بقلم: السيد جعفر مرتضى العاملي
إن من تجليات التكرمة الإلهية لعلي "عليه السلام" تزويج الله ورسوله إياه فاطمة الزهراء "عليها السلام".
ويدل على عظم مقامها، ومقام علي "عليه وعليها الصلاة والسلام" ما روي عن النبي "صلى الله عليه وآله"، وعن الصادق "عليه السلام" عنه، أنه قال: (لولا أن الله تعالى خلق أمير المؤمنين "عليه السلام" لفاطمة ما كان لها كفؤ على ظهر الأرض، من آدم فمن دونه). (راجع: الكافي للكليني ج1 ص461 ومن لا يحضره الفقيه للصدوق ج3 ص393).
وقد تحدثنا عن بعض ما يرتبط بهذا الزواج الميمون في كتابنا: الصحيح من سيرة النبي الأعظم "صلى الله عليه وآله".
علي وفاطمة (عليهما السلام) أفضل من الأنبياء
والحديث المتقدم عن كفاءة علي "عليه السلام" لفاطمة "عليها السلام" يدل على أن أمير المؤمنين، وكذلك فاطمة الزهراء "عليهما أفضل الصلاة والسلام" أفضل من جميع الأنبياء باستثناء رسول الله "صلى الله عليه وآله"، فإنه خارج قطعاً، لدلالة الأدلة القاطعة على أنه أفضل الخلق من دون استثناء أحد، لا فاطمة ولا علي "عليهما السلام"...
بل إن المقصود بهذه الكلمة هو إظهار هذا التفضيل لهما "عليهما السلام". وليس المقصود الكفاءة التي يترتب عليها جواز المباشرة بمراسم التزويج. إذ قد تتحقق الكفاءة، ولكن يوجد مانع من المباشرة في التزويج، كالأبوة، أو الأخوة، أو العمومة، أو نحو ذلك.
ويشهد لهذا الأمر ذكر آدم "عليه السلام"، مع أنه أب للزهراء "عليها السلام"، وكذلك إبراهيم، وإسماعيل "عليهما السلام".. وذلك يدل على: أن المقصود هو بيان مقامها الشامخ، وأنها فوق الأنبياء، وأن ما حباها الله به من الفضل والكرامة والمقام المحمود عند الله، لا يمكن أن يقع في وهم أحد.
لماذا لم يتزوج علي عليه السلام في حياة فاطمة عليها السلام؟
وقد سأل سائل: لماذا لم يتزوج علي "عليه السلام" غير فاطمة ما دامت على قيد الحياة، مع أن تعدد الزوجات مستحب؟! وإذا كانت الزهراء "عليها السلام" لا ترضى، فهل يمكن أن لا ترضى بما يرضاه الله؟!
ونجيب:
أولاً: قد روي عن أبي عبد الله الصادق "عليه السلام" أنه قال: "حرم الله النساء على علي "عليه السلام" ما دامت فاطمة "عليها السلام" حية. قال: قلت: وكيف؟! قال: لأنها طاهر لا تحيض). (راجع تهذيب الأحكام للطوسي ج7 ص475 ومناقب آل أبي طالب لابن شهر آشـوب ج3 ص330 ).
ولعل هذا التعليل يريد أن يشير إلى عظمتها ومقامها عند الله تعالى، وأنه تبارك وتعالى قد طهرها، حتى من جهة خلقتها، فنزهها عن الحيض، حتى لا يمنعها ذلك من مواصلة عباداتها التي تحبها.
وبهذا الحال، هل يصح من علي "عليه السلام" أن يفضل عليها أحداً، أو أن يميل إلى أحد سواها وهي على قيد الحياة؟!.
ثانياً: لم يثبت استحباب الزواج بأكثر من امرأة واحدة، بل ورد إباحة ذلك في القرآن، مع النصيحة بالتزام الزواج من واحدة في صورة الخوف من عدم التمكن من العدل بين النساء..
نعم، قد ورد في السنة الأمر بالتزوج بأكثر من واحدة لمعالجة حالة الفقر (الكافي ج5 ص430( أو نحو ذلك..
مع ملاحظة: أن معالجة ظاهرة الفقر قد كانت بالطلاق أيضاً (الكافي ج5 ص331) ، مع أنه أبغض الحلال إلى الله تعالى.
فالإستحباب المدعى يصبح موضع شك، وبذلك لا يبقى موضوع للسؤال المذكور..
إلا إذا استدل على ذلك بالروايات التي تحث على الزواج وتأمر به، مثل حديث: "تناكحوا تناسلوا فإني أباهي بكم الأمم يوم القيامة".. باعتبار أن المطلوب هو زيادة النسل، وهو يتحقق بتعدد الزوجات بصورة أتم وأوفى.
ويناقش في دلالة ذلك على استحباب التعدد، بأننا لو سلمنا بذلك، فإن استحباب زيادة النسل شيء، وتعدد الزوجات شيء آخر. فإذا فرض التلازم بينهما، فمن المعلوم: أنه لا يجب اتفاق المتلازمين في الحكم، بل يجب أن يختلفا فيه..
