هل كانت ظاهرة تعدد الزوجات مستهجنة في زمن النبي صلى الله عليه وآله وزمن الصحابة؟

بقلم: الشيخ وسام البلداوي

عدد زوجات النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم


اختلفت كلمات المؤرخين حول عدد زوجات النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ما بين تسعة زوجات وبين الثلاث والعشرين زوجة،ونحن هنا ننقل لك جملة من أقوالهم تاركين التحقيق في هذه القضية إلى بحوث أخرى خصصت لهذا الأمر، فالشيخ الطوسي رحمه الله يقول في كتابه المبسوط: (قال أبو عبيدة معمر بن المثنى: جملة من تزوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثماني عشرة امرأة سبع من قريش، وواحدة من حلفائهم، وتسع من سائر القبائل، وواحدة من بني إسرائيل ابن هارون بن عمران، واتخذ من الإماء ثلاثا عجميتين وعربية،وأعتق العربية واستولد إحدى العجميتين)[1].

وعن الشيخ الصدوق رحمه الله عن جعفر بن محمد بن عمارة عن أبيه عن أبي عبد الله صلوات الله وسلامه عليه قال: (تزوج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بخمس عشرة امرأة ودخل بثلاث عشرة منهن وقبض عن تسع)[2].

وقال الذهبي في كتابه سير أعلام النبلاء: (قال الزهري: تزوج نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم ثنتي عشرة عربية محصنات.

 وعن قتادة قال: تزوج خمس عشرة امرأة: ست من قريش. وواحدة من حلفاء قريش، وسبعة من نساء العرب.وواحدة من بني إسرائيل.

قال أبو عبيد:ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تزوج ثماني عشرة امرأة:سبع من قريش، وواحدة من حلفائهم. وتسع من سائر العرب. وواحدة من نساء بني إسرائيل...)[3].

وعن ابن هشام في سيرته قال: (وكن تسعا: عائشة بنت أبي بكر،وحفصة بنت عمر بن الخطاب، وأم حبيبة بنت أبي سفيان بن حرب،وأم سلمة بنت أبي أمية بن المغيرة، وسودة بنت زمعة بن قيس،وزينب بنت جحش بن رئاب، وميمونة بنت الحارث بن حزن، وجويرية بنت الحارث بن أبي ضرار، وصفية بنت حيى بن أخطب، فيما حدثني غير واحد من أهل العلم. وكان جميع من تزوج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثلاث عشرة:خديجة بنت خويلد، وهي أول من تزوج، زوجه إياها أبوها خويلد بن أسد، ويقال أخوها عمرو بن خويلد، وأصدقها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عشرين بكرة)[4].

وقال ابن كثير في السيرة النبوية: (قلت: وفى صحيح البخاري عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يطوف على نسائه وهن إحدى عشرة امرأة. والمشهور أن أم شريك لم يدخل بها كما سيأتي بيانه، ولكن المراد بالإحدى عشرة اللاتي كان يطوف عليهن التسع المذكورات والجاريتان مارية وريحانة...)[5].

وقال ابن كثير أيضا: (فهؤلاء نساؤه وهن ثلاثة أصناف; صنف دخل بهن ومات عنهن، وهن التسع المبتدأ بذكرهن. وهن حرام على الناس بعد موته صلوات الله وسلامه عليه بالإجماع المحقق المعلوم من الدين ضرورة، وعدتهن بانقضاء أعمارهن. قال الله تعالى: ((وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا))[6].

وصنف دخل بهن وطلقهن في حياته، فهل يحل لأحد أن يتزوجهن بعد انقضاء عدتهن منه صلوات الله وسلامه عليه؟ فيه قولان للعلماء:

أحدهما؛ لا، لعموم الآية التي ذكرناها.

والثاني: نعم، بدليل آية التخيير وهي قوله: ((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا * وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآَخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا))[7].

قالوا: فلولا أنها تحل لغيره أن يتزوجها بعد فراقه إياها لم يكن في تخييرها بين الدنيا والآخرة فائدة، إذ لو كان فراقه لها لا يبيحها لغيره لم يكن فيه فائدة لها. وهذا قوي والله تعالى أعلم.

