منزلة المتقين وصفاتهم

بقلم الشيخ علي الفتلاوي

إن للمتقين منزلة عظيمة ورتبة عالية عند الله سبحانه وتعالى وكما أن لهم منزلة ورتبة شريفة عند أهل الدنيا، وبمجرد الوقوف على الآيات الكريمة التي وردت لبيان منزلتهم ومقامهم يغنينا عن الشرح والإطالة وهي كما يلي:

1ــ المتقي ولي لله تعالى

كما في قوله: ( وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ). (سورة الأنفال، الآية: 34).

وقوله تعالى: (وَأَنْ لَا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ إِنِّي آَتِيكُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ). (سورة الدخان، الآية: 19).

2ــ الله تعالى ناصرهم وسندهم

كما في قوله تعالى: ( الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ).(سورة البقرة، الآية: 194)

3ــ المتقون محبوبون لله تعالى

كما في قوله تعالى: ( بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ ).(سورة آل عمران، الآية: 76)

4ــ حسن العاقبة للمتقين

كما في قوله تعالى: ( تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ). (سورة هود، الآية: 49)

وقوله تعالى: (هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآَبٍ ). ( سورة ص، الآية: 49)

5ــ بأنهم سكان الجنة

كما في قوله تعالى: ( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ) (سورة الحجر، الآية: 45).

وقوله تعالى: _ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ ). (سورة الشعراء، الآية: 90).

وقوله تعالى: (نَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ).(سورة الذاريات، الآية: 15).

وقوله تعالى:( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ ). (سورة الطور، الآية: 17).

6ــ إنهم في مقام أمين

كما في قوله تعالى: ( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ). (سورة الدخان، الآية: 51).

7ــ هم أهل الهدى

كما في قوله تعالى: ( أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ) . (سورة الزمر، الآية: 57).

8ــ هم أهل القرآن

كما في قوله تعالى:(هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ). (سورة آل عمران، الآية: 138).

9ــ هم الوارثون

كما في قوله تعالى: ( قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ). (سورة الأعراف، الآية: 128).

10ــ هم وفد الرحمن

كما في قوله تعالى: ( يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا). (سورة مريم، الآية: 85).

11ــ هم أهل الصدق

كما في قوله تعالى: (وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ).(سورة الزمر، الآية: 33).

المتقون في كلمات النبي الاعظم واهل بيته عليهم السلام

ولرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته المعصومين عليهم السلام وصف رائع للمتقين وبيان يأخذ شفاف القلوب وتوقظ به العقول وتقر به الأعين وتسر به النفوس:

1ــ إن المتقين عباد ملكوا شهواتهم ولم يرزحوا تحت عبوديتها وعاشوا أحراراً فصارت لهم السيادة عليها وبذلوا أنفسهم وآثروا غيرهم عليها فجادوا ومن جاد ساد فلذا ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «المُتَّقونَ سادَةٌ، والفُقَهاءُ قادَةٌ، والجُلوسُ إلَيهِم عِبادَةٌ»( أمالي الطوسي: ص225).

وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: «المُتَّقونَ سادَةٌ، والعُلَماءُ والفُقَهاءُ قادَةٌ، أُخِذَ علَيهِم أداءُ مَواثِيقِ العِلمِ والجُلوسُ إلَيهِم بَرَكةٌ، والنَّظَرُ إلَيهِم نُورٌ» (كنز العمال: 5653).

2ــ من أخلاق المتقين قناعتهم بما رزقهم الله تعالى فاستشعروا الغنى واتصفوا به، وتجنبوا أن يعيشوا حياة الباذخين بإسراف وترف فوق حد الضرورة، وعشرتهم مليئة بالفوائد والبركة والطهارة وهذا ما يؤكده الإمام الباقر عليه السلام: «أنّ أهلَ التَّقوى هُمُ الأغنِياءُ، أغناهُمُ القَليلُ مِن الدُّنيا، فَمَؤونَتُهُم يَسيرَةٌ، إن نَسِيتَ الخَيرَ ذَكَّروكَ، وإن عَمِلت بهِ أعانُوكَ، أخَّرُوا شَهَواتِهِم ولَذّاتِهِم خَلفَهُم، وقَدَّمُوا طاعَةَ رَبِّهِم أمامَهُم، ونَظَروا إلى سَبيلِ الخَيرِ وإلى وَلايَةِ أحِبّاءِ اللهِ فأحِبُّوهُم، وتَولَّوهُم واتَّبَعُوهُم»( بحار الأنوار: ج67، ص166).

