابن تيمية كما
لم تبدأ منه كما مرّ بيانه، ولذلك نجد ان هذه المنقبة، أي: منقبة الفداء لم تكن هي
الوحيدة التي تعرضت للنفي والتحريف والتضليل وإنما جميع مناقب أمير المؤمنين علي
بن أبي طالب عليه السلام.
إلا ان الفارق بين هذه المنقبة وغيرها هي ارتباطها
بخروج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وما تبعها من اصطحابه ــ بأبي وأمي ــ
أبا بكر بعد أن لحق به ونزوله معه في الغار، ومحاولة الكثيرين ممن تشيعوا لبني
أمية أو للخليفتين تعظيم هذا الخروج والدخول للغار كما فخرت عائشة به فرد عليها
عبد الله بن شداد: وأين أنت من علي بن أبي طالب حيث نام في مكانه وهو يرى أنه
يقتل؛ فسكتت ولم تحر
جواباً، وكذلك العديد من المحاولات الواهية لشد انتباه الناس إلى الغار وصرفهم عن
عظم التضحية والفداء فضلاً عن صدق النية وخلوصها لنيل مرضاة الله تعالى فيما قامت
به هذه النفس ليلة المبيت في دار خديجة عليها السلام وفي فراش رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم.
ومن هنا:
نجد ان هذه الآية المباركة قد تعرضت لمحاربة شديدة
وقاسية مستمرة منذ القرن الأول للهجرة النبوية والى يومنا هذا كما سيمر بيانه:
المسألة الثانية: محاربة آية
الشراء منذ القرن الأول للهجرة والى يومنا هذا
لم تزل تشهد هذه الآية المباركة الضربات التي
يوجهها الحكام وأصحاب الأمراض القلبية منذ ان توفي رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم وظهور الفتن كأنها قطع من الليل المظلم مما دعا الإمام علياً عليه السلام
وثلة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للدفاع عن القرآن والسنة النبوية
وإرشاد الناس إلى جادة القرآن فكان عليه السلام بين الحين والآخر يذكّر أصحاب رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم بسنته ويحثهم على التمسك بها كيما يتبعوا السبل
فتفرق بهم عن سبيله، فكان مما يذكّر به عليه السلام هو هذه الآية المباركة، التي
جاءت في ضمن مناشداته لصحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بين الحين والآخر،
فكانت من بينها هذه المناشدة التي رواها كل من:
2ــ الحافظ ابن عساكر الدمشقي (المتوفى سنة 571
هـ).
3ــ الحافظ الموفق الخوارزمي (المتوفى سنة 568 هـ).
4ــ ابن أبي حاتم العاملي (المتوفى سنة 664 هـ).
5ــ ابن جبر (المتوفى ق7).
6ــ المتقي الهندي (المتوفى سنة 975 هـ) وغيرهم.
فضلاً عن أن هذه (المناشدة) رواها الحافظ ابن
مردويه بسندين:
الأول: حدثنا أبو بكر احمد بن محمد بن أبي دارم، قال
حدثنا المنذر بن محمد، قال حدثني أبي، قال حدثني عمي، قال حدثني أبي، عن أبان بن
تغلب، عن عامر بن واثلة.
والثاني:
عن زافر بن سليمان بن الحارث بن محمد، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال: كنت على
الباب يوم الشورى فارتفعت الأصوات بينهم فسمعت علياً عليه السلام يقول: بايع الناس
أبا بكر وإنا والله، أولى بالأمر وأحق به، فسمعت وأطعت، مخافة أن يرجع الناس
كفاراً، يضرب بعضهم رقاب بعض بالسيف، ثم بايع أبو بكر لعمر وأنا والله، أولى
بالأمر منه، فسمعت وأطعت؛ مخافة أن يرجع الناس كفارا، ثم أنتم تريدون أن تبايعوا
عثمان إذن لا أسمع ولا أطيع، إن عمر جعلني في خمس نفر أنا سادسهم. لأيم الله، لا
يعرف لي فضل في الصلاح ولا يعرفونه لي كما نحن فيه شرع سواء. وأيم الله، لو أشاء
أن أتكلم ثم لا يستطيع عربهم ولا عجمهم ولا المعاهد منهم ولا المشرك أن يرد خصلة
منها.
