مناقشة وتكذيب حديث (لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان الناس لرجح إيمان أبي بكر)

يقلم: الشيخ وسام البلداوي
 

الكيل بمكيالين في التعامل مع موضوع الفضائل


من يقيس تعامل محدثي أهل السنة مع أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وفضائلهم من جهة، ومع باقي الصحابة وبالخصوص الثلاثة منهم وعائشة من جهة أخرى، يرى العجب العجاب، فحينما يتعاملون مع فضائل أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين يتعصبون في تطبيق قواعد الجرح والتعديل ويتزمتون في التقييم، حتى يصل بهم الحال إلى استعمال الكذب والتدليس واتباع الهوى والعصبية كما مر علينا في الفصل السابق كل ذلك في سبيل ردها ودحضها، لكنهم يبدون في غاية التسامح والتساهل حينما يتعلق الأمر في الصحابة الثلاثة وعائشة ومن هم بمستواهم من الأهمية عندهم.

وحينما يتعاملون مع أشخاص أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وفضائلهم فإنهم يحاولون الوقوف وقفة رجل واحد في تسفيهها تارة وتحريف معانيها ومداليلها تارة ثانية، أو المجيء بما يناقضها تارة ثالثة، أو قلب مفرداتها ونسبتها إلى صحابة آخرين، أو غير ذلك مما فصلناه وذكرناه في الفصل السابق، لكنهم وحينما يتعلق الأمر بفضائل غيرهم، يقفون وقفة رجل واحد محاولين بجهدهم وغاية طاقتهم تصحيحها وإيجاد شواهد لها ومتابعات وتأويل ما فيها من تضارب وتناقض بوجوه تخفف وتحسن ما فيها من الاختلاف والتهافت، بل وإيجاد مخارج ووجوه حكمة حتى للأحاديث المكذوبة منها.

مثال لتناقض مواقفهم تجاه فضائل أهل البيت وغيرهم


 فمن باب المثال انظر بعين الإنصاف إلى قول المناوي في (فيض القدير شرح الجامع الصغير) عند حديثه عن رواية (عمر بن الخطاب سراج أهل الجنة)، قال المناوي: (أي يزهو ويضيء لأهلها كما يضيء السراج لأهل الدنيا وأنهم ينتفعون بهديه فيها كما ينتفع أهل الدنيا بضوء المصباح لما سبق أن العلماء يحتاج الناس إليهم في الجنة... قال الهيثمي: فيه عبد الله بن إبراهيم بن أبي عمر الغفاري وهو ضعيف...ثم قال: غريب من حديث مالك تفرد به عنه الواقدي)[1].

 فانظر كيف ان المناوي مع اعترافه بضعف هذا الحديث وكذبه شرحه بما لا مزيد عليه واوجد له وجهاً يحببه إلى النفوس والأسماع، بينما رأينا كيف تعاملوا مع حديث الطائر المشوي أو حديث الثقلين وكيف القوا عليهما شبهات لا تخطر على قلب بشر، وكيف كرهوا القارئ والسامع فيهما وفي مضامينهما.

والحاصل أنّ تعداد الفرق بين موقفهم من فضائل أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وبين موقفهم من فضائل غيرهم، مما يطول شرحه، وتكثر شواهده، فتبقى الإشارة إليه أبلغ، والاختصار أوفق، وقد سقنا في هذا الفصل عدة شواهد على هذه الحقيقة، واكتفينا ببعض فضائل أبي بكر بن أبي قحافة، وعمر بن الخطاب، إنموذجاً لهذه الازدواجية في التقييم، والتناقض في الموقف، وعليها فليقس القارئ الكريم ما عداها.

