موقف الإمام الحسين عليه السلام من صلح الامام الحسن عليه السلام

بقلم: الشيخ حسن الشمري

تمهيد


تقلّد الإمام الحسن المجتبى عليه السلام خلافة المسلمين بنص من سيد الوصيينعليه السلام، وبإجماع المسلمين، وهو الإجماع الثاني بعد إجماع المسلمين على خلافة سيد الوصيين الإمام علي عليه السلام.

وقد تسلّم الخلافة والأمة الإسلامية ((تموج بالفتن)) التي افتعلها معاوية ابن أبي سفيان بالتنسيق مع رأس المنافقين ((الأشعث بن قيس الكندي)).

وقد حاول المنافق الأشعث بن قيس صرف الخلافة إلى معاوية إلا أنه فشل، وبعدها أخذ ينسج المؤامرات لإفشال حكومة الإمام الحسن المجتبى عليه السلام.


وقد شكّل الإمام الحسن مع أخيه الإمام الحسين عليهما السلام وثلّة من أصحاب الإمام أمير المؤمنين عليه السلام، منهم حجر بن عدي، وقيس بن سعد بن عبادة ((غرفة عمليات)) لإدارة الأزمة المتفاقمة.

وقد أمر الإمام الحسن عليه السلام بعقد اجتماع طارئ وعام في جامع الكوفة لتدارك الأزمة، وإيجاد السبل الكفيلة في الخروج منها، وألقى الإمام الحسن المجتبى عليه السلام خطاباً رائعاً وبليغاً جعل الأسماع تصغي إليه برمّتها.

فدعا إلى وحدة الصف، وتلاحم القوى، ومعرفة الواقع الذي يلفّ المسلمين، وحذّر من معاوية ومن دعاياته وأعوانه الذين انتشروا في الحواضر الإسلامية.

ودعا الإمام (صلوات الله عليه) إلى حرب معاوية المفسد.

جاء في (موسوعة الإمام الحسين عليه السلام): ((ثم ندب الناس لحرب معاوية، فلمّا سمعوا ذلك وجلت قلوبهم، وكمّت أفواههم، ولم يستجب منهم أحد سوى البطل الملهم عدي بن حاتم، فانبرى يعلن دعمه الكامل للإمام، ووجّه أعنف اللوم والتقريع لأهل الكوفة على موقفهم الانهزامي، واستبان للإمام وغيره أنّ جيشه لا يريد الحرب، فقد خلع يد الطاعة، وانساب في ميادين العصيان والتمرد.

وبعد جهود مكثّفة قام بها بعض المخلصين للإمام نفر للحرب أخلاط من الناس ــ على حدّ تعبير الشيخ المفيد عليهما السلام ــ كان أكثرهم من الخوارج والشكاكين وذوي الأطماع))[1].

ولنا وقفة مع سماحة الشيخ القرشي:

أولاً: ليس مع المعقول بعد خطاب الإمام التاريخي أن يستجيب نفر واحد وهو ((عدي بن حاتم الطائي))، علماً أنّ أهل الكوفة كانوا قريبي عهد بالإمام أمير المؤمنينعليه السلام، وفيهم ثلّة من الصحابة والحواريين، منهم حجر بن عدي، وقيس بن سعد بن عبادة، وحبيب بن مظاهر الأسدي، وبرير بن خضير، وسليمان بن صرد الخزاعي، وغيرهم.

ثانياً: مع استجابة ((عدي بن حاتم))، ونفر قليل، كيف يَطْمَئنّ الإمام (صلوات الله عليه) إلى جماعة، وفيها ــ كما يذكر الشيخ المقدس العلامة المفيد عليهما السلام ــ الخوارج والشكاكون وذوو الأطماع، علماً أنّ الإمام الحسن المجتبى عليه السلام كان يروم خوض المعركة الفاصلة مع معاوية، فلولا علم الإمام الحسن عليه السلام أنّ هناك من ينصره لما أقدم على هذه الخطوة، فالحرب مع معاوية كانت تشكّل أهمية خاصة للإمام الحسن عليه السلام حتى يكسر هيبة معاوية التي استولت على قلوب أهل الشام، ويثبّت أعمدة الإسلام التي اهتزت كثيراً بفعل الممارسات الجاهلية.

ويعيد الإسلام إلى الشام بعد أن لفظته واستبدلته بـ((قيم معاوية الجاهلية))، فالشام تشكّل موقعاً استراتيجياً لدولة الإسلام.

ثالثاً: إنّ خروج الأعداد الغفيرة لنصرة الإمام الحسن عليه السلام يشكّل دليلاً واضحاً في تأثير الإمام (صلوات الله عليه) بالرغم من الظروف القاسية التي لفت العراقيين من جراء استشهاد الإمام أمير المؤمنين عليه السلام، واستغلال الفئة المنافقة لفقيد الأمة في بثّ الإشاعات المغرضة وتجييرها لمعاوية بن أبي سفيان.
موقف الإمام الحسين عليه السلام من الصلح

إنّ أهمّ حدث ظهر في زمن الإمام الحسن عليه السلام يكمن في الصلح، ويعتبر الصلح من الأحداث القاسية التي ألمت بالأمة الإسلامية، فقد أزاحت الإمام الحسن عليه السلام عن منصبه الذي أجمعت الأمة عليه واعتبرته امتداداً لمنصب أبيه سيد الوصيين الإمام عليعليه السلام.