ثم قال:
أنشدكم الله أيها الخمسة، أمنكم أخو رسول الله (صلى الله عليه وآله) غيري؟
قالوا:
لا. قال:أمنكم أحد له أخ مثل أخي المزين بالجناحين، يطير مع الملائكة في الجنة؟
قالوا:
لا. قال:أمنكم أحد له عم مثل عمي حمزة بن عبد المطلب، أسد الله وأسد رسوله غيري؟
قالوا:
لا. قال: أمنكم أحد له ابن عم مثل ابن عمي رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟
قالوا:
لا. قال:أمنكم أحد له زوجة مثل زوجتي فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله)،
سيدة نساء هذه الأمة؟
قالوا:
لا. قال:أمنكم أحد له سبطان مثل الحسن والحسين سبطي هذه الأمة، ابني رسول الله (صلى
الله عليه وآله) غيري؟
قالوا:
لا. قال:أمنكم أحد قتل مشركي قريش غيري؟ قالوا: لا. قال: أمنكم أحد وحد الله قبلي؟
قالوا:
لا. قال:أمنكم أحد صلى القبلتين غيري؟
قالوا:
لا. قال:أمنكم أحد أمر الله بمودته غيري؟
قالوا:
لا. قال:أمنكم أحد غسل رسول الله (صلى الله عليه وآله) غيري؟
قالوا:
لا. قال:أمنكم أحد سكن المسجد يمر فيه جنبا غيري؟
قالوا:
لا. قال:أمنكم أحد ردت عليه الشمس بعد غروبها حتى صلى العصر غيري؟
قالوا:
لا. قال:أمنكم أحد قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين قرب إليه الطير
فأعجبه، فقال: صلى الله عليه وآله وسلم اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من
هذا الطير، فجئت وأنا لا أعلم ما كان من قوله، فدخلت فقال: والي يا رب، والي يا رب،
غيري؟
قالوا:
لا. قال:أفيكم أحد كان أقتل للمشركين عند كل شديدة تنزل برسول الله مني؟
قالوا:
لا. قال: أفيكم أحد كان أعظم عناء عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) مني حتى
اضطجعت على فراشه، ووقيته بنفسي وبذلت مهجتي، غيري؟
قالوا: لا. قال: أفيكم أحد كان يأخذ الخمس غيري
وغير زوجتي فاطمة؟
قالوا: لا. قال: أمنكم أحد كان له سهم في الخاص
وسهم في العام غيري؟
قالوا: لا. قال: أفيكم أحد يطهره كتاب الله غيري حتى
سد النبي أبو أب المهاجرين وفتح بابي إليه حتى قام إليه عماه: حمزة والعباس فقالا:
يا رسول الله، سددت أبوابنا وفتحت باب علي؟ فقال النبي (صلى الله عليه وآله): «ما
أنا فتحت بابه ولا سددت أبوابكم، بل الله فتح بابه وسد أبوابكم».
قالوا: لا. قال: أفيكم أحد تمم الله نوره من السماء
حين قال: ((فَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ))[22]
غيري؟
قالوا: اللهم لا. قال: أفيكم أحد ناجى رسول الله (صلى
الله عليه وآله) ست عشرة مرة غيري حين قال: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا
إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً...))[23].
قالوا: اللهم لا. قال: هل فيكم أحد ولي غمض رسول
الله غيري؟
قالوا: اللهم لا. قال: أفيكم أحد آخر عهده برسوله (صلى
الله عليه وآله) حين وضعته في حفرته غيري؟ قالوا: لا[24].
والحديث الشريف فيه دلالات كثيرة لا يسع المقام
بيانها الا أنني أقول:
من الملاحظ أن الإمام علياً عليه السلام قد تحمل من
هذه الأمة من الجهد والعناء ما يعجز البيان عن وصفه فضلاً عن سلوك هذه الأمة
العناد في قبول نهج القرآن والسنة المحمدية منذ ان قبض صاحبها صلى الله عليه وآله
وسلم.