يضاف إلى ذلك: أن روايات الترغيب في الزواج لأجل النسل يقصد بها التأكيد على استحباب أصل التناكح والتناسل. ولكن لا مطلقاً، بل وفق سياسة وضابطة محددة، ولذلك لم يجز الزيادة على الأربع. وحددت شرائط معينة لمن يصح التزويج بها، وغير ذلك..
ثالثاً: قال الله تعالى (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).
فقد دلت هذه الآية المباركة على: أن الهدف من الزواج هو تحقيق السكون، والرضا، وذلك من خلال التوحد، والإلتقاء، ووجدان النفس لحقيقتها الكاملة، ليكونا معاً بمثابة نفس واحدة.
ومن الواضح: أن السيدة الزهراء "عليها السلام" حين تكون مع الإمام علي "عليه السلام"، فإنه "عليه السلام" سوف لا يجد في نفسه أية حاجة إلى شيء آخر، لأن السيدة الزهراء "عليها السلام" هي الكمال كله..
فلا يبقى أي مبرر لتطلّب شيء آخر. ما دام أن السكون والرضا قد بلغ منتهاه، فما هو الداعي لأن يبحث الإمام "عليه السلام" عن زوجة أخرى، ما دام أن تلك الزوجة لن يكون لها أي دور في حياته، ولا يوجد أي مجال للزيادة في حالة السكون، والرضا، والسعادة لديه؟!
وربما لأجل هذه الخصوصية بالذات لم يتزوج النبي "صلى الله عليه وآله" في حياة السيدة خديجة "عليها السلام" أية امرأة أخرى، لكنه تزوج بعدها بالعديد من النساء لأكثر من داع وسبب.. رغم علمه "صلى الله عليه وآله" بأنه لن يجد مثل خديجة "عليها السلام".
هذا وقد تزوج علي "عليه السلام" بعد الزهراء "عليها السلام" بالعديد من النساء رغم علمه بأنه لن يجد مثل الزهراء "صلوات الله وسلامه عليها".
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وأهل بيته الطاهرين.
إن من تجليات التكرمة الإلهية لعلي "عليه السلام" تزويج الله ورسوله إياه فاطمة الزهراء "عليها السلام".
ويدل على عظم مقامها، ومقام علي "عليه وعليها الصلاة والسلام" ما روي عن النبي "صلى الله عليه وآله"، وعن الصادق "عليه السلام" عنه، أنه قال: (لولا أن الله تعالى خلق أمير المؤمنين "عليه السلام" لفاطمة ما كان لها كفؤ على ظهر الأرض، من آدم فمن دونه). (راجع: الكافي للكليني ج1 ص461 ومن لا يحضره الفقيه للصدوق ج3 ص393).
وقد تحدثنا عن بعض ما يرتبط بهذا الزواج الميمون في كتابنا: الصحيح من سيرة النبي الأعظم "صلى الله عليه وآله".
علي وفاطمة (عليهما السلام) أفضل من الأنبياء
والحديث المتقدم عن كفاءة علي "عليه السلام" لفاطمة "عليها السلام" يدل على أن أمير المؤمنين، وكذلك فاطمة الزهراء "عليهما أفضل الصلاة والسلام" أفضل من جميع الأنبياء باستثناء رسول الله "صلى الله عليه وآله"، فإنه خارج قطعاً، لدلالة الأدلة القاطعة على أنه أفضل الخلق من دون استثناء أحد، لا فاطمة ولا علي "عليهما السلام"...
بل إن المقصود بهذه الكلمة هو إظهار هذا التفضيل لهما "عليهما السلام". وليس المقصود الكفاءة التي يترتب عليها جواز المباشرة بمراسم التزويج. إذ قد تتحقق الكفاءة، ولكن يوجد مانع من المباشرة في التزويج، كالأبوة، أو الأخوة، أو العمومة، أو نحو ذلك.
ويشهد لهذا الأمر ذكر آدم "عليه السلام"، مع أنه أب للزهراء "عليها السلام"، وكذلك إبراهيم، وإسماعيل "عليهما السلام".. وذلك يدل على: أن المقصود هو بيان مقامها الشامخ، وأنها فوق الأنبياء، وأن ما حباها الله به من الفضل والكرامة والمقام المحمود عند الله، لا يمكن أن يقع في وهم أحد.
لماذا لم يتزوج علي عليه السلام في حياة فاطمة عليها السلام؟
وقد سأل سائل: لماذا لم يتزوج علي "عليه السلام" غير فاطمة ما دامت على قيد الحياة، مع أن تعدد الزوجات مستحب؟! وإذا كانت الزهراء "عليها السلام" لا ترضى، فهل يمكن أن لا ترضى بما يرضاه الله؟!