3ــ ورد عن الإمام الباقر عليه السلام أن أمير المؤمنين عليه السلام كان يصفهم بصفات يحبها أهل الأرض وأهل السماء ويطمئن إليهم كل من يعاشرهم لصدقهم وأمانتهم ووفائهم ولذا جاء عنه عليه السلام: «كانَ أميرُ المؤمنينَ عليه السلام يقولُ: إنّ لأِهلِ التَّقوى عَلاماتٍ يُعرَفونَ بِها: صِدقُ الحَديثِ، وأداءُ الأمانَةِ، والوَفاءُ بالعَهدِ... وقِلَّةُ المُؤاتاةِ لِلنِّساءِ، وبَذلُ المَعرُوفِ، وحُسنُ الخُلقِ، وسَعَةُ الحِلمِ، واتِّباعُ العِلمِ فيما يُقَرِّبُ إلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ» (الخصال: ص483).

4ــ لا تفارق التقوى الإخلاص فإذا اتصف أحد بها لابد من الاتصاف به، كما لا يعيش المتقي حياة الآملين بآمال الدنيا وأمنياتها فيؤخذ بطوى الأمل ويغفل عن الأجل، ومن صفاته النباهة والفطنة فلا تفوته فرصة خير إلا واغتنمها شعوراً منه بقرب الأجل فلذا ذكر الإمام الباقر عليه السلام ذلك بقوله: «لِلمُتَّقي ثَلاث عَلاماتٍ: إخلاصُ العَمَلِ، وقِصَرُ الأمَلِ، واغتِنامُ المَهَلِ» (غرر الحكم: 7370).

5ــ وما ذكره أمير المؤمنين عليه السلام من صفاتهم في خطبته التي ألقاها تلبية لرغبة أحد أصحابه الذي ألح عليه فيها وهي المشهورة باسم هذا الرجل وهو (همام) فيها الكثير من صفاتهم الرائعة ولذا نذكر بعض المقتطفات تجنباً للإطالة: «فالمُتَّقونَ فيها هُم أهلُ الفَضائلِ: مَنطِقُهُمُ الصَّوابُ، ومَلبَسُهُمُ الاقتِصادُ، ومَشيُهُمُ التَّواضُعُ، غَضُّوا أبصارَهُم عَمّا حَرَّمَ علَيهِم، ووَقَفوا أسماعَهُم علَى العِلمِ النّافِعِ لَهُم، نُزِّلَت أنفُسُهُم مِنهُم في البَلاءِ كالّتي نُزِّلَت في الرَّخاءِ، ولَولا الأجَلُ الّذي كَتَبَ اللهُ علَيهم لَم تَستَقِرَّ أرواحُهُم في أجسادِهِم طَرفَةَ عَينٍ؛ شَوقاً إلَى الثَّوابِ، وخَوفاً مِن العِقابِ.

عَظُمَ الخالِقُ في أنفُسِهِم فصَغُرَ ما دُونَهُ في أعيُنِهِم، فَهُم والجَنَّةُ كَمَن قَد رَآها فَهُم فِيها مُنَعَّمونَ، وهُم والنّارُ كَمَن قَد رَآها فَهُم فِيها مُعّذَّبونَ، قُلوبُهُم مَحزونَةً، وشُرورُهُم مَأمونَةٌ، وأجسادُهُم نَحيفَةٌ، وحاجاتُهُم خَفيفَةٌ، وأنفُسُهُم عَفيفَةٌ، صَبَروا أيّاماً قَصيرَةً أعقَبَتهُم راحَةً طَويلَةً، تِجارَةٌ مَربِحَةٌ يَسَّرَها لَهُم رَبُّهم، أرادَتهُمُ الدُّنيا فَلم يُريدوها، وأسَرَتهُم فَفَدَوا أنفُسَهُم مِنها.

