هل كتب الشمر لعنه الله كتاب أمان للعباس وإخوته صلوات الله وسلامه عليهم أم الكاتب شخص آخر؟

بقلم: الشيخ وسام البلداوي

لقد أراد البعض عمدا أو جهلا ان يجعل لشمر بن ذي الجوشن لعنه الله فضلا على أولاد الإمام أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه من السيدة أم البنين صلوات الله وسلامه عليها، فزعموا أن الشمر لعنه الله أتى لهم بكتاب أمان لكل من العباس بن علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه وأخوته الثلاثة، صادر من عبيد الله بن مرجانة لعنه الله، فيما إذا تخلوا عن نصرة الإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه، وزعموا ان اللعين جاء يوم العاشر أو قبله: (حتى وقف على أصحاب الحسين فقال أين بنو أختنا فخرج إليه العباس وجعفر وعثمان بنو علي فقالوا له: مالك؟ وما تريد؟ قال: أنتم يا بني أختي آمنون قال له الفتية لعنك الله ولعن أمانك لئن كنت خالنا أتؤمننا وابن رسول الله لا أمان له)[1] والراوي لهذا النص أراد أن يزوّر اعترافا على لسان أولاد السيدة أم البنين صلوات الله وسلامه عليها بأن الشمر اللعين خالهم وذو رحم ماسة بهم.

وقال ابن كثير: (فقام شمر بن ذي الجوشن فقال: أين بنو أختنا؟ فقام إليه العباس وعبد الله، وجعفر وعثمان بنو علي بن أبي طالب، فقال: أنتم آمنون. فقالوا: إن أمنتنا وابن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإلا فلا حاجة لنا بأمانك)[2].

وحينما رجعنا إلى نسب السيدة الطاهرة أم البنين صلوات الله وسلامه عليها وجدنا بأنها لا تشترك نسبيا مع الشمر لعنه الله إلا في الأب السابع وهو (كلاب)، فنسب السيدة أم البنين صلوات الله وسلامه عليها هو الآتي: (فاطمة بنت حزام بن خالد بن ربيعة بن الوحيد بن كعب بن عامر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن)[3].

وقال الشيخ التستري قدس الله روحه: (ففي نسب قريش مصعب الزبيري: أم البنين بنت حزام بن خالد بن ربيعة بن الوحيد بن كعب بن عامر بن كلاب بن ربيعة)[4].

أما والد الشمر لعنه الله فهو كما: (قال هشام بن محمد بن السائب الكلبي اسمه شرحبيل بن الأعور بن عمرو بن معاوية وهو الضباب بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة)[5].

أو: (ذو الجوشن... واسمه أوس بن الأعور بن عمرو بن معاوية بن كلاب يعني ابن ربيعة بن عامر بن صعصعة وولد عمرو بن معاوية يقال لهم الضباب لأن أحد عمرو بن معاوية يقال له ضب فنسبوا إلى ذلك)[6].

فكل من السيدة أم البنين صلوات الله وسلامه عليها والشمر بن ذي الجوشن من حيين مختلفين من كلاب، ومثلهما مثل بني هاشم وبني أمية فهما وان كانا يرجعان إلى عبد مناف إلا أنهما حيان منفصلان نسبا وتاريخا وموقفا، وان محاولة جعل الشمر خالا للعباس واخوته صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين نظير جعل معاوية بن أبي سفيان لعنه الله عما أو خالا للحسن والحسين صلوات الله وسلامه عليهما.

والحقيقة ان الذي طلب كتاب الأمان من عبيد الله بن زياد لعنه الله شخص آخر غير الشمر بن ذي الجوشن، وهو المذكور في رواية ابن كثير بالقول: (فاستأمن عبيد الله بن أبي المحل لبني عمته أم البنين بنت حزام من علي: وهم العباس وعبد الله وجعفر وعثمان. فكتب لهم ابن زياد كتاب أمان وبعثه عبيد الله بن أبي المحل مع مولى له يقال له كرمان، فلما بلغهم ذلك قالوا: أما أمان ابن سمية. فلا نريده، وإنا لنرجو أمانا خيرا من أمان ابن سمية)[7].

ـــــــــــــــ
[1] تاريخ الطبري ج 4 ص 315
[2] البداية والنهاية لابن كثير ج 8 ص 190.
[3] عمدة الطالب لابن عنبة ص 356.
[4] قاموس الرجال للشيخ محمد تقي التستري ج 12 ص 195.
[5] الطبقات الكبرى لمحمد بن سعد ج 6 ص 46.
[6] تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ج23 ص189.
[7] البداية والنهاية لابن كثير ج 8 ص 190.

إرسال تعليق