ونجيب:
أولاً: قد روي عن أبي عبد الله الصادق "عليه السلام" أنه قال: "حرم الله النساء على علي "عليه السلام" ما دامت فاطمة "عليها السلام" حية. قال: قلت: وكيف؟! قال: لأنها طاهر لا تحيض). (راجع تهذيب الأحكام للطوسي ج7 ص475 ومناقب آل أبي طالب لابن شهر آشـوب ج3 ص330 ).
ولعل هذا التعليل يريد أن يشير إلى عظمتها ومقامها عند الله تعالى، وأنه تبارك وتعالى قد طهرها، حتى من جهة خلقتها، فنزهها عن الحيض، حتى لا يمنعها ذلك من مواصلة عباداتها التي تحبها.
وبهذا الحال، هل يصح من علي "عليه السلام" أن يفضل عليها أحداً، أو أن يميل إلى أحد سواها وهي على قيد الحياة؟!.
ثانياً: لم يثبت استحباب الزواج بأكثر من امرأة واحدة، بل ورد إباحة ذلك في القرآن، مع النصيحة بالتزام الزواج من واحدة في صورة الخوف من عدم التمكن من العدل بين النساء..
نعم، قد ورد في السنة الأمر بالتزوج بأكثر من واحدة لمعالجة حالة الفقر (الكافي ج5 ص430( أو نحو ذلك..
مع ملاحظة: أن معالجة ظاهرة الفقر قد كانت بالطلاق أيضاً (الكافي ج5 ص331) ، مع أنه أبغض الحلال إلى الله تعالى.
فالإستحباب المدعى يصبح موضع شك، وبذلك لا يبقى موضوع للسؤال المذكور..
إلا إذا استدل على ذلك بالروايات التي تحث على الزواج وتأمر به، مثل حديث: "تناكحوا تناسلوا فإني أباهي بكم الأمم يوم القيامة".. باعتبار أن المطلوب هو زيادة النسل، وهو يتحقق بتعدد الزوجات بصورة أتم وأوفى.
ويناقش في دلالة ذلك على استحباب التعدد، بأننا لو سلمنا بذلك، فإن استحباب زيادة النسل شيء، وتعدد الزوجات شيء آخر. فإذا فرض التلازم بينهما، فمن المعلوم: أنه لا يجب اتفاق المتلازمين في الحكم، بل يجب أن يختلفا فيه..
يضاف إلى ذلك: أن روايات الترغيب في الزواج لأجل النسل يقصد بها التأكيد على استحباب أصل التناكح والتناسل. ولكن لا مطلقاً، بل وفق سياسة وضابطة محددة، ولذلك لم يجز الزيادة على الأربع. وحددت شرائط معينة لمن يصح التزويج بها، وغير ذلك..
ثالثاً: قال الله تعالى (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).
فقد دلت هذه الآية المباركة على: أن الهدف من الزواج هو تحقيق السكون، والرضا، وذلك من خلال التوحد، والإلتقاء، ووجدان النفس لحقيقتها الكاملة، ليكونا معاً بمثابة نفس واحدة.
ومن الواضح: أن السيدة الزهراء "عليها السلام" حين تكون مع الإمام علي "عليه السلام"، فإنه "عليه السلام" سوف لا يجد في نفسه أية حاجة إلى شيء آخر، لأن السيدة الزهراء "عليها السلام" هي الكمال كله..
فلا يبقى أي مبرر لتطلّب شيء آخر. ما دام أن السكون والرضا قد بلغ منتهاه، فما هو الداعي لأن يبحث الإمام "عليه السلام" عن زوجة أخرى، ما دام أن تلك الزوجة لن يكون لها أي دور في حياته، ولا يوجد أي مجال للزيادة في حالة السكون، والرضا، والسعادة لديه؟!
وربما لأجل هذه الخصوصية بالذات لم يتزوج النبي "صلى الله عليه وآله" في حياة السيدة خديجة "عليها السلام" أية امرأة أخرى، لكنه تزوج بعدها بالعديد من النساء لأكثر من داع وسبب.. رغم علمه "صلى الله عليه وآله" بأنه لن يجد مثل خديجة "عليها السلام".
هذا وقد تزوج علي "عليه السلام" بعد الزهراء "عليها السلام" بالعديد من النساء رغم علمه بأنه لن يجد مثل الزهراء "صلوات الله وسلامه عليها".
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وأهل بيته الطاهرين.
2 التعليقات
لماذا لم يتزوج الإمام علي عليه السلام في حياة فاطمة
تعليقبسم الله الرحمن الرحيم عاشت اناملك على هذا تعبير وماقلتة هو الصحيح لايوجد افضل واكمل من سيدتنا فاطمة الزهراء وبهذه المناسبة اقدم عزائي لسيدتي ولابيها رسول الله محمد (ص) ولزوجها الامام علي لفقدان ولدهم الحسين روحي له الفداء وشكرا تحياتي لجميع الاخوة
تعليقإرسال تعليق