من الراوي لحديث (لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان الناس لرجح إيمان أبي بكر)


روي هذا الحديث في مصادر أهل السنة بسندين أحدهما ينتهي سنده إلى عمر بن الخطاب، والآخر ينتهي سنده إلى عبد الله بن عمر، فأما سند عمر فهو كما رواه إسحاق بن راهويه عن ابن المبارك قال حدثنا: (عبد الله بن شوذب، عن محمد ابن جحادة، عن سلمة بن كهيل، عن هزيل بن شرحبيل قال: قال عمر بن الخطاب لو وزن إيمان أبي بكر الصديق بإيمان أهل الأرض لرجحهم)[2] وهؤلاء كلهم ثقات عند أهل السنة فالحديث عندهم صحيح.

وأما حديث ابن عمر فقد أخرجه ابن عساكر في (تاريخ مدينة دمشق) حيث قال: (أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ثنا أبو القاسم بن مسعدة أنا حمزة بن يوسف أنا أبو أحمد بن عدي ثنا محمد بن أحمد بن بخيت نا أحمد بن عبد الخالق الضبعي نا عبد الله بن عبد العزيز بن أبي رواد حدثني أبي عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله «صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم» لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان أهل الأرض لرجح)[3].

ولنا على حديث عمر بن الخطاب عدة ملاحظات منها:


1: ان حديث عمر ليس حديثا نبويا وإنما هو من أقوال عمر وآرائه الشخصية


والحديث الأول وان كان صحيح السند عندهم على حسب موازينهم في الجرح والتعديل، إلا انه موقوف على عمر، أي انه من كلام عمر بن الخطاب وليس من كلام النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، وقد اعترفوا بالإجماع بان حديث عمر الصحيح السند عندهم هو من قبيل الموقوف أي الذي لم يقله النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم وإنما هو من آراء عمر بن الخطاب وأقواله، قال الفتني في (تذكرة الموضوعات): (في المقاصد «لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان الناس لرجح إيمان أبي بكر» عن عمر موقوفا بسند صحيح وعن ابن عمر مرفوعا بسند ضعيف)[4].

وقال العجلوني في (كشف الخفاء): (رواه إسحاق بن راهويه والبيهقي في الشعب بسند صحيح عن عمر من قوله)[5]وعبارة (من قوله) تصريح بان هذا الحديث ليس من الأحاديث النبوية بل هو من الأحاديث العمرية والآراء الشخصية.

2: ان حديث عمر وان صح سنده إلا انه لا قيمة علمية له ولا تثبت به فضيلة


لان إخباره برجحان إيمان أبي بكر على إيمان الناس هو إخبار عن المغيبات، والإخبار عن المغيبات لا يصح إلا أن يكون للمخبر اتصال بالغيب كالنبي والملك وأمثالهم، وعمر ليس كذلك قطعا.

وأما أن يكون الإخبار نقلا عمن له اتصال بالغيب كنقل المخبر عن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، وعمر هنا لم يقل اخبرنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولو كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد قاله لما أخفاه عمر بن الخطاب، ولما خفي عن الصحابة ولتناقلته الرواة ولشاع وذاع أمره.

 إذن فإذا لم يكن لعمر اتصال بالغيب، ولم يأخذه عمن له اتصال بالغيب، فهذا يعني ان تقييم عمر لإيمان أبي بكر هو تقييم شخصي لا يرجع إلى جهة موثوقة لها اطلاع على الغيب، وهو من كيس عمر، وآرائه الشخصية التي لا إلزامية لها ولا حجة فيها على غير عمر بن الخطاب.

 3: ان في هذا الحديث منقصة وظلماً لأمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم


ان في قول عمر وتقييمه لإيمان أبي بكر، وانه لو وزن مع إيمان الناس لرجح، ظلماً وتعسفاً في حق أُمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وقد أوضح الشيخ عبد الله الحسن في كتابه (المناظرات في الإمامة) هذه الحقيقة بقوله: (أما الحديث الذي يقول: لو وزن إيمان أمتي بإيمان أبي بكر لرجح إيمان أبي بكر، فهو باطل وغير معقول، ولا يمكن أن يكون رجل قضى أربعين سنة من عمره يشرك بالله ويعبد الأصنام أرجح إيمانا من أمة محمد بأسرها، وفيها أولياء الله الصالحين والشهداء والأئمة الذين قضوا أعمارهم كلها جهادا في سبيل الله، ثم أين أبو بكر من هذا الحديث؟ لو كان صحيحا لما كان في آخر حياته يتمنى أن لا يكون بشرا. ولو كان إيمانه يفوق إيمان الأمة ما كانت سيدة النساء فاطمة بنت الرسول ــ صلى الله عليه وآله وسلم ــ، تغضب عليه وتدعو الله عليه في كل صلاة تصليها)[6].

