بقلم: الشيخ علي الفتلاوي
الحديث عن الفسق والفاسقين في القرآن الكريم كثير بعدد الفاسقين في الأرض إلا أننا نريد أن نطلع على حديث العدل الثاني للقرآن ألا وهم أهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام، فلقد جاء عن الإمام الصادق عليه السلام بيان لمفهوم الفسق وتوضيح لصفة الفاسق كما في قوله عليه السلام: «ومعنى الفسق: فكل معصية من المعاصي الكبار فعلها فاعل، أو دخل فيها داخل بجهة اللذة والشهوة والشوق الغالب، فهو فسق وفاعله فاسق خارج من الإيمان بجهة الفسق، فإن دام في ذلك حتى يدخل في حد التهاون والاستخفاف، فقد وجب أن يكون بتهاونه واستخفافه كافرا»(بحار الأنوار: ج68، ص278، ح31. ميزان الحكمة: ج8، ص3210، ح15913).
وورد عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم قول يدل على الفاسق ويشير إليه، فهو الإنسان الذي يلهو بما حرم الله تعالى والذي يتعاطى الكلام المحرم كالغناء أو الخوض في الباطل، والذي يتجاوز حدود الله تعالى ويعتدي على عباده ظلما وطغيانا، والذي يكيل التهم الباطلة لغيره كما في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «أما علامة الفاسق فأربعة: اللهو واللغو والعدوان والبهتان»( تحف العقول: ص22. ميزان الحكمة: ج8، ص3211، ح15914).
وحذر أمير المؤمنين عليه السلام من الانقياد والامتثال لأوامر المتكبرين وإن كانوا من سادة وقادة القوم لما في ذلك من أثر سيئ كما في قوله عليه السلام: «ألا فالحذر الحذر من طاعة ساداتكم وكبرائكم الذين تكبروا عن حسبهم، وترفعوا فوق نسبهم... فإنهم قواعد أساس العصبية، ودعائم أركان الفتنة... وهم أساس الفسوق، وأحلاس العقوق»( نهج البلاغة: الخطبة 192. ميزان الحكمة: ج8، ص3211، ح15915).
ووصف الإمام علي عليه السلام الفاسق بأنه يفعل الحرام برغبة ومحبة دون نفور وتردد بل يبقى ملازما للحرام حتى يصيبه الوهن وتعطله الشيخوخة كما قال عليه السلام: «آثروا عاجلا وأخروا آجلا، وتركوا صافيا وشربوا آجنا، كأني أنظر إلى فاسقهم وقد صحب المنكر فألفه، وبسئ به ووافقه، حتى شابت عليه مفارقه، وصبغت به خلائقه»( نهج البلاغة: الخطبة 144. ميزان الحكمة: ج8، ص3211، ح15916).
آثار الفسق على الفرد والمجتمع
عند تأمل الآيات الكريمة في القرآن الكريم نقف على العواقب السيئة للفسق، وهي كما يلي:
1 الفسق يوجب هلاك الأمم وعذاب الدنيا قبل الآخرة كما في قوله تعالى: {وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا}(سورة الإسراء، الآية: 16).
2 الفسق يوجب الدخول في جهنم كما في قوله تعالى: {وأما الذين فسقوا فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون(سورة السجدة، الآية: 20).
3 الفسق يوجب العذاب الشديد الذي يجعل الطغاة والجبابرة أذلاء كما في قوله تعالى: {ويوم يعرض الذين كفروا على النار أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تفسقون}(سورة الأحقاف، الآية: 20).
4 الفسق يوجب سقوط العذاب من السماء على الفاسقين كما في قوله تعالى: {فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسقون}(سورة البقرة، الآية: 59).
5 الفسق يوجب عدم الثقة بصاحبه كما في قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين}(سورة الحجرات، الآية: 6).
6 الفسق يوجب الضلال وعدم الهداية والإيمان كما في قوله تعالى: {إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به إلا الفاسقين}(سورة البقرة، الآية: 26).
وقوله تعالى: {ذلك أدنى أن يأتوا بالشهادة على وجهها أو يخافوا أن ترد أيمان بعد أيمانهم واتقوا الله واسمعوا والله لا يهدي القوم الفاسقين}(سورة المائدة، الآية: 108).
7 الفسق يوجب عدم قبول الأعمال، كما في قوله تعالى: {قل أنفقوا طوعا أو كرها لن يتقبل منكم إنكم كنتم قوما فاسقين}(سورة التوبة، الآية: 53).
8 الفسق يوجب عدم رضى الله تعالى عن الفاسقين: {يحلفون لكم لترضوا عنهم فإن ترضوا عنهم فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين }( سورة التوبة، الآية: 96).
9 يكون الفاسق بمنزلة فرعون وقومه كما في قوله تعالى: {اسلك يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء واضمم إليك جناحك من الرهب فذانك برهانان من ربك إلى فرعون وملئه إنهم كانوا قوما فاسقين}(سورة القصص، الآية: 32).
10 الفسق يوجب الخزي يوم القيامة كما في قوله تعالى: {ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين}(سورة الحشر، الآية: 5).
11 الفسق يوجب زيغ القلوب وانحرافها عن الحق كما في قوله تعالى: {وإذ قال موسى لقومه يا قوم لم تؤذونني وقد تعلمون أني رسول الله إليكم فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين}(سورة الصف، الآية: 5).