ولذلك: ليس من المستغرب ان يُحارب القرآن والسنة والحال
كما بينه الإمام أمير المؤمنين عليه السلام؛ وليس من المستغرب أيضاً أن نقرأ في
المصادر الإسلامية استمرار هذه المحاربة إلى وقتنا الحاضر.
ولكن
فلنعد إلى القرن الأول للهجرة ولنظر كيف حوربت هذه الآية:
أولاً: بذل معاوية للآلاف من
الدراهم لتحريف نزول الآية
يروي ابن أبي الحديد المعتزلي عن أبي جعفر الإسكافي
انه قال: «وقد روي أن معاوية بذل لسمرة بن جندب مائة ألف درهم حتى يروي أن هذه
الآية نزلت في علي بن أبي طالب: ((وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي
الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ
الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا
وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ))[25].
وأن الآية الثانية نزلت في ابن ملجم، وهي قوله
تعالى: ((وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ)).
فلم يقبل، فبذل له مائتي ألف درهم فلم يقبل فبذل له
ثلاثمائة ألف فلم يقبل، فبذل له أربعمائة ألف فقبل، وروى ذلك.
قال ــ أي، أبو جعفر الإسكافي ــ: وقد صح أن بني
أمية منعوا من إظهار فضائل علي عليه السلام، وعاقبوا على ذلك الراوي له، حتى إن
الرجل إذا روى عنه حديثاً لا يتعلق بفضله بل بشرائع الدين لا يتجاسر على ذكر اسمه،
فيقول: عن أبي زينب.
وروى عطاء، عن عبد الله بن شداد بن الهاد، قال:
وددت أن أترك فأحدث بفضائل علي بن أبي طالب عليه السلام يوماً في الليل، وأن عنقي
هذه ضربت بالسيف.
قال ــ أبو جعفر ــ: كالأحاديث الواردة في فضله لو
لم تكن في الشهرة والاستفاضة وكثرة النقل إلى غاية بعيدة، لانقطع نقلها للخوف
والتقية من بني مروان مع طول المدة، وشدة العداوة، ولولا أن لله تعالى في هذا
الرجل سرا يعلمه من يعلمه لم يرو في فضله حديث، ولا عرفت له منقبة ألا ترى أن رئيس
قرية لو سخط على واحد من أهلها، ومنع الناس أن يذكروه بخير وصلاح لخمل ذكره، ونسي
اسمه، وصار وهو موجود معدوماً، وهو حي ميتا!»[26].
والحديث لا يحتاج إلى تعليق فهو واضح الدلالة فيما
صنعه أعداء الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم في محاربتهم للقرآن والسنة
النبوية.
فضلاً عن ان الخوارج يسمون أنفسهم بالشراة
لاعتقادهم ان الآية فيهم[27]،
والفضل في ذلك يعود لمعاوية بن أبي سفيان.
ثانياً: تعمد ابن تيمية
الكذب على العلماء والقراء في صرف الآية عن علي بن أبي طالب عليه السلام
لقد تعمد ابن تيمية الكذب على العلماء في صرف الآية
عن علي بن أبي طالب عليه السلام معتمداً أسلوب المكر في جمع حادثة مبيت الإمام علي
في فراش النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليلة خروجه مهاجراً مع حديث المؤاخاة بين
جبرائيل وميكائيل ونزولهما في ليلة المبيت في دار خديجة عليها السلام ــ كما مر بيانه
ــ كي يوهم القارئ ان الآية لا تخص علي بن أبي طالب ولا شأن لها بتلك الحادثة.
فضلاً عن تثقيف القراء على ثقافة التسقيط والتشهير بطائفة كبيرة من المسلمين لا
ذنب لهم إلا موالاتهم لعلي بن أبي طالب عليه السلام وحبهم له وهذا ما لا يؤمن به
ابن تيمية الذي تتبع فضائل علي بن أبي طالب عليه السلام فحاربها في منهاج السنة
الأموية بأشد مما قام به حكام بني أمية.
ثالثا: منهج الألباني في دفع
الآية عن علي عليه السلام
يبتكر الألباني منهجاً جديداً في التعامل مع فضائل
علي بن أبي طالب عليه السلام يختلف عما اعتمده أسلافه الماضون في التعامل مع هذه
الفضائل.