4: لا تكفي صحة السند وحدها لقبول متن الحديث ومضمونه


الثابت عند أهل السنة بحسب قواعدهم في تصحيح الأحاديث وتضعيفها: ان الحديث الصحيح لا يؤخذ به مطلقا، فكثير من الأحاديث عندهم قد صحت أسانيدها إلا أنهم أعرضوا عنها ولم يقبلوها، لوجود علة في المتن مخالفة للقرآن أو غيره من الثوابت الإسلامية، قال ابن حجر في (النكت على ابن الصلاح): (صحة الحديث وحسنه ليس تابعا لحال الراوي فقط، بل لأمور تنضم إلى ذلك من المتابعات والشواهد وعدم الشذوذ والنكارة)[7]، والعلة موجودة كما أوضحنا، فلا مجال لقبول حديث عمر وتقييمه حتى وان صح سنده.

5: هذا الحديث من ضمن الأحاديث المسروقة من أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه


ان حديث عمر بن الخطاب في حق أبي بكر هو من الأحاديث المقلوبة، قد منح له بعد أن كان لغيره، وفقا للسياسة التي بيناها في غير موضع من هذا الكتاب، والتي أسميناها بسياسة روى قلب الأحاديث من أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين إلى غيرهم، فقد روى كثير من كتب أهل السنة ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال في حق أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه: (إن السماوات والأرض لو وضعتا في كفة ثم وضع إيمان علي في كفة لرجح إيمان علي).

قال ابن عساكر في (تاريخ مدينة دمشق): (أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد الحبال أنا الشريف أبو عبد الله محمد بن عبيد الله بن الحسين بن طاهر بن يحيى الحسيني نا أبو عبد الله الكاتب النعماني نا أحمد بن محمد بن سعيد نا علي بن الحسن التيمي أنا جعفر بن محمد بن حكيم وجعفر بن أبي الصباح قالا نا إبراهيم بن عبد الحميد عن رقبة بن مصقلة العبدي عن أبيه عن جده قال أتى رجلان عمر بن الخطاب في ولايته يسألانه عن طلاق الأمة فقام معتمدا بشيء بينهما حتى أتى حلقة في المسجد وفيها رجل أصلع فوقف عليه فقال يا أصلع ما قولك في طلاق الأمة فرفع رأسه إليه ثم أومأ إليه بإصبعيه فقال عمر للرجلين تطليقتان فقال أحدهما سبحان الله جئنا لنسألك وأنت أمير المؤمنين فمشيت معنا حتى وقفت على هذا الرجل فسألته فرضيت منه بأن أومأ إليك فقال أو تدريان من هذا قالا لا قال هذا علي بن أبي طالب أشهد على رسول الله (صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم) سمعته وهو يقول لو أن السماوات السبع وضعن في كفة ميزان ووضع إيمان علي في كفة ميزان لرجح بها إيمان علي)[8] وروى ابن عساكر حديثا آخر فيه الفضيلة نفسها لكن بسند آخر، وقد أخرج السيد المرعشي النجفي في (شرح إحقاق الحق) كثيراً ممن روى هذا الحديث في كتبهم ومصنفاتهم فراجع[9].