وأما الصنف الثالث وهي من تزوجها وطلقها قبل أن يدخل بها، فهذه يحل لغيره أن يتزوجها، ولا أعلم في هذا القسم نزاعا. وأما من خطبها ولم يعقد عقده عليها فأولى لها أن تتزوج وأولى)[8].

وقال اليعقوبي في تاريخه: (وتزوج إحدى وعشرين امرأة، وقيل ثلاثا وعشرين. دخل ببعضهن وطلق بعضا ولم يدخل ببعض)[9].

ونحن هنا نريد أن نشير إلى أمر هام وهو ان تعدد الزوجات سواء في الفترة التي سبقت النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم أو التي عاصرت سني عمره الشريف كان أمرا معتادا على حدوثه غير مستهجن حصوله ولم يكن بالأمر المعيب مطلقا بدليل ان جبابرة قريش وطغاتها لم يكونوا يألون جهدا عن نبز شخصية النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم وتصيد كل صغيرة وكبيرة يمكن أن تكون عيبا يؤاخذ به أو عادة مستقبحة يشهر بها عليه، في سبيل الحط من كرامته وعظيم شخصيته،ولكننا لم نسمع ولم ينقل بحسب ما تتبعناه ان شخصا من هؤلاء الطغاة الأجلاف قد عاب على النبي صلى الله عليه وآله وسلم تعدد زوجاته وتنوع حليلاته مما يدلنا دلالة واضحة على ان التعدد لم يكن عندهم معيبا ولا مستهجنا مهما ترامت أطرافه وان الاعتراض والتشكيك والانتقاص من تعدد الزوجات قد جاء متأخرا عن زمن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم.

تعدد زوجات الصحابة


ليست حالة الاستهجان والانتقاص من التعدد في الزوجات قد جاءت متأخرة عن زمن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم فحسب بل انها قد جاءت متأخرة عن زمن كل من أبي بكر وعمر وعثمان وعلي صلوات الله وسلامه عليه لأن هؤلاء الصحابة قد تزوجوا وطلقوا عددا كبيرا من الزوجات من دون أن يعيب بعضهم على البعض الآخر هذا التعدد،مما يدل دلالة واضحة ان مسألة التعدد في زمنهم كانت أمرا مهضوما ومستساغا وان الاستنقاص والاستهجان قد ولد في زمن معين وأهداف معينة سنستعرضها في حينها.

وسنستعرض فيما يلي جملة من الصحابة الذين تعددت زوجاتهم وتنوعت حلائلهم:

1. أبو بكر بن أبي قحافة


 تزوج أبو بكر بحسب ما روي أربع زوجات، قال الطبري في تاريخه: (حدث علي بن محمد عمن حدثه ومن ذكرت من شيوخه قال تزوج أبو بكر في الجاهلية قتيلة ووافقه على ذلك الواقدي والكلبي قالوا وهى قتيلة ابنة عبد العزى ابن عبد بن أسعد بن جابر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي فولدت له عبد الله وأسماء.

وتزوج أيضا في الجاهلية أم رومان بنت عامر بن عميرة بن ذهل ابن ذهمان بن الحارث بن غنم بن مالك بن كنانة... فولدت له عبد الرحمن وعائشة فكل هؤلاء الأربعة من أولاده ولدوا من زوجتيه اللتين سميناهما في الجاهلية.

وتزوج في الإسلام أسماء بنت عميس وكانت قبله عند جعفر بن أبي طالب وهي أسماء بنت عميس ابن معد بن تيم بن الحارث بن كعب بن مالك بن قحافة بن عامر بن ربيعة بن عامر بن مالك بن نسر بن وهب الله بن شهران بن عفرس بن حلف بن أفتل وهو خثعم فولدت له محمد بن أبي بكر.

 وتزوج أيضا في الإسلام حبيبة بنت خارجة ابن زيد بن أبي زهير من بني الحارث بن الخزرج وكانت نسأ حين توفى أبو بكر فولدت له بعد وفاته جارية سميت أم كلثوم)[10].

2. عمر بن الخطاب


تزوج عمر بن الخطاب تسع زوجات وخطب اثنتين فرفض من قبلهما، روى الطبري في تاريخه قال: (تزوج عمر في الجاهلية زينب ابنة مظعون بن حبيب... فولدت له عبد الله وعبد الرحمن الأكبر وحفصة.