إنّ اختيار الإمام الحسن عليه السلام ومبايعته بكلّ طواعية، بما فيهم المنافقون الذين تربّصوا بالإمام يعتبر حدثاً مهماً حيث أكسب الإمام مع الوصية موقعاً استثنائياً.

وقد جاء الصلح مع معاوية بن أبي سفيان لضرورات اقتضتها مصلحة الإسلام والأمة، كما اقتضت الضرورة أن يصالح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قريشاً.

وقد صالح الإمام الحسن عليه السلام معاوية أسوة بجدّه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حفاظاً على الإسلام وعلى أمته، وقد أظهر الصلح شدّة حرص الإمام الحسن عليه السلام على الإسلام وأمة جده صلى الله عليه وآله وسلم، وحرص معاوية على الملك والسلطان، وفشله في إخفاء نهمه للسلطة والتسلط، فبعد أن صالح الإمام الحسن عليه السلام على وفق الشروط الدينية والأخلاقية وأشهد عليها ثلّة من المؤمنين نكث معاوية، فجاء إلى الكوفة، وخطب فيها:

((يا أهل الكوفة، إني ما قاتلتكم لتصلّوا وتصوموا، وإني أعلم أنكم تصلون وتزكون، ولكن قاتلتكم لأتأمّر عليكم، وهذه شروط ((الحسن)) الذي أعطيتها فهي تحت قدميّ هاتين))[2].

وفي نظري لولا الصلح والخلافة لما انكشف معاوية وظهرت حقيقته، فالسلطان والمال تكشفان حقيقة الإنسان مهما طال به الزمن، وسوف نعرج على ملابسات الصلح ونتائجه في كتاب (قبس من نور الإمام الحسن المجتبى عليه السلام).

لقد كان موقف الإمام الحسين عليه السلام واضحاً، فقد تجاوب مع الإمام الحسن المجتبى عليه السلام، لاسيّما وهو يعرف قبل غيره أنّ أخاه إمام مفترض الطاعة، وأنّ طاعته طاعة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، وطاعة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم طاعة الله تعالى.

قال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ))[3].

فالإمام عليه السلام هو ولي الأمر، وطاعته واجبة بنصّ الآية، ثم إنّ الإمام الحسين عليه السلام وقف عن قرب على الأسباب التي دعت الإمام الحسن عليه السلام إلى الصلح، منها خذلان أقرب المقرّبين ((عبيد الله بن العباس)) القائد الميداني الذي كان يحسب له حساب.

ثم إنّ معاوية كاد أن يهلك الحرث والنسل في سبيل الوصول إلى ((مطامعه الدنيوية)) التي حوّلته إلى جيفة وكتل من التراب المهين.

يقول الشاعر الشامي محمد مجذوب:



أين القصور أبا يزيد ولهوها *** والصافنات وزهوها والسؤددُ؟

أين الدّهاء نحرت عزّته *** على أعتاب دنيا سحرها لا ينفدُ؟

هذا ضريحك لو بصرت ببؤسه *** لأسال مدمعك المصير الأسودُ

كتل من الترب المهين بخربة *** سكر الذّباب عليها فراح يعربدُ



تقول بعض الروايات أنّ الإمام الحسين عليه السلام اعترض على أخيه الإمام الحسنعليه السلام، وهي لم تصح ولم يثبت وثاقة الناقل لها، فهي من صنع العباسيين نكاية بأبناء الإمام الحسن المجتبى عليه السلام الذين أكثروا الثورات ضدهم، فاتهموهم ونسبوا إليهم الكثير من الأباطيل، وبجدّهم الإمام الحسن المجتبى عليه السلام كما هو ثابت في التاريخ، وللمزيد راجع كتاب (صلح الإمام الحسن عليه السلام) للشيخ آل ياسين عليهما السلام.

إنّ الإمام الحسين عليه السلام وافق أخاه الإمام الحسن عليه السلام، بعد أن وافق الإمام الحسن عليه السلام على الصلح، وضمَّنه بنوداً، منها إرجاع الخلافة إلى الإمام الحسين عليه السلام بعد موت معاوية، ورفع السبّ عن الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام، ووقف حملات القتل والإبادة الجماعية لأصحاب الإمام أمير المؤمنين عليه السلام.

ولكن معاوية نقض بنود الصلح وضربها عرض الحائط، ولم يكتفِ بذلك، بل دسّ السمّ إلى الإمام الحسن المجتبى عليه السلام، فمضى شهيداً (بأبي وأمي) متأثّراً بالسمّ الذي اشتراه معاوية من ملك الروم.

وبعد استشهاد الإمام الحسن المجتبى عليه السلام تسلّم معاوية زمام السلطة، فعاث في الأرض فساداً، وأهلك الحرث والنسل.

قال تعالى: ((وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ))[4].