ولكن القوم كعادتهم طعنوا في كل ما يرفع من شأن أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه، قال الذهبي في (ميزان الاعتدال) في ترجمة محمد بن تسنيم الوراق: (محمد بن تسنيم الوراق. ما أعرف حاله، لكن روى حديثا باطلا رواه ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين علي رضي الله عنه عن قاضي المرستان، عن الجوهري، عن الدارقطني، عن محمد بن القاسم المحاربي، حدثنا محمد بن تسنيم، حدثنا جعفر بن محمد بن حكيم الخثعمي، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن رقبة بن مصقلة، عن عبد الله بن ضبيعة، عن أبيه، عن جده أن عمر بن الخطاب قال: أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم يقول: إن السماوات والأرض لو وضعتا في كفة ثم وضع إيمان علي في كفة لرجح إيمان علي)[10].

أقول: ولا اعتقد إلا ان الذهبي قد كذب في زعمه عدم معرفته بـ(محمد بن تسنيم الوراق) لان محمد بن تسنيم هو من رجال ابن خزيمة الذين روى عنهم في صحيحه[11]، وكذلك هو من رجال الطبراني في معجمه[12]، وهو ممن ذكره ابن حبان في كتابه (الثقات) قائلا: (محمد بن تسنيم الحضرمي أبو الطاهر من أهل الكوفة يروي عن أبي نعيم وعبيد الله روى عنه يعقوب بن سفيان وأهل الكوفة)[13]، وقال ابن حجر في (تقريب التهذيب): (محمد بن تسنيم الحضرمي أبو الطاهر الوراق الكوفي صدوق من الحادية عشرة)[14]، فكيف يعقل بعد كل هذا أن لا يدري الذهبي حال محمد بن تسنيم؟! لكنها العصبية وعدم الإنصاف الذي ليس له دواء.

وأما حديث ابن عمر فيرد عليه عدة ملاحظات منها


وحديث ابن عمر الذي أخرجه ابن عساكر في (تاريخ مدينة دمشق) حيث قال: (أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ثنا أبو القاسم بن مسعدة أنا حمزة بن يوسف أنا أبو أحمد بن عدي ثنا محمد بن أحمد بن بخيت نا أحمد بن عبد الخالق الضبعي نا عبد الله بن عبد العزيز بن أبي رواد حدثني أبي عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله «صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم» لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان أهل الأرض لرجح)[15] يرد عليه اغلب ما ورد على حديث أبيه عمر بن الخطاب فلا نعيد، ويرد عليه إضافة إلى ذلك عدة أمور منها:

1: في احد طرقه عبد الله بن عبد العزيز وهو كذاب وأحاديثه عن أبيه لا يتابع عليها


لحديث ابن عمر طريقان في أحدهما (عبد الله بن عبد العزيز) المطعون في وثاقته وصدقه، وحديثه عن أبيه منكر، كما قال ابن عدي في (الكامل): (عبد الله بن عبد العزيز بن أبي رواد يحدث عن أبيه عن نافع عن ابن عمر بأحاديث لا يتابعه أحد عليه ثنا محمد بن أحمد بن بخيت ثنا أحمد بن عبد الخالق الضبعي ثنا عبد الله بن عبد العزيز بن أبي رواد أخبرني أبي عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم: لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان أهل الأرض لرجح... قال الشيخ: وعبد الله بن عبد العزيز له غير ما ذكرت أحاديث لم يتابعه أحد عليه ولم أر للمتقدمين فيه كلاما والمتقدمون قد تكلموا فيمن هو أصدق من عبد الله بن عبد العزيز وإنما ذكرته لما شرطت في أول كتابي هذا)[16] وهذا كما لا يخفى إقرار بنكارة حديث ابن عمر وعدم اعتباره.