فمِن عَلامَةِ أحَدِهِم أنَّكَ تَرى لَهُ قُوَّةً في دِينٍ، وحَزماً في لِينٍ، وإيماناً في يَقينٍ، وحِرصاً في عِلمٍ، وعِلماً في حِلمٍ، وقَصداً في غِنى، وخُشوعاً في عِبادَةٍ، وتَجَمُّلاً في فاقَةٍ، وصَبراً في شِدَّةٍ، وطَلَباً في حَلالٍ، ونَشاطاً في هُدىً، وتَحَرُّجاً عَن طَمَعٍ، يَعمَلُ الأعمالَ الصّالِحَةَ وهُو على وَجَلٍ، يُمسي وَهَمُّهُ الشُّكرُ، ويُصبِحُ وَهَمُّهُ الذِّكرُ، يَبِيتُ حَذِراً، ويُصبِحُ فَرِحاً؛ حَذِراً لِما حُذِّرَ مِن الغَفلَةِ، وفَرِحاً بما أصابَ مِن الفَضلِ والرَّحمَةِ» (ميزان الحكمة: ج11، ص4826 ــ 4827).

الطرق الموصلة إلى التقوى

هذه الرتبة العالية الشريفة التي يطمع فيها كل العقلاء لن ينالها أحد إلا من خلال التمسك بمنهجية مرسومة من قبل الشارع المقدس ولذا نرى أن نبوّب هذه الطرق لتسهل معرفتها والأخذ بها:

1ــ الالتزام بالاستقامة في كل مفردات الحياة قولاً وعملاً والابتعاد عن الأفكار والطرق المنحرفة التي تبتعد بصاحبها عن القرب الإلهي وعن رتبة المتقين وهذا ما نلمسه في قوله تعالى: > وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ < (سورة الأنعام، الآية: 153).

ـ التمسك بالدين الإسلامي الحنيف والتلبس بواجباته والانتهاء عن نواهيه فلذا ورد في الحديث الشريف عن أمير المؤمنين عليه السلام: «التَّقوى ثَمَرَةُ الدِّينِ، وأمارَةُ اليَقينِ» (غرر الحكم: 1714).

ـ أن يصوم صوماً حقيقيا، ويبتعد عن كل ما يفسد الصوم سواء كان على مستوى الجوارح أو الابتعاد عن المفطرات الفقهية وهذا ما تريده الآية الشريفة كما في قوله تعالى: > يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ < (سورة البقرة، الآية: 183).

4ــ أن يحتاط العبد من الوقوع في الشبهات فضلاً عن الحرام الصريح والباطل الواضح وهذا ما أرشدنا إليه الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: «إنَّ المُتَّقينَ الّذينَ يَتَّقونَ اللهَ مِن الشّيءِ الّذي لا يُتَّقى مِنهُ خَوفاً مِن الدُّخولِ في الشُّبهَةِ» (تنبيه الخواطر: ج2، ص62).

5ــ لابد للعبد الذي يطمع أن يكون من المتقين أن يحاسب ويراقب نفسه ويتأكد من حلية ضرورياته، وهو الذي صرح به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في وصيّته لأبي ذر: «يا أبا ذرٍّ، لا يكونُ الرّجُلُ مِن المُتَّقينَ حتّى يُحاسِبَ نفسَهُ أشَدَّ مِن مُحاسَبَةِ الشَّريكِ لِشَريكِهِ، فيَعلَمَ مِن أينَ مَطعَمُهُ، ومِن أينَ مَشرَبُهُ، ومِن أينَ مَلبَسُهُ؟ أمِن حِلٍّ ذلكَ، أم مِن حَرامٍ؟» (كنز العمال: 8501).

ما يمنع التقوى

كما أن للتقوى وسائلا يصل بها الإنسان إلى رتبة المتقين التي هي رتبة الأنبياء والأولياء والعباد الصالحين كذلك هناك ما يمنع الاتصاف بهذه الصفة وما يحول بين المرء وبين هذه الرتبة ونذكرها على النحو الآتي:

1ــ إذا انغمس الإنسان في زخرف الدنيا وانبهر بزبرجدها يتعلق قلبه بها ويعشقها إلى درجة الوله، فيستولي عليه حب الدنيا فيغلق الباب بوجه التقوى فلا تستطيع الدخول إلى هذا القلب المغرور فضلاً عن الاستقرار فيه، وهذا يتضح من قول أمير المؤمنين عليه السلام: «حَرامٌ على كُلِّ قَلبٍ مُتَوَلِّهٍ بالدُّنيا أن تَسكُنَهُ التَّقوى» (غرر الحكم: 4904).