وتزوج مليكة ابنة جرول الخزاعي في الجاهلية فولدت له عبيد الله بن عمر ففارقها في الهدنة فخلف عليها بعد عمر أبو الجهم بن حذيفة.

وأما محمد بن عمر فإنه زيد الأصغر وعبيد الله الذي قتل يوم صفين مع معاوية أمهما أم كلثوم بنت جرول بن مالك ابن المسيب بن ربيعة... وكان الإسلام فرق بينها وبين عمر.
وتزوج قريبة ابنة أبي أمية المخزومي في الجاهلية ففارقها أيضا في الهدنة فتزوجها بعده عبد الرحمن بن أبي بكر... وتزوج أم حكيم بنت الحارث بن هشام ابن المغيرة... في الإسلام فولدت له فاطمة فطلقها قال المدائني وقد قيل لم يطلقها.

وتزوج جميلة أخت عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح... فولدت له عاصما فطلقها.

وتزوج أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب وأمها فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصدقها فيما قيل أربعين ألفا فولدت له زيدا ورقية[11].

 وتزوج لهية امرأة من اليمن فولدت له عبد الرحمن قال المدائني ولدت له عبد الرحمن الأصغر قال ويقال كانت أم ولد وقال الواقدي لهية هذه أم ولد وقال أيضا ولدت له لهية عبد الرحمن الأوسط وقال عبد الرحمن الأصغر أمه أم ولد.

 وكانت عنده فكيهة وهي أم ولد فولدت له زينب وقال الواقدي هي أصغر ولد عمر.

وتزوج عاتكة ابنة زيد بن عمرو بن نفيل وكانت قبله عند عبد الله بن أبي بكر فلما مات عمر تزوجها الزبير بن العوام.

قال المدائني وخطب أم كلثوم بنت أبي بكر وهي صغيرة وأرسل فيها إلى عائشة فقالت الأمر إليك فقالت أم كلثوم ولا حاجة لي فيه فقالت لها عائشة ترغبين عن أمير المؤمنين قالت نعم إنه خشن العيش شديد على النساء... .

قال المدائني وخطب أم أبان بنت عتبة بن ربيعة فكرهته وقالت يغلق بابه ويمنع خيره ويدخل عابسا ويخرج عابسا)[12].

3. عثمان بن عفان


 تزوج ثماني زوجات كما رواه الطبري في تاريخه بقوله: (ذكر أولاده وأزواجه رقية وأم كلثوم ابنتا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم[13] ولدت له رقية عبد الله.

 وفاختة ابنة غزوان بن جابر... ولدت له ابنا فسماه عبد الله وهو عبد الله الأصغر هلك.

وأم عمرو بنت جندب بن عمرو... من الأزد ولدت له عمرا وخالدا وأبانا وعمر ومريم.

 وفاطمة ابنة الوليد بن عبد شمس بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ولدت له الوليد وسعيدا.

وأم البنين بنت عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري ولدت له عبد الملك بن عثمان هلك.

ورملة ابنة شيبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي ولدت له عائشة وأم أبان...

ونائلة ابنة الفرافصة بن الأحوص بن عمرو بن ثعلبة... ولدت له مريم ابنة عثمان.

 وقتل عثمان... وعنده رملة ابنة شيبة ونائلة وأم البنين بنت عيينة وفاختة ابنة غزوان غير أنه فيما زعم علي بن محمد طلق أم البنين وهو محصور فهؤلاء أزواجه اللواتي كن له في الجاهلية والإسلام، وأولاده رجالهم ونساؤهم)[14].

4. عبد الرحمن بن عوف


روى ابن سعد في طبقاته انه تزوج ست عشرة زوجة وكان له من كلهن أولادا ذكورا وإناثا، قال ابن سعد: (كان لعبد الرحمن بن عوف من الولد سالم الأكبر مات قبل الإسلام وأمه أم كلثوم بنت عتبة بن ربيعة.

وأم القاسم ولدت أيضا في الجاهلية وأمها بنت شيبة بن ربيعة بن عبد شمس.

ومحمد وبه كان يكنى وإبراهيم وحميد وإسماعيل وحميدة وأمة الرحمن وأمهم أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس.

