بقلم: الشيخ وسام البلدواي
لقد وجدت في عصرنا الحاضر ظاهرة خطيرة للغاية، هي ظاهرة إعادة طباعة أمهات المصادر التاريخية والروائية السنية، مع حذف الكثير من أحاديثها ووقائعها ورواياتها التي تتخوف منها بعض المؤسسات الدينية السنية، وهذا الحذف غالبا ما يتم بصورة سرية مخفية لا يتوجه إليه العوام من الناس، وفي بعض الأحيان يلبس هذا الحذف ثوبا علميا وهميا، فتارة تحذف بعنوان (الاختصار) والتشذيب والتهذيب لهذه المصادر الروائية والتاريخية السنية، وتارة أخرى تحذف بعنوان (التحقيق) ومقابلة النصوص والنسخ الخطية، فيتم حذف كثير من الروايات والأخبار بحجة أن بعض النسخ خالية من هذه الزيادة، أو أمثال هذه الحجج التي يراد منها سد أفواه العوام عن مثل هذا التلاعب الخطير.
وكتاب مسند ابن راهويه واحد من تلك الكتب التي تعرضت لمثل هذا التزوير الخطير، فقد تم حذف حديث الثقلين والغدير من نسخته المتداولة حاليا في الأسواق والمكتبات العامة، فالباحث عن هذا الحديث لا يجده اليوم في كتاب مسند إسحاق بن راهويه، مع ان جملة من علماء أهل السنة ومحدثيهم ذكروا في كتبهم ان ابن راهويه ذكر حديث الثقلين في كتابه المسند، وفيما يلي جملة من تلك المصادر التي ذكرت وجود هذا الحديث في هذا الكتاب.
أ: ابن حجر العسقلاني يصرح بوجود حديث الثقلين في كتاب مسند ابن راهويه
قال ابن حجر في كتابه (المطالب العالية ج11 ص230): (وقال إسحاق: أنا أبو عامر العقدي، عن كثير بن زيد، عن محمد بن عمر بن علي، عن أبيه، عن علي، قال: إن النبي صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم حضر الشجرة بخم، ثم خرج آخذا بيد علي قال: « ألستم تشهدون أن الله ربكم؟ » قالوا: بلى، قال: « ألستم تشهدون أن الله ورسوله أولى بكم من أنفسكم، وأن الله ورسوله أولياؤكم؟ » فقالوا: بلى، قال: « فمن كان الله ورسوله مولاه، فإن هذا مولاه، وقد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا: كتاب الله سببه بيده، وسببه بأيديكم، وأهل بيتي » هذا إسناد صحيح).
أقول: قوله (وقال إسحاق) يقصد به إسحاق بن راهويه صاحب المسند.
ب: الحافظ البوصيري يصرح بوجود الحديث في مسند ابن راهويه
قال الحافظ أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري في كتابه (إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة ج7 ص81 طبعة دار الوطن): (باب فيمن كنت مولاه فعلي مولاه... «قال: فمن كان الله ورسوله مولاه فإن هذا مولاه وقد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله سببه بيده وسببه بأيديكم وأهل بيتي» رواه إسحاق بسند صحيح...).
ج: المتقي الهندي يعترف بورود حديث الثقلين في مسند ابن راهويه
قال المتقي الهندي في (كنز العمال ج13 ص140 فضائل علي عليه السلام): (...قال: ألستم تشهدون أن الله ورسوله أولى بكم من أنفسكم وأن الله ورسوله مولاكم؟ قالوا: بلى قال: فمن كان الله ورسوله مولاه فإن هذا مولاه وقد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعده: كتاب الله سببه بيده وسببه بأيديكم وأهل بيتي» ابن راهويه وابن جرير وابن أبي عاصم والمحاملي في أماليه).
د: علماء آخرون يقرون بوجود حديث الثقلين في مسند إسحاق بن راهويه
منهم الشيخ أحمد بن الفضل الحضرمي في (وسيلة المآل ص 57 نسخة المكتبة الظاهرية بدمشق) حيث قال: (عن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم الله وجهه أن النبي صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم قال: قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله سببه بيده وسببه بأيديكم وأهل بيتي. أخرجه أبو إسحق بن راهويه في مسنده من طريق كثير بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده رضي الله عنهم).
ومنهم عباس أحمد صقر وأحمد عبد الجواد في القسم الثاني من (جامع الأحاديث ج 4 ص 311 ط دمشق) حيث قالا: (...وقد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعده: كتاب الله سببه بيده وسببه بأيديكم، وأهل بيتي «ابن راهويه وابن أبي عاصم والمحاملي في أماليه»).
وقد تركنا الكثير ممن ذكر ذلك للاختصار، وهي بمجموعها تثبت عدم علمية وإنصاف هذه الجهات التي تحاول أن تطمس الحق لأغراض مذهبية وتعصبية، ولكن هيهات ان ينجحوا بذلك لان شمس آل محمد عليهم السلام ستكتسح كل ظلام وستار لأهل الباطل والتزوير.
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وأهل بيته الطاهرين.