ـ لا ينسجم بل لا يصح أن يكون المتقي طامعاً بما في أيدي الناس من حطام الدنيا وقذارتها، ولا يكون المتقي خاليا من الحياء فلذا قال الإمام العسكري عليه السلام: «مَن لَم يَتَّقِ وُجوهَ النّاسِ لَم يَتَّقِ اللهَ» (بحار الأنوار: ج78، ص377).

3ــ إذا أراد العبد أن يتصف بالتقوى وأن يلمس آثارها وفوائدها لابد له من حفظ لسانه عما حرم الله تعالى، ولأهمية هذا الشرط نجد الإمام أمير المؤمنين عليه السلام يقسم بالله تعالى فيقول: «واللهِ، ما أرى عَبداً يَتَّقي تَقوىً تَنفَعُهُ حتّى يَخزِنَ لِسانَهُ» (نهج البلاغة: الخطبة 176).

4ــ هناك إحدى الصفات الذميمة التي لا تليق بالمؤمن، بل قد تبعده عن طاعة الله تعالى حذر منها الإمام المعصوم بقوله: «ولا يَستَطيعُ أن يَتَّقِيَ اللهَ مَن خاصَمَ» (نهج البلاغة: الخطبة 298).

أسئلة مهمة

نعلم أن الصفات الحسنة والفضائل الكريمة لها درجات متفاوتة بحسب من يتصف بها، فلذا نجد أن من الناس من له رتبة المتقين إلا أنه لا يمكن أن يكون في رتبة إمام المتقين عليه السلام ولذا نرى من المهم أن نطرح هذه الأسئلة لكي نجيب عليها بأجوبة أهل بيت العصمة عليهم السلام.

السؤال: ما هو معنى قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) فكيف نتقي الله حق تقاته؟

الجواب: ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: « اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ: أن يُطاعَ فلا يُعصى، وأن يُذكَرَ فلا يُنسى» (الدرّ المنثور: ج2، ص282).

وقد أضاف الإمام الصادق عليه السلام على قول جده صلى الله عليه وآله وسلم (ويُشكر فلا يُكفر).

ولكي نقف على نوع هذه التقوى نعرض هذه الأحاديث الشريفة لتبين لنا كيفيتها وهي كما روى عليه السلام: «اتَّقُوا اللهَ عِبادَ اللهِ تَقِيَّةَ ذِي لُبٍّ شَغَلَ التَّفكُّرَ قَلبَهُ، وأنصَبَ الخَوفُ بَدَنَهُ، وأسهَرَ التَّهَجُّدُ غِرارَ نَومِهِ، وأظمَأَ الرَّجاءُ هَواجِزَ يَومِهِ، وظَلَفَ الزُّهدُ شَهَواتِهِ» (نهج البلاغة: الخطبة 83).

وقال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: «اتَّقُوا الله َ عِبادَ اللهِ تَقِيَّةَ مَن شَغَلَ بِالفِكرِ قَلبَهُ، وأوجَفَ الذِّكرَ بِلسانِهِ، وقَدَّمَ الخَوفَ لأمانِهِ» (غرر الحكم: 6600).

السؤال: ما هو تفسير التقوى في نظر أهل البيت عليهم السلام؟

الجواب: التقوى أن تجتنب الحرام وتعصم نفسك من الوقوع فيه وهذا ظاهر في قولهم عليهم السلام: «التَّقوى اجتِناب» (غرر الحكم: 188).

«بالتَّقوى قُرِنَتِ العِصمَةُ» (غرر الحكم: 4316).

«التَّقوى أن يَتَّقِيَ المَرءُ كُلَّ ما يُؤثِمُهُ» (ميزان الحكمة: ج11، ص4832).



إرسال تعليق