 ومعن وعمر وزيد وأمة الرحمن الصغرى وأمهم سهلة بنت عاصم بن عدي بن الجد بن العجلان من بلى من قضاعة وهم من الأنصار.

 وعروة الأكبر قتل يوم أفريقية وأمه بحرية بنت هانئ بن قبيصة بن هانئ بن مسعود بن أبي ربيعة من بني شيبان.

وسالم الأصغر قتل يوم فتح أفريقية وأمه سهلة بنت سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي.

 وأبو بكر وأمه أم حكيم بنت قارض بن خالد بن عبيد بن سويد حليفهم.

و عبد الله بن عبد الرحمن قتل بأفريقية يوم فتحت وأمه ابنة أبي الحيس بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل من الأوس من الأنصار.

 وأبو سلمة وهو عبد الله الأصغر وأمه تماضر بنت الإصبع بن عمرو بن ثعلبة بن حصن بن ضمضم بن عدي بن جناب من كلب وهي أول كلبية نكحها قرشي.

 وعبد الرحمن بن عبد الرحمن وأمه أسماء بنت سلامة بن مخربة بن جندل بن نهشل بن دارم.

 ومصعب وآمنة ومريم وأمهم أم حريث من سبي بهراء.

 وسهيل وهو أبو الأبيض وأمه مجبنت يزيد بن سلامة ذي فائش الحميرية.

وعثمان وأمه غزال بنت كسرى أم ولد من سبى سعد بن أبي وقاص يوم المدائن.

وعروة درج ويحيى وبلال لأمهات أولاد درجوا.

وأم يحيى بنت عبد الرحمن وأمها زينب بنت الصباح بن ثعلبة بن عوف بن شبيب بن مازن بن سبي بهراء.

 أيضا وجويرية بنت عبد الرحمن وأمها بادية بنت غيلان بن سلمة بن متعب الثقفي)[15].

ولو أردنا الاسترسال في ذكر عدد من تزوج بأكثر من واحدة من الصحابة لما توقف الحال دون تسطير عدد هائل منهم يخرج ببحثنا عن المقصود.

وفيما ذكرنا كفاية لمتفكر.

ــــــــــــــ
[1] المبسوط للشيخ الطوسي ج 4، ص 270، في ذكر زوجات النبي.
[2] الحدائق الناضرة للمحقق البحراني ج23 ص95 الفائدة الثالثة عشر في خصائص النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
[3] سير أعلام النبلاء للذهبي ج2 ص253 ــ254.
[4] السيرة النبوية لابن هشام الحميري: ج 4، ص 1057ــ 1058، ذكر أزواجه صلى الله عليه وآله وسلم أمهات المؤمنين.
[5] السيرة النبوية لابن كثير: ج 4، ص 579.
[6] سورة الأحزاب، الآية: 33.
[7] سورة الأحزاب، الآيتان: 28 و29.
[8] السيرة النبوية لابن كثير ج 4 ص 598 ــ 599.
[9] تاريخ اليعقوبي لليعقوبي ج 2 ص 84.
[10] تاريخ الطبري ج 2 ص 616 ذكر أسماء نساء أبى بكر.
[11] نحن لا نتفق مع من يدعي ان أم كلثوم بنت أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه قد زوجت من عمر بن الخطاب لأسباب قد تناولها المحققون الذين اثبتوا وبضرس قاطع اختلاق هذه القصة لأهداف غير خفيه، ولكننا أوردناها هنا لإلزام المخاصم بما ألزم به نفسه فتأمل.
[12] تاريخ الطبري ج 3 ص 269 ــ 270،الكامل في التاريخ لابن الأثير ج 3 ص 53 ــ 55.
[13] المحقق من قبل علماء الطائفة الحقة ان كل من رقية وأم كلثوم لم تكونا من بنات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بل كانتا ربيبتاه، وقد كتب أكثر من كتاب بهذا الخصوص فراجع.
[14] تاريخ الطبري: ج 3، ص 444 ــ 445. الكامل في التاريخ لابن الأثير: ج 3، ص 185 ــ 186.
[15] الطبقات الكبرى لمحمد بن سعد ج 3 ص 127 ـــ 128.

إرسال تعليق