وقد تولّى معاوية وقلبه يغلي حقداً على الإسلام الذي قضى على أحلام ((أبي سفيان في القضاء على الإسلام))، فجاء معاوية كي يحقق أحلام أبيه، وقد استبدّ معاوية بالحكم ليساعده على ذلك ((عمرو بن العاص)) الذي باع دينه لدنيا حقيرة، فكانت الصفقة مع معاوية ((ولاية مصر))، فاستولى عمرو ابن العاص على مصر ((وأحرق الولد البار للإسلام محمد بن أبي بكر في جلد حمار))، وهي طريقة منكرة، وفي الوقت نفسه دنيئة تبيّن الحقـد والتفنن في إرعاب الناس.

وعندما تولى معاوية حاول تزيين صورته كي يتسنّى له إحكام السيطرة، ثم القضاء على الرموز العالية التي كانت تقف أمام مخططاته الدنيئة.

إنّ خطة معاوية كانت تستهدف التخلص أولاً من صحابة أمير المؤمنين علي عليه السلام أمثال حجر بن عدي، وميثم التمّار، ورشيد الهجري، وعمرو بن الحمق الخزاعي، ومن ثمّ يجهز على الإمام أبي عبد الله الحسين عليه السلام.

إنّ أسلوب ((قصقصة الأجنحة)) كانت من الأساليب المهمّة لدى معاوية، وقد اتبعها في زمن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام، حين استهدف مالك الأشتر الذي كان رمزاً مهماً، وأحد أعمدة الدولة الإسلامية ثم محمد بن أبي بكر.

وقد استهدف جلّ الصحابة في معركة صفين، فقتل عمار بن ياسر، وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين، وابن التيهان، كلّ ذلك حتى ((يستفرد بالإمام أمير المؤمنينعليه السلام».

إنّ استهداف الرموز الكبيرة تعدّ من الخطط التي اعتمدها العدو، وتعدّ هذه الخطة من أخطر ما يتعرّض له الكيان الإسلامي، فالرموز الكبيرة هي السور الواقي والخندق الأول الذي تتهاوى عنده الهجمات والمؤامرات، والخندق الأول يعدّ من الناحية الإستراتيجية ((السدّ المنيع))، لذا يحاول العدو اختراقه وتحطيمه حتى يتسنّى له التقدم بسهولة في عمق الدولة.

والرموز الكبيرة هي القدوة التي تدفع الشبهات وتدحض الأباطيل، ثم تعطي الصورة الواضحة للقيم، وهي العمق الإستراتيجي للقيادة في ساعة المحنة، والرمز يشكّل ((الخزين الإستراتيجي)) للقيادة، من هنا فإنّ القيادة الناجحة هي التي تصنع الكوادر التي تستطيع من خلالها نشر الفكر والقيم، ثم إنّ نجاح القائد مرهون ببقاء الكوادر إلى جنبها في كلّ مراحل العمل حتى في أدقّ التفاصيل.

إنّ بقاء الكوادر والرموز إلى جانب القيادة يعدّ انتصاراً للقائد حتى لو لم يحقق الانتصار، فالنصر ليس محصوراً في سحق العدو، بل في الحفاظ على مستوى الرموز، وعلى استقامتهم، وتمسكهم بالمبادئ فأيّ تفريط بهم يشكّل منعطفاً خطيراًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًً، لذلك فإنّ بعض القادة فقدوا الانتصار بعد أن فقدوا الأنصار.

إنّ بقاء الكوادر إلى جانب القيادة يعطي زخماً معنوياً للقائد وللكوادر، ثم تعطي مصداقية للقيم التي تعتمدها القيادة، من هنا فإنّ الأنبياء عليهم السلام اعتمدوا على الكوادر الكفوءة من لدن بعثتهم كلّ ذلك حتى تثبت مصداقية الرسالة.

إنّ الناس تنظر إلى الرموز مثلما تنظر إلى القيادة، فالرمز في نظر الناس يشكّل الصورة الحية للقائد، ثم إنّ الناس تهوي ((المثال))، وتشتدّ علاقتها بالقيم كلما وجدت ((رمزاً عالياً))، وهذه نقطة جديرة بالملاحظة.

ثم إنّ القيادة الناجحة التي تمثّل المصداق الحقيقي للانتصار تكمن في حفاظها على الرموز وعلى الكوادر، فالقائد الحقيقي الذي يمثّل قمّة القيادة هو الذي يصنع ((القادة))، وبهذه الخطوة فإنه يسجّل انتصاراً حقيقياً.

إنّ انتصار الإسلام بقيادة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن محصوراً في سحق العدو، وإنما في صنع القادة أمثال بطل الإسلام الخالد الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، وعمار، وأبو ذر، وسلمان، وبهذا الانجاز فإنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم حافظ على قيم الإسلام الفذّة.

إنّ قيم الإسلام تعرّضت بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى أبشع الهجمات، وإلى حملات تحريف لم يسبق لها مثيل، ولكن الرموز الكبيرة التي تخرجت من مدرسة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم وقفت سداً منيعاً، وحالت دون أن تعمل هذه الهجمات عملها.

إنّ الدور الذي قام به الرمز العالي علي بن أبي طالب عليه السلام لا يقلّ عن دور النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، لذلك قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام: ((أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي))[5]، راجع مصادر هذا الحديث في الهامش.