ولكن كيف سوغ لنفسه (الشيخ) الذي ادعى بان عبد الله بن عبد العزيز لم يأتِ في حقه كلام من المتقدمين، وقد نقل ابن حجر في (لسان الميزان) قدح عدة من أعلامهم القدماء فيه حيث قال: («عبد الله» بن عبد العزيز بن أبي رواد، عن أبيه، قال أبو حاتم وغيره أحاديثه منكرة، وقال ابن الجنيد لا يساوي شيئا، وقال ابن عدي روى أحاديث عن أبيه لا يتابع عليها، «حدثنا» محمد بن أحمد بن عبد الخالق الضبعي ثنا عبد الله بن عبد العزيز حدثني أبي عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعا: لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان أهل الأرض لرجح انتهى، وبقية كلام ابن الجنيد يحدث بأحاديث كذب وذكره ابن حبان في الثقات، وقال يعتبر حديثه إذا روى عن غير أبيه وفي روايته عن إبراهيم بن طهمان مناكير، وقال العقيلي له أحاديث مناكير ليس ممن يقيم الحديث)[17].

2: في الطريق الثاني عيسى بن عبد الله ضعيف يسرق الحديث


وهذا الطريق رواه ابن عدي في (الكامل) فقال: (حدثنا زيد بن عبد العزيز ابن حبان قال: ثنا عيسى بن عبد الله بن سليمان القرشي قال: ثنا رواه بن الجراح قال: ثنا عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم: لو وضع إيمان أبي بكر على إيمان هذه الأمة لرجح بها)[18].

وهو ضعيف يسرق الحديث قال ابن عدي في المصدر نفسه: (عيسى بن عبد الله بن سليمان القرشي العسقلاني ضعيف يسرق الحديث)[19].

3: حديث ابن عمر مضطرب الإسناد كما في علل الدارقطني


قال الدارقطني في (علل الدارقطني): (وسئل عن حديث هزيل بن شرحبيل عن عمر لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان أهل الأرض لرجح بهم فقال يرويه عبد الله ابن شوذب واختلف عنه فرواه ابن المبارك وأيوب بن سويد الرملي عن ابن شؤذب عن محمد بن جحادة عن سلمة بن كهيل عن هزيل بن شرحبيل عن عمر وخالفهم رواد بن الجراح فرواه عن ابن شؤذب عن محمد بن جحادة عن طلحة بن مصرف عن هزيل عن عمر وخالفهم ضمرة بن ربيعة رواه عن ابن شؤذب عن بن جحادة عن سلمة عن عمرو بن شرحبيل ولم يقل عن هزيل ووهم وأصحها قول ابن المبارك ومن تابعه)[20].
أقول: قوله (وأصحها قول ابن المبارك) إشارة منه إلى حديث عمر بن الخطاب الذي أثبتنا انه موقوف ومن آرائه الشخصية، وانه ليس من قول النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم. فالحديث بكلا سنديه ضعيف لا يعتد به، ولا تصح نسبته بجميع طرقه إلى النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم.

ــــــــــــــــــــ
[1] فيض القدير شرح الجامع الصغير للمناوي  ج 4 ص 474.

[2] مسند ابن راهويه: ج3، ص671.

[3] تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ج 30 ص 126.

[4] تذكرة الموضوعات للفتني ص93.

[5] كشف الخفاء للعجلوني ج 2 ص.165

[6] المناظرات في الإمامة للشيخ عبد الله الحسن ص 572 ــ 573.

[7] النكت على ابن الصلاح لابن حجر ج1 ص404.

[8] تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر  ج 42 ص 340 ــ 341.

[9] شرح إحقاق الحق للسيد المرعشي ج 5 ص 614.

[10] ميزان الاعتدال للذهبي ج 3 ص 494.

[11] راجع صحيح ابن خزيمة ج 3 ص 216.

[12] راجع مثلا المعجم الكبير للطبراني  ج 4 ص 211.

[13] الثقات لابن حبان ج 9 ص 96.

[14] تقريب التهذيب لابن حجر ج 2 ص 66.

[15] تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ج 30 ص 126.

[16] الكامل لعبد الله بن عدي ج 4 ص 201.

[17] لسان الميزان لابن حجر ج 3 ص 310.

[18] الكامل لعبد الله بن عدي ج 5 ص 259 ــ 260.

[19] المصدر نفسه ص258.

[20] علل الدارقطني ج2 ص223 ــ 224.

إرسال تعليق