لقد وجدت في عصرنا الحاضر ظاهرة خطيرة للغاية، هي ظاهرة إعادة طباعة أمهات المصادر التاريخية والروائية السنية، مع حذف الكثير من أحاديثها ووقائعها ورواياتها التي تتخوف منها بعض المؤسسات الدينية السنية، وهذا الحذف غالبا ما يتم بصورة سرية مخفية لا يتوجه إليه العوام من الناس، وفي بعض الأحيان يلبس هذا الحذف ثوبا علميا وهميا، فتارة تحذف بعنوان (الاختصار) والتشذيب والتهذيب لهذه المصادر الروائية والتاريخية السنية، وتارة أخرى تحذف بعنوان (التحقيق) ومقابلة النصوص والنسخ الخطية، فيتم حذف كثير من الروايات والأخبار بحجة أن بعض النسخ خالية من هذه الزيادة، أو أمثال هذه الحجج التي يراد منها سد أفواه العوام عن مثل هذا التلاعب الخطير.
وكتاب مسند ابن راهويه واحد من تلك الكتب التي تعرضت لمثل هذا التزوير الخطير، فقد تم حذف حديث الثقلين والغدير من نسخته المتداولة حاليا في الأسواق والمكتبات العامة، فالباحث عن هذا الحديث لا يجده اليوم في كتاب مسند إسحاق بن راهويه، مع ان جملة من علماء أهل السنة ومحدثيهم ذكروا في كتبهم ان ابن راهويه ذكر حديث الثقلين في كتابه المسند، وفيما يلي جملة من تلك المصادر التي ذكرت وجود هذا الحديث في هذا الكتاب.
أ: ابن حجر العسقلاني يصرح بوجود حديث الثقلين في كتاب مسند ابن راهويه
قال ابن حجر في كتابه (المطالب العالية ج11 ص230): (وقال إسحاق: أنا أبو عامر العقدي، عن كثير بن زيد، عن محمد بن عمر بن علي، عن أبيه، عن علي، قال: إن النبي صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم حضر الشجرة بخم، ثم خرج آخذا بيد علي قال: « ألستم تشهدون أن الله ربكم؟ » قالوا: بلى، قال: « ألستم تشهدون أن الله ورسوله أولى بكم من أنفسكم، وأن الله ورسوله أولياؤكم؟ » فقالوا: بلى، قال: « فمن كان الله ورسوله مولاه، فإن هذا مولاه، وقد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا: كتاب الله سببه بيده، وسببه بأيديكم، وأهل بيتي » هذا إسناد صحيح).
أقول: قوله (وقال إسحاق) يقصد به إسحاق بن راهويه صاحب المسند.
ب: الحافظ البوصيري يصرح بوجود الحديث في مسند ابن راهويه
قال الحافظ أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري في كتابه (إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة ج7 ص81 طبعة دار الوطن): (باب فيمن كنت مولاه فعلي مولاه... «قال: فمن كان الله ورسوله مولاه فإن هذا مولاه وقد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله سببه بيده وسببه بأيديكم وأهل بيتي» رواه إسحاق بسند صحيح...).
ج: المتقي الهندي يعترف بورود حديث الثقلين في مسند ابن راهويه
قال المتقي الهندي في (كنز العمال ج13 ص140 فضائل علي عليه السلام): (...قال: ألستم تشهدون أن الله ورسوله أولى بكم من أنفسكم وأن الله ورسوله مولاكم؟ قالوا: بلى قال: فمن كان الله ورسوله مولاه فإن هذا مولاه وقد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعده: كتاب الله سببه بيده وسببه بأيديكم وأهل بيتي» ابن راهويه وابن جرير وابن أبي عاصم والمحاملي في أماليه).
د: علماء آخرون يقرون بوجود حديث الثقلين في مسند إسحاق بن راهويه
منهم الشيخ أحمد بن الفضل الحضرمي في (وسيلة المآل ص 57 نسخة المكتبة الظاهرية بدمشق) حيث قال: (عن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم الله وجهه أن النبي صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم قال: قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله سببه بيده وسببه بأيديكم وأهل بيتي. أخرجه أبو إسحق بن راهويه في مسنده من طريق كثير بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده رضي الله عنهم).
ومنهم عباس أحمد صقر وأحمد عبد الجواد في القسم الثاني من (جامع الأحاديث ج 4 ص 311 ط دمشق) حيث قالا: (...وقد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعده: كتاب الله سببه بيده وسببه بأيديكم، وأهل بيتي «ابن راهويه وابن أبي عاصم والمحاملي في أماليه»).
وقد تركنا الكثير ممن ذكر ذلك للاختصار، وهي بمجموعها تثبت عدم علمية وإنصاف هذه الجهات التي تحاول أن تطمس الحق لأغراض مذهبية وتعصبية، ولكن هيهات ان ينجحوا بذلك لان شمس آل محمد عليهم السلام ستكتسح كل ظلام وستار لأهل الباطل والتزوير.
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وأهل بيته الطاهرين.
إرسال تعليق