وهذا الدور الذي تقمّصه الإمام عليه السلام يشابه تماماً دور هارون في زمن النبي موسى عليهما السلام، فعليه فإننا بحاجة إلى منهج استراتيجي للحفاظ على الرموز والكوادر، لأننا فقدنا الكثير وبسهولة، وهكذا فإنّ المجتمع الإسلامي بات ينتج الرمز بصعوبة ولكنه يفقده بسهولة.

وتعدّ هذه الظاهرة كما أسلفت من أخطر ما يتعرّض له المجتمع الإسلامي، إنّ مذهب أتباع أهل البيت عليهم السلام فقد الكثير من الرموز السامية، التي هي عالية ليس على صعيد العالم الإسلامي فحسب، وإنما على صعيد ((العالم الإنساني)).

وقد فقدنا الكثير بسهولة، وكأنّ هناك مصنعاً ينتج الرموز حتى يمكن تعويض ما خسرناه، وفقدان هذه الرموز يشكّل فراغاً عميقاً أثّر سلباً على المستوى العلمي والثقافي والأخلاقي.

إنّ بناء الإنسان أصعب ما في الحياة فكيف ببناء قائد، لذا فعلينا أن نحافظ على ((الرموز)) بإيجاد ((قوانين)) دولية تحرّم التعرّض إلى الرموز، وتجرم من يتعدّى عليهم بأيّ شكل من الأشكال، وتحت أيّ غطاء كان، ولابدّ للمؤسسات الإنسانية والدينية أن تبذل الجهد الحثيث لتشريع ((قانون في الأمم المتحدة)) يمنع فيه التعرّض إلى الرموز، ثم إلزام الدول العربية والإسلامية وباقي الدول بهذا القانون.

ولابدّ أن توضع وثيقة عهدٍ قانونية ملزمة تحرّم وتجرّم كل من يتعرّض إلى الرموز الدينية وغير الدينية بما فيها الرموز العلمية.

وأيضاً على المؤسسات الإنسانية السعي ((لفرض)) قانون يلزم الدول في دستورها ((حرمة التعرض للرموز))، وبأيّ شكل من الأشكال وتحت أيّ غطاء وذريعة.

إنّ سعي المؤسسات الإنسانية والإسلامية لفرض قانون يجرّم فيه التعرّض إلى الرموز يعدّ خطوة هامة على طريق الحفاظ على ((صمامات الأمان للأمة))، كما يضمن حقوق الأمم الأساسية.

ومن جانب فإنّ هذه الخطوة تضمن ((تقدم الكوادر))، وتدفعهم إلى العمل بجد.

نعود ونقول: إنّ استلام معاوية الحكم واستبداده شكّل خطراً حقيقياً على الإسلام، وكاد معاوية بن أبي سفيان أن يقضي على الإسلام.

يقول روجيه غارودي:

((وكانت الدولة الأموية وخلافة معاوية من القروح الآكلة في جسم الدولة الإسلامية))[6].

وقد تعرض الإسلام في ظلّ معاوية لأبشع أنواع التشويه، وكادت القيم الإلهية أن تلفظ أنفاسها لولا وجود الأئمة من آل البيت عليهم السلام.

إنّ المحكّ الحقيقي للقيم الأهلية تكمن عندما تقابل الباطل، فإذا برز الباطل لابدّ للحق أن يبرز ويسفر عن وجهه، وهذا ما حدث إبان ثورة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام على النّاكثين والمارقين والقاسطين، فقد تجلّى الحق في سلوك الإمام عليه السلام، وظهرت معالمه واضحة، الأمر الذي أدّى إلى تجذّرها،  وصارت جزءاً من حياة الأمة، إلا أنّ محاولات معاوية تواصلت وتتابعت فأفرخت فتناً.

إنّ معاوية بن أبي سفيان رسّخ الشجرة التي وضع بذرتها جدّه أمية حين نفي إلى الشام بعد أن نافر هاشماً، وسقيت الشجرة بولاية أخيه يزيد عليها في زمن أبي بكر وعمر، وها هو ثالث بني أمية يفصح عمّا وقر في صدره.

إنه ابن هند التي يقول عنها ابن أبي الحديد: ((وكانت هند تذكر في مكة بفجور وعهر))[7].

ويذكر الزمخشري في (ربيع الأبرار):

((كان معاوية يعزى إلى أربعة: إلى مسافر بن أبي عمر، وإلى عمارة بن الوليد بن المغيرة، وإلى العباس بن عبد المطلب، وإلى الصباح، وقد كان أبو سفيان دميماً قصيراً، وكان الصباح عسيفاً  (أجيراً) لأبي سفيان شاباً وسيماً فدعته هند إلى نفسها فغشيها))[8].

وإذا وضعنا معاوية بن أبي سفيان في الميزان فلا قيمة له، وقد أخطأ العقّاد حين كتب عن معاوية، وأطلق عليه (معاوية في الميزان).

وأيّ شيء عند معاوية حتى نضعه في الميزان، وإنما يوضع في الميزان من له حسنة واحدة؟ ومعاوية صفر اليدين من الحسنات، ولا يمكن أن نتكلم عن معاوية والحسنات.