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطاهرين.
الحديث عن الفسق والفاسقين في القرآن الكريم كثير بعدد الفاسقين في الأرض إلا أننا نريد أن نطلع على حديث العدل الثاني للقرآن ألا وهم أهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام، فلقد جاء عن الإمام الصادق عليه السلام بيان لمفهوم الفسق وتوضيح لصفة الفاسق كما في قوله عليه السلام: «ومعنى الفسق: فكل معصية من المعاصي الكبار فعلها فاعل، أو دخل فيها داخل بجهة اللذة والشهوة والشوق الغالب، فهو فسق وفاعله فاسق خارج من الإيمان بجهة الفسق، فإن دام في ذلك حتى يدخل في حد التهاون والاستخفاف، فقد وجب أن يكون بتهاونه واستخفافه كافرا»(بحار الأنوار: ج68، ص278، ح31. ميزان الحكمة: ج8، ص3210، ح15913).
وورد عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم قول يدل على الفاسق ويشير إليه، فهو الإنسان الذي يلهو بما حرم الله تعالى والذي يتعاطى الكلام المحرم كالغناء أو الخوض في الباطل، والذي يتجاوز حدود الله تعالى ويعتدي على عباده ظلما وطغيانا، والذي يكيل التهم الباطلة لغيره كما في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «أما علامة الفاسق فأربعة: اللهو واللغو والعدوان والبهتان»( تحف العقول: ص22. ميزان الحكمة: ج8، ص3211، ح15914).
وحذر أمير المؤمنين عليه السلام من الانقياد والامتثال لأوامر المتكبرين وإن كانوا من سادة وقادة القوم لما في ذلك من أثر سيئ كما في قوله عليه السلام: «ألا فالحذر الحذر من طاعة ساداتكم وكبرائكم الذين تكبروا عن حسبهم، وترفعوا فوق نسبهم... فإنهم قواعد أساس العصبية، ودعائم أركان الفتنة... وهم أساس الفسوق، وأحلاس العقوق»( نهج البلاغة: الخطبة 192. ميزان الحكمة: ج8، ص3211، ح15915).
ووصف الإمام علي عليه السلام الفاسق بأنه يفعل الحرام برغبة ومحبة دون نفور وتردد بل يبقى ملازما للحرام حتى يصيبه الوهن وتعطله الشيخوخة كما قال عليه السلام: «آثروا عاجلا وأخروا آجلا، وتركوا صافيا وشربوا آجنا، كأني أنظر إلى فاسقهم وقد صحب المنكر فألفه، وبسئ به ووافقه، حتى شابت عليه مفارقه، وصبغت به خلائقه»( نهج البلاغة: الخطبة 144. ميزان الحكمة: ج8، ص3211، ح15916).
آثار الفسق على الفرد والمجتمع
عند تأمل الآيات الكريمة في القرآن الكريم نقف على العواقب السيئة للفسق، وهي كما يلي:
1 الفسق يوجب هلاك الأمم وعذاب الدنيا قبل الآخرة كما في قوله تعالى: {وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا}(سورة الإسراء، الآية: 16).
2 الفسق يوجب الدخول في جهنم كما في قوله تعالى: {وأما الذين فسقوا فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون(سورة السجدة، الآية: 20).
3 الفسق يوجب العذاب الشديد الذي يجعل الطغاة والجبابرة أذلاء كما في قوله تعالى: {ويوم يعرض الذين كفروا على النار أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تفسقون}(سورة الأحقاف، الآية: 20).
4 الفسق يوجب سقوط العذاب من السماء على الفاسقين كما في قوله تعالى: {فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسقون}(سورة البقرة، الآية: 59).
5 الفسق يوجب عدم الثقة بصاحبه كما في قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين}(سورة الحجرات، الآية: 6).
6 الفسق يوجب الضلال وعدم الهداية والإيمان كما في قوله تعالى: {إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به إلا الفاسقين}(سورة البقرة، الآية: 26).
وقوله تعالى: {ذلك أدنى أن يأتوا بالشهادة على وجهها أو يخافوا أن ترد أيمان بعد أيمانهم واتقوا الله واسمعوا والله لا يهدي القوم الفاسقين}(سورة المائدة، الآية: 108).
7 الفسق يوجب عدم قبول الأعمال، كما في قوله تعالى: {قل أنفقوا طوعا أو كرها لن يتقبل منكم إنكم كنتم قوما فاسقين}(سورة التوبة، الآية: 53).
8 الفسق يوجب عدم رضى الله تعالى عن الفاسقين: {يحلفون لكم لترضوا عنهم فإن ترضوا عنهم فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين }( سورة التوبة، الآية: 96).
9 يكون الفاسق بمنزلة فرعون وقومه كما في قوله تعالى: {اسلك يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء واضمم إليك جناحك من الرهب فذانك برهانان من ربك إلى فرعون وملئه إنهم كانوا قوما فاسقين}(سورة القصص، الآية: 32).
10 الفسق يوجب الخزي يوم القيامة كما في قوله تعالى: {ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين}(سورة الحشر، الآية: 5).
11 الفسق يوجب زيغ القلوب وانحرافها عن الحق كما في قوله تعالى: {وإذ قال موسى لقومه يا قوم لم تؤذونني وقد تعلمون أني رسول الله إليكم فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين}(سورة الصف، الآية: 5).
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطاهرين.
إرسال تعليق