والمنهاج الجديد يعتمد على قذف الرواية بالوضع دون
أن يعطي سبباً علمياً لذلك مما يجعل المتطفلين على العلم والذين أذهب الله بصيرتهم
ان يتسارعوا لحمل كلام الألباني وحكمه في الرواية دون الوقوف على الدراية.
ومثاله: ما نحن بصدده، فقد أورد الألباني حديث
المؤاخاة بين جبرائيل وميكائيل ونزولهما في دار خديجة ليلة شرى بنفسه أمير
المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فداء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
في السلسلة الضعيفة فيصدر حكمه على الحديث مباشرة
فيقول: (موضوع) دون أن يبين العلة في الوضع.
ثم يختم الحديث بحكم آخر فيقول: «لم تتم دراسة
الحديث»[28]!!
والسؤال المطروح: كيف يكون الحديث (موضوعاً) وهو (لم تتم دراسته)؟!!
فلا ندري أي منهج هذا
الذي يسير عليه الألباني في استنباط الأحكام في الأحاديث أهو الهوى أم العمى، أم
السير على منهاج السنة الأموية؟!
[1] سورة البقرة،
الآية: 207.
[2] الأمالي للشيخ الطوسي: ص447.
[3] سورة الأحزاب، الآية: 33.
[4] مسند احمد بن حنبل: ج1، ص330 ــ 331.
[5] سورة البقرة، الآية: 10.
[6] الخصال للشيخ الصدوق: ص367.
[7] المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري: ج3، ص4؛ وج3، ص133.
[8] تفسير العياشي: ج1، ص101؛ تفسير فرات الكوفي: ص342؛ خصائص الوحي المبين للحافظ ابن
البطريق: ص119.
[9] خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام للنسائي: ص64.
[10] الأمالي للشيخ الطوسي رحمه الله: ص447.
[11] سورة التوبة، الآية: 40.
[12] المناقب لابن شهر آشوب: ج1، ص334؛ بحار الأنوار للمجلسي: ج19، ص56؛
حلية الأبرار للسيد هاشم البحراني: ج1، ص138.
[13] مجمع الزوائد للهيثمي: ج9، ص120.
[14] شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني: ج1، ص127.
[15] أمتاع الأسماع: ج1، ص57.
[16] أسد الغابة: ج2، ص25.
[17] المناقب للموفق الخوارزمي: ص126.
[18] ذخائر العقبى: ص87.
[19] تاريخ مدينة دمشق: ج42، ص68.
[20] سورة الأنفال، الآية: 30.
[21] سورة الإسراء، الأية: 72.
[22] سورة الروم، الآية: 38.
[23] سورة المجادلة، الآية: 12.
[24] مناقب علي بن أبي طالب عليه السلام لأبي بكر بن مردويه الأصفهاني: ص128، الأحاديث 161
ــ 162؛ تاريخ دمشق لابن عساكر: ج42، ص435؛ مناقب أمير المؤمنين لموفق الخوارزمي: 315؛ الدر النظيم لابن أبي حاتم: ص331؛ نهج الإيمان لابن جبر: ص529؛ كنز العمال للهندي: ج5، ص726.
[25] سورة البقرة، الآيتان: 204 – 205.
[26] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج4، ص73. الغارات للثقفي: ج2، ص841.
شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني: ج1، ص132. البحار للمجلسي: ج33، ص215.
[27] الشراة: بالضم، الواحد شار، سمعوا بذلك لقولهم إنا شرينا في طاعة الله،
أي: بعناها بالجنة؛ خزانة الأدب للبغدادي: ج5، ص351.
وقال
ابن منظور: الشُراة: الخوارج، لأنهم غضبوا ولجوا، وأما هم فقالوا نحن الشراة لقوله
عزّ وجل: ((وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ))؛
لسان العرب: ج14، ص429؛ الموسوعة العربية العالمية، مادة الخوارج: ص11.
[28] السلسلة الضعيفة للألباني: ج10، ص4946.
إرسال تعليق