قال الإمام الحسن عليه السلام في معاوية: ((أنا لا أقول أنا خير منك لأنه لا خير فيك))[9].

وأيّ خير في معاوية؟ وقد أغلق أبواب الخير في وجه أصحابه في الشام حتى باتوا لا يفرّقون بين الناقة والجمل، وقد استخفّ بهم إلى أدنى درجات الحضيض كي يحكم قبضته فيهم، ثم يدخلهم في أتون الحروب التي كرّسها لشهواته وبطنه التي كانت لا تشبع، وقد أعماهم وأصمّهم، واستخفّ بهم.

قال تعالى: ((فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ))[10].

إنّ معاوية بن أبي سفيان هو أول من استخف قومه، وصيّرهم وسيلة رخيصة لمآربه الشخصية وبطنه التي أضحت لا تشبع.

جاء في (تاريخ الطبري):

((إنّ معاوية كان يأكل في اليوم سبع مرات، ويقول: والله ما أشبع وإنما أعيا))[11].وقال علماء النفس الاجتماعي: ((إنّ الأكول لا يفكّر طويلاً كما لا يبصر عميقاً)).

والأكول ((لا يمكنه أن يتألّق ويكون مبدعاً))، ومن طبع الأكول ((الاستئثار والعجلة))، وهذه صفات قبيحة ظهرت جلية في سلوك معاوية حتى ضرب بها رقماً قياسياً، فما أن يذكر معاوية حتى يذكر الختل والدوران والدهاء.

جاء في كتاب (معاوية بن أبي سفيان) للعقّاد:

((وأبرع ما برع فيه معاوية من ألوان الدهاء إلقاء الشبهة بين خصومه، وقد احتال بمثل هذه الحيلة على قيس بن سعد حتى أوقع الريبة منه في نفس الإمام)).

ومعاوية جيّر كل وسيلة بما فيها التسقيط والحروب.

جاء في كتاب (تاريخ الطبري) كما عن سعيد بن سويد:

قال معاوية لأهل الكوفة: ((والله إني ما قاتلتكم لتصلوا ولا لتصوموا ولا لتحجوا ولا لتزكوا، وإنكم تفعلون ذلك، إنما قاتلتكم لأتأمّر عليكم، وقد أعطاني الله ذلك، وأنتم له كارهون))[12].

وهو أول من استعمل سياسة الإطراء له وللخلفاء الثلاثة، وانتحال صفات ومناقب لهم ليس لها واقع أو سند وثيق.

جاء في (تاريخ الخلفاء) للسيوطي، عن الإمام أحمد بن حنبل، أنه سأل أباه عن عليّ ومعاوية؟.

فقال: ((اعلم أنّ علياً كان كثير الأعداء، ففتّش له أعداؤه عيباً فلم يجدوا، فجاءوا إلى رجل قد حاربه وقاتله فأطروه كيداً منهم له))[13].

ومما يحزّ في النفس أنّ الكثير من الناس باتوا يصدقون أقوال معاوية ويضعونها في مصاف الأحاديث الصحيحة، كل ذلك لشبهة وردت في كتب الحديث مثل ((معاوية كاتب الوحي))، و((خال المؤمنين))، و((أمير المؤمنين)).

وإذا كان معاوية كاتب الوحي فكيف يلعنه رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم عندما رأى أبا سفيان راكباً، ويزيد السائق، ومعاوية القائد، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: ((لعن الله الراكب والقائد والسائق))[14].

ثم هو من الشجرة الخبيثة (راجع: تفسير الرازي، تفسير آية الشجرة الخبيثة)، وهو من أهل النار، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعمار بن ياسر: ((ويح عمار تقتلك الفئة الباغية، تدعوهم إلى الجنة ويدعونك إلى النار))[15].

وهو السابّ لله ولرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، حيث قال صلى الله عليه وآله وسلم: ((من سبّ علياً فقد سبّني، ومن سبّني فقد سبّ الله))[16].

وجاء في (صحيح مسلم: باب فضائل علي بن أبي طالب عليه السلام):

((قال معاوية لسعد بن أبي وقاص: ما لك لا تسبّ علياً؟. قال: ثلاث أذكرهنّ فإنّي لا أسبّه.

وعندما مرّ ابن عباس على جماعة عند الكعبة، فسمعهم يسبّون علياً (صلوات الله عليه). فقال: من منكم يسبّ الله؟. قالوا: وكيف!! نستغفر الله؟.

قال: فمن منكم يسبّ رسول الله؟. قالوا: نستغفر الله؟.

قال: من منكم يسبّ علياً؟. قالوا: أما هذه فنعم.

فقال ابن عباس: أشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((من سبّ علياً فقد سبّني، ومن سبّني فقد سبّ الله))[17].

ويكفي معاوية أنه خلع الطاعة لإمام أجمعت الأمة على بيعته، فمات ميتة جاهلية.

جاء في (صحيح مسلم): ((من خلع الطاعة وفارق الجماعة ميتته جاهلية»[18].

ومعاوية هو أول من أشهر سبّ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام على المنابر، وأضحت منابر المسلمين تزعق بسبّ الإمام عليه السلام، بل زاد بعضهم آل البيتعليهم السلام، فهذا المجرم خالد بن عبد الله القسري والي العراق في خلافة هشام بن عبد الملك يلعن الإمام علياً عليه السلام وأهل بيت رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

ذكر ابن الأثير في (الكامل في التاريخ):

إنّ خالد بن عبد الله القسري كان يقول: ((اللهم إلعن علي بن أبي طالب ابن عبد المطلب بن هاشم، صهر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على ابنته، وأبا الحسن والحسين)).

ثم يقبل على الناس، فيقول: هل كنيت[19].

وقد استمرت هذه السنّة سبعون سنة إلى أن جاء عمر بن عبد العزيز فألغاها، بسبب ما كان يلحظه من أبيه من ارتجاج عندما يعرج على سبّ وصي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولكن ما الحيلة عند الأمويين والدنيا لا تستقيم لحكمهم إلا بإتباع هذه السنّة السيئة، والرعية لا تخضع لهم إلا بالتأكيد عليها، وهذا ما أكّد عليه عبد العزيز لولده عمر: ((يا بني إنّ من ترى تحت منبرنا من أهل الشام وغيرهم لو علموا من فضل هذا الرجل ما يعلمه أبوك لم يتبعنا منهم أحد))[20].

يقول الغزالي في كتابه (الإسلام المفترى عليه):

 ((فلما أراد معاوية أن يتجه بشكل الحكم إلى غير ما عرف في دولة الخلافة، لاحظ المعترضون عليه من صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّ هذا الاتجاه روماني لا إسلامي، وقالوا في وصفه: كلّما هلك هرقل قام هرقل.

ولكن هذا الأسلوب الروماني كتبت له السيطرة، وبلغ من اجترائه أنه استولى على منابر الجمعة يلعن من فوقها ممثلي الاتجاه الإسلامي الصحيح))[21].

وقد سعى معاوية بن أبي سفيان إلى تثبيت هذه السنّة السيئة حتى:

1 ــ يزرع في أذهان الشاميين ((فكرة الخوارج)) التي تذهب أن علياً عليه السلام وآل البيتعليهم السلام لا علاقة لهم بالدين، وقد تأكدت هذه الفكرة بدليل أنّ أهل الشام بُعيد استشهاد أبي عبدالله الحسين عليه السلام صدقوا ((خروج الحسين عن الإسلام وقد قتل لخروجه منه)).

2 ــ حتى يغطّي على مناقب الإمام عليه السلام، وكادت السنّة السيئة تأتي على مناقب الإمام، لولا ثورة الإمام أبي عبد الله الحسين عليه السلام التي مزقت الستار الذي نسجه معاوية.

3 ــ إنّ فكرة السبّ على سبعين ألف منبر في كل يوم، وفي رواية في كلّ منتدى ومسجد لابدّ وأن تأخذ حيّزاً من نفوس الناس، فهي إن لم تقنعهم فعلى الأقل تتفاعل في نفوسهم (كما هو ثابت في علم النفس التربوي)، فتظل هذه الفكرة تشغلهم عن الأبعد من حدود السبّ.

4 ــ إنّ فكرة السبّ الشيطانية إنما تؤكد ((حرص معاوية)) على استعمال الأساليب كافة في سبيل دنياه، وهكذا فإنّ كلّ السبل كانت مفتوحة أمامه، فهو لا يتورّع من استعمال أقذرها لمصالحه الدنيئة.

يقول الدكتور حسن إبراهيم:

((فالأمويون لم يعتنقوا الإسلام إلا سعياً وراء مصالحهم الشخصية))[22].

5 ــ إنّ فكرة السبّ فتحت الأبواب أمام ((الانتهازيين))، والمتملّقين لافتراء الأحاديث، والافتراء على الإسلام بكلّ وقاحة، فشخصية الإمام أمير المؤمنين عليه السلام تمثّل الإسلام، وتمثّل شخصية النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، فإذا تمّ التجاوز على شخصية الإمام فمن السهولة بمكان التجاوز على الإسلام، ثم إزاحته من واقع المسلمين.

وفي نظري فإنّ هذا هو المطلب الأساسي الذي كان يستهدفه معاوية، فإنّ معاوية كان يتميز غيظاً منه، فلابد من عمل شيء حتى يمكنه من استغلال الواقع الإسلامي لمصالحه الدنيئة، لقد عوّدنا معاوية في استعمال كل ما هو قذر حتى لو كان يجمع قذارات الأولين والآخرين.

يقول ابن أبي الحديد المعتزلي: قال أبو القاسم البلخي: ((وما زال عمرو بن العاص ملحداً ما تردّد في الإلحاد والزندقة، وكان معاوية مثله))[23].

6 ــ وفي نظري فإنّ استعمال السبّ إنما هو لإيجاد مناخ لأمراء السوء كي يتبؤوا مقعد الخلافة، وهذا ما حصل، فقد جاء يزيد بن معاوية على خلفية الواقع المزري الذي لفّ المسلمين.



الله أيّ دم في كربلا سفكا *** لم يجرِ في الأرض حتى أوقف الفلكا

وقد تحكّم بالإسلام طاغية *** يمسي ويصبح بالفحشاء منهمكا

لم أدرِ أين رجال المسلمين مضوا *** وكيف صار يزيدٌ بينهم ملكا

العاصر الخمر من لؤم بعنصره *** ومن خساسة طبع يعصر الودكا

لئن جرت لفظة التوحيد في *** فمه فسيفه بسوى التوحيد ما فتكا

قد أصبح الدين منه يشتكي سقماً *** وما إلى أحد غير الحسين شكا

فما رأى السبط للدين الحنيف شفاً *** إلا إذا دمه في كربلا سفكا

وما سمعت عليلاً لا علاج له *** إلا بنفس مداويه إذا هلكا[24]


7 ــ حتى يتسع الغدر ليعمل معاوية ما يشاء ويفعل ما يريد، لقد عمل معاوية بما فيه الكفاية في تحريف الإسلام حتى أنسى الكثير الصلاة التي هي أظهر مصاديق الإسلام.

ــــــــــــــــــــــ
[1] حياة الإمام الحسين عليه السلام: الشيخ باقر شريف القرشي، ج2/ص112.

[2] الغدير: الشيخ الأميني، ج1/ص7. شرح نهج البلاغة: ابن أبي الحديد، ج1/ص46.

[3] النساء: ٥٩.

[4] البقرة: ٢٠٤ ــ ٢٠٥.

[5] مسند أحمد: الإمام أحمد بن حنبل، ج1/ص170. صحيح البخاري: البخاري، ج3/ص208. صحيح مسلم: مسلم النيسابوري، ج7/ص121. سنن ابن ماجة: محمد بن يزيد القزويني، ج1/ص43. سنن الترمذي: الترمذي، ج5/ص304. فضائل الصحابة: النسائي، ص13. المستدرك: الحاكم النيسابوري، ج2/ص337. السنن الكبرى: البيهقي، ج9/ص40. شرح مسلم: النووي، ج1/ص195. مجمع الزوائد: الهيثمي، ج9/ص109. فتح الباري: ابن حجر، ج8/ص86. عمدة القاري: العيني، ج16/ص214. الديباج على مسلم: جلال الدين السيوطي، ج5/ص386. تحفة الأحوزي: المباركفوري، ج10/ص157. مسند أبي داود الطيالسي: سليمان بن داود الطيالسي، ص28. المصنف: عبد الرزاق الصنعاني، ج5/ص406. مسند الحميدي: عبد الله بن الزبير، ج1/ص38. المعيار والموازنة: أبو جعفر الإسكافي، ص70. مسند ابن الجعد: علي بن الجعد بن عبيد، ص301. المصنف: ابن أبي شيبة الكوفي، ج7/ص496. مسند ابن راهويه: إسحاق بن راهويه، ج5/ص37. مسند سعد بن أبي وقاص: أحمد بن إبراهيم الدورقي، ص51. تأويل مختلف الحديث: ابن قتيبة، ص13. ما روي في الحوض والكوثر: ابن مخلد القرطبي، ص126. الآحاد والمثاني: الضحاك، ج5/ص172.  كتاب السنة: عمرو بن أبي عاصم، ص551. السنن الكبرى: النسائي، ج5/ص44. خصائص أمير المؤمنين عليه السلام: النسائي، ص48. مسند أبي يعلى: أبو يعلى الموصلي، ج1/ص287. جزء الحميري: علي بن محمد الحميري، ص28. أمالي المحاملي: الحسين بن إسماعيل المحاملي، ص209. حديث خيثمة: خيثمة بن سليمان الأطرابلسي، ص199. صحيح ابن حبان: ابن حبان، ج15/ص16. المعجم الأوسط: الطبراني، ج2/ص126. المعجم الصغير: الطبراني، ج2/ص22. المعجم الكبير: الطبراني، ج1/ص146. معرفة علوم الحديث: الحاكم النيسابوري، ص252. فوائد العراقيين: ابن عمرو النقاش، ص95. الفوائد المنتقاة: محمد بن الصوري: ص55. الاستيعاب: ابن عبد البر، ج3/ص1097. التمهيد: ابن عبد البر، ج22/ص132. جامع بيان العلم وفضله: ابن عبد البر، ج1/ص112. جزء بقي بن مخلد: ابن بشكوال، ص126. شرح نهج البلاغة: ابن أبي الحديد، ج2/ص59. درر السمط في خبر السبط: ابن الأبار، ص79. الأذكار النووية: يحيى بن شرف النووي، ص277. نظم درر السمطين: الزرندي الحنفي، ص24. المواقف: الإيجي، ج3/ص603. موارد الظمآن: الهيثمي، ج7/ص313. الجامع الصغير: جلال الدين السيوطي، ج2/ص177. كنز العمال: المتقي الهندي، ج5/ص724. فيض القدير شرح الجامع الصغير: المناوي، ج4/ص471. كشف الخفاء: العجلوني، ج2/ص382.  نظم المتناثر من الحديث المتواتر: الشيخ محمد ابن جعفر الكتاني، ص195. فتح الملك العلى: أحمد بن صديق المغربي، ص48. إرواء الغليل: محمد ناصر الألباني، ج5/ص11. تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل: الباقلاني، ص458. شواهد التنزيل: الحاكم الحسكاني، ج1/ص190. تفسير الرازي: الرازي، ج16/ص76.  تفسير القرطبي: القرطبي، ج1/ص266. تفسير البحر المحيط: أبو حيان الأندلسي، ج5/ص111. الدر المنثور: جلال الدين السيوطي، ج3/ص266. تفسير الآلوسي: الآلوسي، ج4/ص258. الثقات: ابن حبان، ج1/ص142. الكامل: عبد الله بن عدي، ج1/ص306. طبقات المحدثين بأصبهان: عبد الله بن حبان، ج4/ص264. علل الدارقطني: الدارقطني، ج4/ص313. تاريخ بغداد: الخطيب البغدادي، ج1/ص342. تاريخ مدينة دمشق: ابن عساكر، ج12/ص349. أسد الغابة: ابن الأثير، ج4/ص26. ذيل تاريخ بغداد: ابن نجار البغدادي، ج2/ص78. تهذيب الكمال: المزي، ج5/ص277. تذكرة الحفاظ: الذهبي، ج1/ص217. سير أعلام النبلاء: الذهبي، ج1/ص142. الكشف الحثيث: سبط ابن العجمي، ص186. الإصابة: ابن حجر، ج4/ص464. تهذيب التهذيب: ابن حجر،ج2/ص209. لسان الميزان: ابن حجر، ج2/ص23. تاريخ الطبري: الطبري، ج2/ص368. بلاغات النساء: ابن طيفور، ص28. ذكر أخبار أصبهان: الحافظ الأصبهاني، ج1/ص80. تاريخ الإسلام: الذهبي، ج2/ص631. الوافي بالوفيات: الصافي، ج12/ص172.

[6] علي عليه السلام إمام لكل العصور: الأستاذ السيد كمال شاكر، ص184.

[7] شرح نهج البلاغة: ابن أبي الحديد، ج1/ص11.

[8] بحار الأنوار: العلامة المجلسي، ج33/ص201. نقلاً عن ربيع الأبرار: الزمخشري.

[9] الاحتجاج: الطبرسي، فصل احتجاجات الإمام الحسن المجتبى عليه السلام.

[10] الزخرف: ٥٤.

[11] أحاديث أم المؤمنين عائشة: السيد مرتضى العسكري، ج2/ص237. شيخ المضيرة أبو هريرة: محمود أبو رية، ص207. البداية والنهاية: ابن كثير، ج8/ص128.

[12] شرح الأخبار: القاضي النعمان المغربي، ج2/ص157. الملاحم والفتن: السيد ابن طاووس، ص225. بحار الأنوار: العلامة المجلسي، ج44/ص53.

[13] الغدير: الشيخ الأميني، ج11/ص74.

 [14] بحار الأنوار: العلامة المجلسي، ج30/ص296. شرح نهج البلاغة: ابن أبي الحديد، ج15/ص175.

[15] شرح نهج البلاغة: ابن أبي الحديد، ج15/ص177. المستدرك: الحاكم النيسابوري، ج3/ص386. الإصابة: ابن حجر، ج1/ص371. الاستيعاب: ابن عبد البر، ج3/ص1139.

[16] مسند أحمد: الإمام أحمد بن حنبل، ج6/ص233. المستدرك: الحاكم النيسابوري، ج3/121. مجمع الزوائد: الهيثمي، ج9/ص130. السنن الكبرى: النسائي، ج5/ص133. خصائص أمير المؤمنين  عليه السلام: النسائي، ص99.

[17] المناظرات في الإمامة: الشيخ عبد الحسن، ص389. النصائح الكافية: محمد بن عقيل، ص102.

[18] المبسوط: الشيخ الطوسي، ج7/ص263. المجموع: محي الدين النووي، ج19/ص190. روضة الطالبين: محي الدين النووي، ج7/ص271. مغني المحتاج: محمد بن أحمد الشربيني، ج4/ص124. المغني: عبد الله بن قدامة، ج10/ص49. الشرح الكبير: عبد الرحمن بن قدامة، ج10/ص49. سبل السلام: محمد بن إسماعيل الكحلاني، ج3/ص258. نيل الأوطار: الشوكاني، ج7/ص358.

[19] شرح نهج البلاغة: ابن أبي الحديد، ج4/ص57. النصائح الكافية: محمد بن عقيل، ص105.

[20] الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام: أحمد الرحماني الهمداني، ص753. شرح نهج البلاغة: ابن أبي الحديد، ج4/ص59. الإسلام المفترى عليه: الشيخ محمد الغزالي، ص35.

[21] علي عليه السلام إمام لكل العصور: الأستاذ كمال شاكر، ص420.

[22] تاريخ الإسلام: الدكتور حسن إبراهيم، ص278.

[23] الغدير: الشيخ الأميني، ج2/127. وقعة صفين: ابن مزاحم المنقري، ص38. الفصول المهمة في معرفة الأئمة: ابن الصباغ، ج1/ص443. شرح نهج البلاغة: ابن أبي الحديد، ج1/ص137.

[24] الأبيات للمرحوم السيد جعفر الحلي)).

إرسال تعليق